عشق في ظروف خاصه بقلم دنيا محمد
الفصل 32
فى تمام الثالثه بعد منتصف الليل استيقظت سمر فجأه على رنين هاتفها لتمسك به قاطبه حاجبيها فور ان رأت ان اسم المتصل عمها.
"ايوه يا عمى خير!"
تحدثت سمر بقلق و قد زادت ضربات قلبها كثيرا بتوتر و خوف.
"الحقينى يا سمر، زين متكتك و عمال يرجع و مبينطقش، اعمل ايه"
تحدثت زوجه عمها و هى تبكى بشده لتفزع سمر جالسه على سريرها بهلع.
تحدثت سمر و هى تنهض من على السرير غالقه الاتصال سريعا ذاهبه إلى غرفه والديها و هى تدق على الباب بهلع.
" فيه ايه ،فيه ايه"
تحدث والدها بهلع و هو يفتح باب غرفته و والدتها تتبعه سريعا.
" البس بسرعه يا بابا، مرات عمى اتصلت بيا و قالتلى زين تعبان اوى و لازمله حقنه، البس على ما البس انا كمان و نروح سوا"
تحدثت والدتها أيضا و هى تدلف إلى الغرفه مبدله ثيابها هى الاخرى.
.
"عمى و بابا لو سمحتوا ساعدوا زين فى انه يغير هدومه كلها لأنها مبلوله "
تحدثت سمر بعد أن انتهت من فحص زين و هى تنهض لتخرج من الغرفه.
" زين كويس؟ "
تسائلت والده زين و هى ترى سمر تبدأ بتعبئه الحقن لتنظر لها بهدوء.
"متقلقيش، الحقن دى هتريحه و الله"
فتح الباب ليخرج والدها و عمها من غرفه زين بعد أن انتهوا من تبديل ملابسه.
" ماما اعملى لزين اى حاجه دافيه و لبابا و عمى كمان علشان اعصابهم تهدى شويه، و انتى يا طنط سعاد عايزة طبق ميه فاتره و فيها شويه خل و حته قماشه نضيفه او فوطه صغيره نضيفه"
جلست سمر على طرف سرير زين ممسكه بيده غارسه بها ابره الحقنه بهدوء.
انتهت سمر من إعطاء زين الحقنه و كانت تنوى النهوض و لكن زين فتح عينه ناظرا لها و هو يمسك بيدها بقوة فاتره بسبب مرضه.
"سمر، انا اسف، متسبينيش، انا بحبك"
"زين متقلقش انت هتبقى كويس"
تحدثت سمر بهدوء و هى تربت بخفه على على كف زين الممسك بيدها بقوة.
" انا بحبك"
و للمره الثانيه تحصل على إعتراف صريح ليسقط فى سبات عميق بعد ذلك لتذفر هى بثقل.
"معلش يا سمر انا مفييش أعصاب خالص"
تحدثت زوجه عمها و هى تجلس أمامها على المقعد الخاص بمكتب زين بينما سمر اومئت بخفه بادئه فى وضع الكمادات على جبهه زين.
"هو ايه اللى حصل؟"
تسائلت سمر كاسره حاجز الصمت الذى أحاط بهم أثناء مراقبتهم إلى زين النائم بإستسلام للمرض.
" و الله يا بنتى ما اعرف، جيه من برا دخل على اوضته علطول بقوله هتتغدى قالى لا اتغديت برا، شويه و لقيته طلع جرى على الحمام جاب كل اللى فى بطنه، و رجع اوضته تانى من غير ما يتكلم، لما جت الساعه ١٢ كدا قومت اشوفه كويس و لا اخباره ايه، لقيته عمال يرتعش و سقعان زي ما انتى شايفه كدا، دفيته كويس و عملتله كمادات بس مفيش فايده، لحد ما اتصلت بيكى بقا تلحقينى"
وضحت والده زين ما حدث مع ابنها لتومئ لها سمر بصمت ناظره إلى ملامح زين الهادئه و المستسلمه.
.
أشرقت الشمس ليفتح زين عينه بتكاسل ليجد سمر جالسه أمامه و تتحدث فى الهاتف.
" معلش يا هدى اسفه أنى صحيتك بدرى كدا بس كنت عايزة اقولك انى مش جايه العياده انهارده بسبب ظروف و لما اجى بكرا هبقى احكيلك، و حاجه كمان معتز واكل دماغى و عايز يعرف رأيك فى اللى قالهولك"
استمع زين إلى ما قالته لينتهزها فرصه فى تأمل ملامحها.
"انتى قلبك اسود اوى علفكره، ما انا لو كنت قولتلك مكنتيش هترضى تيجى معايا، و بعدين انا مكدبتش على طنط انا قولتلها ان فيه عريس عايز يتقدم لهدى و على مسئوليتي بس هو عايز يقعد معاها فى اى كافيه الأول يعرف رأيها فيه قبل ما يدخل البيت ، و مامتك وافقت ، و بعدين انتى ليه محسسانى ان الولا عملك حاجه ، طب و ربنا انا كنت قاعده و مراقباكم خاېفه عليه منك ، الولا حلو و مز و قمر كدا خۏفت لحسن تغتصبيه و هو قاعد "
قطب زين حاجبيه پغضب فور ان بدأت تتغزل فى معتز، كيف لها أن تتفحص وجه رجل اخر غيره!
" بقولك ايه يا هدى انا لولا كنت شيفاكى معجبه بيه كنت هقوله دورلك على واحده تانيه بدل هدى، من الاخر كدا معتز هيجيلك انهارده العياده على الساعه ٤ و تقوليله على رأيك يا اه يا لا و تخلصى من الحكايه دى، و نصيحه من اختك اديله فرصه، الولا جدع و شاريكى، هو اه لعوب شويه يس انا واثقه انك هتعرفى تعدليه و تخليه ميبصش لواحده غيرك، و انتى قولتى لما صليتى صلاه استخاره استريحتى، يبقى خير البر عاجله يا بنت عم ابراهيم"
استمع زين إلى كل ما قالته سمر بتركيز ليراها تنهى الاتصال بإبتسامه هادئه ناظره له لتجده استيقظ.
" صباح الخير، اسفه أنى صحيتك بصوتى، احسن انهارده؟ "
تحدثت سمر دفعه واحده بينما زين ينظر لها بهدوء لتتوتر سمر.
" هروح أنادى لمرات عمى دى كانت قلقانه عليك خالص، و لسه طالعه دلوقتى علشان تعملك فطار"
تحدثت سمر و هى تنهض من على طرف السرير و لكن زين امسك بيدها لتنظر له سمر بخفه.
" انتى بتنصحى الكل بأنه ياخد فرصه، طيب قولى الكلام ده لنفسك، ادينى و أدى لنفسك فرصه تانيه و صدقينى مش هخسرها المره دى"
تحدث زين بصوت هامس لتقطب سمر حاجبيها بعدم فهم.
" مش فاهمه"
تحدثت سمر لينظر لها زين قليلا قبل أن يتحدث مره اخرى.
"انا بحبك يا سمر، انا مكنتش حاسس بإمتك الا بعد ما بعدتى، ادينى فرصه تانيه و والله ما هتندمى، انا بحبك، و الله العظيم بحبك"
تحدث زين و هو يتعلق بيد سمر التى توترت و أصبحت عاجزه عن النطق و لكنها فقط ظلت تنظر له بصمت.
فتح باب الغرفه لتسحب سمر يدها سريعا من يد زين ناهضه بسرعه كأنها لدغت من ثعبان ما.
" زين صحى و بقى كويس، زين بقى كويس، زين حلو "
تحدثت سمر بتوتر فور ان رأت زوجه عمها أمامها لتنظر زوجه عمها لها و لزين الذى ينظر لها بهدوء.
"ماشى يا سمر، ماشى يا حبيبتى أهدى يا ماما"
تحدثت زوجه عمها بهدوء لتبتلع سمر ما فى جوفها بهدوء.
"انا، انا هطلع لماما"
تحدثت سمر بسرعه و توتر و هى تتخطى زوجه عمها سريعا التى نظرت إلى ابنها الذى ابتسم بخفه.
"هو فيه ايه؟!"
تسائلت والده زين و هى تجلس بجانبه على طرف السرير لينظر لها زين بإبتسامه هادئه.
"فيه انى مش هضيع سمر من ايدى زى ما ضيعتها قبل كدا، و يا انا يا هى"
.
كانت هدى تنظر إلى دفتر ملاحظاتها بعبوس و هى تحك جبهتها بعدم فهم.
"دكتور غبى و حمار، كل اللى فالح فيه انه يقعد على مكتبه و يبقى قدامه فنجان القهوه و يقول هنشرح انهارده من صفحه كذا لصفحه كذا و يقفل الكتاب و يطفح القهوة و يخرج من القاعه و يستنى البنات فى مكتبه علشان يتحرش بيهم، الدكتور ابن الكلب الۏسخ ده"
"و انتى عرفتى منين انه پيتحرش بالبنات؟ "
فزعت هدى من ذلك الصوت لترفع عيناها لتجد معتز يقف أمامها متربعا و ينظر لها بتمعن.
" هو لمسك؟ "
" ېلمس مين الكلب ده، عليا النعمه كنت شلفطتله وشه و حزنته على نفسه طول عمره"
تحدثت هدى بإندفاع و ڠضب ليكتم معتز ضحكته و هو ينحنى بجزعه مستندا على سطح المكتب.
" هتحزنيه على نفسه ازاى؟"
"كنت ه.....، تحب اوريك"
قضمت هدى حديثها لتتحول ملامحها من الڠضب إلى الخبث ليتقدم معتز منها اكثر.
" ورينى بس انتى اللى هتزعلى مش انا"
" و انا مالى يا اخويا"
"مالك ازاى، ده مالك و مالك و مالك، ما انتى هتبقى مراتى و حبيبتى و زوجتى و قره عينى"
" ثوانى كدا هو مش باكيدج على بعضه اللى هى*زوجى و قره عينى* و احنا كبنات بنقولها لما نتزنق فى الامتحانات؟!"
انهت هدى هذا الحوار بذلك التساؤل ليقهقه معتز بخفه.
" حلو انتى دلوقتى مزنوقه اهوه، خلينى بقا زوجك و قره عينك و صدقينى مش هتندمى "
أنهى معتز حديثه بغمزه من عينه اليمنى.
" حيلك حيلك ،هى سهله و لا ايه؟ لسه فيه قاعده مع ابويا الحج و هو يتشرط و يطلب اللى يطلبه، و لسه فحص امى الشامل من صوباع رجلك الصغير لحد أطول شعرايه فى راسك، و لو عديت من كشف الهيئه هيبقى فيه خطوبه فيها دلع بقا و تقعد بقا تددادى فيا لو انا زعلتك، و تجيبلى شوكولاته و شاورما و انت جايلى زياره علشان دول هيبقوا اهم منك شخصيا، و تستحملنى و انا بعيط و مهيبره بسبب الكليه و الامتحانات اليوميه، و تستحملنى بكل عيوبى الكتير و مميزاتى القليله، و لما نخلص فتره الخطوبه اللى هى سنتين ان شاء الله يعنى، نكتب الكتاب بقا و هخليك تمسك أيدى اللى انت مش هتمسكها طول فتره الخطوبه واخدلى بالك انت، و بعدين بقا نقعد فتره حلوة كدا كاتبين الكتاب قبل الفرح، و نتجوز و نبدأ حياه جديده بقا مع بعض، حياه فيها مشاكل و المشاكل دى هتزيد لما نخلف اول بيبى، و يلهوى على المشاكل اللى هتزيد بقا لما نجيب اخ او اخت للبيبى الأول، و نشوفهم بقا و هما بيكبروا قدامنا، و يدخلوا المدرسه و بعد كدا الجامعه و بعد كدا يتجوزوا و كل واحد يبقى ليه حياته الخاصه، و نقعد انا و انت بوزنا فى بوز بعض و احنا طقم سناننا واقع و تحط ايدك على كتفى كدا و نتفرج على الغروب مع بعض و يبقى اخر غروب لينا فى الحياه "
تحدثت هدى دفعه واحده و كلما تحدثت كلما زادت ابتسامه معتز اتساعا.
" بعيدا عن الخطوبه اللى سنتين و ايدك اللى مش همسكها غير بعد كتب الكتاب، افهم من كلامك يعنى انك موافقه؟ "
أنهى معتز حديثه بتساؤل و ابتسامه واسعه.
" لا بقولك ايه ركز معايا كدا، ابويا و اعمامى و خلانى و مراتات اعمامى و مراتات خلانى و عيالهم مستنينك يوم الجمعه الساعه ٨ انت و الاسره الكريمه علشان تقروا الفاتحه، ابويا ما صدق و عزم الناس كلها اصلا يا عم"
تحدثت هدى سريعا ليصفق معتز بحراره و هو يبتسم بإتساع.
"عشره على عشره الحج"
.
.
.
استيقظت سمر مبكرا على صوت رنين هاتفها معلنا عن وصول رساله لها لتمسك بهاتفها بأعين شبه مفتوحه و النعاس مازال مسيطر عليها.
"صباح الفل على اللى مش معبرني، ممكن فرصه تانيه و تقدرنى؟!"
تمتمت سمر بهدوء قارئه تلك الرساله لترى من المرسل رغم شكها بالأمر لتجد ان شكها بمحله، و ان المرسل هو زين.
ابتسمت بهدوء ملقيه بهاتفها بإهمال ناهضه متوجهه إلى المرحاض بنشاط غريب.
استعدت سمر للمغادره بعد أن ارتدت ملابس مريحه و حذاء رياضي باللون الأبيض مع حقيبه يد صغيره و ساعتها التى زينت رسغها الأبيض.
حملت هاتفها لتجد رساله اخرى وصلت إلى هاتفها و مصدرها زين كذلك لتفتح الرساله ناظره له بهدوء.
"مسائك لذيذ، ممكن تعبرينى بليز"
ابتسمت بخفه محركه رأسها لكلا الجهتين منطلقه إلى عيادتها بنشاط.
فور ان رأت سمر وجه هدى المبتسم بإتساع حتى قهقهت بقوة.
"ها جاى الساعه كام و يوم الخميس و لا الجمعه؟"
تسائلت سمر و هى تبتسم بإتساع لتنظر لها هدى بهدوء.
" يوم الجمعه الساعه ٨، و انا عايزاكى معايا من اول اليوم، مليش فيه"
"اصلا من غير ما تقولى انا كنت هعمل كدا، هو انا عندى كام هدى يعنى"
تحدثت سمر متقدمه من هدى محتضنه اياها بخفه مربته على ظهرها بهدوء.
" مبروك يا هدى و ربنا يتمملك على خير"
تحدثت سمر بنبره هادئه و ابتسامه صادقه و هى تبتعد عن هدى قليلا.
" ربنا يريح قلبك و يسعدك يا سمر يا بنت هدى "
صاحت هدى رافعه يديها للسماء و وجهها كذلك لتبتسم سمر بهدوء.
"يلا يا ست على شغلك، مش علشان هتتخطبى هعديلك يعنى، شوفى ايه الدواء الناقص و روحى هاتيه من الصيدليه يلا"
تحدثت سمر بحذم لتومئ لها هدى سريعا متوجهه إلى عملها لتدلف سمر إلى مكتبها بعد ذلك.
بعد يوم عمل طويل عادت سمر إلى المنزل فى المساء لتدلف إلى غرفتها ملقيه بنفسها على السرير بعد أن ابدلت ملابسها لملابس المنزل المريحه.
اغلقت عيناها مستعده للذهاب فى سبات عميق ليرن هاتفها معلنا عن وصول رساله لتمسك به بعين مفتوحه و الأخرى مغلقه لترى الرساله المبعوثه إليها.
"تصبحى من أهلى"
همست سمر بهدوء لتذفر بخفه مغلقه هاتفها ملقيه اياه بإهمال.
"ما انا كنت من أهلك و انت اللى رميتنى على طول دراعك"
همست سمر قبل أن تغلق عيناها نهائيا ذاهبه فى سبات عميق متجاهله كل شئ حتى قلبها.
مر الاسبوع سريعا، و يوميا كانت تأتى رساله فى الصباح و فى منتصف اليوم و فى المساء إلى سمر من قبل زين الذى يتغزل بها فى رسائله طالبا فرصه ثانيه.
صباح يوم الجمعه ذهبت سمر إلى منزل هدى و هى تحمل حقيبه متوسطه الحجم و حقيبه اخرى تشبه الصندوق فى اليد الأخرى.
تفاجئت سمر بالعدد الموجود فى شقه هدى من كبار و أطفال لتقوم هدى بسحب سمر معها حيث غرفتها سريعا.
"ايه يا بنتى الناس اللى برا دول كلهم"
تحدثت سمر و هى تقهقه بخفه لتذفر هدى بثقل.
"ابويا جاب اعمامى كلهم، تروح امى جايبه خلانى كلهم، ابويا يجيب عماتى، تروح امى تجيب خالاتى لحد ما البيت مبقاش فيه نفس زى ما انتى شايفه"
وضحت هدى بتأفأف لتقهقه سمر بقوة عليها لتنظر لها هدى شذرا.
"طيب اطلعى اغسلى وشك كويس و هاتى كوبايه ميه لحسن ھموت من العطش"
تحدثت سمر لتومئ لها هدى سريعا خارجه من غرفتها.
" هدى"
فتح الباب فجأه و فتاه تقف أمام الباب فى مثل سن هدى تقريبا و هى تنظر إلى سمر من أعلى إلى أسفل.
"هدى طلعت برا تغسل وشها"
"و انتى بقا مين؟ "
تحدثت الفتاه بوقاحه و هى تتربع أمام الباب لتدفع من الخلف لتدلف هدى واقفه أمامها.
"ملكيش فيه و يلا طرأينا"
تحدثت هدى و هى تدفع تلك الفتاه إلى خارج غرفتها غالقه الباب بقوة فى وجهها لتنظر لها سمر بإستغراب فهدى لا تتعامل هكذا مع احد الا اذا كان قام بأذيتها سابقا.
"متسأليش"
تحدثت هدى پغضب لترفع سمر اكتافها لأعلى قليلا.
"انا متكلمتش،اقعدى يلا"
تحدثت سمر و هى تنهض متوجهه إلى الحقيبه الصغيره التى تشبه الصندوق فاتحه اياها.
"سيبى نفسك خالص و متعلقيش على اى حاجه"
تحدثت سمر بهدوء و هى تمسك بمغلف ما فاتحه اياه ليتضح انه ماسك للوجه لتضعه على وجه هدى بهدوء و تركيز.
"دى سلمى بنت عمتى، مبحبهاش علشان بتتدخل فى حياتى بطريقه مستفزه، و علطول بتقوم ابويا عليا"
تحدثت هدى بهدوء و سمر تنزع الماسك عن وجهها لتومئ لها سمر بخفه.
"كبرى دماغك"
تحدثت سمر بهدوء لتذفر هدى براحه و هى تنظر إلى سمر بإمتنان.
الساعه السابعه أخرجت سمر من الحقيبه المتوسطه فستان بسيط باللون النيلى مع حجاب من اللون الأبيض لتمدهم إلى هدى بإبتسامه هادئه.
"انا هقفلك على الباب على ما تخلصى، و اول ما تلبسى ناديلى علشان نحط كام تاتش خفيف كدا"
تحدثت سمر خارجه من الغرفه واقفه أمام الباب مستنده على الحائط بخفه حتى انتهت هدى من تبديل ملابسها لتدلف إلى الداخل بادئه فى وضع بعض اللمسات الخفيفه من المكياج على وجه هدى كما تعلمت من اصدقائها فى أمريكا من قبل.
سمع الاثنان صوت جرس المنزل لتبتسم سمر بإتساع بينما هدى نظرت لها بتوتر.
"هطلع اشوف مين اللى جيه مع معتز و اجيلك علطول"
انهت سمر حديثها مهروله للخارج لترى من الذى قدم مع معتز.
وجدت معتز و زوج اخته الذى رأته بالإسكندرية من قبل و عمها و زين الذى قام بحلق لحيته لتعبس سمر دالفه إلى الداخل مره اخرى.
"الغبى حلق دقنه"
تمتمت سمر بخفوت و لكن وصل إلى مسامع هدى ظنا منها انها تحادثها.
"بس معتز معندوش دقن اصلا"
"انا اقصد زين"
أجابت سمر سريعا على هدى التى التفتت ناظره لها بهدوء.
"و انتى ايه اللى مضايقك؟! ابقى خلى مالك يربى دقنه"
تحدثت هدى و هى تتفرس فى معالم وجه سمر التى تاهت فى أفكارها.
فى الخارج حيث جميع الرجال يجلسوا بهدوء ليبدأ معتز بالحديث بهدوء و جديه.
"بيقولوا اللى ملوش كبير بيشتريله كبير، انا ابويا و امى اتوفوا فى حاډثه لما كان عندى ٢٠ سنه، و مليش قرايب خالص، انا جايب والد زين صاحبى معايا علشان هو يبقى كبيرى و يتكلم مع حضرتك فى كل التفاصيل، حتى جوز اختى هيبقى شاهد على الكلام بس"
تحدث معتز بهدوء ليبتسم والد هدى بخفه مومئا له بهدوء و هو يحمد ربه بداخله على ذلك الشاب، و يتمنى ان يكتمل طلبه لتصبح زوجته.
تحدث والد زين مع والد هدى و اتفقوا على كل شئ من شبكه و مهر و مؤخر و كل شئ ليقرأوا الفاتحه بعد ذلك مؤكدين على ما قالوه.
" الشربات يا ام هدى"
صاح والد هدى بإبتسامه واسعه لتطلق النساء من الخارج الزغاريد الفرحه لتفزع سمر التائهه فى أفكارها حتى ارتعش جسدها بأكمله.
"أهدى اهدى دول قروا الفاتحه، قروا الفاتحه! قروا الفاتحه يا سمر"
كانت هدى تهدئ سمر فى بدايه حديثها لتتحدث پصدمه بعد ذلك لتتحول صډمتها إلى سعاده مطلقه بعد ذلك و هى تقترب من سمر التى ابتسمت لها بهدوء محتضنه اياها بخفه.
فتح الباب لتطل الده هدى بإبتسامه سعيده.
" يلا يا بنات علشان تطلعوا الشربات"
تحدثت والده هدى بسعاده لتنهض كل من هدى و سمر ذاهبين معها للخارج.
تقدمت هدى و هى تحمل صينيه وضع عليها بضع كاسات مملوئه بالعصير لتتبعها سمر حامله صينيه مماثله لها ليقوموا بتوزيع المشروبات على الجميع.
"سمر انتى بتعملى ايه هنا؟ "
تسائل والد زين فور ان رأى سمر أمامه لتبتسم له بخفه.
"هدى صاحبتى و كنت معاها من اول اليوم"
وضحت سمر بهدوء و هى تقف أمام عمها بإبتسامه هادئه.
لاحظ زين حركه من ذلك الشاب الذى يجلس بجانب والد هدى و هو يميل على الرجل المقارب فى السن إلى والد هدى يخبره امر ما ليومئ له الرجل بهدوء.
"بما ان الحج يبقى عم الاستاذه، احنا عايزين ناخد ميعاد مع والد الاستاذه و نتقدم لها لابنى الاستاذ إيهاب"
"تتقدم لمين؟!"
صاح زين و قد تغيرت ملامح وجهه كليا ناظرا إلى ذلك الشاب بنظرات ناريه.
"انا مخطوبه"
تحدثت سمر بتوتر و هى ترى الجو الذى أصبح مشحونا فجأه.
" بس انتى مش لابسه دبله"
تحدث الشاب - إيهاب-و هو يشير على يديها لتمسك سمر بإصبعها الفارغ.
" اصل انا اتعورت و قلعتها امبارح، و لانى كنت متأخره الصبح نزلت مستعجله و نسيت البسها، ربنا يرزقك ببنت الحلال اللى تصونك، عن اذنكم"
تحدثت سمر خارجه من الغرفه و نظرات زين تكاد تخترقها من الخلف لتهرول سريعا هاربه من نظراته.
كان هذا اول لقاء لهم بعد ذلك اللقاء الذى اعترف به بحبه لها و مغادرتها السريعه له.
" يا بنتى استنى شويه الضيوف يمشوا و ابو هدى يوصلك"
تحدثت والده هدى بهدوء و هى تتمسك بسمر التى استعدت للرحيل.
"بابا اتصل بيا و استعجلنى، الف مبروك يا طنط و ربنا يتمم على خير"
تحدثت سمر و هى تحتضن والده هدى مقبله كلتا وجنتيها بخفه.
كانت سمر ترتدى حذائها لتسمع الجميع و هم ينهوا تلك الزياره ليتقدم عمها فى البدايه ليجدها تقف على الباب ترتدى حذائها.
"كويس انك هنا، يلا بينا علشان نروحك معانا"
تحدث عمها بهدوء لتومئ له على مضض فهى لم تكن تريد اللقاء بزين، و لكنه الان سيوصلها حتى منزلها.
صعدت سمر فى سياره زين من الخلف بينما زين احتل مقعد السائق و والده بجانبه.
طوال الطريق و سمر شارده هو تنظر إلى النافذه التى بجانبها.
" وصلنا يا سمر"
" ها!!"
افاقت سمر من شرودها على صوت عمها لتنظر له بفاه مفتوحه قليلا ناظره حولها بهدوء.
"اه وصلنا، تصبحوا على خير"
تحدثت و هى تفتح باب السياره مغادره سريعا إلى منزلها بينما زين كان يتبعها بنظراته حتى اختفت من أمامه كليا.
فى اليوم التالى مساءا كان معتز يجلس بمنزل اخته وحده بعد أن خرجت اخته و زوجها و ابنتهم للعشاء بالخارج.
رنين جرس المنزل جعله ينهض من على الاريكه بإبتسامه و كأنه يعلم من الطارق بالفعل.
"لسه فاكر تكلمنى بعد اسبوعين، بس اعمل ايه فى قلبى اللى مش قادر يقسى عليك"
تحدثت هنا بمياعه و هى تتقدم لداخل المنزل دالفه للداخل كأنه منزلها ليغلق معتز الباب دالفا خلفها ليجدها تجلس بأريحيه على الاريكه.
"هو مفيش حد هنا و لا ايه؟"
تسائلت هنا و هى تنظر إلى معتز الذى جلس أمامها.
" تؤ ،مفيش غيرى انا و انتى"
أنهى معتز حديثه بغمزه من عينه اليمنى لتطلق هنا ضحكه قويه متقدمه منه منحنيه بجذعها و هى تتلمس وجنته بيدها بخفه مقتربه منه لينزع معتز يدها عنه بخفه.
"لا أهدى كدا احنا لوحدنا و الشيطان تالتنا، كدا مش كويس"
تحدث معتز لتقترب منه هنا اكثر.
" و ماله،طالما بتحبنى و هتتجوزنى"
تحدثت و هى تقترب اكثر ليبعدها معتز عنه بقوة و هو ينظر خلفها.
.
.
"يتبع💙"