عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
المحتويات
الفصل 21
احترم زين حديث سمر و لم يعد يوصلها من او إلى العياده، و لكن ذلك لا يمنع انه يراقبها أثناء عودتها للمنزل مساءا دون أن تشعر به.
كانت سمر تحادث والديها و عمها و زوجته يوميا للإطمئنان على حالهم و معرفه متى موعد قدومهم.
"المفروض انكم هتيجوا على طياره امتى بكرا ان شاء الله؟"
"لا ما احنا مش جايين بكرا، الشركه اللى طالعين معاها كلمتنا و اعتذرت انها ملحقتش تحجز تذاكر السفر، و انهن هيحاولوا على اد ما يقدروا انهم يرجعونا بسرعه، فمش عارفين لسه هنرجع امتى، اول ما نعرف هكلمك اقولك علطول"
تحدث والدها فى الهاتف لتذم شفتيها بحزن فهى افتقدت والديها كثيرا.
همست سمر بحزن طفيف و هى تنهى الاتصال مع والديها.
قليلا و صدح صوت هاتفها معلنا عن اتصال لتنظر إلى الشاشه و هى تبتسم بخفه مجيبه عن الاتصال.
" لسه راجعه من المدرسه دلوقتى؟"
تسائلت سمر بلوم إذ انها الساعه الحاديه عشر مساءا.
"انا جيت من المدرسه خلصت كل الواجب بتاعى، و بعدين روحت التمرين، و رجعت نمت و مش حسيت بحاجه لحد دلوقتى"
"ماشى عملتى ايه انهارده فى التمرين؟ "
تسائلت سمر و هى تصب لنفسها كوب النعناع الدافئ.
"المدربه قالت انهارده ان فيه مسابقه تانيه بعد اتنين شهر، و قالت كمان انى هشترك فيها انا و ٣ كمان"
تحدثت الصغيره بحماس لتبتسم سمر على نبره صوتها الفرحه.
"ماشى يا ستى المركز الأول أن شاء الله "
"ان شاء الله، هتيجى تاخدينى بكرا امتى علشان نخرج؟ "
تسائلت الصغيره بحماس لتغلق سمر عيناها متذكره امر خروجها غدا مع الصغيره.
"بكرا الساعه ١ هاعدى عليكى قولى لتيته و جدو ماشى؟ "
تحدثت سمر لتجيبها الصغيره سريعا.
" ماشى،هقفل بقا علشان اروح اقولهم و اطلع هدوم حلوة علشان البسها بكرا"
صاحت سمر سريعا قبل أن تغلق الصغيره الاتصال.
"انا كنت عايزة البس فستان"
تحدثت الصغيره بحزن طفيف.
" معلش المره الجايه البسى فستان، لكن المره دى بلوزه و بنطلون"
تحدثت سمر بهدوء لترضخ لها الصغيره مغلقه الاتصال بعد ذلك.
ذهبت سمر إلى غرفتها بعد أن انهت كوب النعناع الدافئ الذى يساعدها على الاسترخاء مستعده للنوم مغلقه اضاءه غرفتها و لكن صوت هاتفها معلنا عن وصول رساله جعلها تمسك به مجددا.
همست سمر مستغربه لتفتح تلك الرساله التى ارسلت لها على الواتساب.
"ازيك يا سمر، هو عمى مقالكيش هى الطياره بتاعتهم بكرا امتى؟"
قرأت ما كتبه زين فى رسالته بخفه و هى تشعر بالخدر و الكسل لتطبع عده أحرف لذلك قامت بتسجيل صوتى أسهل لها.
.
.
كان زين ممدد على سريره و هو فاتح صفحه المحادثه بينه و بين سمر ليتفاجئ بذلك الأشعار الذى بالأعلى معلنا انها تقوم بتسجيل صوتى.
لم يصدق عيناه عندما وصل له ذلك التسجيل ليفتحه سريعا مستمعا إلى صوتها الهادئ.
"بابا قال ان الشركه اعتذرت منهم لأنها لسه محجزتش تذاكر الرجوع، و لسه مش عارفين هيرجعوا امتى لان الشركه مقالتش"
استمع إلى ذلك التسجيل اكثر من مره ليبتسم بخفه على صوتها الهادئ ذى البحه الرقيقه الناعسه.
"اصل انا كلمت بابا و افتكرته بيضحك عليا، فقولت اتأكد منك"
قام بتسجيل صوته مرسلا لها ذلك التسجيل و هو يبتسم عندما رأى ذلك الأشعار بأنها تسجل صوتها مره اخرى.
" تمام، تصبح على خير بقا لانى ورايا يوم طويل بكرا"
سمع صوتها الناهي ليقطب حاجبيه بإستغراب.
"مش بكرا اجازة من الشغل؟ "
تسائل بفضول فى تسجيل صوتى لينظر ردها.
" اممم بس انا كنت واعده ريتان انى اخرجها بكرا"
سمع صوتها الناعس بشده ليتذكر سريعا.
"هتخرجوا الساعه كام؟ "
تسائل فى تسجيل صوتى اخر و لكنه لم يلقى اى اجابه او حتى علامه على أنه تم الاستماع إلى تسجيله الصوتى.
" سمر انتى نمتى؟"
ارسل رساله نصيه هذه المره و لكن ما من مجيب.
" سمر ! "
رساله نصيه اخرى قام بإرسالها و لكن ما من مجيب مره اخرى.
.
استيقظت سمر صباح اليوم التالى و لا تعلم كيف نامت هكذا.
جلست بعيون شبه مغلقه و هى تحك فروه رأسها بنعاس شديد و هى تتثائب.
لمحت هاتفها الموضوع على الوساده لتمسك به فاتحه اياه لتجد كميه رسائل مناديا عليها بشكل غريب و لكنها فقط لم تشعر به.
"صباح الخير، اسفه محستش بنفسى و نمت، يعنى شويه كدا هلبس و اروحها"
ضغطت على زر الإرسال فور ان طبعت تلك الأحرف لتنهض واضعه هاتفها الذى كان على وشك ان ينطفئ بسبب عدم شحن بطاريته لتذهب هى إلى المرحاض لتستحم و تعد لها الفطور لتستعد للمغادره فيومها طويل و متعب.
.
استيقظ زين على صوت رنين هاتفه العالى ليتململ فى نومته ساحبا هاتفه من سلك الشاحن پغضب.
"الو"
أجاب زين بصوت ناعس و هو مازال مغلقا عيناه حتى أنه لم يرى اسم المتصل بل أجاب بلا مبالاه.
"ايه ده يا زين انت لسه نايم!"
تحدثت هنا من الجهه الأخرى من الاتصال مصدومه من نومه حتى الآن.
"هى الساعه كام؟"
تسائل زين الذى مازال ممددا على سريره دون أن يفتح عينه حتى.
"الساعه ١١،مش احنا متفقين اننا هنقضى اليوم كله برا؟ و هنفطر و نتغدى برا؟"
تحدثت هنا دفعه واحده ليفتح زين عينيه بكسل فهو يريد النوم و يحب يوم العطله لينام به براحته و لكن هيهات.
" طيب اقفلى يا هنا هفوق كدا و اكلمك"
أنهى زين حديثه منهيا الاتصال و هو يجلس على السرير بكسل شديد.
بعثر خصلات شعره القصيره و هو ينظر فى هاتفه ليجد ان هناك رساله من سمر ليجد نفسه تنبه سريعا و قد زال ذلك النعاس من عينيه سريعا.
قرأ تلك الرساله ليذم شفتيه صامتا قليلا.
" امتى يعنى؟"
ضغط على زر الإرسال بعد أن طبع تلك الرساله و لكن ما من رد.
نهض من على سريره دالفا إلى المرحاض ليستحم و يستعيد نشاطه الخامل ليتخلى عن المظهر الكلاسيكى و يرتدى الكاجول اليوم من تيشرت اسود اللون و بنطال جينز من نفس اللون و حذاء رياضي ابيض فيبدو انه من محبين اللون الاسود.
قام برفع شعره فى تصفيفه بسيطه و لكن جذابه بنفس الوقت، نظر إلى هاتفه و لكنه لم يجد اجابه على رسالته، ليضع هاتفه بجيبه بعد أن تأكد من أخذ محفظه أمواله كذلك مرتديا نظارته الشمسيه التى أعطته مظهرا خلاب و خاطف للأنفاس ليخرج من منزله سريعا بعد أن اخذ مفاتيح المنزل و السياره كذلك.
"هنا مش هينفع نخرج انهارده معلش متعوضه يوم تانى"
ارسل تلك الرساله النصيه واضعا هاتفه على وضع الطيران لينطلق بسيارته.
.
نظرت سمر إلى انعكاسها بالمرآه و هى تثبت حجابها لتبتعد قليلا ناظره إلى هيئتها بالكامل فى انعكاسها بالمرآه.
بنطال جينز باللون الاسود، قميص اسود طويل يصل إلى ما بعد ركبتيها، حجاب باللون الأبيض مماثل للون حقيبتها الصغيره و حذائها الرياضى.
وضعت مورد لشفتيها لتعطيهم طله طبيعيه واضعه القليل من عطرها الخفيف لتخرج من منزلها بعد أن تأكدت من أخذ أموال كافيه معها و هاتفها و مفاتيح المنزل كذلك متجهه إلى حيث منزل الصغيره غافله عن ذلك الذى يتبعها بسيارته بإبتسامه خفيفه.
.
اخذت سمر الصغيره من جديها بعد أن ألقت عليهم التحيه على جديها مطمئنه اياهم انها ستهتم بالصغيره كأنها قطعه من روحها و ان لا يقلقا عليها و انها ستجلبها سالمه دون اى أذى.
أمسكت سمر بيد الصغيره و هما يتحدثان معا بمرح و مزاح ليقفا على الطريق لتخرج سمر هاتفها لتطلب سياره أجره لتقلها أينما تريد.
"اونكل زين"
صاحت الصغيره بمرح و سعاده لترفع سمر رأسها من على هاتفها لتجده يجلس فى سيارته التى وقفت أمامهم و هو يبتسم بخفه مزيلا نظارته الشمسيه من عينيه لتنظر له سمر بهدوء.
يتبع
متابعة القراءة