عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل 27
لحظات مرت على زين و هو يشعر انه تجمد بمكانه.
آفاق من شروده و هو يدق باب المنزل لتمر لحظات قبل أن تفتح والده سمر الباب بإبتسامه واسعه.
"اتفضل يا زين تعالى ده احنا مفلوقين اتصالات بيك من الصبح"
تحدثت والده سمر و هى تفسح المجال حتى يدلف زين إلى الداخل ليجد والديه بالداخل.
نظرت له والدته قليلا و لباقه الورود التى يحملها بيده و إلى ملامحه الجامده.
تسائل زين بهدوء و هو يتمنى ان يسمع عكس ما يشعر به لتبتسم والده سمر بإتساع.
" اتقرت فاتحه سمر و لبست دبل، مالك خطبها"
تحدثت والده سمر بإبتسامه واسعه ليشعر زين ان دلو ماء مثلج سقط فوق رأسه بينما والده سمر تركته أخذه صينيه المشروبات من والده زين و هى تدلف إلى الداخل.
تقدمت والدته منه أخذه باقه الورود من يده واضعه اياها على الطاوله التى بجانبها مربته على كتفه من الخلف.
تحدثت والدته بهدوء و هى تقوده للداخل و فور ان دلف للغرفه نظر إلى سمر المتورده وجنتيها بإستحياء.
انزل نظره إلى يدها ليرى تلك الحلقه الذهبيه التى تزينها، حلقه اخرى مختلفه عن حلقته هو، حلقه شخص آخر ليعلم للجميع انها أصبحت خاصه به هو فقط.
رفعت رأسها ناظره له لينظر لها بقوة معاتبا اياها بنظراته بينما هى نظرت له بهدوء كأنها تخبره انه هو من فعل ذلك بهما.
انتهت تلك الجلسه العائليه ليغادر الجميع بما فيهم زين و والديه.
دلف زين إلى غرفته مغلقا اياها عليه حتى لا تدلف له والدته فهو لا يريد الحديث مع ايا كان الان، لا يريد أن يرى اى شخص.
.
.
فى اليوم الموالى لم يذهب زين إلى الشركه و فى تمام الثالثه خرج من غرفته متوجها إلى خارج المنزل غير ابه بمناداه والدته له.
"سمر جت؟"
تسائل زين بجديه فور ان رأى هدى على غير العاده فى ذلك الوقت بالعياده لتومئ له هدى بخفه.
"لسه جايه من خمس دقايق"
أجابت هدى بخفه ليتخطاها زين دالفا إلى سمر فى مكتبها سريعا و هدى تلحق به.
"معلش يا هدى اتفضلى انتى"
تحدثت سمر بإبتسامه هادئه و هى تشير بيدها التى تزينها الحلقه الذهبيه لينظر لها زين پغضب.
"بتتخطبى لواحد أرمل و عنده بنت ليه يا سمر؟ هتتحملى مسئوليه بنت مش بنتك ليه يا سمر؟ "
تسائل زين بقوة لتنظر له سمر بهدوء.
"انا كمان عندى ظروف، انا واحده مطلقه، طبيعى لما اتجوز تانى هتجوز واحد فى نفس ظروفى او ظروفه قريبه من ظروفى"
" ظروف ايه يا سمر؟ انا ملمستكيش علشان يبقى عندك ظروف، إلا إذا كنتى ضيعتى نفسك بقا و انتى فى أمريكا، ما انتى مكنش عليكى رقيب"
صاح زين بقوة و ڠضب لټصفعه سمر بقوة و تحول وجهها إلى اللون الأحمر من شده الڠضب.
" اذا كنت نسيت انا ابقى تربيه مين انا افكرك، انا تربيه سعاد و هدى إللى يبصوا للحال العوج بصه واحده يتعدل يا ابن عمى، و علفكره حكايه انى بنت بعد سنه جواز منك حاجه متعبنيش انا، بالعكس دى تعيبك انت، و لو حابب تقول للكل قول، صدقنى انت اللى هيتبصلك مش انا، انا لو عليا معدتش فارقه معايا تقول و لا متقولش دى حاجه خاصه بيك انت، لو جبت سيره شرفى تانى على لسانك هزعلك منى جامد، و جامد اوى يا زين، انا مش زى اللى بيعلقوا اللى حواليهم بيهم بالحرام و قله الادب يا زين، و أظنك فاهم انا اقصد ايه"
تحدثت سمر بقوة و هى تنظر بوجه زين پغضب بينما زين ينظر لها پصدمه واضعا يده مكان صڤعته.
هى لن تتحدث من فراغ، هى رأت زين و هنا اكثر من مره فى أوضاع غير لطيفه بالمره، أوضاع لا يصح ان تحدث الا بعد عقد القران على الاقل.
غادر زين بوجه احمر أثر صفعه سمر القويه لتجلس سمر على أقرب مقعد بها واضعه يديها على وجهها مڼهاره بالبكاء.
.
عاد زين إلى المنزل مره اخرى بملامح واجمه جامده ليدلف الى غرفته بهدوء.
دقائق و دلفت له والدته لتجلس أمامه بهدوء صامته بينما هو فقط ينظر أمامه بشرود.
"روحت لسمر !"
تحدثت والدته بهدوء لينظر لها پصدمه لتبتسم والدته بخفه و هى تتنهد.
"راجع ټندم دلوقتى ليه؟ مش انت اللى ضيعتها من ايدك!"
"انتوا كلكم جايبين الغلط عليا ليه؟ مش هى اللى طلبت الطلاق؟"
"و انت طلقتها بسهوله لأنك مكنتش عايزها اصلا يا زين، انت لو ضحكت على الدنيا كلها مش هتضحك عليا يا ابن بطنى، جوازتك من سمر مكنتش على هواك من البدايه اصلا، و انت ما صدقت انها طلبت الطلاق و مضيعتش وقت، بعدها بساعتين كنت مخلص كل حاجه، متعلقش خيبتك على شماعه غيرك يا زين"
حوار بسيط دار بين زين و والدته ليصمت زين مغلقا عيناه التى ذرفت منها الدموع المتألمه الحزينه.
" لما فوقت لنفسى و حبيت أصلح اللى اتكسر كان الأوان فات "
تحدث زين بصوت مكتوم لتنظر له والدته پألم.
" و هو انت فاكر ان اللى بيتكسر بيتصلح؟ و حتى لو اتصلح كنت هتصلحه ازاى و انت بتكسره اكتر؟! رايح تصلح ظروفك مع سمر و انت خاطب هنا! طيب كنت هتتكلم مع عمك بأى وش؟ كنت هتقوله ايه؟ و حتى لو انت حابب تصلح ليه بتكسر من البدايه"
"علشان كنت غبى و حمار"
صاح زين پغضب و هو ينظر إلى والدته بأعين باكيه لتصمت والدته تاركه له المجال ليتحدث.
" كنت غبى و محستش بقيمه اللى كان فى أيدى، بصيت على الدهب القشره و سيبت الدهب الخام، كنت واخدها عند و مخدتش بالى انى بعند فى نفسى مش فى حد تانى، كنت حاسس انى اتغصبت على الجوازه من بدايتها، عيشت معاها سنه و انا بآذيها كل يوم نفسيا، كنت بعذبها معايا لمجرد انها وافقت على الجواز منى، سنه كامله عايشين مع بعض زى الأخوات مش زوج و زوجه، كسرت نفسها يوم الفرح لما نمت فى اوضه تانيه غير اوضتنا، خليتها كل يوم تنام و دمعتها على خدها بسبب كلامى المؤڈى ليها، كدبت بسببى و استحملت كتير، وصلت بيا الدرجه انى ضړبتها، كنت عايزها تطلب الطلاق، و هى كان نفسها طويل، انا اللى قطعت نفسها بإيدى يا ماما، انا اللى قطعت نفسها بإيدى"
انهار زين باكيا لتشعر والدته ان أطرافها شلت، إعتراف صاډم تلقته من صغيرها، إعتراف جعلها تشعر بالصدمه، إعتراف اشعرها بمدى جهلها عن حياه ابنها.
أرادت ان تظل قويه و تخبره انه يستحق ما حدث له و لكنها أم، قلبها لم يستطع ان يظل صامدا اكثر من ذلك، و بالأخص عند رؤيتها لانهياره.
نهضت جالسه بجانبه أخذه اياه بحضنها و هى تربت على ظهره بهدوء بينما هو اتخذها كدعوه صريحه بإخراج مكنونات صدره الحزين.
نظرت نظره اخيره على صغيرها الذى ذهب فى سبات عميق بعد بكاءه المرير لتذفر بقوة خارجه من غرفته و هى تنوى بداخلها انه سيكون لديها حوار طويل مع سمر و لكن بعيدا عن الجميع.
اليوم الموالى ذهب زين إلى شركته و هو منطفئ، لا يتحدث مع اى احد، واجم الملامح، كئيب الروح.
دقات خفيفه على باب مكتبه يليه فتحه و دلوف هنا الى الداخل.
"معتز صاحبك برا"
تحدثت هنا بهدوء ليومئ لها زين بخفه لتدخله و تدخل هى أيضا معه.
"ايا كان المشاكل اللى بينا بتبقى على جنب، الشغل شغل يا صاحبى، هتاخد شغل البرج و لا ادور على شركه تانيه؟"
تحدث معتز فور ان دلف إلى مكتب زين جالسا أمامه.
"شركه تانيه ايه! لا طبعا شركه زين هى اللى هتشطب البرج"
تحدثت هنا سريعا لينظر لها معتز غامزا بعينه.
"و انا عينى لزين و اللى شغالين مع زين"
تحدث معتز بنبره جذابه لتبتسم له هنا و هى تنظر له بنظرات متبادله مع خاصته بينما زين منكب فى أحزانه و كآبته.
يتبع