امراه العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
باحثة عنه من خلال الزجاج
_ برا فين !
آدم ببساطة وصوت مخټنق
_ عند المكان اللي بتشتغلي فيه اطلعيلي عايز اتكلم معاكي
فغرت فمها لا إرديا من الذهول ودار بذهنها ألف سؤال محير في اللحظة الواحدة لكنها تدراكت نفسها وارسلت ابتسامة صافية لرأفت الذي يتطلعها باستغراب واهتمام ثم اشارت له بأنها ستبتعد قليلا لتتمكن من التحدث براحة أكثر
_ إنت بتعمل إيه برا يا آدم !!
غمغم بغيظ مكتوم
_ بتفرج عليكم !
اطلعيلي يامهرة
أجابت برفض
_ لا مش هطلع مينفعش
_ ليه !
_ كدا مش هينفع يا آدم
جز على أسنانه بقوة وغيرة حاړقة بدأت تظهر في صوته
صاحت مسرعة تمنعه فإن قال سيدخل إليها سيفعلها حقا هو لا يمزح
_ لا خلاص أنا طالعة
أغلق الاتصال وألقى بالهاتف في عصبية بسيطة بينما هي فانزلت الهاتف وتطلعت به لثواني مبتسمة ثم همست بعدم حيلة وهيام
_ مچنون والله لما نشوف اخرتها معاك يا أستاذ آدم
انكشم جسدها بعض الشيء في المقعد بعدما رأت ملامح وجهه المتقدة وقبل أن تتحدث باغتها هو بسؤاله المنزعج
_ نعم !!!
آدم بعينان مشټعلة بنيران الغيرة وهو يشير على المكتبة بأصبعه
_ مين ده يامهرة !!!
دققت النظر به للحظات من الصمت القاټل بينهم وهي ليست بساذجة حتى لا ترى الغيرة النابعة من عينيه وفي صوته جعلتها تبتسم داخليا بسعادة لكنها أبت الخنوع له وقالت بحزم متصنع وهي تشيح بوجهها عنه تماما
آدم بخنق
_ وأنا مش بطلب منك تفسير أنا سألتك بس مين ده
تطلعت به بقوة وهتفت
_ وعايزة تعرف ليه !
سكت للحظة بضبط ثم تمتم بهدوء تام
_ عشان يهمني اعرف
ثبتت نظراتها الثاقبة والمتحدية عليه تعيد نفس السؤال لكن بنبرة وتعبير وجه مختلف
_ ليه
_ إنت مش عايز تبعد عني ليه يا آدم !!
اشاح وجهه عنها وارتفع صدره مع شهيقا قوى تنفسه ثم هبط تدريجيا مع زفيره المتهمل وبعدها عاد ينظر لها من جديد بثبات وعمق مجيبا
_ عشان مش قادر ابعد عنك !
قد يكون هذا افضل اعتراف رغبته بهذه اللحظة منه حتى لو لم يكن
المثاليا لكنه يكفيها شعرت بنبضات قلبها تتسارع والإبتسامة الخجلة والفرحة ټصارع لتخرج فوق ثغرها وبصعوبة بالغة تحكمت بزمامها لكن صمودها لن يدوم كثيرا فقررت الرحيل وعندما فتحت الباب وكانت على وشك النزول قبض على رسغها هاتفا
_ معاكي قد إيه لغاية ما تخلصي
لم تعانده كعادتها هذه المرة بل ردت دون تفكير
_ نص ساعة
_ هستناكي هنا واوصلك معايا
سكتت لثلاث ثواني ثم غمغمت برفض بسيط
_ لا أنا هروح وحدي امشي إنت
ثم جذبت يدها من قبضته ونزلت لكن قبل أن تغلق باب السيارة بعد نزولها سمعته يهتف بنبرة رجولية خشنة
_ أنا مستنيكي يامهرة !
لم يبالي برفضها وكالعادة سيفعل ما يريده رغما عنها لكنها ليست في الوضع أو الوقت المناسب الذي يمكنها من معاندته ومعارضته حيث اكتفت بنظرة جامدة ثم ابتعدت وعبرت الشارع بسرعة وهي تبتسم باستحياء وسعادة وقبل دخولها للمكتبة توقفت والتفتت برأسها للخلف فتتلاقى نظراتهم معا في صمت لثواني قبل أن تستدير برأسها وتدخل وهي لا تستطيع التحكم بتلك الابتسامة الساذجة التي فوق شفتيها !
ركضت الصغيرة على باب المنزل بعد سماعها لصوت الرنين العالي وقد رجحت أن الطارق أبيها لذلك هرولت مسرعة لتفتح له الباب
تعلقت بمقبض الباب وفتحت الباب فقابلت والدها أمامها كما توقعت لتقفز فرحا وترتمي عليه فيحملها هو ضاحكا ويلثم وجنتيها بحنو متمتما في شوق
_وحشتيني ياهنايا
ردت برقة معهودة
_ وإنت كمان يا بابي
كانت خلفها منيرة التي توقفت عندما رأت عدنان وابتسمت بعذوبة ترسل ترحيبها من خلال الابتسامة وعندما خرجت جلنار من المطبخ فاستدارت هي وانصرفت قادت جلنار خطواتها الهادئة نحوه حتى وقفت أمامه مباشرة فسألها هو بنبرة رزينة وجادة
_ أخباره إيه دلوقتي
جلنار
_ بقى كويس الحمدلله
_ أنا هطلع اشوفه هو في أوضته مش كدا
هزت رأسها بالإيجاب فانحنى وانزل ابنته من فوق ذراعيه هاتفا
_ أنا هطلع أطمن على جدو ياحبيبتي وخليكي هنا مع ماما
زمت شفتيها بعبوس وتمتمت
_ اجي معاك يا بابي
عدنان بلطف
_ لا خليكي هنا اسمعي الكلام ياهنون
عبست وأماءت برأسها في موافقة مقتضبة لينحنى عليها
ويطبع قبلة سريعة فوق شعرها ثم ينتصب ويقود خطواته الطبيعية للطابق الثاني حيث غرفة نشأت وسط نظرات جلنار المتعجبة من رفضة لبقاء الصغيرة معهم !
طرق عدنان عدة طرقات خفيفة فوق الباب فسمح صوته يسمح بالدخول فتح
متابعة القراءة