عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد

موقع أيام نيوز

 

الفصل 16 

"فيه حاجه يا بنتى؟"
تسائلت المرأه عندما رأت ملامح سمر الباهته و نظراتها المصدومه للهاتف.
"لا مفيش حاجه، سلامتك"
تحدثت سمر بإبتسامه هادئه و هى تقترب من الصغيره تتفحص درجه حرارتها.
"الحمد لله الحراره نزلت"
تحدثت سمر بهدوء لتتنهد المرأه بإرتياح.
"ربنا يريح قلبك زى ما ريحتى قلبى يا بنتى"

تحدثت المرأه لتتنهد سمر بثقل متمتمه.
"يا رب"

ظلت الصغيره نائمه طوال الليل و جدتها و سمر معها بالغرفه، بينما زين و جد الصغيره يجلسان على المقاعد التى بالأسفل.
صباح يوم جديد تململت الصغيره فى نومها لتفتح عيناها و تجد وجه تلك المرأه الغريبه مستنده برأسها على حافه سريرها و الذى كان غريب عنها.
مدت الصغيره يدها بعفويه تعبث بملامح سمر النائمه بأناملها الصغيره لتبتسم سمر و هى مازالت مغلقه عيناها، لحظات و تحولت ابتسامتها إلى قهقهات بسبب أنامل  الصغيره التى تدغدغ وجهها.

"يا صباح الفل و الياسمين  و كل حاجه حلوة"
تحدثت سمر بإبتسامه خافته و هى تعتدل فى جلستها لتنظر لها الصغيره ببراءه.
"فيه حاجه وجعاكى؟"
تسائلت سمر لتومئ لها الصغيره بالنفى و هى تدور بعيناها فى المكان لتمسك سمر بيدها بهدوء.
"مټخافيش، تيته و جدو موجودين بس برا بيتصلوا ببابا، اسمك ايه بقا يا قمر؟ "
انهت سمر حديثها الهادئ بإبتسامه خافته لتنظر لها الصغيره قليلا قبل أن تتحدث.
"ريتان"
همست الصغيره بهدوء لتبتسم لها سمر.
"و انا سمر، نبقى أصحاب؟"
تسائلت سمر بمرح و هى تمد يدها للأمام لتنظر الصغيره إلى يدها قليلا لتمد يدها بعد ذلك بتردد ممسكه بيدها.
" احنا كدا بقينا أصحاب رسمى، هاتى ايدك بقا نشيل المحلول اللى فضى ده"
تحدثت سمر بإبتسامه و هى تمسك بيد الصغيره مزيله ابره المغذى من يدها لتشهق الصغيره.
" كل دى كانت فى أيدى من جوا؟!"
تسائلت الصغيره پصدمه و شكلها كان مضحك لتبتسم سمر بخفه.
"بذمتك حسيتى بيها اصلا؟ "
" علشان كدا انا موفأجه"
علقت الصغيره سريعا لتقهقه سمر على كلمتها المبعثره لتدخل جدتها فى تلك اللحظه.
"ريتان"
صاحت الجده بفرح و هى تتقدم من الصغيره لتفسح لها سمر المجال.
" كدا يا ريتان متقوليش انك تعبانه، كدا يا حبيبه تيته"
عاتبت الجده الصغيره بحنيه لټدفن الصغيره وجهها برقبه جدتها.
"انا بس كنت عايزة انام"
بررت الصغيره بطفوليه و براءه لتبتسم جدتها مقبله وجهها بحب.
"يا بختك يا ست ريتان عندك تيته و جدو و بابا بيموتوا فيكى، بابا اول ما عرف امبارح كان هيتجنن و كان عايز يجى جرى بس الوقت كان اتأخر"
"ما هو فى السكه دلوقتى"
علقت الجده سريعا على ما قالته سمر لتنظر لها الصغيره بسعاده.
"بجد،بابا جاى انهارده!"
تحدثت الصغيره بحماس و هى تكاد لا تصدق من فرط السعاده لتومئ لها جدتها مؤكده.
" اول ما الفجر قال الله اكبر، اخد شنطته و مشى علطول علشان يجى هنا على العصر علشانك"
تحدثت الجده بإبتسامه لټحتضنها الصغيره بقوة.
"و انا و انا، انا كمان عايزة حضڼ زى ده، مش احنا بقينا أصحاب؟"
انهت سمر حديثها بتساؤل لتومئ لها الصغيره بهدوء محتضنه اياها هى الأخرى.
" الله على الحضن الجميل، الله"
تحدثت سمر و هى تربت على ظهر الصغيره بحنان لتبتسم الصغيره مستنشقه عبيرها و قد نشأ رابط خاص بينهم.
" نقدر نروح بيها دلوقتى؟ "
تسائلت الجده بهدوء لتومئ لها سمر بخفه.
"اكيد هى بقيت زى الفل، بس معلش تجيبيها بالليل اتطمن عليها"
تحدثت سمر بهدوء و ابتسامه هادئه لتشكرها الجده حامله الصغيره الا ان سمر أصرت على حملها هى حتى الخارج.
خرج الاثنان و الصغيره متعلقه برقبه سمر مستمتعه بذلك الدفئ الذى ينبع من سمر.
"يلا يا حج علشان نروح"
تحدثت المرأه العجوز مخبره زوجها الذى نهض فور ان رأهم هو و زين.
"هى بقيت كويسه؟"
تسائل الجد بقلقل لتومئ له سمر بإبتسامه هادئه.
"هى بخير الحمد لله، متقلقش، بس زى ما قولت للحجه اشوفها بالليل علشان نتطمن عليها اكتر"
تحدثت سمر بهدوء ليومئ لها الجد و قد تنفس بإرتياح.
"اسفين اننا تعبناكى معانا، كام يا دكتوره"
تحدث الجد بحرج و هو يضع يده بجيب بنطاله حتى يخرج ما تطلبه من أموال.
"و لا اى حاجه، انا عايزة دعواتكم بس"
تحدثت سمر بإبتسامه هادئه لينظر الجد و الجده و زين كذلك بإستغراب.
"ربنا يسعدك و يريح قلبك و يكتبلك فى كل خطوة سلامه، بس ده حقك يا بنتى، و اللى تطلبيه انا هدفعه"
تحدث الجد مصرا على الدفع لتبتسم له سمر بهدوء.
"معقوله هتدفع لبنتك فلوس يا حج، و بعدين انا معملتش حاجه، انت اللى جبت الحقنه امبارح، حمدالله على سلامه ريتان، و اشوفها بالليل ان شاء الله"
تحدثت سمر بهدوء و هى تربت على الصغيره المستكينه على كتفها براحه.
" عنك يا بنتى، و كتر خير و ربنا يكتر من امثالك"
تحدث الجد و هو يمد يده ليأخذ الصغيره التى تشبثت بعنق سمر لتبتسم سمر لها بخفه.
" طيب يا حج هوصلكم، و اصلا انا كنت طالعه اشترى شويه حاجات من الصيدليه"
تحدثت سمر بإبتسامه هادئه و هى تسير حامله الصغيره ليتبعها زين بهدوء مع الرجل و المرأه حتى وصلا إلى منزل الجدين.
"براحه علشان نامت"
تحدثت سمر و هى تعطى الصغيره إلى جدها الذى نظر لها پخوف.
" متقلقش ده شئ طبيعى، هى لسه بتتعافى"
تحدثت سمر بإبتسامه هادئه ليشكرها الجدان و تغادر هى و زين يسير خلفها كالحارس.
وصلت سمر إلى الصيدليه ملقيه التحيه على من فيها بإبتسامه ودوده لتأخذ ما طلبت.
" معلش انا معملتش حسابى فى الفلوس، ممكن اول ما هدى تيجى العياده ابعتها بالفلوس علطول؟ لو مينفعش مفيش مشكله هروح اجيب الفلوس بسرعه و اجى"
تحدثت سمر بحرج و وجنتى حمراء بشده من شده الحرج لتبتسم لها الطبيبه الموجوده بالصيدلية.
"عيب يا دكتوره سمر و الله، ده كفايه بس انك بتقولى للناس يجيبوا الدواء من عندنا، خدى الحقن و لو مش هتدفعى خالص يا ستى احنا موافقين "
تحدثت الطبيبه الموجوده بالصيدلية بإبتسامه واسعه لتبتسم لها سمر بإمتنان.
"متشكره جدا،اول ما هدى تيجى هبعتلك الفلوس معاها علطول"
" كام الفلوس؟ "
تسائل زين الذى سمع اخر جزء من الحديث لتنظر له الطبيبه التى بالصيدلية قاطه حاجبيها.
" زى ما قولتلك بقا، اول ما هدى تيجى هبعتها بالفلوس علطول، ابقى سلميلى على القمر الصغيره، سلام"
تحدثت سمر ملوحه و هى تغادر الصيدليه بينما زين يقف ينظر لها پصدمه، اتتجاهله الان؟!
"ممكن اعرف انتى مبترديش عليا ليه؟ و اكنى هوا قدامك"
صاح زين و هو يصك على أسنانه بينما يسير بجانب سمر المتوجهه إلى العياده مره اخرى.
" عمى كلمك؟ "
تسائلت سمر متجاهله حديثه ليزفر پغضب.
"اه و قالى انى هحيبك و اوديكى لحد ما يرجعوا"
أجاب زين على سؤالها لتلتفت له و قد وصلا إلى العياده بالفعل.
" حلو ،العلاقه اللى بينا هتبقى علاقه واحد بيوصل واحده و بس، زى سواقين أوبر و كريم، و دلوقتى تقدر تتفضل تمشى لانى مش مروحه و تقدر تعدى عليا الساعه ١٠"
تحدثت سمر دفعه واحده غالقه الباب بوجه زين بعد ذلك و قد سمع صوت دوران المفتاح من الداخل ليضم قبضته پغضب مغادرا.
اما سمر فذهبت الى غرفه الفحص الملحقه بالغرفه التى تقابل بها مرضاها تتمدد على السرير الملحق بها ذاهبه فى سبات عميق.
استيقظت سمر على صوت ضوضاء خفيفه صادره من مكتبها لتخرج إذ بها ام محمد المسئوله عن النظافه تنظف المكان.

"ممكن اطلب منك طلب؟" 
تحدثت سمر بحرج و هى تنظر لتلك المرأه الثلاثينيه التى ترملت فى سن صغير. 
"يا خبر ،اتفضلى يا دكتوره" 
تحدثت المرأه بإبتسامه بشوشه لتبتسم لها سمر بخفه. 
"عايزة كوبايه قهوه و باكو بسكويت من اى محل، لحسن انا على لحم بطنى من امبارح" 
تحدثت سمر بحرج لتبتسم لها المرأه ذاهبه من أمامها و هى تومئ لها بهدوء. 
دقائق و عادت ام محمد تحمل صينيه متوسطه الحجم مغطاه بغطاء خفيف لتضع الصينيه أمام سمر التى نظرت لها بإستغراب. 
" بالهنا و الشفا على قلبك يا دكتوره"
تحدثت ام محمد و هى ترفع الغطاء من على الصينيه ليظهر  عده اطباق صغيره وضع بها عده أصناف مختلفه. 
"ده فول انا اللى مدمساه بإيدى، و دى طعميه انا اللى عملاها فى البيت بردو، و دى مربى فراوله بستنى موسم الفراوله من السنه للسنه علشان اعمل مربى و اخزنها فى البيت، و دى بقا جبن و ده لانشون بيتى بردو انا اللى عملاه، و ده عيش بخبزه كل يوم للعيال علشان سندوتشات المدرسه، معلش بقا دول اللى موجودين لانى لسه معملتش الغدا"
تحدثت المرأه بإستحياء لتبتسم لها سمر و تبدأ بالأكل فهى جائعه بحق.

بدأت سمر بإستقبال الحالات منذ اعلان فتح العياده حتى المساء. 
كانت سمر تجلس مع إحدى الحالات كالعاده تتحدث مع الطفل المړيض حتى لا تخيفه منها. 
أصوات عاليه و صړاخ قوى من نبرة ذكوريه جعلتها تستأذن لدقائق لترى ماذا يحدث بالخارج. 
"فيه ايه؟" 
تسائلت سمر بقوة و هى ترى هدى منكمشه على نفسها و ذلك الرجل ېصرخ بها كما يشاء. 
"فيه انى بقالى ساعه و ابنى تعبان و بقول للبنى ادمه دى ادفع كشف مستعجل بس ندخل دلوقتى بتقولى مينفعش، و عماله بتدخل ناس تانيه" 
صاح الرجل پغضب لتنظر له سمر ببرود مستديره إلى هدى بهدوء. 
"ايه اللى حصل يا هدى؟" 
تسائلت سمر بهدوء و هى تنظر لهدى التى ترتجف پخوف و توتر. 
" انتى لسه بتسألى، ما انا قولت اللى حصل انتى........... "
"وطى صوتك"
صاحت سمر بصوت هادر لتلتفت إلى هدى مره اخرى. 
" أهدى يا هدى و قوليلى ايه اللى حصل" 
تحدثت سمر بهدوء و هى تنظر إلى هدى التى اومئت لها بخفه. 
"الاستاذ جيه من ربع ساعه و قعد يقولى هدفعلك كشف مستعجل و هشوفك بقرشين و انا قولتله معندناش كشف مستعجل يا فندم و كل شخص بيدخل على حسب دوره، دخلت الحالات فجأه قعد يزعق و يشتم و قل أدبه عليا حتى تقدرى تسألى اللى قاعدين" 
تحدثت هدى بأعين دامعه لتهدأه سمر. 
"مفيش داعى انى اسأل يا هدى، الجواب باين من عنوانه"
" بقولك ابنى تعبان و انتى عماله تهدى فى الحماره دى"
" اقسم بالله كلمه كمان فى حقها و هندمك على الساعه اللى فكرت انك تيجى فيها هنا"
صاحت سمر بصوت هادر و قد احمر وجهها من الڠضب. 
"فيه ايه يا سمر؟!" 
صوت رجولى غليظ صدر من خلف الرجل ليلتفت و يرى من يتحدث.
" زين ! ثوانى سمر! مراتك! شوف يا عم مراتك بتعمل فينا ايه" 
تحدث الرجل پصدمه لينظر له زين بهدوء بينما شهقه هنا الواقفه خلف زين هى ما سمع عندما حل الصمت. 
"طليقته" 
تحدثت سمر بقوة و لم تبالى لتلك النظرات و الهمهمات المحيطه بها.

"يتبع💙

 

تم نسخ الرابط