عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد

موقع أيام نيوز

 


الفصل 20

صمتت سمر قليلا تنظر إلى الأطفال و الصغيرة المتوتره بالخلف.
عندما لاحظ والد الصغيره طول صمت سمر قرر هو الحديث و نفى ايا كان ما قالته ابنته لهؤلاء الفتيات.
"شكلى صغير صح، اللى يشوفنى يقول انى اختها الكبيره مش مامتها مش كدا؟"
رد سمر صدم الجميع و جعل الصغيره تتنفس براحه و تبتسم بهدوء.

"احنا كنا مفكرين انها مش عندها ماما زينا علشان حضرتك مش كنتى بتيجى معاها التمارين زى ماما بتاعتنا"
تحدثت فتاه من الفتيات لتبتسم سمر بوجههم بهدوء. 
" اكيد ماما بتاعتكم مش بتشتغل و قاعده فى البيت معاكم صح؟" 
تسائلت سمر بهدوء ليومئ لها الفتيات جميعا. 
"انا مش باجى مع ريتان التمرين لانى بشتغل و ببقى مشغوله علشان كدا تيته او بابا ريتان بيجوا معاها، بس اول ما بيكون فيه مسابقه ببقى اول واحده موجوده علشان اشجع ريتان، حتى بابا و عمو جايين معايا يشجعوا ريتان، مش كدا بردو؟" 
انهت سمر حديثها بتساؤل و هى تنظر إلى ريتان التى تبتسم بسعاده لتهرول بإبتسامه واسعه مرتميه فى أحضان سمر. 
" استنوا يا بنات"
تحدثت سمر موقفه الفتيات اللاتى كن على وشك المغادره لينظروا لها بإستغراب. 
" خدوا بس كلوها بعد المسابقه هتعجبكم اوى"
تحدثت سمر و هى توزع شوكولا صغيره الحجم على الفتيات كانت اخرجتها مسبقا من حقيبه يدها ليذهبن الفتيات بعد ذلك. 
"و انتى كمان يلا روحى استعدى، مش هقبل اقل من المركز الأول" 
تحدثت سمر مؤكده على الصغيره التى اومئت بإبتسامه واسعه مهروله للإستعداد. 
" انا اسف يا دكتوره سمر، انا مش عارف هى قالت انك مامتها ليه الصراحه، و مش عارف البنات قالوا كدا ليه اصلا" 
تحدث مالك والد الصغيره بأسف حقيقى لتبتسم له سمر بهدوء. 
" محصلش حاجه يا استاذ مالك، ريتان كانت قالت إن البنات بيضايقوها علشان مامتها مش بتحضر معاها التمارين زى مامتهم و دى حاجه كانت مزعلاها، هتلاقيهم اتكلموا تانى فى الموضوع ده و ريتان قالت انى مامتها، و الصراحه انا يشرفنى انها تقول عليا كدا" 
انهت سمر حديثها بإبتسامه واسعه و هى تنظر إلى الصغيره التى تقوم بالاحماء و معالم الجديه رسمت على وجهها لينظر لها مالك بإمتنان بينما زين نظر لها پغضب على ما تتفوه و تفوهت به، كيف هى والدتها و هى لم يمسسها احد، اى امرأه هى حتى تتقبل ذلك الحديث، اذا كانت هنا لكانت حطمت ذلك المدرج فوق رأسه و رأس صغيرته اذا كان هو بمكان مالك و اذا كانت هى بمكان سمر. 
رنين هاتفه أخرجه من شروده الغاضب فى سمر لينظر إلى الشاشه و يجدها هنا هى المتصله. 
ذفر بخفه قبل أن يجيب على الاتصال و يأتيه صوتها الصارخ. 
"انت فين يا زين؟ كل ده بتوصل سمر و لا حنيت للماضى" 
صاحت هنا فى الهاتف ليذفر پغضب. 
"وطى صوتك و اتكلمى بأسلوب احسن من كدا يا هنا، اخر مره هحذرك فيها، المره الجايه هتخلينى اعمل تصرف هيزعلك و يندمك فى نفس الوقت" 
ټهديد صريح القى به زين على مسامع هنا التى توترت من رد الفعل ذاك. 
" انا اسفه يا زين، بس مش حاجه سهله انى ابقى عارفه انك مع طليقتك و ابقى هاديه، انت عارف انى بحبك و بغير عليك"
تحدثت هنا بهدوء ليدلك زين جبينه بخفه. 
" ايه الدوشه اللى حواليك دى؟ انت فين؟ "
تسائلت هنا لينظر زين حوله بهدوء. 
"بنت واحد صاحبى عندها مسابقه فى النادى و جيت احضرها "
وضح زين بهدوء و هو ينظر لتلك الصغيره التى تقوم بالاحماء. 
" طيب ده قريب من الشركه، ربع ساعه و هكون عندك، سلام" 
اغلقت هنا الاتصال سريعا غير معطيه الفرصه لزين على الاعتراض ليغلق عينيه بقوة ليفتحهم ناظرا إلى سمر بعد ذلك مفكرا فى رد فعل هنا عند رؤيتها، و الذى سيكون رد فعل درامى بالمناسبه.

جلس زين خلف مقود السياره يقودها بهدوء، و بجانبه مالك ذى الملامح المزدرئه، و فى الخلف هنا زى الملامح الغاضبه بسبب عدم جلوسها بالامام بجانب زين بعد أن صړخ بها زين و انزلها من المقعد المجاور له ليجلس به والد الصغيره، و سمر التى تواسى الصغيره الحزينه بسبب حصولها على المركز الثانى و ليس الأول كما كانت تأمل.
"خلاص بقا يا ريتان حصل خير، المره الجايه انا متأكده انك هتفوزى بالمركز الأول"
تحدثت سمر و هى تربت على كتف الصغيره الحزينه.
"كان نفسى افوز بالمركز الأول، لو بس مكنتش اتكعبلت فى اخر خطوه"
تحدثت الصغيره بحزن شديد لتبتسم سمر لها بخفه مقبله جبينها.
"بصى عايزاكى تتعلمى حاجه مهمه اوى، مش من اول مره نخسر فيها نستسلم و نقول مش هنكمل علشان كدا مينفعش، و دى اول حاجه، تانى حاجه اننا نتعلم من غلطنا، مش مشكله نغلط مره و اتنين و عشره كمان بس الأهم اننا نتعلم من الغلط ده بحيث اننا منكرروش تانى، ثالثا بقا و ده الأهم عايزاكى تعرفى ان ربنا مبيضيعش تعب حد، اتعبى و ادعى ربنا و توكلى على الله و ان شاء الله هتفوزى و تحققى اللى بتتمنيه"
تحدثت سمر بهدوء و هى تنظر بوجه الصغيره التى تستمع لها بإهتمام.
" انتى بتقولى ايه؟ ده قله تركيز منها، و هى اللى فازت بالمرتبه الأولى زياده عنها فى ايه علشان هى تطلع التانيه مش الأولى، الغلط غلطك انتى، انتى اللى مركزتيش علشان كدا خسرتى"
تحدثت هنا بقوة و جمود ليستدير مالك ناويا ان يكيل لها و يسمعها ما لا تحمد عقباه و لكن سمر سبقته بالحديث.
" انسى كلام طنط هنا ده خالص، و لا اكنك سمعتى حاجه من الأساس، عادى الإنسان بيغلط بس الشطاره انه ميكررش نفس الغلط تانى، اقولك على حاجه، انا غلطت زمان، و غلط كبير كمان، بس بابا وقف معايا و شجعنى و ساعدنى زى ما بابا بيعمل معاكى، و شوفتى بقا انا بقيت ايه، بقا عندى عياده كبيرة بتاعتى لوحدى، علشان انا اخدت بالى من غلطتى و صلحتها و مش ناويه اكررها تانى، مش شرط اننا نحقق اللى بنحلم بيه من اول مره، لازم نحاول مره و اتنين و ميه لحد ما نحقق اللى بنحلم بيه"
و للمره الثانيه ينظر مالك إلى سمر بإمتنان و فخر و بعض الإعجاب، بينما زين ضغط على مقود السياره پغضب بسبب فهمه للحديث بأنه هو الخطأ الذى بحياتها.
" انتى كدا بتعوديها انها تبقى رقم اتنين دايما، بتخليها تكبر على أنها دايما مهزومه"
تحدثت هنا معترضه للمره الثانيه و قبل اندفاع مالك فى الحديث قرر الانتظار ليرى ماذا ستجيبها سمر.
"بالعكس انا كدا بعودها على حاجتين مهمتين، و هما الرضا و انى ميأسش مهما حصل، مش كدا بردو؟ "
انهت سمر حديثها بتساؤل موجه إلى ريتان التى ابتسمت لها بهدوء و هى تومئ لها سريعا.
"استاذ مالك، انا عارفه انى غريبه عن حضرتك، بس ممكن اخد ريتان اخرجها يوم الجمعه، و ممكن كمان والده حضرتك تيجى معانا لو حضرتك خاېف على ريتان "
" بس انا مش الاولى"
تحدثت الصغيره سريعا فور ان استمعت إلى حديث سمر التى نظرت لها بإبتسامه هادئه.
"دى دفعه صغننه كدا، إنما لما تطلعى الأولى المره الجايه هجيبلك هديه حلوة اوى "
تحدثت سمر بإبتسامه و هى تنظر إلى الصغيره التى اومئت لها سريعا بإبتسامه واسعه.
" قولت ايه يا استاذ مالك؟"
تسائلت سمر و هى تنظر بوجه والد الصغيره الذى ينظر إلى ابنته بهدوء.
"انتى عايزانى أرفض بعد ما شبطت، دى تموتنى"
تحدث مالك بمرح لتبتسم سمر بخفه بينما الصغيره صاحت بمرح.
نظر زين فى المرآه إلى وجه هنا الممتعض و وجه سمر المبتسم، و فعل مقارنه بسيطه من حيث التفكير و تربيه الأطفال فى المستقبل، ليجد انه كان بيده امرأه غير كل النساء و لكنه بغباءه و تيبس رأسه فقدها، و لكن هل يمكنهم العوده مره اخرى؟!

"يتبع💙"

 

تم نسخ الرابط