منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
مش عارفة كنت هعمل إيه من غيرك.
تحدث مالك بلهجة جادة مؤكدا دعمه الكامل لها في جميع الأحوال
أهم حاجة هي أنك متخليش أي شخص يحبطك بشوية كلام سلبي يعني لازم تعتبري العلاج النفسي ده زي أي علاج تاني أنت بتاخديه وهتبطليه لما تخفي وتحسي نفسك بقيتي كويسة.
أومأت هبة برأسها دليلا على موافقتها لحديث مالك الذي أثبت لها كم كانت حمقاء وساذجة عندما أحبت شخص وضيع مثل أحمد ورفضت ابن عمه الذي ساندها في المحڼة القاسېة التي مرت بها بعدما تخلى عنها أقاربها وتركوها فريسة جريحة أمام ألسنة الناس الحادة التي لا ترحم.
شعرت مروة بالإحباط الشديد بسبب سلبية زوجها وعدم حرصه على سعادتها وتمنت لو كان بإمكانها أن تنفصل عنه فهي كانت سوف تفعل ذلك لولا ظروفها القاسېة التي تجعلها مجبرة على الحفاظ على زواجها من عمرو كما أنها تحبه ولا تستطيع أن تتركه.
قالها عمرو وهو يرتدي حذائه فنظرت له مروة بوجوم قائلة بتهكم
لا شكرا يا حبيبي ربنا ميحرمنيش منك.
فهم عمرو من لهجتها أنها غاضبة منه للغاية ولكنه يعلم جيدا أن موقفها سوف يتبدل بعدما تشاهد ما سوف يقوم به فهو
لن يمرر لآية هذا الفعل القذر الذي قامت به.
ابتسمت آية وقبلت رأس فادية قبل أن تغادر تحت نظرات مروة التي كانت تريد أن تجرها من شعرها وتشبعها ضړبا.
غادر عمرو هو الأخر منزل العائلة واستقل سيارة أجرة بدلا من سيارته حتى لا تلاحظ آية أنه يقوم بمراقبتها.
استقبلها الدجال وسألها عن سبب حضورها فنظرت له وهي تجيب بضيق
جاية أقولك أن العمل بتاعك مش جايب نتيجة ومفيش أي حاجة حصلت.
شعر الدجال بالارتباك ولكنه قرر أن يتماسك رغم شعوره بالاستغراب الشديد فهو لا يصدق أن ما قام به لم يجد نفعا مع مروة
صاحت آية بنفاذ صبر من هذا الحديث الذي أصابها بإحباط شديد
طيب وبعدين هعمل إيه دلوقتي
رمقها الدجال قائلا بنبرة ماكرة
متقلقيش أنا هعرف إزاي أتصرف معاها ولو الجني اللي أنا سلطه مقدرش عليها هسلط عليها جني تاني أقوى منه اديني بس يومين وكل حاجة هتبقى مظبوطة زي ما أنت عايزة.
اتصال مفاجئ جاء إلى هبة التي استغربت كثيرا عندما أجابت وسمعت صوت يحيى وهو أحد أصدقاء أحمد المقربين.
همست هبة بتأفف فهي لا تريد أن تتحدث مع أي شخص لديه صلة مع أحمد حتى لا يتكرر ما حدث معها قبل أسبوع في المطعم عندما ذهبت لتلتقي بأماني
خير يا يحيى عايز مني إيه وليه بتتصل بيا
جاءها الجواب الذي أثار دهشتها وجعلها غير مصدقة لما تسمعه
أنا معايا صور ليك أحمد كان بعتهالي عشان أعدل عليها بس أنا رفضت وقتها وحاولت أهديه وأعقله وفكرت أنه اقتنع بكلامي بس لما رجعت من السفر عرفت بكل اللي حصل.
أغمضت عينيها بقوة تمنع الدموع الغزيرة التي تريد أن تخرج من مقلتيها فهي لم تجد شخصا واحدا إلا وأكد لها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر أنها أخطأت في حق نفسها عندما وثقت في أحمد.
انتشل هبة من شرودها صوت يحيى الذي قال بجدية
أنا واقف دلوقتي تحت بيتك ومعايا الفلاشة اللي عليها صورك فياريت تنزلي تاخديها مني عشان أنا مستعجل.
وضعت هبة الحجاب على رأسها قائلة باقتضاب قبل أن تفتح باب الشقة
حاضر دقيقة وهكون عندك.
هبطت هبة الدرج بسرعة ووقفت أمام يحيى الذي مد لها يده بالفلاشة وردد بأسف
صدقيني أنا فكرته صرف نظر عن موضوع الفبركة ده بس للأسف اكتشفت أني غلطان وأن أحمد يبقى واحد واطي وحقېر وأني فضلت مخدوع فيه فترة طويلة.
انصرف يحيى تاركا خلفه هبة التي چثت أرضا تبكي بحسرة على قلبها الذي ټحطم بقسۏة مرددة بحشرجة
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أحمد ده أنا محبيتش أي شخص في حياتي زي ما حبيتك.
قلبها يكتوي بنيران مستعرة وروحها تتعذب وتصرخ فكيف يمكن أن يكون مالك الذي ظنته في الماضي شخصا سيئا حينما حاول
متابعة القراءة