ظلمني من احببت بقلم سمر شكري

موقع أيام نيوز


يراقب الطريق فى انتظار وصول الخاطفين أما هشام فقد كان يعتنى بحقيبة الأموال 
من ينظر إلى المشهد فى اللحظة الأولى قد يظن أنهم بمفردهم ولكن هناك سيارات الشرطة التى تتوارى عن الأنظار داخل الصحراء متأهبة للهجوم فى اللحظة المناسبة
ما هي إلا لحظات حتى لمح زين ضوء سيارة تقترب منهم وتهدئ من سرعتها نبه كلا من هشام وحسام إليها فاعتدلو فى وقفتهم بانتظارها 

وقفت السيارة على مقربة منهم وترجل منها رجلان ملثمان و ملابسهما تتشح بالسواد ليقول أحدهما 
جبتو الفلوس 
ليرد عليه زين بصوته الأجش الذى حرص على أن يحمل القوة فى طياته يوسف فين مش هتاخدو قرش واحد غير لما استلمه منكم 
أشار الرجل لزميله برأسه علامة إحضار الولد من السيارة فذهب الآخر وأحضره نائما على ذراعيه ليحاول حسام الاقتراب منه بلهفة لأخذه فقاطعه أحد الرجلين قائلا 
استنى عندك هات الفلوس الأول 
حسام بلهفة انتو عملتو فيه إيه 
أحد الخاطفين متخافش هو نايم بس
أشار زين لهشام لكى يناولهم الأموال بينما تناول زين منهم يوسف وعند هذه اللحظة تعالت ابواق سيارات الشرطة معلنة عن بدء المعركة حيث حدث تبادل لإطلاق الڼار أسرع كل من حسام وهشام إلى السيارة وزين الذى كان يحمل يوسف بين ذراعيه شعر بشئ ما ېحرق ذراعه ولكنه لم يمهل نفسه الفرصة ليتوقف ويرى ما به أسرع خطاه وأمر هشام الذى كان يحتل مقعد السائق بالرحيل فورا
بعد ابتعادهم بمسافة كافية توقف هشام بالسيارة واستدار هو وحسام ليطمئنوا على يوسف ولكنهم تفاجئو بمنظر زين الممسك بذراعه الأيسر متأوها فى صمت ليشهق هشام قائلا 
زين إنت اتصابت مقولتش ليه إحنا لازم نطلع عالمستشفى 
زين پألم حاول اخفاءه نروح يوسف البيت الأول أكيد علياء ھتموت من القلق عليه
حسام لا إطلع عالمستشفى يا هشام حتى نطمن على يوسف ونكلم علياء نطمنها
توجه هشام إلى المشفى وبمجرد وصولهم أمر طبيب الطوارئ بتوجه زين إلى غرفة العمليات لاخراج الړصاصة وإجراء اللازم كما أخذ يوسف إلى غرفة الفحص للاطمئنان عليه وهناك طمأنهم الطبيب أنه بخير ولكنه نائم أثر جرعة طفيفة من المخدر لن تؤثر عليه أو تلحق به اى ضرر
وبعد مرور نصف ساعة كان زين يتسطح أحد الأسرة وبجواره صديقه هشام وحسام الجالس بجوار يوسف على السرير الاخر بالغرفة
فتح الباب فجأة واندفعت منه علياء مهرولة فهى قد أتت مع ايمان وهند ورانيا بعد أن اتصل بهم هشام واخبرهم ماحدث.
خاطبته علياء قائلة حمدلله ع السلامة. متشكرة جدا عاللى عملته
زين بوهن أنا معملتش حاجة انا وعدتك انى ارجعهولك سليم ونفذت وعدى مش اكتر 
ايمان مخاطبة زين مربتة بكفها على كتفه حمدلله ع السلامة يا حبيبى 
زين بابتسامة الله يسلمك يا أمى
كان مروان فى شقته يحدث المحامى على الهاتف قائلا 
يعنى إنت خلاص مشيت فى الإجراءات 
المحامى آيوه إعلان القضية هيوصلها بكره أو بعده بالكتير
مروان تمام اوى كده
أغلق الهاتف وأكمل مخاطبا نفسه ماشى يا علياء إما خليتك تيجى مذلولة وتركعى تحت رجلى تترجينى نرجع لبعض مبقاش أنا مروان العشرى
وفى مكان آخر يجلس الشاب مع والده 
شادى أنا مش مطمن له حاسس إنه بيلعب من ورانا قال منتصلش ولا نظهر فى الصورة بس هما ليه مااتصلوش وعملو اللى كنا بنخطط له
عبدالسلام الوالد
والله ما عارف أنا فعلا ابتديت اقلق وهو كمان مبيردش على تليفونه
شادى أنا هسافر له بكره القاهرة واشوف إيه اللى بيحصل
عبدالسلام وأنا هاجى معاك أروح لهم كأنى بطمن عليهم ونشوف إيه الاخبار
أما فى المشفى فقد أتى هشام اتصال من الظابط يخبره بأن الخاطفين قد لقو حتفهم بعد إصرارهم على الهروب وعدم الاستسلام كما أخبره بأن حقيبة المال بحوزته لكى يمر عليه ويأخذها منه
كانت علياء جالسة محتضنة يوسف الذى أفاق لفترة وعندما اطمئن أنه بحضن والدته عاد لغفوته مرة أخرى وفى مقابلتها يتسطح زين الذى يبدو عليه الشرود
أما ايمان فقد رحلت مع هشام ورانيا متوجهة إلى المنزل لإحضار ملابس نظيفة لزين بعد أن أخبرتها علياء أنها ستظل بجواره لحين عودتها أما هند فتحججت برغبتها فى الرحيل للاطمئنان على طفلتها التى تركتها بمنزل والديها فاضطر حسام إلى إيصالها ولكنها فى الحقيقة كانت تريد اتاحة المجال لزين وعلياء للحديث معا
كان الصمت بينهم هو سيد الموقف بعد رحيل الجميع كسر زين هذا الصمت مخاطبا إياها بمزاح 
هو انتى ليه دايما سبب فى دخولى المستشفى 
شعرت برغبة عارمة فى استجوابه ومعرفة ما يدور فى ذهنه تجاهها ظلت تفرك يديها بعصبية ممزوجة بالتوتر ثم باغتته بسؤالها إنت عملت كده ليه 
نظر اليها متعجبا سؤالها ثم أجابها قائلا يوسف إبن أخويا يعنى لحمى ودمى يعنى اعمل المستحيل عشان انقذه
رفعت رأسها ونظرت فى عينيه متوسلة إياه إن يفهم مقصدها وأخبرته أنا مقصدش دا أنا قصدى اللى عملته فيا زمان ليه تلعب بمشاعرى وتتخلى عنى 
ڠضب زين من اتهامها له فتحرك حركة سريعة أدت إلى تألمه فتأوه نتيجة ذلك ثم نظر إليها والشرر يتطاير من عينيه قائلا انتى بتتهمينى كده ازاى انتى المفروض متتكلميش معايا بعد اللى عملتيه زمان انتي لعبتى بيا أنا واخويا زمان وكنتى سبب فى زيادة المشاكل بينا انتى لعبتى بمشاعرنا واتسليتى بينا ووقت الاختيار كفة مروان هى اللى كسبت
نظرت إليه پصدمة وذهول فهى لا تدرى عم يتحدث ولا تفهم شئ مم يقول نظرت إليه قائلة إنت بتقول إيه أنا مش فاهمة اى حاجة من اللى انت بتقوله أنا عمرى ما قابلت اخوك ولا شفته من بعد أول لقاء بينا غير يوم كتب الكتاب 
شعر بأن هناك حلقة مفقودة وخاصة أنه لمس الصدق فى كلامها وهى أيضا رأت بعينيه نظرات الحب تجاهها فكيف له أن يتخلى عنها هم زين بسؤالها عن شئ ما ولكن قطع حديثهم صوت طرقات باب الغرفة وقد كان الطبيب أتيا للاطمئنان على جرحه فاستأذنت علياء فى الانصراف حتى ينهى الطبيب عمله وقفت بخارج الغرفة تفكر فى كلامه وتبادر إلى ذهنها احتمالية تلاعب مروان بهم ولكنها تذكرت التسجيل الصوتى لزين فطردت الفكرة من رأسها وقررت مواجهته بالحقيقة وكان هذا هو نفس تفكير زين
أتى كل من هشام وايمان أثناء انتظارها بالخارج وبعد انتهاء الطبيب من فحصه دلفو ثلاثتهم سويا إلى داخل الغرفة شعر هشام بتوتر النظرات بينهم وكأنهم تحدثو سويا فى شئ ما قبل مجيئهم تردد فى فتح الموضوع امام ايمان فربما يضايقها ماسيقوله عن مروان وشعرت ايمان أيضا بتبادل نظراتهم فقررت هى البدء بالحديث قائلة اتخليت عن حبك ليها ليه زمان طالما بتحبها كده ومش قادر تشيل عينك من عليها 
توتر كلا من زين وعلياء ولم ينطق أحدهم بشئ كانت علياء تنظر ارضا بخجل يشوبه بعض الڠضب من زين أما زين فتنهد تنهيدة عميقة ولم يقو على الرد فأخذ هشام مبادرة الحديث قائلا 
تسمحيلى يا طنط أتكلم أنا وأنا أسف مقدما عاللى هقوله بس هى دى الحقيقة اللى لازم تظهر علياء وزين سابو بعض بسبب خطة دنيئة من مروان
قص عليهم هشام ما أخبرته به هند وأخبرهم استنتاجه من حديثهم معا من خسة ودناءة مروان و استغلال تفكيره الشيطانى فى التفريق بين أخيه ومن يحب
بكت ايمان ولم تستطع الحديث فكيف تتحدث وولدها هو من سبب لهم العڈاب كرهه لاخيه جعله يبعده عن حبيبته كما أنه لم يحبها ويحافظ عليها بل عذبها واهانها
وكانت تصل به إلى حد الخېانة
نظرت علياء إلى زين نظرات لوم وعتاب فكيف يظن بها الخېانة كيف يفكر أنها يمكنها التلاعب بمشاعره شعرت برغبة فى البكاء فاستأذنت بالرحيل حيث أنه لاضرورة من وجودها الان وتعللت برغبتها فى الراحة بجوار طفلها بعد ما عانته الايام الماضية وعرض عليها هشام إيصالها فوافقت حرصا على حياة طفلها وخوفا من أن يكرر مروان فعلته
بعد رحيلها وبخت ايمان زين على تصديقه مروان وأخبرته بخطأه فى اختيار طريق الهروب وعدم المواجهة فشعر بالندم وانه كان له يد فى حرمانه من علياء كل تلك السنوات فهو بغباءه لم يتبين حقيقة ما أخبره به أخاه
أما عند علياء فبعد أن وصلت منزلها وضعت يوسف فى فراشه وتمددت بجانبه آخذه إياه فى أحضانها فهى تعذبت فى بعده عنها حاولت أن تخمن ماينويه مروان تجاهها ولكنها لم تقدر يوما على توقع ما يمكن أن يهديه تفكيره إليه غفت بعد أن توعدته بالاڼتقام نظير ما جعلها تعانيه خلال سبع سنوات 
استيقظت فى صباح اليوم التالى على صوت دقات الباب توجهت لترى من الطارق الذى كان شخصا قد أتى من المحكمة مسلما إياها إخطار برفع دعوى ضدها فضت المظروف وقرأت ما به ليظهر الڠضب جليا على محاياها ويتطاير الشرر من عينيها وتصرخ قائلة ھقتلك يا مرواااان ھقتلك لأنك كده زودتها وجبت أخرى
الفصل الثانى عشر
توجهت علياء إلى منزل أخيها الذى ما أن استقبلها حتى صدم من منظرها الباكى وعيونها المتورمة من كثرة البكاء شعرت بفتور فى استقباله لها كانت تريده أن يحتضنها ويطمئنها أنه بجوارها وإنه لن يسمح لمروان بتنفيذ مايريده 
قامت فجأة ارتمت بأحضانه واجهشت فى البكاء قائلة 
مروان هياخد يوسف منى يا حسام رفع قضية عشان ياخده فى حضانته وبعتلى الإخطار النهاردة أنا ھموت لو أخد إبنى منى عندى استعداد أقتله لو عملها
شعر بالشفقة على حالها فاحتضنها مربتا على ظهرها محاولا بث الطمأنينة إليها قائلا 
اهدى طول ما أنا جنبك محدش هيقدر ېأذيكى لو كنتى حكيتى كل حاجة زمان واعترفتيلى باللى بينك انتى وزين مكنتش سمحت لمروان يتجوزك
نظرت إليه بدهشة سرعان ما اختفت عندما علمت منه أن هند قصت عليه كل شئ من البداية لذلك أخذت منها يوسف عند وصولها وتركتهم ليتحدثوا سويا أخبرها حسام بأنه سيوكل الأمر إلى محامى كفء لكى يفعل المستحيل حتى لا يبتعد عنها يوسف
فكرت فى شئ وقررت أن تفعله فهبت واقفة قائلة أنا ورايا مشوار هعمله خلى يوسف هنا
حسام بقلق مشوار إيه 
تعلم أنها مضطرة للكذب حتى لا يقلق عليها ولكنها لابد من أن تفعل ذلك فأخبرته متقلقش أنا بس افتكرت انى أعرف واحدة محامية كويسة هروح أتكلم معاها واشوف حل فى الموضوع دا
حسام طب إستنى هاجى معاكى
علياء لا خليك إنت أنا مش هتأخر
خرجت علياء متوجهة إلى مقصدها وبعد رحيلها تحدث حسام مع هند عن خوفه وقلقه
 

تم نسخ الرابط