عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد

موقع أيام نيوز

 


الفصل 14 
مرت الايام و تتالت، و شهره سمر توسعت داخل ذلك الحى البسيط و خارجه كذلك بين العائلات متوسطه الدخل و العائلات الكبيره كذلك.
حتى الأطفال أخذوا يتحدثوا عنها و عن مدى طيبتها و معاملتها الهادئه معهم، بل و تلك الحلوى التى تعطيهم اياها بعد نهايه الفحص. 
حاله جديده لطفل صغير دلفت لها للفحص مع والدته منتفخه المعده التى يبدو أنها على وشك الإنجاب. 

جلس الصغير بتعب على المقعد لتتحدث سمر قليلا مع والدته قبل أن توجه حديثها إلى الصغير. 
"ها يا بطل حاسس بإيه؟" 
تسائلت سمر بإبتسامه هادئه ليزفر الصغير بثقل و هو ينظر إلى معده والدته المنتفخه بحزن و ألم. 
"هو حضرتك حامل فى ولد و لا بنت؟"
تسائلت سمر بهدوء و هى توجه حديثها إلى والده الصغير التى ابتسمت بخفه متلمسه بطنها المنتفخه.
"ولد،فاضل اسبوعين بالكتير و يشرف"
تحدثت والده الصغير بإبتسامه سعيده لتومئ لها سمر بهدوء.
"و جهزتى حاجته بقا؟"
تسائلت سمر و هى تنظر إلى الصغير الذى ينظر إلى والدته بحزن، حتى ان سمر لم تنتبه إلى ما تقوله والده الصغير. 
"طيب يا بطل تعالى معايا يلا" 
تحدثت سمر و هى تقف أمام الصغير و هى تمد يدها له لينزلق من على مقعده ذاهبا معها بهدوء و استسلام. 
كانت والدته تنهض لتذهب معهم و لكن سمر اوقفتها. 
"خليكى زى ما انتى، انا و البطل هنبقى فى اوضه الكشف لوحدنا، معلش أسرار المړيض بتفضل بين المړيض و الطبيب"
تحدثت سمر بإبتسامه لتومئ لها والده الصغير بينما سمر أمسكت بيده دالفين إلى غرفه الفحص. 
حملت سمر الصغير و اجلسته على ذلك السرير بينما الصغير مستسلم لما تفعله به. 
" قولى بقا انت حاسس بإيه؟ "
تسائلت سمر بهدوء ليزفر الصغير بضعف ممتنعا عن الحديث. 
" طيب انت اسمك ايه؟" 
"سيف" 
همس الصغير فور ان سألته سمر. 
"طيب و النونو اللى فى بطن ماما اسمه ايه؟" 
تسائلت سمر بهدوء ليطأطئ الصغير رأسه و دمعه حاره فرت من عينه ساقطھ على يده. 
" يوسف"
تحدث الصغير بنبره باكيه لتذم سمر شفتيها بخفه مربته على كتفه بخفه. 
"هو انت مش بتحب النونو؟ و مكنتش عايزه؟" 
تسائلت سمر بهدوء ليومئ لها الصغير بالنفى سريعا. 
" لا انا بحبه، و كنت عايز اخ يلعب معايا، بس ماما و بابا بقوا يحبوه اكتر منى، راحوا جابوله لعب كتير و سرير جديد، و هدوم كمان، بس انا محدش افتكرنى او جابلى حتى حاجه حلوة من اللى كانوا بيجبوها ليا"
تحدث الصغير و هو يبكى لتتنهد سمر و هى تجلس بجانبه على السرير. 
" انت عارف النونو ده اد ايه؟ "
تسائلت سمر بهدوء و هى تمسك بذراع الصغير تمده للأمام قليلا. 
" اد كدا تقريبا"
تحدثت سمر و هى تشير على طول ذراعه الصغير لينظر لها بتركيز. 
" صدقنى، هما راحوا جابوله سرير لانه مش هينفع ينام على سرير كبير زى بتاعك، و جابوله لبس صغير على اده لان اللبس بتاعك هيبقى كبير اوى عليه، و اكيد اللعب بتاعته كلها دباديب صغيره و حاجات بلاستك مش ايرون مان و سبايدر مان بتوعك، صح؟" 
انهت سمر حديثها بتساؤل ليومئ لها الصغير و قد توقف عن البكاء. 
" ماما و بابا مش بيحبوا يوسف اكتر منك، بالعكس بيحبوكم انتوا الاتنين زى بعض، هما بس مهتمين بيه الفتره دى علشان هو لسه صغير خالص مش بطل و قوى زيك كدا، عارف اول ما هتشوفه هتحبه اوى، و هتحس انك انت الأخ الكبير اللى هيبقى مسئول عن اخوه فى كل حاجه، و لما يكبر شويه و يروح الحضانه هتروح انت توديه و تجيبه، اوعى تفكر انهم بيحبوه اكتر، خالص انتوا الاتنين فى نفس المعزه، بس هو محتاج اهتمام شويه لفتره صغيره"
تحدثت سمر بهدوء ليتنهد الصغير و هو يومئ لها بهدوء. 
" اوعدنى بقا انك مش هتفكر كدا تانى، و مش هتمنع الاكل زى ما ماما بتقول، و انك هتاكل كويس و تبقى قوى علشان تحمى اخوك الصغير"
تحدثت سمر بهدوء ليومئ لها الصغير. 
" اوعدك"
" حيث كدا استنانى خمس دقايق هجيبلك حاجه من برا و جايه علطول" 
تحدثت سمر بإبتسامه واسعه و هى تقفز من على السرير خارجه من غرفه الفحص. 
نظرت والده الصغير إلى سمر بهدوء منتظره أخبارها بالعله التى بصغيرها لتجلس سمر أمامها. 
"ابن حضرتك مش بيشتكى من مرض جسدى، إنما نفسى"
تحدثت سمر لتقطب والده الصغير حاجبيها بإستغراب، أيعقل ان يصيب مرض نفسى صغير لم يبلغ عامه الخامس بعد؟! 
"فتره الوضع بتاعتك قربت، و انتى مهتمه بالطفل اللى لسه مجاش اوى، بتجيبيله حاجات كتير و تجاهلتى ابنك الكبير، و ده اللى مأثر على نفسيته، انا عارفه ان الصغير محتاج عنايه و اهتمام، بس بردو مينفعش تنسى ابنك الكبير، هو مفيهوش اى حاجه، هو بس محتاج يحس انك مهتمين بيه زى ما انتوا مهتمين بأخوه، خلى باباه يتكلم معاه و يحسسه انه معاه علطول و انه بيحبه، و انتى كمان اعملى كدا، و ياسلام لو اخدتوه و خرجتوه خروجه حلوة كدا و فى اخر الخروجه جبتوله لعبه و حسستوه ان انتوا مهتمين بيه زى اخوه صدقينى نفسيته هتبقى احسن، انا قولتلك علشان هو مينفرش من اخوه و يكرهه، و انتى فى ايدك يا تخليه يحبه، يا اما يكرهه"
انهت سمر حديثها ناهضه من أمام والده الصغير لتأخذ بعض الحلويات التى تضعها بدرج مكتبها دائما دالفه للصغير ليخرجا معا بعد عده دقائق. 
ذهب الصغير بإبتسامه خفيفه لوالدته يريها ما أعطته الطبيبه من حلوى لتقبله هى من وجنته بحب خالص. 
" ايه رأيك لما بابا يجى من الشغل نقوله ياخد اجازة بكرا و نخرج كلنا مع بعض؟" 
تسائلت والده الصغير الذى نظر لها پصدمه سعيده ليقفز فرحا بتلك الفكره التى اقترحتها والدته. 
"بجد؟!" 
تسائل الصغير بحماس لتومئ له والدته بخفه ليبتسم بسعاده مقبلا وجنتها. 
"انا بحبك اوى يا ماما"
تحدث الصغير و هو يحتضن والدته بذراعيه الصغيرتان. 
" و انا كمان بحبك اوى اوى" 
تحدثت والدته و هى تضمه هذه المره ليبتسم لها الصغير بسعاده. 
غادر الصغير مع والدته و هو يلوح لسمر بسعاده لتكمل هى يومها و تكمل حالات الفحص.

زادت شهره سمر، و شكر الجميع فيها، و فى مدى طيبتها و احتوائها للصغار مهما كانوا غاضبين او قانتين منها. 
كانت سمر تجلس مع والديها بإبتسامه و هم يعلموها بذلك الخبر السعيد. 
"ربنا يتقبل،و الله لو كان ينفع و كنت مظبطه امورى لكنت جيت معاكم انا كمان علشان اعمل عمره، اوعدنا يا رب، ادعولى كتير بقا" 
تحدثت  سمر بإبتسامه ليربت والدها على كتفها بخفه. 
"عمك و مرات عمك كمان هيبقوا معانا، هتبقى كويسه و انتى قاعده لوحدك؟" 
تسائل والدها بقلق لتومئ هى له بإبتسامه. 
" متقلقش عليا يا حج، بنتك راجل"
تحدثت سمر بإبتسامه ليومئ لها والدها بهدوء.
"و السفر امتى ان شاء الله؟" 
تسائلت سمر لتجيب والدتها هذه المره. 
"يوم الجمعه ،يعنى بعد ٣ ايام"
تحدثت والدتها سريعا و بحماس لتبتسم لها سمر بهدوء. 
"خلاص لبس الإحرام عليا، هجييهولكم انا "
تحدثت سمر سريعا ليومئ لها والدها بخفه لتبتسم هى له بهدوء. 

ذهبت سمر إلى المطار مع والديها لتودعهم قبل سفرهم و تقوم بتوديع عمها و زوجه عمها كذلك. 
ذهب الجميع من أمام سمر و زين اللذان ظلا يلوحا لوالديهم حتى اختفوا من أمامهم. 
" يلا يا سمر علشان اوصلك" 
تحدث زين و سمر تخرج هاتفها من حقيبه يدها لتومئ له بالنفى. 
"لا شكرا انا هطلب أوبر و اروح فيه زى ما جيت فيه" 
تحدثت سمر بهدوء و هى تعبث فى هاتفها ليتنهد زين بخفه. 
"تمام اعتبرينى أوبر و ابقى ادفعيلى الاجره" 
تحدث زين بنفاذ صبر لتقف سمر تفكر قليلا، لا بأس حتى انها لم تجد اى سياره قريبه من موقعها لتومئ له بخفه ليشير لها بالتقدم. 
.
نظر زين بالمرآه حيث تلك الجالسه فى الاريكه الخلفيه للسياره بإصرار منها و هو يزفر پغضب، لقد أصبح سائق خاص لها.
بينما سمر لم تبالى له و لا لتصرفاته و انشغلت فى تلايه ايات القرآن الكريم من ذلك المصحف الصغير الذى لا يبتعد عنها ابدا.
"و يا ترى الوجهه فين حضرتك؟"
تحدث زين بإستهزاء لتصدق سمر من القرآن ناظره له بخفه.
"عياده دكتوره سمر للأطفال، فى........"
أخبرت سمر زين بالعنوان لينظر لها پصدمه من مرآته، احقا هو سائقها الخاص الان؟!
"وصلنا يا استاذه"
تحدث زين بإستهزاء لتغلق سمر مصحفها الصغير واضعه اياه بحقيبتها و هى تخرج حفنه من الأموال.
"اتفضل"
تحدثت سمر و هى تمد يدها بالاموال لينظر لها بإستهزاء.
" ايه ده؟"
"الاجره"
أجابت سمر بسرعه و تلقائيه ليزفر زين پغضب.
"اللهم طولك يا روح، انزلى يا سمر و متخلنيش اتغابى عليكى، هتخلصى امتى علشان اجى اوصلك"
تحدث زين ضاغطا على أسنانه لتومئ هى له بالنفى و هى تفتح باب السياره.
"متجيش، احنا مفيش حاجه بينا علشان توصلنى ده اولا، و ثانيا انا مش صغيره و انت مش الوصى عليا، و شكرا على التوصيله اللى مش هتتكرر تانى ان شاء الله"
انهت سمر حديثها مغادره السياره تاركه زين خلفها يضغط على أسنانه بقوة و ڠضب.

"يتبع💙"

 

تم نسخ الرابط