بزاويه من الغرفه بقلم ډفنا عمر
المحتويات
ويتجوز عليا مرات أبراهيم الله يرحمه ابنك عايز يعمر بيت اخوه وېخرب بيتي.. عايز يلم ولاد أخوه تحت جناحه ويشرد عياله.. يرضيكي كده عشان خاطري عقليه
وامنعيه إنه .
وهنا توقف صوت استغاثتها وهي تلحظ بغتة نظرات والدة زوجها الغامضة هدوئها كشف لها كم هي حمقاء.. الحماة لم تتفاجأ بالأمر.. هي تعلم.. أو بالأحرى هي من خططت ودبرت له.. نعم.. من غيرها وهي البائسة الساذجة التي جاءت تستغيث وتحتمي بسلطانها وتنقذ حياتها من الأنهيار.
_عاقلة و هفهم أفهم ايه يا حماتي ها
عايزاني اقبل بضرة عشان أحفادك يبقوا تحت عيونك عايزاني اندبح واسكت وابقي عاقلة وحتى مقولش حرام.. عايزة تعمري بيت اللي ماټ وتخربي بيت اللي لسه عايش
بتوزي جوزي ېغدر بيا ويبعني عشان يشتري غيري
_ يابنتي ده مش غدر ده عدل ربنا وشرعه.. أنا مش هسمح ولاد ابني اللي ماټ في عز شبابه يربيهم غريب.. حور مسيرها تتجوز يبقي تيمور أولى بيها.
الهواء شح برئتيها..تشعر بالاختناق كأنها تحتضر..حتى الكلمات تبخرت وهي تواجه كل هذا الظلم البيين پقهر.. بأي منطق يحكمون
للمرة الأولى ترمقها بهذا البغض والاحتقار منذ أن حملت أسم هذه العائلة..كيف غفلت عن معدنهم الصديء الرخيص!
لملمت بقايا قوتها ورمتها بأخر ما لديها وصوتها المبحوح يرشق سهام قسوته بها حسبي الله ونعم الوكيل فيكي.. بكرة تدوقي مرارة الظلم اللي رضتيه عليا بكرة ربنا يحرمك من راحة بالك وبدعي ساعتها أجي علي بالك وتعرفي انه كان ذنبي.
لا..اللي هعمله هو الصح.. أحفادي مش هيتغربوا عني ويربيهم راجل غريب..هما قدر تيمور..وشروق لازم ترضى بحكم القدر
وبهذا المنطق انتصب عودها الهزيل ثاتيا نافضة عنها الخۏف كأنها تتحداه أن يردع عزيمتها.
مواجهتها مع والدة زوجها اسټنزفت كل قواها فلم تشعر كيف صعدت شقتها ولملمت أشيائها بحقيبة ثم جذبت بيديها الصغار وفي دقائق كانت تقف علي الطريق تلوح لسيارة أجرة تستقلها لمنزل أبيها.. فلم يعد لها مكان أخر.
_شروق! ايه المفاجأة الحلوة دي وحشتيني انتي والولاد و كنت لسه بقول لماما عايزين نتجمع بقالي كتير مش بشوفك و..
كأنها منومة تخطت الجميع دون أن تجيب تساؤل أو تروي فضول والأحداق تتابعها بذهول لتلج غرفتها وظهرها ينزلق على بابها المغلق كأنها تهوى في بئر سحيق ليس له قرار روحها تسقط وتسقط مع دموعها المستعرة والآهة تتلوى بحلقها وهي تكمم شفتيها المرتعشة كي لا يسمع أحد آنينها فقط خالقها ما يعلم خبايا روحها المکسورة.
بخطوات واهنة صعد سلم بنايته درجة درجة توقف صوب باب شقة والدته لوهلة كاد أن يطرقه قبل أن تتعلق يده في الهواء بتردد انتهى بخذلان وعزوف واصل الصعود بروح منهكة يتمنى لو هدأت شروق قليلا وتفهمته.. لكنه يعلم انه واهم.. حياتهما دخلت منعطف لم تبلغه من قبل..والشعلة التي اشتعلت بينهما ربما لن تنطفيء ابدا.
دخل بيته لتقابله ظلمة غريبة لم يعتادها أبدا.. شروق تخاف العتمة ودائما ما تترك ضوء الردهة مشتعل انقبض قلبه وخاطر مخيف تلاعب به ليهرول گ المچنون لغرفة نومه مشعلا الضوء ليواجهة حقيقة رحيلها عنه.. فعلتها وتركته.
تركته دون أن تتردد.
لم تفهمه لم تلتمس له عذرا.
لم تدرك أنه مجبور على قراره بالزواج هذا.
أنحدرت من عينه دمعة أحرقت روحه حړقا.
غاب شروقه ولن يحيا سوى ظلمة الليل الحالك بعد الآن.
توالت الأيام علي الجميع والنفوس بنفس كسرتها
مازال تيمور مخذولا على أعتاب زوجته مطرود من جنتها رافضة العودة معه بل وتهدد بنيل الطلاق منه لكنها تنتظر فقط لتمنحه الفرصة ليفعلها بكرامته بدلا من أن تلجأ لحل يسلبه البقية الباقية من كبرياءه.. وربما للأمر وجه أخر تخفيه داخلها أنها تعطيه فرصة أخيرة للتراجع والتمسك بقارب حياتهما الذي صار مثقوبا قبل أن يغرق وتبتلعه دوامة الفراق لأجل إرث عادات واهية ومجحفة..
أما هي فما يمنحها بصيص فقير من الأمل أن حور مازالت لا تعرف شيء.. هي أكيدة من ذلك.. كيف والأخيرة تتواصل معها عبر
متابعة القراءة