ارض الشهوات بقلك سمر محمد

موقع أيام نيوز

أو الوالدين فجميعهم مواقف تصنع منك شخصا آخر صامدا مستعد لمفاجأت الحياة لكن ما رأه بعيون ذلك الرجل اختلف عن الوصف والتعريف الراسخ بأفكار لدرجة أنه قضي ليلته بالبحث عن المعني الحقيقي للانكسار ولم يفلح بإيجاده
ألتفت إلي وسام فوجدها تنظر له بملل وقد بدأ بأنها انتظرت لوقت طويل فابتسم ببلاهة وقبل أن ينطق عاجلته سامر إحنا استنينا سنتين وبكده كفاية حدد المعاد وأنا موافقة عليه
أبتسم بمكر وهو يطالعها من رأسها إلي أخمص قدميها واقترابه البطيء منها جعلها تلتصق بالمسند ولأنها وقعت بدوامة السافلين ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة فصفع أرنبة أنفها بسبابته وقال مؤنبا لمي تفكيرك الساڤل ده شوية وعامة شهرين وهتعرفي ان محور تفكيرك كان صح
وقفت ايثار وراء باب غرفتها تتابع مايحدث بالخارج عن طريق فتحه المقبض فبعد أن عادوا جميعا من النزهة التي لم تكتمل
اختفت وسام وترجح أنها ذهبت لسامر وسلمي اعتكفت بغرفتها بعدما ذهب الشياطين التلاثة برفقة ابيهم لقضاء يومان مع العائلة في محافظة بور سعيد وعن عدي فهو بغرفة مكتبة وفارس المسكين لا يفوت ثانية وإلا ذهب للاطمئنان علي حمزة أو بالمعني الحرفي يتأكد من كونه لا يحلم وأن الغائب عاد بالفعل
تشفق عليه كثيرا أربعة أعوام من الهجر كيف تحملهم هي كأم لا تتخيل أبعاد أيا من ريم وسما عنها ليوما واحد فماذا عن أربعة أعوام
خيل لها أحدا بالخارج فأنحنت
سريعا تطالع سلمي التي تقترب بخطا مترددة من الفارس الذي أوشك علي وضع فراشه أمام باب الغرفة ليضمن وجود فلذه كبده أمام عيناها التي ذرفت بدلا عن الدموع دما أبد الدهر
كتمت ابتسامة كادت أن ټخونها وهي تتابع سلمي التي تتقدم خطوة وتعود إثنان ولم تتمكن من التتصت فشاشة هاتفها المضيئة بأسم على جعتلها تترك فارس وسلمي وشأنهما وتهرع للهاتف تلحقه قبل انقطاع الإتصال 
تناولت الهاتف بلهفة وأجابت بفرحة لا مثيل لها كده يادكتور على بقالي كتير بحاول أكلمك والممرضة تقولي هبلغه هبلغه مش مصدقة والله أن حضرتك اتكلمت
واتاها صوت على الخارج من أسفل أسنانه مش خلصنا منك يا ايثار إيه تاني
ابعدت الهاتف عن وجهها حتي لا يستمع إلي صوت البصقة وأيضا كي لا تلتصق بوجهه واجابت بعد لحظات خصتها لسبه مش ليا المرادي يادكتور ده عدي
عدي
اومأت برأسه إيجابا وكأنه يراها وأخذت تقص عليه آخر الأنباء وكانت بيدها مفكرة صغيرة مدون بها كل الانفعالات المشكوك بها وبعد أن ختمت قصتها لاهثه علق على بسخرية وأنتي ماشاءالله عملتي نفسك دكتور نفسي وبتفسري الحالة علي مزاجك ولا خلتيه معادي للمجتمع بصي يا ايثار نصيحة ابعدي عن جوزك لأنه لو هيقتل حد فتأكدي انه هيبدأ بيكي ولو علي الأسباب فهي موجوده وزي مابيقولوا بكثرة
أغلق بوجهها الهاتف فبعتدته عن أذنها غير مصدقة لفعلته ضغطت علي الهاتف تخرج غيظها به وأردفت بحنق وغل ميتين أمك
وعلي الرغم من ذلك ابتسمت براحة لعدي الذي دلف للتو ومن نظره عيناه الجليديه علمت أن سلمي مازالت بالخارج برفقة أبو الفوارس
تقدمت منه بدلال كان يفقده صوابه قبلا عقدت يداها غلف عنقه وقالت وهي تخرج أنفاسها بداخله حشتني
نعم
اغمضت عيناها بيأس فقد اخرجتها نبرته المستغربه عن دور أرادت إتقانه لكن لا يهم فالمحاولة فرض عين رفعت وجهها إليه تطالعه من أسفل اهدابها بتوهان وبهمس ثقيل وحشتني ياعدي
أبعد يدها عنه وقال بارهاق لا يصطنعه كما تظن ايثار حبيبتي أنا تعبان ومرهق وعلي آخري
وحتي لا يوضع بخانة رجل مصري أصيل وضع قبلة علي جبينها وقال وهو يربت علي كتفها تصبحي علي خير يا حبيبتى
وقبل أن يتحرك قيد انملة أمسكت ذراعه وقالت بحنق والله العظيم ما يحصل
أبعد يدها واتجه صوب الفراش فتحركت وراءه بانتصار تحول بلمح البصر إلي هزيمة 
إذ حمل وسادة وشرشف وترك لها الغرفة كي تنعم بها 
وبالخارج 
استقرت سلمي بجوار فارس المعجب بالأرضية الرخامية لدرجة أنه لا يحيد بنظرة عنها
نظرت إلي السقف تحاول إيجاد مبرر لوجودها أمامه بهذا الوقت أو شق كلمه تكون موضع حوار
تنحنحت للمرة العاشرة علي التوالي وقالت بتوتر ملحوظ هو أنت قاعد هنا ليه
مش عارف
إجابة مختصرة أنهت حوار لم يبدأ بعد 
فركت عنقها وقالت وهي تشيح عنه طيب أنت مش هتنزل عشان تنام
وأنتي مالك بينا أنام ولا اتنيل من أمته بتفرق يعني
رد عڼيف أطاح جبهتها 
هبت واقفة تنظر له من أعلي ببرود وسخط 
وأن تركت لڠضبها العنان فرقبته ستكون التعويض الوحيد تحركت إلي غرفتها بخطوات تشبه الركض ولوهلة ظنت انه سيلحقها لكن لوح الثلج ثابت في محله
أغلقت الباب خلفها پعنف وجلست علي الفراش ټضرب كفيها ببعضهما ولسانها السليط أنطلق برحلة سباب ولن يعود الآن يومان علي الأقل 
صكت علي اسنانها بغيظ وقالت بغل ووعيد ماشي يافارس باشا تف في وشي لو عدتها
النوم لا يخاصم إلا العيون الوحيدة 
بتمام الساعة السابعة كان بالحديقة الخلفية للقصر تسلل بهدوء حتي لا يقلق أبيه الذي تفاجأ به
تم نسخ الرابط