عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد

موقع أيام نيوز

 

الفصل 26

أوقف زين السياره أسفل ذلك البرج المشيد فى تلك المنطقه الراقيه لينزل زين من السياره لتتبعه هنا التى تعلقت به فور ان علمت وجهته.
"زين"
صوت رجولى نادى من الخلف ليلتفت زين ليرى صديقه و هو يتقدم اليه ليلقى عليه التحيه هو و هنا التى اخذت تنظر إلى صديق زين بنظرات متفحصه.
"تعالوا افرجكم على البرج من جوه"

تحدث معتز و هو يشير لزين و هنا بإتباعه بهدوء.
"جميل اوى، بس البرج بتاعك و لا شقق معينه منه؟"
تحدث زين منهيا حديثه بتساؤل و هو يتفحص المكان بعيون متحققه.
"لا البرج كله بتاعى، فى الوقت الحالى يعنى"
حديث معتز الاخير جعل زين ينظر له بإستغراب بينما هنا تتابع بهدوء.
"تقصد ايه؟"
تسائل زين مستغربا ليبتسم له معتز بهدوء.
" انا عايز الشركه بتاعتك هى اللى تظبط الديكور بتاع البرج كله، انت و خيالك بقا، عايز كل شقه تكون مختلفه عن التانيه، لأن البرج ده هيكون مهر للى هتقدر تسيطر على قلبى، تبيعه تأجره تخليه بإسمها زى ما تحب بقا"
تحدث معتز بإبتسامه هادئه ليومئ له زين بإبتسامه خافته لتنظر له هنا بذهول.
" مش معقوله ،ده برج  بملايين  تكتبه كدا لاى حد؟! "
تحدثت هنا بذهول ليبتسم لها معتز بخفه.
" و هى اللى ټخطف قلب معتز الدمنهورى تبقى اى حد بردو؟ "
انهى معتز حديثه غامزا إلى هنا التى ابتسمت بهدوء و هى تنظر له نظرات ذات مغزى.
"معندكيش عروسه بقا؟"
تحدث معتز بإبتسامه خلابه لتقهقه هنا بقوة لتتسع ابتسامه معتز بقوة بينما زين اخذ يتجول بالمكان متجاهلا اياهم و هو فقط بدأ يخطط بماذا سيفعل بتلك الشقق بأكملها.

"زين ريم عزماك على العشا انهارده، هستناك بقا"
تحدث معتز و هو يوصل زين و هنا الى السياره ليومئ له زين بإبتسامه خافته.
"و انا مليش مكان فى العزومه دى؟"
تسائلت هنا بمياعه ليبتسم لها معتز معتذرا.
"معلش بقا متعوضه، اصل ريم مكنتش تعرف ان زين خطب، المره الجايه وعد هتكونى معاه "
تحدث معتز لتومئ له هنا على مضض لتذهب برفقه زين حيث الشركه مره اخرى.

فور ان اختفت السياره من أمام معتز حتى محت ابتسامته و تحولت ملامحه إلى الڠضب.
"اخص عليك يا زين، بقا تسيب الورد البلدى و تروح للورد الصناعى، بقا تسبب الجمال و الرقه و الهدوء و تروح للصناعى و المهربد برجلك، بس مبقاش انا معتز ان ما فوقتك"
تحدث معتز و هو يتجه إلى سيارته منطلقا بها عائدا إلى منزل اخته الذى أصبح يسكنه معها هذه الفتره.

استقبل معتز و اخته زين بحفاوه، و تفاجئ زين بتلك الصغيره الجميله التى تحمل ملامح والدتها الهادئه.
" كبرتى يا ريم و بقيتى مامى"
تحدث زين بإبتسامه واسعه و هو يلاعب الصغيره التى على قدمه لتبتسم ريم بخفه.
"ايوه بقيت مامى و انت لسه مبقيتش بابى، انت ناوى تبقى اب و انت على سن المعاش زى معتز و لا ايه"
تحدثت ريم بمزاح ليصمت زين ملاعبا الصغيره بخفه.
"ريم مش هناكل و لا ايه؟ خدى تاليا يلا و هاتيلنا الأكل لحسن متنا من الجوع"
تحدث معتز بهدوء لتومئ له اخته ناهضه أخذه ابنتها و هى تدلف للداخل.
" بس فين جوز ريم؟ "
تسائل زين عندما لاحظ غياب زوج اخت صديقه.
" فى سفريه شغل و هيرجع كمان اسبوع كدا، لازم لما يرجع اعرفك بيه، بجد انسان محترم اوى"
تحدث معتز ليومئ له زين بخفه ليحل الصمت مره اخرى.
"انت طلقت سمر ليه؟"
تسائل معتز قاطعا الصمت الذى حل فجأه لينظر له زين بهدوء.
" عادى يا معتز مش متفقين مع بعض، هى طلبت الطلاق و انا مش حابب اغصب حد على عيشته معايا"
تحدث زين لينظر له معتز بتفحص.
" و هنا هى اللى متفقه معاك و مع تفكيرك و اسلوب حياتك؟"
تسائل معتز لينظر زين فى كل مكان عدا وجه صديقه و هو يومئ له بخفه.
"عارف يا زين مشكلتك ايه؟ مشكلتك انك بتبقى عارف ان غلطان بس بتتمادى فى الغلط ده لمجرد انك شايف انك صح او انك مش عايز تبين لحد انك غلطان"
تحدث معتز مره اخرى لينظر له زين پغضب.
" اه و الله زى ما بقولك كدا، تعالى كدا نعمل مقارنه بسيطه بين هنا و سمر، سمر خجوله بطبعها، هاديه و لطيفه، عقلها كويس و بتفكر قبل ما تتكلم، و مبتعملش حاجه تغضب بيها ربها يا زين"
" تقصد ايه يا معتز؟ تقصد انى پغضب ربى! "
صاح زين پغضب فى وجه صديقه الذى نظر له بهدوء.
" انت خدتها على صدرك اوى كدا ليه؟ انا مجيبتش سيرتك فى حاجه يا زين، و مادام انت اتكلمت يبقى اكيد عملت حاجه و ڠضبت ربك عليك"
تحدث معتز بهدوء ليذفر زين پغضب و هو ينظر إلى معتز الذى ابتسم بهدوء.
" هنا مش زيك و لا شكلك يا زين، منكرش ان اسلوبها جذاب بس اسلوبها ده ېخوفك منها مش يعلقك بيها، اللى بيعمل حاجه من غير خجل و براحه بيبقى متعود على الحاجه دى و مش بتبقى طالعه تلقائيه منه، فكر فى كلامى كويس يا صاحبى"
تحدث معتز بهدوء لينهض زين من على مقعده ململما اشيائه مستعدا للخروج.
" لا أفكر و لا مفكرش، لا انت اول و لا آخر واحد مش متقبل هنا، و هقولك زى ما بقولهم، دى حياتى الخاصه و محدش له دخل بيها، سلام "
أنهى زين حديثه القوى مغادرا كالاعصار ليذفر معتز بخفه لتخرج ريم على صوت إغلاق الباب القوى.
"ايه ده زين راح فين؟"
تسائلت ريم بإستغراب لينظر لها معتز بهدوء.
" مشى"
تحدث معتز ببرود لتنظر له ريم مستغربه.
" هو ايه اللى حصل؟ "
تسائلت ريم ليبتسم لها معتز بخفه.
" و لا اى حاجه، قوليلى هتروحى تعيدى الكشف على تاليا امتى علشان أفضى نفسى و اجى معاكى"
تحدث معتز بهدوء لتبتسم له ريم بخفه.
"لا يا حبيبى مش عايزة اشغلك و اتعبك معايا"
تحدثت ريم بهدوء ليبتسم معتز بخفه.
"و هو انا أطول اتعب لتاليا هانم حبيبه خالها القمر دى، إلا هى فين صحيح؟ "
أنهى معتز حديثه بتساؤل لتبتسم ريم بخفه.
" بتلعب فى اوضتها"
تحدثت ريم لينهض معتز ذاهبا إليها ليلعب معها قليلا.

مر الاسبوع سريعا و لم يتحدث معتز مع زين او حتى زين يتحدث معه، تجاهل كل منهما الاخر.
ذهب معتز مع اخته إلى عياده سمر لاعاده الكشف على الصغيره مره اخرى.
"اعاده كشف لتاليا"
تحدث معتز و هو يستند بجزعه على مكتب هدى التى زفرت بخفه.
"الروشته القديمه لو سمحت"
تحدثت هدى بهدوء ليومئ لها معتز مخرجا تلك الورقه المطويه من جيب بنطاله و هو مازال مستندا على سطح المكتب مقتربا من هدى كثيرا.
"معندكيش عروسه ليا؟ انا شاب ثلاثينى و عسول و دمى خفيف و ربنا، و بدور على بنت الحلال اللى ټخطف قلبى، و اوعدك انى هحافظ عليها و هحطها فى عينى"
تحدث معتز لتنظر له هدى بهدوء مبتسمه بسماجه.
"فى خاطبه على أول الشارع ممكن تروح تقولها على مواصفاتك و هى تجيبلك بنت الحلال اللى انت هتحافظ عليها، لكن هنا دى عياده، اتفضل مكانك و لما دورك يجى هنادى عليك"
تحدثت هدى بإبتسامه سمجه و هى تشير له بالذهاب و الجلوس.
"يعنى معندكيش عروسه خالص؟"
تسائل معتز بإبتسامه جذابه لتنظر له هدى ببرود ناهضه من على مقعدها لتذهب إلى حقيبتها مخرجه بعض الكتب و الأوراق لتعود إلى مكتبها مره اخرى و تبدأ فى الكتابه متجاهله معتز الذى يقف أمامها و يطالعها بهدوء.
جلس معتز بجانب اخته و هو يتابع هدى التى كلما خرجت حاله من عند سمر تدلف لها اولا و بعد ذلك تدخل الحاله التاليه لتعود و تجلس على المكتب مره اخرى مستمره في ما تفعله بهدوء.
أتى الدور على معتز ليدلف إلى سمر مع اخته و صغيرتها.
القوا التحيه على سمر التى ردت بمثلها بإبتسامه واسعه. 
"يا مامى نخلى بالنا من ايدينا بقا لحسن مش هنسيبها غير لما تنزل ډم، و خالو كمان يخلى باله"
تحدثت سمر بإبتسامه هادئه و هى تتفحص فم الصغيره التى تنظر إلى سمر بهدوء.
"بصى السنه الصغننه دى"
تحدثت سمر و هى تشير على شئ ابيض صغير للغايه فى فاه الصغيره لتبتسم والدتها بإتساع و هى ترى أسنان صغيرتها الأولى.
" جالها اسهال او حاجه؟ "
تسائلت سمر و هى تجلس خلف مكتبها بعد أن انتهت من فحص الصغيره.
"ايوه و اديتها من العلاج اللى حضرتك كنتى كتباه، و الإسهال اتقطع بسرعه"
تحدثت ريم بهدوء لتومئ لها سمر بخفه.
"تمام الدواء ده هو و خافض الحراره ميتقطعوش من عندك الفتره دى خالص لحد ما أسنانها كلها تطلع، و اكليها بقا حاجات فيها فيتامينات و كالسيوم كتير، و ياسلام لو شربتيها لبن كل يوم و اكلتيها بيضه كل يومين تلاته كدا "
تحدثت سمر لتومئ لها ريم سريعا بإبتسامه هادئه
"اللى يشوفك يقول انك مامى لطفلين او تلاته يا سمر"
تحدث معتز لتبتسم له سمر بخفه.
" لا و الله انا لسه مبقيتش مامى، لكن شغلى كدا علشان كدا انا عارفه اتصرف ازاى، يعنى مثلا انت تعرف فى الهندسه، لكن انا معرفش، الحكايه كلها بتبقى خبره و تعود"
تحدثت سمر بإبتسامه ليومئ لها معتز بخفه.
" اكيد ده كان طلب زين انكم متخلفوش دلوقتى، صح؟"
أنهى معتز حديثه بتساؤل و هو يتفحص معالم سمر التى انطفئت لثوانى لتعاود رسم الابتسامه على وجهها مره اخرى.
" زي ما قولتلك بقا يا مدام ريم، مش هيبقى فيه اعاده كشف تانى، بس لو حصل اى حاجه انا موجوده"
تحدثت سمر لتومئ لها ريم بخفه و هى تنهض ليتبعها أخيها الذى اخذ ينظر إلى سمر بهدوء حتى غادر من أمامها.

كان زين يفكر كثيرا فيما قاله معتز، هذه المره هو لن يتمسك بخطأه، سيصلح كل شئ الان قبل فوات الأوان.
بعد مرور أسبوعان من حديث معتز مع زين، ذهب زين إلى محل الورود الفخم مختارا باقه من الورود ذات الشكل و الرائحه الخلابه ليضعها بالسياره الخاصه به و هو ينظر لها بإبتسامه خفيفه.م
انطلق بسيارته حيث منزل عمه، سيجعل كل الأمور تعود إلى مجراها.
وقف أمام باب منزل عمه المغلق و هو ينظر إلى باقه الورود التى بيده بإبتسامه هادئه.
رفع يده ليدق جرس المنزل بإبتسامه واسعه ليسمع صوت الزغاريط القادمه من الداخل ليشعر بإنقباض صدره.
يتبع

 

تم نسخ الرابط