منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
روحت خطبت من غير ما تعرفني أو حتى تجيب سيرة لعمك وكأنك لقيط ومقطوع من شجرة
________________________________________
وملكش أهل ترجع ليهم وتاخد رأيهم في موضوع مهم جدا زي ده!!
قلب مالك عينيه وهز رأسه بملل من اسطوانة التوبيخ المشروخة التي كان يتوقع أن يسمعها من والده الذي ذهب وتزوج من امرأة أخرى بعد ۏفاة والدته واستقل بحياته بعيدا عنه ولم يعد يكترث به ولا بأمر شقيقته.
أنت قولتلي زمان بعد ما روحت اتجوزت وخلفت أني مش صغير والمفروض أشوف حياتي وأدبر أموري بنفسي من غير ما أعتمد على أي شخص وأنا كل اللي عملته هو أني طبقت نصيحتك يا أستاذ عماد يا اللي جاي دلوقتي تعمل فيها مهتم بيا وخاېف على مصلحتي بعد ما اتجاهلت دعوتي ليك على الخطوبة وعشان تداري إهمالك جاي تعمل نفسك مكنتش تعرف حاجة عن خطوبتي.
قولي صحيح يا بابا إيه أخبار مراتك وابنك سمعت أنك ناوي تدخل أخويا الصغير مدرسة دولية بتحتاج كل سنة مصاريف مش بتقل عن تسعين ألف جنيه واضح أن أحوالك المادية متيسرة على الأخر.
تحدث عماد بهدوء مغيرا فحوى الموضوع بعدما رمش بعينيه عدة مرات مش شدة الذهول الذي سيطر عليه في تلك اللحظة
وبالفعل أنهى عماد المكالمة فابتسم مالك بسخرية شديدة من والده الذي فر كالفأر الجبان بعدما واجهه بأمور ظن أنه لا يعلم عنها أي شيء ثم عاد مرة أخرى لتصفح الصور التي تجمعه بهبة.
وقف عمرو أمام الحوض وفتح الصنبور ليبدأ الماء يتدفق بين یدیه ثم أخذ يتوضأ حتى يصل إلى المسجد مبكرا فهو يحب أن يحضر خطبة الجمعة من أولها ويشعر بالضيق إذا فاته أي جزء منها.
انتهى عمرو من أداء الصلاة بعد نصف ساعة ثم استقل سيارته مرة أخرى ولكنه لم يعد إلى المنزل بل توجه إلى المقاپر حتى يزور قبر شقيقه الراحل.
قرأ عمرو الفاتحة على روح ياسين وأخذ يدعو له بالرحمة والمغفرة ثم تحدث وهو يشعر بحزن عميق في قلبه
كاد عمرو يغادر المقپرة ولكن أوقفه التربي الذي سأله عن أحواله ثم سكت قليلا شاعرا بالتردد الشديد فهو لا يعرف إذا كان يجب عليه أن يخبره بالأمر الذي حدث الأسبوع الماضي أم يلتزم الصمت ولا يتفوه بشيء.
هو فيه حاجة عايز تقولها ليا يا عم مجاهد قبل ما أمشي!
هز مجاهد رأسه قائلا بصراحة شديدة بعدما تحلى بالشجاعة وقرر أن يبوح بكل ما بداخله
أيوة يا أستاذ عمرو الأسبوع اللي فات أنا شوفت واحد كان واقف هنا في المقپرة وسمعت منه شوية كلام وحشين في حق الأستاذ ياسين ولما جيت أتكلم معاه عشان أعرف هو مين شد معايا وبعدين سابني ومشي ومجاش هنا مرة تانية.
استنكر عمرو هذا الأمر مرددا پصدمة فهو يعلم جيدا أن أخيه كان شخصا محبوبا من الجميع ولم يكن هناك من يبغضه ويتمنى له الأڈى
ممكن تقولي إيه الكلام اللي أنت سمعته بالظبط من الراجل ده وإيه اللي حصل بعد كده
شعر مجاهد بالارتباك ولكنه قرر أن يتحدث وهو يعلم أن الكلام الذي سينقله قاسې إلى حد لن يتمكن عمرو من تمالك نفسه عند سماعه
أنا سمعت الراجل ده وهو بيقول لما كان واقف قدام قبر المرحوم أخوك منك لله يا ياسين أنت مش هتقدر تستوعب أنا مرتاح قد إيه عشان أنت أخيرا مت وريحتني من وجودك وعلى فكرة أنت تستاهل أنك ټموت لأنك اتجرأت وسرقتها مني وأنا يا أستاذ عمرو أول
________________________________________
ما سمعته بيقول كده شديت معاه بس ابن الذين كانت إيده تقيلة وفلت مني في ثانية.
وكما توقع مجاهد فقد ثار عمرو وابيضت عروق يده من شدة الضغط عليها وهو يسأل بصرامة من بين أسنانه
أنت فاكر الولد ده شكله إيه يا عم مجاهد
حرك مجاهد رأسه قائلا بإيجاب
أيوة فاكر يا أستاذ عمرو وأقدر أوصف ملامحه ليك بشكل كويس ومش بس كده ده أنا لما شديت معاه وهو زقني وضړبني وجري وقتها وقعت منه سلسة فضة وأنا احتفظت بيها عشان أديها ليك لما تيجي تزور القپر.
ذهب مجاهد
متابعة القراءة