منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
به
تمام يا أحمد سيبني أنا أتصرف وأحاول أشوف يحيى ده راح فين داهية وأوعدك أن على بكرة هكون وصلتله ومش هسيبه غير لما أخليه يعترف بكل حاجة في محضر رسمي لأن اعترافه ده هيكون أصلا دليل على براءتك.
هتف أحمد بامتنان يشكر به شهامة ابن خالته الذي قرر أن يدعمه على الرغم من انشغاله بعلاج ظهره وساقيه فهو لا يزال حتى الآن يعاني من تبعات الإصابة التي تعرض لها بسبب شظايا القنبلة التي اڼفجرت وهو في إحدى المهمات وقد أجبرته تلك الإصابات التي تلقاها على الابتعاد عن مجال الشرطة إلى الأبد
أنهى أحمد المكالمة وذهب إلى غرفته حتى ينال قسطا من الراحة وهو على يقين أنه عندما يستيقظ في الغد سوف يتلقى اتصال من محمد وسوف يخبره أنه قد وصل ليحيى.
مالك يا عمرو سرحان في إيه
قالتها مروة مستغربة شرود زوجها منذ عودته من الخارج حيث يبدو من ملامحه أنه قد حدث شيء مهم جعل تفكيره منشغل إلى هذه الدرجة.
مفيش أي حاجة يا مروة اطمني ومټخافيش وأهم حاجة اوعي تنسي أن عندك ميعاد بكرة عند الدكتورة.
ابتسمت مروة بسبب اهتمام زوجها وحرصه عليها قائلة
تلاشت ابتسامتها بشكل تدريجي وهي تتحسس بطنها وسألته باهتمام
قولي يا عمرو إحنا هنفضل نخبي لحد إمتى موضوع الحمل الوقت بيمر وبطني بدأت تكبر وأنا بقيت بداريها بالعبايات الواسعة أوي بس بعد ما يمر شهر كمان ساعتها الكل هيعرف أني حامل لأني هكون ساعتها دخلت في الرابع.
متقلقيش يا حبيبتي لو اللي في بالي طلع صح ساعتها هنكون خلصنا من آية وارتحنا منها.
وجهت نظراتها المتعجبة نحوه وضيقت عينيها هامسة بضيق
أه منك يا عمرو لو بس تفهمني أنت بتفكر في إيه بدل ما أنت عمال تتكلم بالألغاز ساعتها هرتاح وهبطل أشغل دماغي كل شوية بحكاية حملي اللي مخبياه عن كل الناس حتى عن أمي.
متشغليش بالك اعتبري أن اللي في دماغي دي مفاجأة أنا بجهزها عشان أفرحك بس مستني لما أظبطها الأول.
نهضت مروة هاتفة بحنق وهي تتوجه نحو المطبخ
أنا لو فضلت أتحايل عليك من هنا لحد بكرة عشان تقولي مش هتقول حاجة وهتفضل تاكل بعقلي حلاوة وعشان كده يستحسن أن أنا أقوم أروح أعمل حاجة مفيدة وأخلص اللي ورايا بدل قعدتي جنبك اللي مفيش منها أي فايدة.
________________________________________
نحو نفسه هاتفا باستنكار وهو يبتسم
بقى أنا قعدتي معاك ملهاش لازمة!! ده أنت طلعت فعلا نكدية ومش وش نعمة و...
لم يتمكن من إكمال جملته بسبب الوسادة التي ألقتها مروة على وجهه ونظرات التحذير التي صوبها نحوه كانت كفيلة بجعله يلتزم الصمت ولا يتفوه بأي حرف.
دقت الساعة التاسعة صباحا في اللحظة التي قررت بها هبة أن تتصل بآية وتخبرها أنها لن تجعل توفيق يترافع عن قضيتها وسوف تقوم بتوكيل محامي أخر حتى يتولى القضية.
أنهت هبة المكالمة وتوجهت نحو المطبخ حتى تعد الفطور ثم جلست تتناول الطعام في هدوء وهي تستمع إلى آيات الذكر الحكيم التي يتم ترتيلها بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي على إذاعة القرآن الكريم.
انتهت هبة من تناول الطعام وقبل أن تحمل الأطباق جاءها اتصال من مالك الذي علم بقرارها من شقيقته وعبر عن ضيقه بقوله
إيه اللي أنت عملتيه ده يا هبة! مفيش محامي هيقدر يقف في وش صلاح حسين غير توفيق النمر وعشان كده لازم تخليه يمسك قضيتك.
احتدت نظرات هبة من تصرف مالك الذي أجج شكوكها قائلة بحزم
أنا قررت خلاص يا مالك ومش هرجع في قراري توفيق مش هينفع يمسك القضية لأنه واحد معندوش ضمير ولا مبادئ وأنا مش بحب أتعامل مع الناس اللي زيه.
حاول مالك أن يجعلها تتراجع عن هذا القرار الذي أطاح بكل ما كان يفكر به فهو قد ظن أنه استطاع إقناعها بالأمس ولكن يبدو أن حواره معها قد أتى بنتائج عكسية
طيب حاولي تفكري تاني في الموضوع وبلاش تتسرعي.
هتفت هبة بحدة تنهي بها الجدال الذي تراه بلا فائدة
أنا أخدت القرار ده بعد ما صليت صلاة استخارة وحسيت بالراحة وأكيد مفيش أي حد هيدبر ليا أموري أحسن من ربنا ولا أنت إيه رأيك يا مالك في الكلام ده
هتفه مالك بضيق لم يتمكن من إخفائه
براحتك يا هبة اعملي كل اللي أنت عايزاه.
أنهى مالك المكالمة وهو يلعن هذا الحظ الذي لم يحالفه وأخذ يفكر في طريقة أخرى تمكنه من التخلص من أحمد بعدما فشل
متابعة القراءة