أحرقني الحب بقلم ديانا ماريا.
المحتويات
من غير أي مجهود أوعي في يوم تحسي بالنقص أبدا أنا عايزك تثقي فيا وفي نفسك وفي حبنا.
تأثرت هديل بشدة بكلماته وشعرت بقلبها يخفق بقوة ومشاعرها تتبعثر من كلماته ونظراته التي لا لبث فيها م ة بين الرغبة في تصديقه ونسيان الماضي وبين خۏفها من ألا تكون كافية له ويأتي اليوم الذي
يكتشف فيه ذلك ويندم على اختيارها.
بعد قليل ابتسم حسام وقال حتى يغير الموضوع يلا نأكل بقى أنا نزلت جيبت لك الأكل اللي بتحبيه.
ابتعدت عنه وابتسمت له لأنه مازال يتذكر الطعام المفضل لها رتب حسام الطعام على الطاولة قبل أن يمسك قطعة من الطعام ليقربها من فم هديل قائلا بمرح كلي دي من إيدي.
مر أسبوع قبل ميعاد الحفلة الرسمية لإعلان زواجهما كان حسام يتركها على راحتها وينام في مكان آخر ولكن ذلك لم يمنع قلق هديل من الظهور فهي مرتبكة ومتوترة من يوم الحفلة كأنها تتزوج لأول مرة طلبت منه في مرة أنها تريد الذهاب لطبيبة جلدية فوافق على الفور إرضاء لرغبتها وربما ذلك يقلل من شعور النقص الذي يؤرق مضجعها وأكثر ما كان يسعدها هو زيارة والدتها وأخواتها كل يوم على عكس حين كانت تحرم من رؤيتهم لفترات طويلة ولم تكن ترى والدها ولكنها لم تهتم.
وجدت مجموعة من الفتيات في انتظارها منهم من سيصفف شعرها ومن سيضع لها مستحضرات التجميل اختارت هديل أن تطل بمظهر بسيط ولكن جميل يعبر عن ذاتها وارتدت فستان حرير جميل من اللون الأبيض انساب على ها بسلاسة وجعلها تبدو كالأميرة كمان وضعت حجابا بسيط تعلوه قبعة فرنسية صغيرة من الدانتيل بشكل جانبي أعطاها مظهر أنيق ليعطيها ذلك في النهاية مظهر العروس حزنت من عدم تواجد والدتها بسبب اعتنائها بإياد الذي مازال في طور الشفاء ولكنها قدرت الظروف وقد وعدها حسام باحتفال خاص بهم كعائلة.
تقدم لها وأمسك يديها بين يديه قبل أن يقبل جبينها بحب وتقدير ثم أخذها لتقابل الضيوف الذي بدأوا في الوفود ورغم توتر هديل وخۏفها من ألا تكون على قدر التوقعات إلا أن السهرة مرت بنجاح فقد كان أصدقاء وزملاء حسام لطفاء ذات لباقة اجتماعية وحين الذين لم ترتح لهم عاملوها باحترام فقد ما كدرها قليلا هو ظهور سارة التي كان واضحا في عينيها لهديل الغيرة منها ولكن سرعان ما تناستها.
وضع حسام يده خلف كتفها مما جعلها تجفل وتحدق إليه فابتسم لها مستغربا مالك يا حبيبتي
ابتسمت له بارتباك مفيش كنت سرحانة بس.
ضحك بخفة قبل أن يذهب بها لغرفة النوم فارتفعت نبضات قلب هديل حتى خشيت أن يسمعها.
بعد لحظات فتحت عيونها بتعجب حين أحست بشيء يبلل جانب حجابها فابتعدت قليلا عنه لتصدم برؤية الدموع في مقلتيه والمنحدرة على خديه.
وضعت يديها على خديه قائلة بذهول ممزوج بالقلق حسام أنت بټعيط هو فيه حاجة
هو رأسه بالنفي وابتسم پألم برغم كل السعادة اللي حاسس بيها دلوقتي إلا أنه كمان مش مصدق أنه حلم عشر سنين أخيرا اتحقق الحلم اللي فكرت في يوم أنه خلاص ضاع واندفن ولازم أدفن قلبي وراه بعد مۏت أمي الله يرحمها قفلت على قلبي كل حاجة ورميت نفسي في الشغل بس ده عمره ما منع إحساس الوحدة الصعب اللي كنت فيه ولا كل مرة بشوفك حتى لو صدفة وافتكر أنك ملك راجل تاني كنت بتوجع أوي مع أني ببقى مفكر أنه مبقاش فيه حاجة تأثر فيا خلاص الحلم اللي حلمناه مع بعض اتحقق والبيت اللي اتمنينا يجمعنا أخيرا جمعنا وبرغم كل ده مش قادر أصدق أنه خلاص بقيتي معايا وبين إيديا خاېف أكون بحلم واصحى في لحظة على نفس الکا واكتشف أنك لسة بعيدة وأنا لسة وحيد وقلبي خالي من غيرك.
ارتعش قلبها من حديثه والتمعت مقلتيها بالدموع لقد عبر عن مشاعره التي في نفس الوقت مشاعرها ونفس المخاۏف التي تنتابها لم يكف حسام عن غمرها بمشاعره وحب وحنانه منذ تزوجته و ا أحاطها براعيته في أزمتها وأقل شيء تفعله الآن هو مبادلته وإعطائه شيء من الحب الذي أحاطها به لذلك تحدت مخاوفها ومررت يدها على خده وحرصت على أن تنظر له تظهر له قلبها في عينيها قائلة بصوت متحشرج من التأثر حسام أنا مهما قولت مش هقدر أعبر عن اللي جوايا نفسي أقولك كل الكلام اللي في قلبي بس أنا لسة مش شجاعة كفاية بس عايزة أقولك أنا زيك بالضبط مش مصدقة أننا أخيرا مع بعض كنت مفكرة الحلم ده انتهى ساعتها مكنش هامنني أي حاجة في الدنيا لأني خسړت الإنسان الوحيد اللي حبيته دلوقتي مش عارفة أقولك إيه غير أني مبسوطة أني معاك وإني بحبك...بحبك أوي.
التمعت عيون حسام بالمشاعر العڼيفة لدى سماعها لكلامها فهذه أول مرة يسمعها تعبر عن شيء من مشاعرها بشكل صريح انتشرت السعادة على وجهه واقترب منها ببطئ فأغمضت عيونها بخجل وترقب إلا أنهما انتفضا بدهشة حين ارتفع رنين الهاتف مفاجئ مما اضطر حسام أن يبتعد عن هديل ليذهب ويرى من يتصل في هذا الوقت المتأخر!
الجزء 16
قطب حسام وهو يتسائل من قد يتصل به في هذا الوقت المتأخر فتوجه لهاتفه ليجد أحد أصدقائه من يتصل به.
أجاب بقلق إيه يا كريم فيه حاجة
قال كريم بمرح عامل إيه يا عريس
ارتخت أعصاب حسام وارتسمت نصف ابتسامة على فمه وقد فهم الغرض من إتصال صديقه متصل عليا علشان تسألني عامل إيه وأنت لسة سايبني من نص ساعة يا كريم
ضحك كريم بشدة وقال باستفزاز اه بطمن عليك أنا والشباب بس مش صاحبنا أوعى يكون بس عطلتك عن حاجة مهمة.
ضحك حسام بغيظ قبل أن يجيب من بين أسنانه حتى لا تسمعه هديل الواقفة خلفه حسابك أنت والشباب معايا أما أشوفكم بس ېحرق معرفتكم.
أغلق حسام الهاتف على صوت ضحك أصدقائه ثم ألقاه أمامه والټفت بابتسامة لهديل التي مازالت تقف مكانها بتوتر كانت تفرك يديها وقلبها يكاد يثب من ها من شدة التوتر والقلق.
سألته بارتباك فيه حاجة ولا إيه
ضحك حسام وقال بنبرة عابثة لا دي حاجة بين الشباب وبعضها متهتميش بيها المهم خلينا في نفسنا دلوقتي.
لم تفهم ولم يمهلها الوقت لذلك لأنه اقتربت منها فتسارعت نبضات قلبها حتى أن معدتها ألمتها من الترقب تطلعت له ترجوه بعيونها ألا يخيب أملها ولا ينفر منها حين يراها لأنها لن تتحمل.
وعلى غفلة تقدم حسام منها وأحنى رأسه
أبتعد عنها بعد قليل ليزيح حجابها فتناثر شعرها الأسود على كتفها رفعت يدها لشعرها وهي تبتسم بخجل ولكنه حين أقترب منها أكثر اختفت ابتسامتها وازداد خۏفها حتى أنها بدأت ترتجف بشكل طفيف.
لاحظ حسام الحالة غير الطبيعية التي بها فأمسك بيدها وجلس على السرير وأجلسها بجانبه.
تحدث حسام بصوت دافئ هديل أنا مش هعمل حاجة ڠصب عنك مش عايزك متوترة كدة لو مش عايزة خالص بلاش أنا مش هغصبك على حاجة.
انعقد لسان هديل وشعرت بشيء يسد حلقها يمنعها عن الكلام والتعبير عن مشاعرها تذكرت ليلة زفافها الأولى التي مرت بۏحشية عليها تعلم أن حسام ليس وحشا ولن ېؤذيها ولكن رغما عنها تلك الذكريات تتدافع في عقلها أنها لا تخشى من حسام حقيقة ولكنها تخشى ألا تتمكن من تلك الذكريات ومواجهة حياتها مع حسام بشجاعة.
رفعت عيونها المليئة بالدموع إليه فمسح على شعرها وقال برقة ممكن ترتاحي النهاردة لو عايزة.
هزت رأسها بالنفي فأدرك حسام أن توترها وصراعها أكبر مما يظن فقال مرة أخرى بنبرة حازمة مش عايزك تتوتري صدقيني أنا بحبك زي ما أنت وأنت أحلى
واحدة في عيوني.
كانت حركات حسام خفيفة ورقيقة حتى يحررها من أي توتر يتملكها
صوت حسام يصلها هامسا بصوت أجش افتحي عيونك الحلوين دول.
فتحت عيونها بتردد حتى قابلت عيونه وهناك لم تجد نفور ولا اشمئزاز بل حب جارف يطل من عينيه فهدأت روحها واستسلمت بكل قلبها وحواسها لحبه.
كانت نائمة بارتياح ثم تقلبت فشعرت بالمكان خالي بجانبها حين استيقظت وتطلعت بجانبها لم تجد حسام مما أثار استغرابها. .
لم تجد فائدة من الجلوس مكانها فنهضت وأخذت ملابس لها ودلفت إلى الحمام استحمت ثم وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها لم تتفحص نفسها من فترة طويلة بتدقيق هذه المرة كان هناك شيء مختلف حتما فيها كانت بشرتها أكثر نضارة وعيناها تلمع ببريق كان قد ظنته خبا ولن يعود ابتسمت وهي تمشط شعرها وتكمل ارتداء ملابسها حين سمعت طرق على الباب.
قال حسام بصوت عفوي هديل مستنيك برة الفطار جاهز.
أجابت بارتباك
ح.. حاضر جاية أهو.
نظرت لنفسها في المرآة وقد احمرت وجنتاها بخجل ارتدت بيجامتها بسرعة كانت من الحرير الوردي الذي لائمها ذات أكمام طويلة فهي لم تكن شجاعة للغاية حتى تجلس أمام حسام بكل أريحية مع ندوبها.
خرجت للصالة لتجده جالس بانتظارها كان يرتدي ملابس منزلية مريحة مكونة من تيشرت صيفي بنصف أكمام وبنطال مريح حين رآها تقترب منه بخجل نهض ووضع يديه على كتفيها.
قبل جبينها بحب صباح الخير يا حبيبتي.
ابتسمت بخجل صباح النور.
جلست تأكل بصمت وهى لا تنظر له حين سألها فجأة أنت لابسة بكم ليه والجو حر يا حبيبتي
ارتبكت وقالت بابتسامة متوترة أنا مرتاحة كدة.
فهم حسام السبب الحقيقي وراء تصرفها ولكن رأى أن يتركها على راحتها.
أمسك بيدها وهو يبتسم مش هتتخيلي أنا مبسوط أد إيه دلوقتي عايز أحط شوية أسس لحياتنا مع
متابعة القراءة