ارض الشهوات بقلك سمر محمد

موقع أيام نيوز

وقفت لثوان بين العقل الذي يعيد لها نموذج عن حياة عاصرتها والقلب الذي هربت منه أحد نبضاته كلاهما يعاني وهي المشتته بالمنتصف آخر ما استقرت عليه المغادرة فهو غير عابئ الآن ليستوقفها قائلا كنتي فين ياوسام بقالك يومين مش بتيجي ليه
كاد قلبها أن يتوقف وان هربت أحد دقاته فالآن قد تبعثر المتبقي لقد لاحظ غيابها بل ويتساءل أين كانت اتراوغه أم تقر بالحقيقة 
أظن حضرتك عارف أني متجوزه وبيتي وجوزي ليهم حقوق عليا
صوت احتكاك أسنانه طرق مسامعها فرقص قلبها طربا أيغار عليكي بالمزيد
أكيد ليهم حقوق عليكي بس أنا اللي نسيت أنك متجوزه
ولو صعدت قلبها لعڼان السماء فقد سقط بقوة وټحطم 
ضاقت عيناه وبرفعة حاجب واحد بدا وكأنه يسخر من القادم وبتشتغلي ليه قدام بيتك وجوزك ليهم حقوق عليكي
عقدت ساعديها أمام صدرها بقوة وأردفت ببرود ظروف بقا
هز رأسه موافقا لحديثها وقام أخذ ينظر لها مليا وأردف قائلا ظروف بس فيه أكتر من حل للظروف ديه وواحد منهم في أيدي 
مش فاهمة
دار حول مكتبة وأستقر بمقعده رغم جسده الفارع لكنه غاص بداخله لتشكل منظر تقشعر له الأبدان لأول مره تراه غامض يختلف عن الذي جلس معها لنصف ساعة وأخذ يسرد الكثير عن البساطة والرضا والمساواة تحمحمت بخفوت وقالت مش فاهمة قصدك
هز رأسه نافيا وقال مش مهم دلوقت مش مهم تعرفي قصدي لسه شوية عليكي وكمان أنا حاليا مش فاضي ووقتك هيكون مميز بالنسبالي فلازم أكون علي أتم استعداد ليه
هل أصيبت بالغباء كثيرة هذه الالغاز الذي ألقاها عليها مرة واحدة ابتلعت ريقها بتوتر وقالت برضه مش فاهمة
تنهد ببطء وهو يقوم تقدم منها بتمهل وقف أمامها مستمتع بنظرات عيناها الزائغة إلا تعلم بأنه يفضلها متزوجة زمن معرفتهم خمسة أيام لكنه مل من دور الإهتمام وأيضا الوقت سيطول وهو يعشق الايجاز مال بوجهه عليها لتصدمها لهيب أنفاسه اغمضت عيناها بيأس ليكمل هو وصله الألغاز وقلت مش مهم تفهمي كل حاجه وليها وقتها يامدام وسام
بقصر فارس الاسيوطي 
تناولت سميه هاتفها اللحوح لتجد شهيرة المتصلة زفرت بحنق وهي تتناول الهاتف واجابتها بفتور إيه يا شهيرة فيه إيه 
فيه إيه فيه ان الحفلة بكرة 
حكت سميه جبهتها بضيق وقالت أوف ده أنا نسيت خالص
اتاها صوت شهيرة المؤنب قائلا وده حاجة تتنسي برضه ده إحنا متفقين وكمان كلمت سوسن 
ابتسمت سميه وقالت بلهفه بجد كلمتي سوسن 
أكيد طبعا كلمتها
وقالت إيه 
تنهدت شهيرة براحة وقالت معندهاش مانع حمزه برضه مش قليل هيجي الحفلة وتقابلة ونشوف بقا
قاطع حديثهم فارس الذي دلف للتو وعلي وجهه علامات الإرهاق والتعب واضحة أغلقت سميه الهاتف حتي أنها لم تستمع لما قالته شهيرة وضعت بجانبها والټفت لفارس تسأله بقلق مالك يافارس 
خلع فارس سترته وارتمي بالفراش يحك جبهته بارهاق وقال بتعب مش قادر جسمي متكسر
تناولت سميه كفه مربته عليه بدفء وقالت الف سلامة
عليك يافارس
صډمه دهشة جعلت عيناه تتسع وكادت ان تخرج من محجريهما سميه تمسك يده وتربت عليها بهذا الدفء بل وهي قلقه أغلقت الهاتف وتركت مابيدها ومكثت بجوار بهذه الثوان اعتدل في فراشه يضع يده علي وجنتها يمررها بكل انش بوجهها متساءل پخوف سمية فيه إيه فيكي إيه أنت كويسة تروحي المستشفي حاسه بدوخه هبوط فيكي إيه بالظبط اتكلمي
ابتسمت سميه وهي تبعد يداه عن وجهها لكنها ظلت محتفظه بهم بداخل راحتها الناعمة وقالت لا أنا كويسة أنت اللي مالك
هز فارس رأسه عدة مرات وقال مين قال بس أني تعبان أنا بقيت كويس جدا
بجد
اومأ فارس برأسه مؤكدا اه والله بقيت كويس
تنهدت سميه بحزن وهي تعقد ذراعيها خلف عنقه نظرت له مليا وأردفت بحزن فاكر يافارس أول سنه جواز رغم أن الحب كان منعدم بينا بس كل واحد فينا كان بيحاول يقرب من التاني ويظهر أحسن مافيه كنا بنحاول نبني حياة بسيطة وهادية 
صمتت ليتابع فارس لحد ماجه عدي واضطريت أسافر عشان أبني حياه حلمتي بيها 15 سنه ياسميه قضيتهم لوحدي ولما رجعت كان كل واحد عايش لوحده كنا لما بنتجمع مع بعض بنستغرب بعض كنت بحس أنك غريبة وبعيدة أووي عني وبقينا بنلصم الحياه مابينا 
تنهد بحزن وهو يشح بوجهه عنها خمسة عشر عاما اضاعهم بالخارج واجازات مها طالت فغير كفيله بتعويض يوما من غربته عنهم  
أحس بيدها الناعمة وهي تمسد شعره بحنان فالقي بثقل جسده عليها يطلب منها احتواء ربما يرمم ما فسد بداخله ليستمع إلي صوت حمزه الجمهوري وهو ينادي سميه فابسم رغما عنه قائلا اه يابن الكلب 
بمنزل وسام 
صعدت وسام بخفة ورشاقة تدندن لحن قديم للعندليب أول مرة تحب ياقلبي لتجد صلاح البدين أمامها وعلي ثغره نفس الابتسامة السمجه لابد وأنها لا تتلاشي عبث وجهها وصعدت غير عابئا به ليقول بلزوجه سالخير يا ست البنات
احتقن وجه وسام غيظا وقالت من أسفل اسنانها سالزفت عليك وعلي دماغك
الله
تم نسخ الرابط