عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد

موقع أيام نيوز

الفصل الاول

يجلس عدد من الناس أمام رجل يرتدى جلباب و عمه و بيده دفتر كبير ليفتحه واضعا اياه على المنضده المتوسطه التى أمامه.
"يا جماعه انتوا متأكدين من قراركم ده، ان أبغض الحلال عند الله الطلاق"
تحدث من يرتدى العمه بنبره عمليه كأنه تدرب على تلقين تلك الجمله مئات المرات.
"يا بنتى فكرى تانى و راجعى نفسك"

تحدث احد الرجال الكبار بالسن لتلك الفتاه التى تجلس أمام من يرتدى العمه لتعدل من نظارتها الطبيه.
" ده قرار نهائى يا بابا"
أجابت والدها بهدوء و هى تنظر أمامها بشرود غير مكترثه لنظرات من حولها.
"طيب فكر انت يا ابنى ده انتوا معداش على جوازكم سنه"
تحدث رجل اخر كبير فى السن و هو يرمق ابنه الذى يجلس أمام من يرتدى العمه.
"صدقنى يا بابا مش هينفع، كمل إجراءات الطلاق لو سمحت"
نطق الشاب بهدوء و هو يرمق من يرتدى العمه ليشرع الاخر فى إنهاء إجراءات الطلاق ليوقع كلا من الطرفين منهيين زواجهم الذى لم يدم سوى عام واحد فقط.

مر عام منذ اخر تجمع للعائله و كان فى طلاق أبناء العمومه و ها هم يتجمعوا مره اخرى بعد مرور عامان لحضور خطبه أحدهم الان.

أصوات موسيقى عاليه و أضواء بألوان مبهجه و الكثير من الناس يرقصون على المسرح فى سعاده مشاركين العريس و العروس فرحتهم.
جلس العريس بجانب عروسه ليستريحا قليلا من مجهود الرقص و أيضا ليشربوا بعض من العصير الذى يقدم لهم.
صعدت فتاه بجسد متناسق بارز من خلال ذلك الفستان الأسود الذى فصل لها فقط و لا لأحد غيرها تغطى شعرها بوشاح اسود اللون كذلك بلون فستانها الخلاب بملامح لطيفه و ظلال عين اسود أبرز لون عينيها الفريد و بسمه رسمت على شفتيها المرسومه بأحمر شفاه قاتم لتظهر أسنانها اللؤلؤيه و هى تتوجه إلى العريس و عروسه.
"الف مبروك يا زين ربنا يتمملك بخير"
نطقت تلك الفتاه بنبره انثويه لطيفه و هى تبتسم بسعاده. 
"الف مبروك يا عروسه"
باركت للعروس كذلك لتقبل كلا وجنتيها لتبتسم لها العروس كمجامله لتنزل من أمامهم بعد ذلك بينما الاخر يتابعها بهدوء.
"انت تعرفها يا زين؟ "
نطقت من تجلس بجانبه و هى ترى كيف يتابعها غير مكترث بها.
"لا معرفهاش ،انا مفكرها تبعك"
تحدث و هو ينظر لها بإستغراب و هو قاطبا حاجبيه بتساؤل.
"لا معرفهاش بس شكلها تقربلك او تبعك انت لأنها عارفه اسمك"
تحدثت العروس و هى تنظر له بهدوء ليومئ لها ناظرا أمامه و هو يبحث عنها بعينيه.
وجدها تجلس بين عمه و زوجته و هى تضحك معهم بفرح و سعاده و هى تحرك اكتافها و رأسها مع الاغنيه ليقطب حاجبيه بتساؤل و لكنه قرر تجاهلها و الانشغال مع عروسته.
فى اليوم الموالى بينما هو كان نائما فى غرفته سمع ندائا بإسمه و احد ما يحرك جسده ليتقلب بسريره و هو يتأفأف.
"يا ماما سيبينى انام شويه تعبان من امبارح"
تحدث النائم بنبره ناعسه و هو مغلق عينيه لتمصمص والدته شفتيها بضيق.
"قوم يا منيل احنا بقينا العصر و كمان عمك و مراته و بنته جايين يقضوا اليوم معانا"
تحدثت والدته و هى تهزه بقوة حتى ينهض من سباته ليتأفأف مره اخرى.
"طيب و انا مالى يا ماما ما يجوا براحتهم انا مالى سيبينى انام بقا"
تحدث مره اخرى  و هو يضع المخده فوق رأسه لتتنهد والدته بقوة.
" متعملش خليك مخمود"
تحدثت والدته پغضب و هى تنهض من جانبه لترحل و لكنه نادى عليها قبل أن تخرج.
"هو انا ممكن اعزم هنا تتغدى معانا انهارده؟ "
تسائل و هو ينهض من نومه ليجلس بإعتدال و هو ينظر إلى والدته التى نظرت له پغضب.
"يا دى النيله على هنا و سنينها السودا، اعزمها ياخويا هى كانت أول و لا آخر مره"
تحدثت والدته پغضب لتخرج من الغرفه غالقه بابها بقوة ليبتسم هو ممسكا بهاتفه ليتصل بمخطوبته ليعزمها على الغداء لديه بالمنزل مع عائلته و عائله عمه.
خرج من غرفته الساعه الثالثه تقريبا ليجد والده و عمه يجلسان يتحدثان معا ليلقى عليهم التحيه و هو يجلس معهم يشاركهم فى الحديث و هو يسمع قهقهات النساء بالمطبخ.
دقت الساعه الرابعه ليدق جرس بيته لينهض من مكانه بإبتسامه سعيده ليفتح لمخطوبته.
"ازيك يا حبيبى"
تحدثت تلك الفتاه ذات الخصل الصفراء و الملابس الضيقه القصيره بغنج و ابتسامه و هى تنظر لمن يقف أمامها.
"بخير طول ما انتى معايا يا حياتى"
تحدث هو بحب و هو يقبل يدها برقه ليدخلها ليختلوا ببعضهم فى شرفه الشقه.
نادت والدته عليه ليأتى هو و مخطوبته بإبتسامه لتلقي التحيه على الجميع و هى تجلس على طاوله الطعام مثل الكل.
"الله اومال فين سمر؟"
تحدث والده و هو ينظر فى وجوه من يجلسوا حوله على طاوله الطعام.
"بتصلى العصر و جايه"
نطقت والدته بهدوء و هى تعتدل بجلستها على مقعدها.
"حرما يا سموره"
نطق والده بإبتسامه لمن تقف خلفه بينما هو ينظر أمامه بالطبق.
"جمعا يا عمى بإذن الله"
نطقت من جلست أمامه بنبره انثويه لطيفه و ابتسامه كذلك ليرفع رأسه ليرى من تجلس أمامه ليصدم.
" ازيك يا زين، ازيك يا انسه هنا"
سألت هى بنبره لطيفه عن حال من يجلسوا أمامها بينما هو عجز عن نطق حرف واحد.
"كويسين الحمد لله، تصدقى ان زين معرفكيش امبارح؟ حتى احنا قعدنا نسأل بعض انتى تبع العريس و لا العروسه"
انهت هنا حديثها بقهقه صاخبه لينظر لها الكل شزرا لتبتسم سمر بهدوء.
" معلش اصل احنا بقالنا فتره كبيره مشوفناش بعض فهتلاقيه نسى شكلى"
تحدثت سمر بهدوء و هى تبتسم لتومئ لها الاخرى شارعه فى تناول طعامها.
" صحيح يا سمر رجعتى امتى؟ "
سألها عمها أثناء تناول الطعام لتبتلع ما فى فمها و هى تنظر له.
"رجعت من يومين تقريبا علشان ماما و بابا وحشونى و اتفاجئت بخطوبه زين اللى الظاهر مكنش حد ناوى يقولى عليها"
انهت سمر حديثها بإبتسامه ساخره ليتحمحم الكل بإحراج لتنظر لها هنا بإستغراب.
" ليه هو انتى كنتى فين؟"
تسائلت هنا و هى ترمق سمر بفضول قاټل لتبتسم سمر مجيبه اياها.
"كنت فى أمريكا بشتغل هناك"
اومأت لها هنا فى هدوء و هى تكمل طعامها.
" بمناسبه أمريكا خليكوا معايا يا جماعه ابن صاحب المستشفى اللى كانت بتشتغل فيها دكتور قلب اد الدنيا طالبها للجواز"
انهت والده سمر حديثها ليشرق زين فى تناول طعامه لتربت هنا الجالسه بجانبه على ظهره و هى تناوله كوب ماء.
"هو أمريكى يعنى؟"
تسائلت والده زين بفضول و هى ترمق والده سمر منتظره اجابتها.
" هو من ام و اب مصريين بس لانه اتولد فى أمريكا معاه الجنسيه الامريكيه بس الولا ايه طول بعرض بحلاوة و لا أخلاقه لا يعلى عليها"
تحدثت والدتها و هى تشكر فى من يريد الزواج بإبنتها.
"طيب ما حلو اهوه، انتى رفضاه ليه يا بنتى؟"
تسائل عمها لتتنهد هى بقوة تاركه المعلقه من يدها لتنظر إلى عمها.
" يا عمى انا اتغربت سنه و بعدت عن أهلى و مكنتش طايقه الحياه لوحدى تخيل انت بقا اتجوز واحد حياته كلها فى أمريكا يعنى هفضل كل حياتى هناك فى الغربه"
تحدثت سمر بهدوء حزين ليتابعها الكل بهدوء لتبتسم هنا بسخريه.
"يا بنتى هو حد يطول انه يعيش فى أمريكا لا و يتجوز واحد بالمواصفات اللى مامتك بتقولها دى"
تحدثت هنا بسخريه و هى ترمق سمر التى نظرت بوجهها و هى تبتسم ابتسامه جانبيه.
" اه انا أطول حتى اسألى زين"
يتبع
 

 

تم نسخ الرابط