منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
والقهر.
أمسكت راوية بكفي شادي
وربتت عليهما وتحدثت بنبرة ظهر بها مدى الحزن الذي يحمله قلبها المټألم على فراق شقيقتها
والدتك كانت عايزة مصلحتك وعشان كده كانت رافضة موضوعك أنت واللي ما تتسمى اللي اسمها آية.
تنهدت راوية وقررت أن تخبره بالأمر الذي تظن أنه على علم به ولم تكن تدري أنه لا يعرف أي شيء عن هذا الموضوع بسبب حرص رشا على إخفائه
عقد شادي حاجبيه واقترب برأسه من خالته وهو يسألها پصدمة شديدة جعلته يستفيق من حالة الحسړة التي تملكت منه بعد مۏت والدته
أومأت راوية برأسها إيجابا وهي تشعر بالذهول لأنها لم تكن تعلم أن شادي يجهل أمر مقابلة رشا لآية.
أخذت راوية تفرك أصابعها بتوتر بعدما شعرت أنها قد أفشت سر من أسرار شقيقتها دون أن تقصد القيام بذلك
أنا كنت مفكرة أنك عارف الموضوع ده على العموم أنا عايزة أقولك أنك المفروض تريح والدتك في تربتها وتشوف هي كانت عايزاك تعمل إيه قبل ما هي ټموت عشان تنفذه لو أنت فعلا بتحبها.
أما شادي فكان يشعر بشيء مريب بعدما سمع حديث خالته وعقد موازنة بينه وبين الكلام الذي قالته آية عندما اتصلت به قبل بضعة أيام وقامت بتعزيته.
عاد بذاكرته إلى الوراء وتذكر الحديث الذي دار بينهما أثناء تلك المكالمة القصيرة التي تمت قبل بضعة أيام.
أجابها شادي بحزن وهو يكفكف دموعه
أمي ماټت يا آية راحت وهي زعلانة مني عشان أنا رفضت أسيبك.
أخذ شادي يبكي بحړقة ووصل صوت بكائه إلى آية التي أخذت تواسيه بقولها
ربنا يرحمها ويصبرك يا قلبي هي كانت بتحبك ومستحيل تكون مېتة زعلانة منك.
أبعدت الهاتف عنها وزفرت بسأم لأنها مضطرة لاصطناع الحزن على مۏت رشا ثم قربت الهاتف منها مرة أخرى قائلة
ظلت هذه الجملة تدق في عقل شادي كناقوس يحاول أن يوقظه من غفوته ويجعله ينتبه إلى أمر لم يكن سيخطر في عقله لولا معرفته من خالته عن اللقاء الذي دار بين آية ووالدته قبل يوم واحد من ۏفاتها.
أجل بالتأكيد هي لها يد في مۏت والدته فهو يعرفها جيدا ويدرك أنها ليست الفتاة التي تستسلم للظروف المحيطة بها بل تسعى وتفعل المستحيل لكي تحقق أهدافها حتى لو وقف الجميع ضدها.
لقد صار في الآونة الأخيرة يشك في مسألة أنها هي المسؤولة عن مۏت ياسين وأن القټل الذي يعد چريمة نكراء صار بالنسبة لآية مجرد وسيلة تجعلها تحقق أهدافها فهي ليست امرأة تهتم بأي شيء سوى الوصول إلى مبتغاها حتى لو كان السبيل الوحيد لذلك هو إزهاق روح الأخرين.
لقد أحبها وأقسم أن يضحي بحياته من أجلها ولكن الآن كل شيء قد تغير فقلبه الذي عشقها الآن صار يبغضها ولن يحصل على الراحة قبل أن يقضي على حياتها إذا صحت شكوكه وتأكد أنها هي المسؤولة بالفعل عن مۏت والدته الحبيبة.
نهاية الفصل
الفصل الواحد والعشرون
لم تكن معرفة حقيقة مالك بالنسبة إلى هبة أمرا سهلا بل كان شيئا في غاية الصعوبة استلزم منها الكثير من التفكير كما أن الدهاء كان عنصرا مطلوبا من أجل تحقيق غرضها.
تذكرت هبة عندما اتصلت بمالك وطلبت منه أن تلتقي به وقد وافق بالفعل وذهب لمقابلتها في أحد الأماكن المطلة على نهر النيل.
أخذت هبة تنظر إلى مياه النيل التي كان لها مظهرا ساحرا في هذا الوقت من الصباح وابتسمت قائلة بهدوء
المنظر هنا جميل أوي وأنا بحب أجي كل فترة المكان ده عشان بحس فيه براحة نفسية عجيبة جدا مش بحسها غير فيه.
شاركها مالك الابتسامة ولكنها متصنعة فهو ليس راضيا عن قدومهما إلى هذا المكان لأنه يعلم جيدا أنها كانت تلتقي فيه بأحمد وتلتقط الصور برفقته.
لم يتمكن مالك من خداع هبة بابتسامته المزيفة فقد استطاعت أن ترى أمارات الضيق مرتسمة بشكل واضح على ملامحه وفهمت أنه على علم بمسألة تفضيل أحمد لهذا المكان.
يجب عليها الآن أن تجعله يقع بلسانه ويعترف دون أن يقصد بشيء
متابعة القراءة