عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد

موقع أيام نيوز

 

الفصل الثالث

فى المساء كان زين يتمدد على سريره و هو يسند ظهره على ظهر السرير يفكر كثيرا بسمر.
عيناها التى تماثل فى زرقتها زرقه البحر، بشرتها الحليبيه الناعمه، انفها الصغير المدبب، رموشها الكثيفه، شفتيها المكتنزه، وجنتيها دائمه الحمره و جسدها الرشيق الذى يشبه فى رشاقته رسمه فنان محترف.
تنهد بقوة يحاول إخراجها من تفكيره، يريد الا يفكر بها، هو من الأساس لم يكن يفكر بها ابدا اذا ما الذى يحدث معه الان؟

اعتدل فى جلسته ليحمل حاسوبه المحمول فاتحا اياه.
بحث عن الايميل الخاص بها على موقع التواصل الاجتماعى - الفيس بوك- حتى وجدها اخيرا ليدخل على صفحتها متفحصا اياها و من حسن حظه انه على الوضع العام.
وجد بعض المواضيع الخاصه بعلم النفس و الأطفال و بعض مواضيع القرآن كذلك.
وجد صورتين قامت بتحديثهم منذ اسبوع تقريبا صورة لها فى حفل خطبته و صوره اخرى كانت منذ عام هو تذكرها جيدا.
لمح بعض الأحرف التى طبعت فوق الصورتين ليقرأه بصوت خاڤت.
*الفرق بين الصورتين عام*
"احيانا نحتاج بأن نصدم لنجد ذاتنا الحقيقيه، فالحمد لله كثيرا"
قرأ ما كتب و هو قاطبا حاجبيه پغضب فهل كان صډمه بالنسبه لها.
تمعن فى صورتها القديمه و صورتها الحديثه ملامحها لم تتغير و إنما بنيه جسدها هى التى تغيرت.
فى الماضى كانت صاحبه بنيه جسديه ضخمه حسنا هى لم تكن ضخمه بمعنى الكلمه و إنما مقارنه بما كان يراهم هو هى كانت ضخمه اما الان أصبحت تمتلك جسد مثير.
اغلق حاسوبه واضعا اياه بجانبه ليتمدد على السرير واضعا ساعده على عينيه متذكرا الحدث التى التقطت به صورتها منذ عام.

كان زين قد أخبر سمر بأنهم مدعوان إلى حفل زفاف صديقه المقرب و يجب على سمر ان تتزين بطريقه رائعه لتليق بأن تكون زوجه زين مهندس الديكور المعروف.

أتى المساء بالفعل و كان زين أنتهى من ارتداء ملابسه التى كانت عباره عن بدله كلاسيكيه سوداء و رابطه عنق باللون العنابى منتظرا سمر ان تنتهى من ارتداء ملابسها هى الأخرى.
بعد قليل من الوقت خرجت سمر بفستانها العنابى كلون رابطه عنق زين تضع مكياج هادئ و تغطى شعرها بوشاح مزين من نفس لون الفستان.
"ايه رأيك؟"
تسائلت سمر بحماس و هى تبتسم بوجه من يقابلها ببرود و ملامح وجه متهجمه.
"مش بطال"
نطق بها زين ببرود و هو يخطو خارج الشقه تاركا سمر خلفه تحاول التحكم بنفسها و هى تحث نفسها على عدم البكاء.
وصلوا إلى حفل الزفاف ليأخذها ليسلم على صديقه و يبارك له لتفعل سمر المثل و يذهبوا ليجلسوا على إحدى الطاولات.
كانت سمر حاله شاذه بهذا الحفل، فكل من بالحفل من نساء يرتدين الفساتين القصيره و العاريه موضحين أجزاء من اجسادهم و شعرهم كذلك بجانب اطنان المكياج التى تبدل ملامحهم. 
كانت عينا زين تنظر حوله بإعجاب فمن وجهه نظره يجب على الفتيات ان يكن هكذا لا مثل زوجته التى تجلس بجانبه.
نهض زين من جانب سمر تاركا اياها وحدها على الطاوله لتدمع عيناها بحزن فها هو يتركها وحدها مره اخرى مثل العديد من المرات السابقه.
ضوء ابيض قوى ضړب عيناها بقوة لتفيق من شرودها و هى تنظر أمامها بتشوش.
"انا اسف انى خضيتك بس ملامحك جميله جدا و مقدرتش انى مصورهاش"
نطق ذلك الشاب الحامل للكاميرا التصوير الخاصه به بإبتسامه لتومئ له سمر بهدوء ناظره أمامها بشرود مره اخرى.
"انا اسف انى بزعجك بس ممكن اخد صورة تانيه ليكى؟"
تسائل ذلك الشاب مره اخرى و هو ينظر إلى سمر برجاء لتومئ له سمر بهدوء لتتهلهل اساريره بسبب موافقتها.
نهضت سمر بالفعل من مقعدها لتأخذ وضعا ما هو كان أخبرها ان تأخذه و هى تبتسم ابتسامه اجباريه بينما عيناها مليئه بالدموع.
التقط ذلك الشاب الصورة لسمر و كان يريد أن يأخذ لها العديد من الصور الأخرى و لكن تدخل زين أفسد مخططاته بأكملها.
"انتوا بتعملوا ايه؟"
نطق زين پغضب و هو ينظر إلى سمر التى نظرت له بهدوء.
"و لا حاجه الانسه ملامحها جميله جدا و انا حبيت اصورها"
تحدث ذلك الشاب صاحب الكاميرا بهدوء و ابتسامه و هو ينظر إلى زين الغاضب.
"و انت بأى حق تصورها"
نطق زين پغضب و هو يوجه حديثه هذه المره إلى ذلك الشاب.
" هو استأذن الأول يا زين"
نطقت سمر بهدوء و هى تمسك بذراع زين تحاول تهدأته قليلا.
قام زين بسحب ذراعه بقوة و ڠضب من يدها و كانت سمر على وشك السقوط الا انها اعتدلت و تحكمت بنفسها كى لا تسقط.
" اتفضلى قدامى و حسابنا فى البيت"
تحدث زين پغضب و هو يضغط على أسنانه بقوة ممسكا بيد سمر بقوة المتها الا انها فضلت الصمت حتى تحتوى غضبه.
عادوا للمنزل و غضبه مازال مشټعلا و لم يهدأ لېصرخ بوجهها بشده.
"انتى ازاى يا هانم تقبلى انه يصورك؟ هو انا طرطور مليش اى كلمه؟ "
تحدث زين پغضب و هو يمسك بذراع سمر بقوة لتتأوه سمر بخفه و عيناها مليئه بالدموع.
"انطقى"
امر زين بنبره صارمه و غاضبه و هو يشد بقبضته على ذراع سمر و يهزها بقوة لټنهار حصون عينها المنيعه و تعلن عن هبوط دموعها بإستسلام.
" ما انت مكنتش موجود"
نطقت سمر بهدوء و عيناها مازالت تذرف الدموع بصمت.
"مادام انا مش موجود يبقى متعمليش اى حاجه من غير اذنى، يبقى تستنى لحد ما ارجعلك"
تحدث زين پغضب و هو يهزها بقوة و كانت تلك هى القطرة التى افاضت الكأس.
قامت سمر بتجميع قواها بأكملها لتدفع بيداه بعيدا عنها ليصدم زين من رد فعلها.
"مادام رجولتك ناقحه عليك اوى كدا سبتنى لوحدى ليه؟ لما انت راجل اوى كدا سبت مراتك لوحدها فى مكان هى متعرفش حد فيه ليه؟ لما انت راجل و خاېف على مراتك اوى كدا سبتها و جريت ورا البنات ليه؟ عارف ليه؟ علشان انت مش راجل يا زين، انت لو كنت راجل بجد مكنتش سبتنى لوحدى"
انهت سمر حديثها بصړاخ قوى لتجد وجهها استدار فجأه و وجنتها اليسرى تؤلمها بشده.
برقت عيناها پصدمه لترفع كفها لتضعه على وجنتها و هى لا تصدق ان زين قام بصفعها للتو.
ابتسمت سمر بسخريه و عيناها امتلئت بالدموع مره اخرى لتنظر الى زين الذى يتنفس پغضب.
"و اديك اثبتلى انك مش راجل فعلا يا زين"
نطقت سمر بضعف متحركه من مكانها لتدخل إلى غرفتها تاركه اياه خلفها.
جلس على أقرب مقعد له واضعا يده على رأسه لا يعلم كيف فعل ذلك؟ هو من كان دائما و أبدا يقف ضد العڼف بإتجاه النساء هو من قام بضړب زوجته.
آذان الفجر افاقه من شروده لينظر إلى غرفتها بإستغراب فهى دائما ما كانت تيقظه ليصلى الفجر فلما لم تخرج من غرفتها بعد.
جلس قليلا بإنتظار خروجها و لكن لم تخرج لينهض و يدق على بابها بخفه مناديا بأسمها عده مرات و لكن ما من مجيب.
فتح الباب ليجدها ممدده على السرير و هى تتفوه بكلام غير مفهوم ليقترب منها ليجدها تتعرق بشده ليضع يده على جبتها ليجد انها تكاد تشتعل من تلك الحمى التى اصابتها.
قام بصنع الكمادات لها طوال الليل حتى انخفضت درجه حرارتها نهائيا لينهض من جانبها متوجه إلى غرفته لينال قسطا من الراحه. 
بالصباح ارتدى بذلته استعدادا للرحيل إلى عمله و لكنه قرر ان يطمأن عليها مسبقا ليتوجه الى غرفتها متفحصا درجه حرارتها. 
الټفت بعد أن اطمئن على حالها ليشعر بتلك اليد التى امسكت بيده قبل أن يتحرك. 
"زين" 
نادت سمر بنبره خافته و هى تجلس على السرير ليلتفت لها زين منتظرا حديثها. 
"انا عايزة اتطلق" 
تحدثت سمر بنبره بارده و هى تنظر بعينان زين الذى تفاجئ من قرارها هذا. 
"انتى بتقولى ايه؟" 
نطق زين پصدمه و هو ينظر بعينان سمر التى تحمل البرود. 
"انا عايزة اتطلق، انت مش ناوى تدى علاقتنا فرصه و انا تعبت من التنازلات فالأفضل ان كل واحد يشوف طريقه"
نطقت سمر ببرود و هى تنظر بعينان زين الذى نظر لها بتوتر. 

تنهد بقوة فور تذكره لتلك الذكريات ليتململ فى فراشه بعدم راحه بسبب تفكيره بطليقته التى لا يجب أن يفكر بها بعد الآن. 
نام اخيرا بعد عناء طويل و صراعات كثيره بين أفكاره العاصفه التى ټضرب عقله تاركا المستقبل للقدر. 
يتبع
 

 

تم نسخ الرابط