عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل العاشر
استيقظت سمر بنشاط، فاليوم ستبدأ فى وضع اللمسات الاخيره فى عيادتها حتى تستطيع افتتاحها فى اقرب وقت من الان.
بدلت سمر ملابسها و تناولت الفطار مع والديها لتودعهم و تذهب حيث مقر عيادتها الجديده.
وصلت سمر لتفتح العياده و تدلف للداخل ناظره إلى الأدوات و الأجهزة التى أشرفت عليهم بنفسها حتى قدومهم إلى عيادتها بسلام.
"دكتوره سمر،ده أم محمد اللى قولتلك عليها"
تحدثت هدى بإبتسامه خافته لتومئ لها سمر سريعا بإبتسامه.
"اهلا و سهلا، بصى معلش احنا هنتعب بس يومين على ما ننضف العياده و نفرشها، بس بعد كدا الحكايه هتبقى سهله ان شاء الله، هتيجى الساعه ٢ تنضفى المكان و اول ما هدى تيجى تقدرى تمشى علشان تشوفى بيتك و اول ما تخلصى اكل و تتغدى انتى و اطفالك ترجعى تانى، هتشوفى بس لو فيه حاجه عايزة تتنضف او لا، هى ساعه بردو و تروحى، و المرتب مټخافيش، ان شاء الله هديكى المرتب اللى يكفيكى انتى و عيالك و ان شاء الله مش هتبقى محتاجه انك تشتغلى فى مكان تانى"
بدأوا اولا بتنظيف غرفه الكشف ثم تساعدوا لنقل ذلك الدولاب الصغير بداخلها.
" بصى يا هدى دى شويه حاجات كدا عايزاكى ترصيها فى الدولاب بترتيب علشان لو عوزتهم فى اى وقت و طلبتهم منك تجيبيهم ليا بسرعه"
تحدثت سمر لتومئ لها هدى سريعا بادئه فى الترتيب.
بدأت سمر فى مساعده المرأه فى تنظيف الغرفه التى سيوضع بها السرائر ليتساعدا فى فرشها معا.
" بكرا ان شاء الله هبدأ اعمل دعايا للعياده، هدى، أم محمد، مش هوصيكم بقا، أعلنوا و قولوا للناس كلها ان الكشف هيكون بأسعار رمزيه، و بما انكم من المكان هنا هتبقوا عارفين الناس اللى ميقدروش يستحملوا التكاليف، دول مش هناخد منهم فلوس خالص، الافتتاح ان شاء الله هيكون يوم السبت، يعنى بعد يومين من دلوقتى"
" ربنا يكرمك و يجعلك فى كل خطوة سلامه، و يرزقك بإبن الحلال اللى يصونك و يحميكى"
تحدثت ام محمد بإبتسامه بسيطه لتربت سمر على كتفها بخفه و على محياها ابتسامه خفيفه.
" ادعيلى ان العياده تكون قدم سعد علينا كلنا"
تحدثت سمر بإبتسامه لتومئ لها ام محمد داعيه مره اخرى.
فى اليوم الموالى أتت سمر إلى العياده برفقتها ذلك المصور و زوجته و أطفالهم التى جمعتهم صدفه غريبه، ليصبحا أصدقاء مقربين.
"الف مبروك يا سمر، بجد العياده جميله جدا"
تحدث ذلك المصور لتومئ له سمر بخفه و ابتسامه سعيده على محياها.
"تسلم يا محمد، ايه رأيك يا سلمى؟"
سألت سمر زوجه ذلك المصور التى تنظر حولها بإنبهار بينما تحمل احد الطفلين و سمر تحمل الاخر.
تحدثت سلمى بإنبهار و هى تنظر حولها لتبتسم سمر بسعاده.
"طيب يا محمد خد كام لقطه بقا للمكان علشان تصورنى انا كمان مع القطاقيط دول"
تحدثت سمر بحماس طفولى ليومئ لها المعنى ذاهبا ليلتقط بعض اللقطات للعياده.
عاد المصور ليجد سمر مرتديه معطفها الطبى و ممسكه بلوحه كبيره نسبيا مكتوب عليها *انا حققت حلمى، I did it*
"ايه ده يا سمر؟ "
تسائل المصور بإستغراب لتبتسم له سمر.
" العياده دى كانت حلمى من ساعه ما دخلت كليه الطب، اشتغلت و تعبت لحد ما كونت تمنها بتعبى و مجهودى، اشتغلت كذا شغلانه فى اجازه الكليه و حوشت مرتبى كله، اتخرجت و اشتغلت فى مستشفى و بردو حوشت مرتبى كله، سافرت و اشتغلت برا مصر خالص، و مرتبى كان كويس جدا و حوشته مش كله طبعا لانى كنت بصرف منه بسبب المعيشه، كنت باخد بونص كل شهر بسبب انى موظفه الشهر المثاليه، لما حسيت انى كونت تمن العياده رجعت مصر، و اديك شايف اللى حققته، ده حلمى، و حلم حياتى"
تحدثت سمر بإبتسامه ليومئ لها المصور بإبتسامه لتقف سمر ممسكه بتلك اللوحه ليلتقط لها المصور عده لقطات لها وحدها و مع طفليه كذلك.
" السيشن ده انا هخلصه انهارده و هعملك دعايا على صفحتى و هخلى بردو اصحابى يعلنوا عن العياده"
تحدث المصور بإبتسامه لتشكره سمر بحماس شديد و هى ترى أن مستقبلها يلمع أمامها الان.
فى المساء كانت سمر تجلس مع والديها بعد تناول العشاء.
"ادعولى بالله عليكم، بكرا هفتح العياده "
تحدثت سمر بهدوء ليبتسم لها والدها مربتا على كتفها بخفه.
" ربنا معاكى و يجعلها فتحه خير عليكى"
تحدث والد سمر لتبتسم له بهدوء مقبله يده بحب.
صوت اشعار اتاها لتفتح هاتفها متفحصه ذلك الأشعار لتبتسم.
"بصوا الصوره النهائيه للعياده بتاعتى "
تحدثت سمر بحماس و هى تفتح تلك الصور لترى والديها صور عيادتها.
عاد زين من العمل مبكرا هذا اليوم، و لم يكن له بال ان يخرج مع خطيبته كما هو معتاد عند إنهاء العمل مبكرا، أو حتى الحديث معها هاتفيا فأحاديثها أصبحت ممله من وجهه نظره كما انها لا يوجد بها اى شئ مشوق.
كان يجلس بغرفته كما اعتاد مؤخرا ممسكا بهاتفه منتظرا تحديث سمر بأى شئ على صفحتها الخاصه كما هو معتاد منها يوميا.
بالفعل لم يمر الكثير حتى قامت بمشاركه إحدى المنشورات من صفحه ما، و كان بذلك المنشور عده صور لها و لعيادتها الخاصه التى يحفظها ظهرا عن قلب، حتى و ان تغيرت قليلا الا انه من قام بتصميم الديكورات الداخليه لها بمساعده سمر و خيالها.
"ربنا يخليك يا محمد💙"
تمتم زين بما كتب فوق المنشور التى قامت بمشاركته ليقطب حاجبيه.
"لا و النبى كنتى حطيله قلب احمر احسن"
تمتم پغضب و هو يضغط على أسنانه بقوة بغيظ ليفتح الصور مشاهدا اياها.
بعض الصور لمناطق متفرقه من عيادتها، لقد تغيرت و أصبحت أجمل عندما افترشت بتلك الأجهزة و ذلك الأثاث.
صور اخرى لها و هى بمعطفها الطبى و تبتسم بسعاده، و صور اخرى هى و الطفلان اللذان رآهم معها من قبل فى إحدى الصور.
انتهى من تصفح تلك الصور ليرى انها قامت بمشاركه منشور اخر لنفس الشخص و تشكره بحفاوه اكثر من ذى قبل.
نظر لصورتها ليجدها تبتسم بسعاده ممزوجه بالحماس الشديد و هى ممسكه بتلك اللوحه الكبيره نسبيا و مكتوب عليها *انا حققت حلمى I did it*
فتح المنشور ليرى ماذا كتب فوقه لتسعد بها سمر هكذا.
"الصوره دى ليها الف معنى و حكايه، الصوره دى تعتبر اكبر انجاز ليا لحد دلوقتى، الشخصيه اللى فى الصوره دى بجد تعتبر قدوه و مثل أعلى لاى حد، دكتوره سمر مش مجرد دكتوره أطفال و السلام، دكتوره سمر من أنجح و أفضل الدكاتره اللى شوفتهم فى حياتى كلها، دكتوره سمر مثال واضح للمثابره، دكتوره سمر دليل ملموس على انك لو آمنت بحلمك هتحققه و لو بعد حين، دكتور سمر صدفه غريبه جمعتنا ببعض، و صورتها اللى صورتهالها من سنتين تقريبا كانت وش السعد عليا و مصدر الهنا و الفرح ليا، حكمتها الأسمى فى الحياه *دعونا ننسى أخطاء الماضى و نفعل أخطاء جديده، فما الحياه سوى تجربه نتعلم بها الصواب و الخطأ* بتمنالك السعاده و التوفيق من كل قلبى، و اتمنى العياده الجديده تكون فتحه خير عليكى بأمر الله، بالتوفيق فى افتتاح العياده بكرا، و عقبال ما تبقى سلسله عيادات و مستشفيات"
أنهى زين قراءه ذلك الكلام ليضغط على أسنانه بقوة، بأى حق يقول لها مثل ذلك الكلام؟ و بأى حق تفرح به هكذا؟ و لكن السؤال الأهم الذى داهم عقله بقوة هو ما ډخله هو؟ هى فقط ابنه عمه و لم تعد زوجته بعد الآن، اى ان كل شخص منهما لديه الحريه المطلقه فى تصرفاته مهما كانت.
خرج من صفحتها الخاصه غافلا عن بعثه بطلب صداقه لها لينام و هو يستشيط ڠضبا بدون سبب مبرر.
هو فقط جعلها هى السبب الوحيد لغضبه.
يتبع