على حافه الهاويه بقلم سما سعيد

موقع أيام نيوز


الى
داخل حجرة إياد
دلفت الية والدتة فعلى الفور اقبل اليها وتساءل قائلا 
هاة يا امى قوليلى انتى فاتحتيها بالموضوع
رقية مبتسمة آةةةةة انا كنت حاسة انك عايزنى علشان كدا
على العموم يا سيدى انا فاتحتها النهاردة الظهر
ازدرد إياد لعابة ومن ثم قال هاة وقالتلك اية رفضت مش كدا
فأندهشت رقية بشدة ومن ثم قالت اية اللى خلاك تقول كدا!!!

تلبك إياد بالحديث وهو يقول ابدا بس اصل
قاطعتة رقية قائلة بلا بس بلا اصل انت منتظر رفضها صح
عايزها تيجى منها مش كدا
اشاح إياد بوجههة بعيدا عن نظرات والدتة المتفحصة
فمسكتة رقية من ذقنة ولفت وجهة لينظر اليها فتحدث إياد قائلا 
سامحينى ياامى انا كل اما بفكر بالموضوع مبقدرش
اتخيل الوضع هيكون اية بينى وبينها
علشان كدا سألتك عن موافقتها بس يظهر انى جيت متأخر
اندهشت رقية قائلة جيت متأخر على اية!!!
إياد بخفوت اصل مدير الشركة طلب منى انى اروح
امسك فرع من فروع الشركة بلبنان لان الوضع هناك حرج
رقية بخفوت الله هو مش مسكك منصب
مدير بالفرع الرئيسى اللى هنا
بالقاهرة
إياد بإستياء ايوة ياامى وانا وافقت
بس لان الوضع فى فرع لبنان متلغبط
طلب انى اروح اظبط الشغل وبعد كدا ارجع تانى
ففكرت انى انتهزها فرصة واستقر ف لبنان والمشكلة تتحل
وتفضل هى هنا وانا اسافر وبكدا محدش يقدر يتكلم عنها
رقية بحزن يااااة داانت فكرت ف نفسك وحتى ف كلام الناس
ومفكرتش ف امك اية هيكون مصيرها لما تسيبها وتسافر
فحزن إياد بشدة وهو يقول انا مقصدش ياامى
رقية وهى تبكى بشدة هنت عليك مش كفايا علية
فراق اخوك الله يرحمة اللى مقطع قلبى
عايز انت كمان تسيبنى وتسافر وتتغرب بعيد عنى
قبل إياد جبينها وهو يقول خلاص يا امى متزعليش منى
علشان خاطرى انا مش ممكن هقدر اسيبك
ولا اتخلى عنك انتى وبابا مهما حصل
فتحدثت رقية متسائلة طب وآيات
تنهد إياد بعمق ومن ثم قال انصياعا للامر هتجوزها
فأبتسمت رقية من خلف دموعها وضمتة بحنان وهى تقول 
ربنا يريح قلبك ياحبيبى زى ما ريحت قلبى
فابتعد إياد عن صدر والدتة ومن ثم قال ربنا يباركلى فيكى ياامى
ويطول بعمرك وبعمر بابا
ومن ثم استطرد مستفهما طب هى قالتلك اية بعد ما فتحتيها بالموضوع
رقية بخفوت هى استغربت ف الاول بس ف الاخر قالتلى انها هتفكر
ومن ثم استطردت قائلة وانا متأكدة انها هتوافق
لان معندهاش خيار تانى وابقى اقعد واتكلم معاها شوية
إياد بلا مبالاة ولية بقى اية لزمتة الكلام
رقية بجدية اهو تتعرفوا على بعض اكتر
على الاقل تشوفها مرة من غير نقاب
اظن دة من حق اى واحد انة يشوف مرة واحدة وش البنت
اللى هيتجوزها قبل الجواز
همهم إياد بإستخفاف وهو يزفر الهواء قائلا اة بنت
داخل شقة مصطفى العطار
بعد ان عادت آيات من المسجد حيث كانت تصلى صلاة التراويح
جلست بالشرفة تفكر بمصيرها وتمتمت بداخلها قائلة 
اية اللى بيحصلى دة بقى الدنيا تلف وتدور بية وف الاخر اكون من نصيبة
دا ولا فى الاحلام بس انا هعمل اية
كدا شخصيتى هتتكشف قدامة بعد جوازنا
نفسى ارفض بس مش قادرة انا حاسة
ان القدر بيمشينى على هواة وبيحطنى فى مواقف
صعبة ومبيسبليش اى خيار
ياترى لو وافقت على جوازى منة هيكون اية هو رد فعلة
ومن ثم رفعت وجهها الى السماء وهى تقول بخشوع 
يارب ساعدنى واكتبلى الخير والسعادة يارب يارب
يارب لو حصل بينا نصيب اجعلة متفاهم معايا
وميحاسبنيش على غلطة جمعتنا من غير ارادة ولا تدبير
يارب متخليش الدنيا تقسى علية من تانى
نفسى اشم نفسى وارتاح
يااااارب يااااااارب
باليوم التالى داخل شقة بدر العطار
كانت آيات تعمل على تنظيف حجرة الطهى بعد إعدادها لطعام الافطار
فدلفت اليها رقية قائلة اية يابنتى انتى بتعملى اية
آيات بخفوت بنظف المطبخ ياماما انا غسلت الاطباق
والاكل اللى اتبقى حطيتة ف الثلاجة
فأقتربت رقية اليها وقالت طب سيبك بقى من اللى انتى بتعملية دة
وودى لإياد طبق كنافة لانة بيحبها
فأرتبكت آيات قائلة اودية لاء ودية انتى ياماما رقية من فضلك
لانى لسة مخلصتش شغل ف المطبخ
رقية بجدية شغل اية ومواعين اية بقولك روحى يلا بسرعة
فأندهشت آيات للهفتها فتحدثت قائلة هو فية اية يا ماما رقية !!!!
رقية مبتسمة مفيش حاجة ياحبيبتى بس إياد عايز يتكلم معاكى شوية
اضطربت آيات وتلعثمت خفقات قلبها وهى تقول بتهدج لية هو فية حاجة
رقية وهى تحتضن وجهه آيات لما تروحى هتعرفى
هو مستنيكى فوق ف المرسم
اندهشت آيات قائلة اشمعنى ف المرسم
فهكذا طلب إياد من والدتة عندما اصرت انة لابد
ان يجلس برفقتها ويتبادل اطراف الحديث مع من سيرتبط
لكنة اصر ان اللقاء يتم بداخل المرسم الخاص بة بعيدا عنهم
وعندما اعترض بدر والده بإنة لا يجوز
برر الية إياد بأنة يود ان يتحدث معها بعيدا عن اى ضغط
وان ما بذلك اى خطأ فهو سوف يتزوجها وستصبح زوجتة فى القريب العاجل
فكادت آيات ان تعترض فإستوقفتها رقية قائلة 
ومالة ياحبيبتى انا بثق فيكى وبثق ف ابنى
ومن ثم رفعت رقية النقاب عن وجة آيات وهى تقول ورينى
وشك كدا
ومن ثم تحدثت بحب قائلة بسم الله ما شاء الله
تبارك الخلاق فيما خلق يلا بقى طلعى لإياد طبق الكنافة
فتوجست آيات شيئا فقالت متلبكة انتى بصيتى على وشى لية 
هو هو هيطلب يشوفنى
فأتسعت ابتسامة رقية وهى تقول طبعا حقة انة يشوفك
قبل الجواز مرة واحدة
كادت آيات ان تفقد وعيها من تلك الفاجعة
كيف ذلك هل سيرى وجهها الان
هل جاءت لحظة الحسم التى كانت تذعر من اجلها لاكثر من عام
ترى ماذا سوف تكون ردة فعلة قبال ذلك
آة ياقلب عانى بما فية الكفاية
آة ياروح زهقت بلا رحمة
آة يانفس قاحلة إرتودت من نثيث دموعى
آة ياقدر على خطاة نسير بلا إرادة
آة ياوريد قد آضخ الدمع بخلاف
آة ياعين فاضت سيولك المؤلمة بلا وقوف
آة ياشفاة تكتمتى فعانيتى الكثير
آة يانبض خفق للآجلة من اول وهلة
آة ياحب تملكنى ثم آدمانى
البارت السادس والعشرون 
آفصح عما بداخلك وعن جراحك إلى
واعدك آننى سوف أداويها بروحى
فقلبى يحفظ الآسرار
وسرك هو ذاتى 
ولكنك لا تعلم بذلك
آمام غرفة المرسم الخاصة بإياد
صعدت آيات الدرج المؤدى الى غرفة المرسم وهى تشعر بدوار حاد
خطت خطواتها بتثاقل شديد وهى تقترب الى المرسم
حيث إياد الذى ينتظر قدومها ليعلم رآيها فى هذا القرار المصيرى
وبعد تردد دام لدقائق طويلة طرقت على باب المرسم طرقة خفيضة
فعلى الفور وجدت إياد يقوم بفتح الباب اليها مرحبا بقدومها قائلا 
آهلا يامرات آخووو ولكنة ادرك الامر فإكتفى بقول اتفضلى ادخلى
فدلفت آيات الية وهى تمسك طبق الكنافة بين اناملها المرتعشة
فعلى الفور التقطة إياد من بين اناملها وشكرها بشدة
استدارت آيات لتغادر فهى لا تقوى الان على تلك المواجهة
فإستوقفها صوتة العذب وهو يقول ممكن تستنى شوية
انا عايز اتكلم معاكى من فضلك
فشعرت بهلع يعتصر قلبها يكاد ان يفتك بروحها ف الحال
فأستدارت الية فأشار اليها بأن تجلس فجلست على حافة الفراش
المتواجد بالمرسم والتى تبللت وسادتة بدموعها الحاړقة
اثناء هروبها من مصطفى
فجلس هو على مقعد قبالها بعد ان ترك الباب مفتوحا على مصراعية
ساد صمت ثقيل طويل بينهما
ظلت آيات تلهث بشدة وهى تفرك قبضتيها بتوتر شديد
فلاحظ إياد ارتباكها فبادر هو بالحديث قائلا 
طبعا انتى عندك خلفية عن الموضوع من امى
آومأت رأسها بالايجاب دون النظر الية
فتحدث بتروى قائلا انا مقدر شعورك وحاسس بيكى
احنا الاتنين اټصدمنا من القرار دة
طبعا انتى ست الستات وكنتى مرات اخويا الله يرحمة
وليكى معزة كبيرة ف قلبى زى ولاء بالظبط
بس انا مكنتش اتخيل ان بابا وماما يفاتحونى بالموضوع دة
فإتغيرت كل حساباتى
ومن ثم استطرد بإضطراب قائلا ممكن اعرف قرارك بخصوص جوازنا
ازدردت آيات لعابها بصعوبة واجابتة بصوت مرتعش قائلة 
انا انا لسة لسة بفكر
فتحدث إياد بإندفاع قائلا براحتك فكرى على مهلك خالص
فأغمضت آيات عينيها پألم شديد بعد ان استشفت رفضة لفكرة ارتباطهم
ومن ثم اكد لها شعورها حينما تحدث بتهدج
قائلا انتى طبعا عارفة
بموضوعى مع البنت اللى حكتلك عليها انتى ومصطفى الله يرحمة
تلفظت آيات بخفوت قائلة ربنا يرحمة ويغفرلة ايوة عارفة
فأفصح اليها قائلا البنت دى هى كل حياتى انا بحبها من زمان
من اول لقاء من اول نظرة مع انى معرفش اسمها ولا مكانها
ومرة واحدة اللى كلمتها فيها حبيت حياءها حبيت ملامحها
حبيت بساطتها حبيت كل حاجة فيها
انا رحت الكلية اللى كانت فيها اكتر من مرة
لكن لاسف موصلتش لحاجة لانى معرفش اسمها
سألت عنها الطالبات ووصفتلهم شكلها
لكن محدش قدر يعرفها ابدا لانها كانت من دفعة قديمة
غير دفعتهم هى اتخرجت من اربع سنين
ومن ثم اردف بحزن انا قربت افقد الامل بإنى آلاقيها
دى امنية حياتى انى اقابلها من تااا
بتر جملتة حين
سمع صوت بكائها المرير
فشعر انة تمادى بردة فعلة ووصف مشاعرة تجاة تلك الفتاة
وامام من امام المرآة التى سوف يرتبط بها
وسوف تصبح فى القريب العاجل زوجتة
فندم بشدة على فعلتة فأقترب اليها وجلس على بعد مناسب اعلى الفراش
وهو يقول بإستياء ياخبر انتى بتعيطى
انا اسف حقك علية انا مكنتش اقصد انى اضايقك
نظرت الية بعمق كانت تود ان تقول لة انها سوف تدلة على تلك الفتاة
تود ان ترفع عنها النقاب ليشاهدها ويعلم هويتها
يعلم ان حبيبتة التى يبحث عنها بلوعة دوما كانت بقربة
لكنها آبت ذلك خوفا من ڠضبة حين معرفتة للحقيقة
حقيقة ان تلك الحبيبة التى يتتطوق الى لقائها كانت زوجة لاقرب الناس الية
الا وهو شقيقة رحمة الله
فبرز استمالتة اليها وهو يقول بصوت حانى حقك علية متزعليش منى
انا اتماديت ومكنش لازم اتكلم عليها قصادك بس ڠصب عنى
فتحدثت من بين دموعها قائلة انا مزعلتش ولا حاجة
دة من حقك انك تختار شريكة حياتك وانا اسفة انى وضعتك بالموقف دة
كانت تتحدث الية بخفوت ولكن الاحزان كانت تتلبس نبرتها المټألمة
كانت تود ان تأتيها الجرئة لتكشف لة عن شخصيتها
ولكن خۏفها كان دوما يردعها عن فعلتها
فأبتسم اليها أبتسامة لطيفة وهو يقول يعنى انتى مش زعلانة
اومأت براسها علامة على النفى
فتحدث بإجتراء قائلا انا عايز اقولك على حاجة
مهمة من حقك انك تعرفيها
فشخصت آيات الية بكل انتباة
فأردف إياد قائلا هى انى لو قابلت البنت دى هطلب اديها واتجوزها
فأبتسمت بفتور قائلة كنت متوقعة طب وانت تضمن منين
انها تكون لسة متجوزتش
فتحدث بإنفعال قائلا لاء لاء مينفعش تكون اتجوزت مش ممكن
انا حاسس ان القدر حافظلى عليها وانها هتكون من نصيبى
فذرفت آيات الدموع بصمت بعد ان اكمل جملتة
ف بالفعل لقد حافظ القدر عليها لكى تصبح من نصيبة
فتحدثت بصوت حزين قائلة انت بتحبها للدرجة دى
إياد بلوعة عاشق متيم وبنبرة تخرج من روحة
وبكل جوارحة اجابها اوى بحبها اوى
فسألتة بفتور قائلة طب وانا اية هيكون مصيرى معاك
إياد بحزم هتجوزك
آيات بخفوت بعد اللى انت قلتة دة
فأستدرك إياد للامر ومن ثم تحدث بتروى قائلا 
انا فكرت كتير ولقيت ان الحل الوحيد اننا نتجوز
وبكدا هنكون حلينا المشكلة وتلاشينا كلام الناس
لانك هتفضلى هنا على انك مراتى
دغدغت هذة الكلمة الاخيرة حنايا قلبها العاشق فأطلقت تنهيدة
خاڤتة تخرج من اعماق اعماقها
اردف إياد قائلا وبكدا هكون رضيت امى ومزعلتهاش
ومش هضطر انى اسافر ولو ربنا
 

تم نسخ الرابط