روايه مظلومه
عمر ه مايطلع من اللحم وحتى لو هو زعلان منك فده ميمنعش انه يقف جنبك ولا ايه
عمر صح بامارة انه لما عرف مكلفش نفسه يينزل مصر ويقف جنبى فى الظروف دى
كمال باستهزاء عيلتكوا كلها هجة بره مصر معرفش ليه
ندى سيبك انت من كل ده وقولىايه اللى انت هببته ده
معقول
معقول انت تعمل كده
انا لحد دلوقت مش مصدقة
عمر بضيقوالله انا ماناقص
كفاية اللى انا فيه
نظر كمال الى زوجته بلوم قائلامش وقت عتاب يا ندى خلينا فى المهم دلوقت
خلينا نفكر هنعمل ايه علشان عمر يخرج من هنا
عمر الاستاذ علاء هيتصرف وهيحاول بكل جهده انه يخرجنى من هنا
ثم قال بحزنوان معرفش هيحاول يجيبلى حكم مخفف
نفسى اخرج من هنا
انتوا متعرفوش كل دقيقة بتمر عليا وانا هنا بحس بايه
انا عمر ى ماحسيت بقيمة النعم اللى ربنا كان مديهالى الا دلوقت
ندى ياريتك حافظت عليها ياعمر
ياما نصحتك وقولتلك اتجوز ياعمر علشان تستقر وتكون اسرة وتعيش حياة هادية لكن انت مكونتش بتسمع كلامى
يعنى عاجبك الپهدلة اللى انت فيها دى
كمال خلاص بقى يا ندى اللى حصل حصل خلينا نفكر فى الخطوة الجاية
معلش ياعمر متزعلش من ندى هى بس قالتلك كده من قلقها وخۏفها عليك
عمر بحزنخليها تقول اللى هى عايزاه يا كمال
بس احب اعرفك حاجة يا ندى
المرة الوحيدة اللى قررت اتجوز فيها واستقر
حصلى اللى حصلى ده
هو اللى انت كنت ناوى تعمله ده اسمه جواز واستقرار!!
رايح تحبلى واحدة كانت مخطوبة لابن عمك وبتحبه وكنت عايز تجبرها انها تتجوزك وتسميه استقرار!!
انا لحد دلوقت مش قادرة استوعب اللى انت عملته
حاسة انى فى كابوس
ازاى قدرت تعمل كده
عقلك كان فين ساعتها
زفر عمر انفاسه بغيظ قائلاانتى جاية تقفى جنبى ولا جاية تأنبى فيا
كمال ممكن تهدوا يا جماعة
مينفعش كده يا ندى مالوش لازمة الكلام ده دلوقت
عمر وبعدين تعالى هنا
مين اللى قالك التفاصيل دى كلها
عمتك
ندى لأ عرفت من دادة
ما احنا روحنا المستشفى علشان نكلم سيف ونعرف منه اللى حصل بس مكنش موجود
عمر طب ونيرمين
متعرفيش عنها حاجة
ندى پغضببرده!!!
انت لسة بتسأل عليها وحاططها فى دماغك بعد كل اللى حصل
انساها بقى وخلينا نشوف حل فى الورطة اللى انت فيها دى
....................................
كانت سلمى تتحدث فى الهاتف مع احدى صديقاتها وهى واقفة فى الفراندة ونسمات الهواء تحرك خصلات شعرها بلطف
فقالتلأ ازاى بقى انا لازم آجى
هتعملو عيد الميلاد فين بقى
صديقتهاهنعمله على الياخت بتاع اونكل
هو وعدنى انه هيعملى عيد ميلادى السنة دى على الياخت بتاعه وهتكون حفلة محصلتش
سلمى احم my god
ياخت مرة واحدة
ايوة يا سيدى مين قدك
صديقتهاهستناكى
اوعى متجيش
وياريت تجيبى معاكى خطيبك
علشان تفاجئى بيه اصحابك انا متأكدة انهم هيتجننوا لما يشوفوه
زمت سلمها شفتيها بضيق قائلةهشوف كده ظروفه ايه وابقى اقولك
اوك
صديقتهااوك
اغلقت سلمى الهاتف ثم القته على الكرسى الذى بجانبها بغيظ
جاءتها والدتها فوجدتها تقف فى الفراندة تنظر الى الحديقة وهى غارقة فى افكارها
فقالتمالك يا سلمى سرحانة فى ايه
التفتت اليها سلمى وهى متضايقة ثم جلست ووضعت قدمها فوق الاخرى بضيق
سوسن وهى تجلسلا
شكلك متضايقة اوى
سلمى وهو فى حاجة فى الدنيا دى مضايقش
سوسن انتى لسة بتفكرى فى سيف برده
انسيه بقى يا سلمى وتعالى نرجع
كفاية اوى لحد كده
وهناك فى الف واحد يتمناكى
سلمى نرجع!!
انتى بتهزرى يا مامى
عمر ى ما انا راجعة الا لما آخد حقى منه الاول
سوسن كفاية يا سلمى علشان خاطرى مش عاوزين مشاكل مع سيف
سيف مش سهل زى ما انتى فاكرة وشوفتى المرة دى عمل فيكى ايه
محدش عارف المرة الجاية ايه اللى هيحصل
سلمى ايه يا مامى اللهجة اللى انتى بتتكلمى بيها دى!!!
انتى مكونتيش كده
وبعدين انتى ازاى لحد دلوقت مخدتيش موقف منه بعد اللى عمله فيا
سوسن انا فكرت مع نفسى ولاقيت ان مافيش فايدة من انى اروحله وازعقله اصل اخرتها ايه
مش هيسمع ليا ولا هيهمه اى حاجة هقولها ومش بعيد يطردنى
وانتى عارفة كويس انه عملها قبل كده
سلمى فانتى قولتى بقى نسكت ونرجع بلدنا ولا اكن حاجة حصلت ويا دار ما دخلك شړ
مش كده
لا يا مامى
مش انا اللى يحصلى كده من اى حد مهما كان واسكت
وبعدين انتى خاېفه منه اوى كده ليه
انا خلاص اخدت قرار ومش هرجع فيه
لازم ارد اعتبارى وكرامتى اللى اهانها
سوسن وانا امك وادرى بمصلحتك وبقولك كفاية كده
خلينا نلتفت لمصالحنا بقى
احنا رجعنا من السفر علشان نلحقه قبل ما يتجوز البنت دى
وعملنا كل اللى نقدر عليه وبرده مافيش فايدة ومنبناش من كل ده غير الاھانة وۏجع الدماغ
وعلى فكرة انا عرفت اونكل مختار بموضوع عمر
وهو عرف ندى اخته
سلمى وانتى ايه اللى خلاكى تقوليله كونتى سيبيهم على عماهم كده لحد ما يعرفوا من حد غيرنا
سوسن لازم حد يقف جنب عمر علشان يخرجه من اللى هو فيه
يعنى يرضيكى يبقى فى عيلتنا واحد مسجون ونفضل بقية حياتنا نتعاير بيه
سلمى عيلتنا
هى فين عيلتنا دى
عيلتنا اللى كل واحد فيها مسافر بلد
بالرغم من انهم بيملكوا الملايين
بس مش قادرين يتجمعوا مع بعض زى اى عيلة متماسكة وبتحب بعضها
سوسن واحنا مش هناخد من الدنيا كل حاجة
وعايزاكى تحطى الكلام ده فى دماغك وتفكرى فيه كويس اوى
لازم نرجع ونشوف حياتنا وسيبك من سيف وعمر سيبك من كل الناس
فكرى فى نفسك وفى مصلحتك وبس
سلمى وهى تخطط لشئ فى نفسها حاضر يا مامى
هنرجع
بس اول ما انفذ اللى فى دماغى الاول
وساعتها اوعدك انى ارجع معاكى واشوف حياتى بعيد عنه وهشيله من دماغى خالص
.............................
فى غرفة نيرمين
اثناء وجود الممرضة فى الغرفة وهى تسوى الغطاء لتغطى نيرمين جيدا
لاحظت ان نيرمين تحرك رأسها ببطء
وحاولت ان تفتح عينيها بصعوبة
نظرت اليها الممرضة وهى تراقب حركاتها
فتحت نيرمين عينيها وقالت بصوت هادئ ومرهق للغاية
انا فين
مين اللى جابنى هنا
استندت على يديها كى تقوم فامسكت بها الممرضة وهى تقول
استريحى يا انسة متتعبيش نفسك
اهدى
نظرت نيرمين حولها بحركات بطيئة ثم نظرت الى المحلول الموصول بزراعها
وظلت تتنفس بارهاق وهى تضع يدها الاخرى على جبينها من شدة التعب ثم قالتانا عايزة اخرج من هنا
ارجوكى خرجينى قبل ماييجى
الممرضةاهدى بس يا آنسة ارجوكى
اسرعت الممرضة لتنادى على الطبيب
بينما حاولت نيرمين تحرير يدها من الابر والخرطوم الموصول بيدها
جاء د وليد مسرعا ودخل اليها وهو يبتسم قائلاحمد الله على السلامة يا انسة نيرمين
كده تخضينا عليكى
نظر الى الخرطوم المنزوع بتعجب فامسكه ثم قال وهو ينظر اليهاايه ده!!
انتى زهقتى مننا وعايزة تمشى ولا ايه
امسكت بها الممرضة برفق محاولة ان تعيدها الى السرير
ولكن نيرمين كانت ټقاومها بحركات ضعيفة جدا
حتى انها استسلمت اخيرا لعدم قدرتها على المقاومة
ولكنها ظلت تقولارجوكوا خرجونى من هنا
خرجونى قبل ما ييجى
هيضربنى تانى
نظر د وليد الى الممرضة قائلاهاتيلى حقنة مهدئة حالا وحضريهالى
ثم نظر الى نيرمين قائلا مټخافيش
محدش هييجى ومحدش هيضربك
اطمنى خالص
جاءت الممرضة بالحقنة واعطتها ل د وليد ثم امسكت بزراع نيرمين
عندما انتهى د وليد من اعطائها الحقنة
هدأت نيرمين بعض الشئ واستكانت حركاتها واغمضت عينيها بهدوء
د وليد للممرضةخلى بالك منها ولو حاجة حصلت بلغينى
ذهب د وليد الى مكتبه جلس على الكرسى وهو يدلك وجه وتنهد بارتياح
وبعد قليل جاءه صديقه ياسر
فقال له د وليد وهو مبتهجاالحالة فاقت خلاص
ياسربابتسامةايه ده
اخيرا
د وليدالحمد لله
اهو دلوقت الواحد يقدر يرتاح
د ياسرابقى بلغ الاستاذ سيف بقى لانه كان قلقان عليها جدا
د وليدالاستاذ سيف مين
د ياسرجرالك ايه يا دكتور
ما انتش عارف الشخص اللى كان موجود هنا وكان دايما قلقان عليها على طول
شكله كده خطيبها
د وليدخطيبها!!!
لالالا معتقدش
لانى مشوفتش فى ايديها دبلة
د ياسرومالك اضايقت كده ليه لما قولتلك انه خطيبها
د وليدانا
بيتهيألك وانا هضايق ليه
دى مجرد مريضة وانا مشرف على حالتها
د ياسروبس
د وليداه وبس
اومال هيكون ايه تانى
د ياسر ملمحاانت ادرى
مع ان اهتمامك بيها بيقول غير كده
د وليدبقولك ايه بطل تلمح لحاجات مش موجودة غير فى خيالك انت بس
وقوم بينا نشوف شغلنا
الفصل الثامن والاربعون والتاسع واربعون
نزلت سلمى من سيارتها ووقفت امام مبنى الشركة الضخم وكانت تلك الشركة تابعة لرجل الاعمال كارم حسين الذى يعد من اشد المنافسين لسيف وعمر وكانت سلمى على علم بطبيعة العلاقة المتوترة بينهم من عمر الذى حكى لها ذلك فى مناسبة من المناسبات
رفعت نظارتها الشمسية عن عينيها قليلا وهى تنظر بتأمل للمبنى من الخارج
ثم ارتدتها مرة اخرى ودخلت الشركة
وقفت امام السكرتيرة الفاتنة التى تجلس على مكتبها للاستقبال العملاء
فقالت لها سلمى باستعلاءكارم بيه موجود
السكرتيرةاه موجود
اقوله مين
سلمى قوليله واحدة عايزاك فى موضوع مهم جدا
السكرتيرةاقوله واحدة كده وخلاص من غير اسم
سلمى اه بس ياريت بسرعة علشان وقتى
دخلت السكرتيرة الى مكتب كارم الذى كان يبلغ من العمر 45 عاما
فابلغته السكرتيرة بذلك فنظر اليها متعجبا وقالواحدة!!
واحدة مين يعنى مقالتلكيش اسمها
السكرتيرةلا يا فندم رفضت تقول اسمها
كارم طب خليها تدخل
خرجت السكرتيرة واذنت لسلمى بالدخول
دخلت سلمى الى المكتب الفاره فوجدت رجل الاعمل يجلس على كرسيه وهو يمسك بين اصابعه بسېجار امريكى وهو متكئ للخلف باستعلاء
تقدمت سلمى اليه وهى تخلع نظارتها الشمسية قائلةمساء الخير يا كارم بيه
اعتدل كارم فى جلسته وهو يأخذ آخر نفس من السېجار ثم اطفأها قائلا باستفهاممين حضرتك
سلمى حضرتك مش عارفنى
كارم مش واخد بالى
سلمى انا ابقى بنت عم رجل الاعمال سيف سالم وخطيبته سابقا
اسند رجل الاعمال ظهره للخلف وهو يحرك الكرسى يمينا ويسارا ثم قالآآآه
اهلا وسهلا
اتفضلى اقعدى
سلمى انا عارفة ان حضرتك مستغرب انا ليه جيتلك مع ان العلاقة بينك وبين سيف ابن عمى مش ولابد مش كده
كارم مظبوط
سلمى من الآخر كده
انت عايز تخلص من منافسة سيف ليك والجو يخلالك ويبقى السوق مفتوح قدامك ولا لأ
كارم طبعا عايز
بس ازاى
سلمى لو سمعت كلامى ونفذته بالحرف
الشركة اللى سيف بيديرها هتقع ومش هتلاقى حد ينافسك بعد كده
كارم بتعجبوانتى ايه مصلحتك من الموضوع ده كله
مش سيف ده يبقى ابن عمك
يعنى اكيد مصلحته من مصلحتك
ولا هو اللى بعتك علشان تلعبى عليا وتوقعينى انا
سلمى وقولت برده انه خطيبى سابقا وده معناه ان علاقتنا ببعض اتوترت
صحيح سيف يبقى ابن عمى بس فى بينى وبينه حساب تقيل اوى ولازم اصفيه ومش هلاقى حد فى مكانة حضرتك يقدر يساعدنى
ولو انت سمعت كلامى هتكسب ومش هتندم
كارم شكله كده عمل مصېبة علشان تقلبى عليه بالطريقة دى
سلمى نخلينا فى المهم
كارم قولى
انا سامعك
اثناء رجوع سيف من الشركة وهو فى طريقه الى المستشفى جاءه اتصال من دادة فاطمة
فتح عليها بفضول قائلاايوة يا دادة فى حاجة حصلت تانى
دادةاطمن يا حبيبى المرة دى جايبالك خبر هيفرحك اوى
سيف خير يا دادة قولى
دادة بفرحةنيرمين فاقت خلاص والدكتور قال ان حالتها استقرت وبقت احسن
شعر سيف بفرحة عارمة وقال بسعادةانتى متأكدة من اللى انتى بتقوليه ده
يعنى كلمتيها
دادةالحقيقة لسة مدخلتلهاش الدكتور قالى اول ماتصحى هيخلينى ادخلها
سيف بسعادة طيب يا دادة
انا جاى دلوقت حالا
دقايق واكون عندكوا
سلام
دادةمع السلامة يا حبيبى
نظرت دادة الى هند ورقية وزينب وقالت لهنانتوا لازم تروحوا بقى خلاص انا خفيت وبقيت كويسة
ونيرمين كمان حالتها اتحسنت يعنى وجودكوا مالوش لازمة دلوقت
زينبعلشان خاطرى يا دادة خلينا نشوفها ونطمن عليها الاول احنا بقالنا كتير مشوفنهاش وعايزين نشبع منها
هندآه بالله عليكى يا دادة
رقيةعلشان خاطرى يا دادة خلينا نشوفها
دادةخلاص خلاص
لو الدكتور وافق ابقو ادخلولها بس مترغوش معاها كتير انتوا عارفين انها لسة تعبانة
انهال الثلاثة عليها بالتقبيل قائلين ربنا يخليكى لينا يا دادة
مر د وليد من امامهن ليذهب الى غرفة نيرمين فاوقفته دادة فاطمة قائلةلو سمحت يا دكتور
فالټفت اليها دكتور وليد بابتسامة قائلاايه ده حضرتك خرجتى من اوضتك ليه
كان لازم تفضلى هناك على مترتاحى خالص
دادةانا خلاص بقيت كويسة الحمد لله
بس بقول لحضرتك ايه
ممكن ادخل اشوف نيرمين واطمن عليها
حاولت كل من هند ورقية وزينب التلميح لدادة بان يدخلن معها فقالت رقيةواحنا كمان ولا ايه
د وليدلأ كلكوا مرة واحدة مينفعش
دادةشوفتوا
اهو قالكوا مينفعش
زينبوالله يا دكتور ماهنعمل ازعاج خالص هنبص عليها وخلاص
د وليدعلى العموم انا هدخلها دلوقت اشوف حالتها عاملة ايه وابقى اقولكوا ينفع تدخلوا ولا لأ
دخل د وليد الى غرفة نيرمين والتى كانت مستلقاه على السرير والممرضة بجانبها
كانت فاتحة عينيها بعض الشئ وملامحها هادئة ومرسوم عليها الحزن وهى لا تحرك ساكنا
اقترب منها د وليد ونظر اليها بتعجب ثم نظر الى الممرضة قائلاهى صاحية من امتى
الممرضة من شوية صغيرين
د وليدلما صحيت مقالتش اى حاجة
الممرضةلأ
فضلت فاتحة عينيها كده وخلاص بالشكل اللى حضرتك شايفه ده
نظر اليها د وليد باشفاق ثم قال بابتسامةازيك يا انسة نيرمين
حمد الله على السلامة
ظلت نيرمين على حالتها ولم تحرك ساكنا ولم ترد وظلت مثبته نظرها ناحية الامام ولم تحرك سوى جفونها فقط
د وليدفى محاولة لاستدراجها للكلاممبترديش عليا ليه يا انسة نيرمين
انتى زعلانة منى فى حاجة
لم ترد عليه نيرمين وظلت على حالتها بوجه حزين وهى تنظر امامها
تنهد د وليد بحزن ثم قال للممرضة انت ادتيها الدوا
الممرضةاه خدته بس بالعافية
القى د وليد عليها نظرة اخيرة وهو يشعر بالحزن لحالها ثم خرج
فوجد دادة فاطمة وهند ورقية وزينب بانتظاره
دادة بلهفةخير يا دكتور
هندخلها
د وليديا ريت حضرتك تدخليها ولو عايزة تدخليهم معاكى مافيش مانع بس متعملولهاش اى ازعاج
وحاولو تخرجوها من اللى هى فيه
دادة بقلقليه يا دكتور هى مالها
د وليدرافضة الكلام وحالتها النفسية سيئة
بس ياريت متتأخروش عندها ولو رفضت تستجيب لكو بلاش تضغطوا عليها
دخلت دادة فاطمة وورائها الثلاثة بخطوات بطيئة حتى لايحدثوا اى ازعاج
اقتربت دادة فاطمة من السرير وهى تنظر الى نيرمين بشوق
وقلبها ينفطر حزنا عليها
نظرت الى وجهها الحزين الهادئ ثم قبلتها من جبهتها قائلةازيك يا نيرمين
حمدالله على السلامة يا حبيبتى
لامست كتفيها بحنان قائلة
انا دادة يا حبيبتى سامعانى
حركت نيرمين عينيها الحزينتين الى دادة فاطمة والدموع محپوسة بهما دون ان تنطق
شعرت دادة فاطمة ان نيرمين مدركة لكل مايدور حولها
نظرت دادة فى عينيها وهى تضع كفيها على خدودها بحنان قائلة بصيلى يا نيرمين
انا دادة ياحبيبتى
اتكلمى يا حبيبتى
قولى اللى انتى عايزاه
لو عايزة تعيطى عيطى اعملى اى حاجة بس متسكوتيش كده
ظلت نيرمين تنظر اليها بحزن وعينين لامعتين الا ان فرت الدموع من عينيها رغما عنها بصمت
احتضنتها دادة فاطمة وهى تبكى قائلةيا حبيبتى
ياحبيبتى
اتعذبتى كتير
متزعليش يا نيرمين انا مش هسيبك تانى ابدا اوعى تفتكرى انك لوحدك
لا يا حبيبتى انا هفضل جنبك ومش هخلى حد يقربلك تانى ابدا
ظلت نيرمين فى احضان دادة فاطمة والدموع تنساب من عينيها بصمت ودادة تطبطب عليها برفق وحنان وهى تبكى هى الاخرى
تأثرت كل من هند ورقية بهذا المشهد وادمعت عيناهن
اقتربت زينب وهى تقول لنيرمين حمد الله على السلامة يا ست نيرمين
الحمد لله اننا اطمنا عليكى
رقيةوالله زعلنا علشانك خالص
هندياريتنى كنت مكانك يا ست نيرمين
ربنا يقومك بالسلامة
دخل د وليد قائلاالسلام عليكم
رد الجميع السلام
وقف امام نيرمين وهو ينظر اليها قائلايارب تكونى رضيتى تتكلمى معاهم
يمكن تكونى مكسوفة منى ولا حاجة
قالت له دادة بحزنان شاء الله هتبقى زى الفل وهتتكلم معانا وهتخرج من هنا فى اقرب وقت
مش كده يا نيرمين
اخفضت نيرمين رأسها لاسفل ولم ترد ومازال الحزن مرسوما على وجهها
د وليدطالما عملت كده يبقى عايزة تفضل معانا هنا شوية
دادةبعد الشړ
ان شاء الله هتخرج قريب
علشان هى عارفة انى مقدرش استغنى عنها
د وليدطب كفاية كده بقى علشان نسيبها تستريح
دادةهو احنا لحقنا نشبع منها
د وليدحضرتك عارفة ان الاجهاد مش حلو لحالتها دى
لازم تيجوا على نفسكوا شوية علشان خاطرها ولا ايه
نظرت دادة الى نيرمين بابتسامة قائلةهسيبك دلوقتى علشان ترتاحى
وهبقى اجيلك تانى يا حبيبتى
ثم قبلتها قبلة اخيرة قبل ان تغادر
وسلمت عليها زينب واتبعتها هند ثم رقية وبعدها خرجن من الغرفة
نظر د وليد الى نيرمين وهو يمسك بالحقنة ثم قال
مټخافيش انا ايدى خفيفة خالص مش هتحسى بحاجة
شمرت الممرضة زراع نيرمين واعطاها الحقنة
وقبل ان يغادر قال لهالو عوزتى اى حاجة
مدام هدى الممرضة جنبك
هتعملك اللى انتى عايزاه
ولو عوزتينى متتكسفيش قوليلها وانا اجيلك فورا
والف سلامة عليكى
ثم تركها وخرج
بعد قليل وصل سيف الى المستشفى وجاء مسرعا فوجد دادة تنتظر بالخارج فاتى اليها وهو يتنفس بسرعة من شدة الجرى قائلانيرمين عاملة ايه
انتى دخلتيلها
دادةمالك يا سيف انت كنت بتجرى ولا ايه
سيف اصل الاسانسير كان مشغول فمقدرتش استنى
فخدت السلالم جرى
دادةاطمن انا دخلتها وكلمتها كمان
بس للاسف مرضيتش تتكلم معانا خالص
حالتها تقطع القلب
سيف بحزن طب انا عايز ادخلها حالا انا مش قادر استنى اكتر من كده
دادةطب عرف د وليد الاول لانه طلب مننا اننا نسيبها ترتاح شوية
سيف وهو فين د وليد ده وانا اقوله
دادةمش عارفة مكتبه فين
اسأل اى حد يمكن
لم تكمل حتى لمحته يمشى مع طبيب آخر بعيدا وهما يتحدثان فقالتاهو د وليد هناك اهو الحقه بقى قبل ما يمشى
اسرع سيف اليه ونادى عليه فالټفت له قائلااستأذن حضرتك انى ادخل لنيرمين
انا مصدقت انها فاقت
نظر اليه د وليد وهو يخفى تضايقه قائلاهو حضرتك تقربلها ايه بالظبط
تعجب سيف من سؤاله قائلاوهو السؤال ده لازمته ايه
د وليدمش لازم اعرف اللى هيدخل للمريضة يقربلها ايه ولا اسيب اى حد كده يدخلها
نظر اليه سيف بغيظ قائلاانا ابقى خطيبها
ومن حقى انى اطمن عليها
تفاجأ د وليد بما سمعه فسكت لحظات ثم قالحضرتك ممكن تدخلها
بس ياريت متتأخرش عندها كتير
تركه سيف وهو يشعر بالحنق منه
بينما شعر د وليد ببعض الضيق عندما علم بانها مخطوبة له
الفصل التاسع والاربعون
طرق سيف الغرفة ودقات قلبه مضطربة بعض الشئ
اذنت له الممرضة ففتح الباب برفق ثم اغلقه وتقدم بخطوات هادئة وهو ينظر الى نيرمين
لم تنظر نيرمين اليه ولم تلتفت لتعرف من الطارق بل كانت على حالتها
احس سيف ان قلبه قد اسرعت دقاته فرحا برؤيتها
نظرت اليه الممرضة ثم نظرت اليها
بعد ان احست بان سيف لا يرغب فى وجودها فاستأذنت
خرجت الممرضة وتركته معها
اقترب سيف اكثر وقال بصوت هادئحمد الله على السلامة يا نيرمين
وحشتينى اوى
عندما سمعت نيرمين صوته فانتبهت دون ان تنظر ناحيته
اضطربت دقات قلبها واضطربت مشاعرها
سحب سيف كرسى وجلس بجانبها وهو ينظر اليها بابتسامة حزينة
مد يده ببطء ليلامس يدها ولاحظ فى تلك اللحظة انها ما زالت ترتدى دبلته فاحس ببعض السعادة المختلطة بالندم بداخله
فسحبت يدها وهى تنظر امامها بحزن
ابتلع ريقه بحزن شديد ونظر اليها بتأمل لمدة لحظات
ثم تنهد قائلا عندك حق
وانا مش هدافع عن نفسى وابرر اللى عملته
بس عايزك تعرفى انى بحبك
والله العظيم بحبك
نيرمين انا عمر ى مانسيتك لحظة حتى لما كدبوا عليا وفهمونى انك خونتينى
مقدرتش اشيلك من قلبى
ولما عرفت الحقيقة متعرفيش العڈاب اللى اتعذبته لما حسيت انى ظلمتك وضيعتك من ايدى
سكت لحظات بعد ان نزلت دموعه فضغط على شفتيه بالم وهو ينظر اليها قائلانيرمين انا محتاجلك اوى
صدقينى يا نيرمين
انا مقدرش اعيش من غيرك
كانت نيرمين تسمع مايقوله وكل كلمة تتلقاها منه كانت تطعن فى قلبها
فهى تحبه بل هو الانسان الوحيد فى هذه الدنيا الذى استطاع ان