منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
رأت خاتما ذهبيا يمتاز بمظهر أنيق للغاية.
هتفت أماني وهي تمسك بالخاتم وتتأمله بحزن
دي كانت الهدية اللي أحمد فضل يحوش في تمنها من شغله طول السنة اللي فاتت عشان يقدر يجيبهالك ويفرحك في عيد ميلادك.
تطلعت هبة إلى الخاتم بقلب مشتت وعقل يحذرها من الاستماع إلى أماني وقد أخذ يقنعها أن هذه خدعة منها حتى تفسد عليها فرحتها بخطبتها.
صاحت هبة بصرامة وهي تشير بسبابتها نحو باب شقتها
اتفضلي لو سمحت يا مدام أماني اطلعي برة بيتي وخدي هديتك المقرفة دي معاك وإلا هصوت وهلم عليك الجيران وياريت متخلينيش أشوف وشك مرة تانية.
بصقت هبة على الأرض بعدما غادرت أماني ثم أغلقت باب شقتها وجلست على الأريكة تفكر في كل كلمة سمعتها قبل قليل وفي هذه اللحظة تذكرت أحمد الذي أخبرها أنه يستعد ويبذل قصارى جهده حتى يجهز لها مفاجأة تليق بعيد ميلادها.
أمسكت هبة بالمزهرية وألقتها أرضا وهي تصرخ بقوة وكأنها تعاقب قلبها الذي يدق كلما تذكرت أحمد أو جلب أحدهم سيرته أمامها ولو عن طريق الخطأ
ومضات وذكريات كثيرة أخذت تتدافع في عقل أحمد مرة واحدة لدرجة أصابت رأسه بالألم الشديد وجعلته يهزه يمينا ويسارا حتى يتخلص من هذا الۏجع الذي شعر أنه سوف يفتك به.
أخذ يرى أمامه ذكرى اللحظة التي التقى بها بهبة وأخرى عندما أخبرها أنه يحبها وسوف يضحي بكل شيء من أجل إسعادها.
تذكر عندما أخذ يلومها على تركها له بعد كل ما فعله من أجلها واستنكر موقفها بقوله كيف تظنين أنني خدعتك وأنا من كنت أسيرا لعينيك ورهن إشارتك ولم أكن أريد سوى أن أرى ابتسامتك التي تريح قلبي وتجعلني أسعد لأنني أرى نفسي سندك في هذه الحياة!
ازدادت حدة الألم الذي يجتاح رأسه وسط هذه العتمة التي تحيط به وشعر أنها نهايته ولكن فجأة انقشع هذا الظلام واستطاع أن يفتح جفنيه مناديا بهمس خاڤت باسم هبة.
________________________________________
ولكنه لا يفهم ما الذي أتى به إلى هذا المكان!
مرت بضع دقائق قبل أن يتذكر أحمد الحاډث الفظيع الذي جرى معه وأدرك أن هذا هو سبب جلبه إلى هذه المستشفى.
دلف الطبيب إلى الغرفة حتى يقوم بإجراء الفحص الروتيني ولكنه تفاجأ عندما وجد أحمد يفتح عينيه وينظر إليه.
هتف الطبيب بحدة فهو يعلم جيدا بالشيء الغير أخلاقي الذي قام به أحمد مع هبة
حمد الله على السلامة يا أستاذ أحمد وأخيرا صحيت من غيبوبتك اللي استمرت كذا شهر.
سيطر الذهول على أحمد بعدما علم أنه ظل راقدا على هذا السرير لفترة طويلة وتملكت منه الصدمة بعدما دخل الضابط إلى الغرفة وسمعه يهتف بصرامة
بما أنك فوقت فمفيش أي حاجة هتحميك دلوقتي من السچن اللي تستحقه أنت وأمثالك.
الفصل العاشر
سقط الهاتف من يد أماني من هول المفاجأة التي سمعتها فقد استجاب الله لدعواتها واستيقظ ابنها أخيرا من الغيبوبة.
شاهد رضا تبدل حال زوجته بعدما أتاها هذا الاتصال وسألها عما أخبرها به المتصل ولكنه لم يتلق منها أي جواب فأمسك بالهاتف وتحدث مع المتصل وعلم بالخبر الذي أصاب زوجته بالذهول الذي جعل جسدها يتخشب لبضع ثوان.
سالت دموع الفرح من عيني أماني وهي تردد بابتسامة عريضة لم تظهر مثلها على وجهها منذ فترة طويلة
ألف حمد وشكر ليك يا رب أحمد فاق يا رضا ربنا جبر بخاطرنا ورجع ابننا تاني لحضننا.
يلا يا أماني جهزي نفسك عشان نروح نشوفه لأن زمانه دلوقتي بيسأل علينا وإحنا لازم نكون جنبه عشان نشرحله كل حاجة حصلت الفترة اللي فاتت قبل ما يعرف التفاصيل من أي حد تاني.
قالها رضا يحث زوجته على التحرك وتجاوز حالة الذهول التي تمكنت منها ونجح في ذلك بالفعل فقد سمع صوتها وهي ترد بسرعة
حاضر يا رضا اديني كام دقيقة وهكون جاهزة عشان نروح لأحمد ونشوفه لأنه وحشني أوي.
استغرقت أماني عشر دقائق فقط في تبديل ملابسها وقد أنهى رضا أيضا تجهيز نفسه ثم خرجا سويا من
متابعة القراءة