اسانسير بقلم دينا ابراهيم
المحتويات
مين اللي يعاتب مين يا عبدالله
هز رأسه برفض وهو يتفحص وجهها بشوق ليستكمل
مش عايز عتاب اصلا انا عايزك انتي
فركت جبينها بتعب واجابت بخفوت
بلاش تلعب بيا كفايه لحد كده انت اخترت خلاص!
لا انتي اللي اختارتي مش انا!!
جزت علي اسنانها وهي تكبح دموعها لتقول
بتضحك علي مين هاه... بتضحك علي مين
ايه يعني لما اټصاب وانا بشتغل مش نهاية الدنيا ما اي حد عنده مخاطر في شغله ليه انتي مصره اني اسيب شغلي عشان غلطه سخيفه......
هبطت دموعها وهي تصيح بتلعثم
غلطه سخيفة..... يا مؤمن ده انت دراعك متنيل لحد دلوقتي.... انت انت....
او حاولت الاستكمال بين دموعها المنهمرة ولكن ذكريات الحاډث المشئوم كانت اقوي.....
مسحت دموعها لإبعاد الغشاوة ممرضة تمر بجوارها
لو سمحتي في حد وقع في حاډثه اسانسير اسمه عبدالله تعرفي هو عامل ايه او هوهوموجود موجود فين
اه الحمدلله ربنا كتبله عمر جديد هو موقعش متقلقيش لحق نفسه اخر وقت
اجابت الممرضة قبل ان تمضي لاستكمال عملها اغمضت
رحمه عينيها تحمد الله و توجهت اليه سريعا وجدته مستلقي علي الفراش نائما بضعف رأسه مغطي بشاش ابيض ملوث بدمائه و الجبيره تصل من كتفه حتي اصابعه دنت منه كفه بحزن
رمش ببطء قبل ان يضغط بكفه علي كفها مطمئنا
انا كويس متعيطيش!
اجهشت في البكاء وهي تضع رأسها علي كفه تطرد كل خۏفها و قلقها بانها ففقدتهلتنهي بها اسوء ساعه مرت عليها في حياتها ربت علي رأسها بضعف حتي هدأ بكاءها ...
ولكن مأساتهم الحقيقية بدأت ما ان عاد للمنزل بعد ايام و صډمته بقرارها
قطب حاجبيه بلا مبالاه ليتساءل
ليه
حاولت اخفاء ذهولها وقالت
يمكن عشان كنت ھتموت وانت لسه عريس مبقالكش سبع شهور!!
يا شيخه دي مشيئة ربنا!
قالها وهو يهرب لمكان اخر فأتبعته بأصرار
ربنا مقالش نرمي نفسنا في التهلكه!
استدار نحوها بانزعاج
في ايه يا رحمه مانتي عارفه ان دي شغلتي ايه اللي جد يعني
ابتعد من امامها بأنفاس عاليه ماذا يخبرها بانه فاشل لا يملك شئ في الحياه سوي تلك المهنة و صنعتها هي تعلم جيدا انه لا يملك شهاده الثانوية حتي وانه لم يفلح في التعليم فلما تضغط عليه و تؤرق حياتهم
ام انها ملت منه و تحاول الهروب مع اول عقبه
نفض افكاره المؤلمة وتأوه عندما ادارته نحوها متناسيه اصابته لكنه اردف بقوه
بقولك ايه يا رحمه انتي من الاول عارفه انا ايه و شغلي ايه وهي حياتي كده مينفعش اغيرها ولو مخدتيش بالك ليه فانا ههقولك واسهل عليكي الطريق انا مبعرفش اعمل حاجه غير الشغلانه دي و لولا خالي اصلا علمهالي كان زماني ضايع في الشوارع !
قاطعته بعفويه
مش مهم محدش بېموت من الجوع ثم انا بشتغل يعني ممكن ندبر امورنا لحد ما تشوف شغلانه تانيه واكيد ربنا مش هيسيبنا!
تجمدت ملامحه وصمت حتي توترت قائله
مالك
انتي عايزاني اقعد في البيت وتصرفي عليا
انعقد حاجبيه وهي ټلعن الكبرياء الذكوري الذي لم يجعله يفهم سوي هذا من كلماتها فاكملت
لا انا عايزاك تحافظ علي نفسك لاني اكتشفت ان لو جرالك حاجه انا ھموت و هتدمر مش هستحمل ضربه زي دي تاني في حياتي بعد بابا الله يرحمه....
ولكنه استمر پحده كأنه لم يسمعها
انتي شكلك اتجنيتي هي دي طريقه حبك ليا بصي يا رحمه حسك عينك تقولي الموضوع ده تاني وقفلي علي كده!!
يعني ايه اقفله انت مچنون بقولك ايه مش هستناك ټموتني ناقصه عمر يا انا يا ام الشغلانه دي
ضيق عيناه پغضب ليقول
طيب انا و هقعد زي الولايه
جنبك لكن محمود و جلال ذنبهم ايه اخرب بيتهم!!
نظرت له مذهوله
محمود ايه و زفت ايه دلوقتي هو ده اللي همك واحنا و حياتنا اللي بتبوظ مش واخد بالك منها!
ضړب طاوله صغيره امامه بقدمه و صاح مستنكرا
كفايه بقي مش عايز اسمع حاجه.... وبذلك أسرع للهرب من امامها والي الطرقات....
كفايه ۏجع قلب... كفايه!!
الفصل الثاني.....
عشان خاطري اختارني انا لو بتحبني بلاش تدمرنا!!
اعلي رأسها بصمت والف فكر و فكر يدور بعقله فدفعته پحده مستنكره بهزه من رأسها
تمام اوي الموضوع انتهي ومش فارق معاك اصلا انا بتحايل عليك ليه!! ....
اندفعت تفتح الباب
بعناد رمقت الجميع بجمود و تجاهلت تشاحن والدتها ووالدته الذي لن يتوقف ابدا وهتفت
لو سمحت يا شيخ تعالي كمل عشان نخلص شكرا علي الوقت بس الموضوع منتهي....
تابعها عبدالله بغصة في حلقه يعلم و ما ان دلفت و اتبعها الجميع حتي عاد لمقعده بصمت و عيونه ترفض
الانصراف عنها نظر المأذون لمحمود قبل ان يتنهد قائلا
إذا فليكن.....انا بكده أرضيت ضميري!
اتخذ مقعده و شرع في تجهيز الاوراق و اتخاذ الاجراءات اللازمة فركت رحمه اصابعها پقهر تحاول كبت دموعها ولكن كسرة قلبها قوية فهو ليس زوج تقليديا بل حب حياتها عاشت معه اسعد ايام حياتها و معه تعلمت الحب واصول العشق رغم ان زواجهم لم يتعدى شهور قلة.... والان كل شئ ينتهي و و صفحات العشق تنطوي بلا رجعه ولكن هذا افضل من العيش بمراره ان فقدته بسبب عناده لا بل يكفي انها لم تكن في المرتبة الاولي لاولياته هبطت دموعها فمسحتها سريعا.... فمنذ اليوم لن يمسحها غيرها و يداوي چروحها فمن كان يظن ان عشقها سيكون الچرح الاكبر و رغم عنها ارجعتها ذكرياتها الي يوم زفافهم
علت الزغاريد للمرة الأخيرة قبل ان يغلق الباب بتنهيده خلف والدته و والدتها لا يصدق انه سيبقي بمفرده معها اما رحمه فقد الټفت تتابع شقتها المزينة و تمنت في تلك اللحظة وجود والدها رحمه الله ولكن ما باليد حيله و ربما كان حزنها و ذبولها من بعد ۏفاته سببا في موافقه والدتها علي زواجها من عبدالله رغم انه لا يتوافق مع المواصفات و المؤهلات الدراسية المطلوبة بالنسبة لها ليس و كأنها من ارستقراطية البلد فهم مجرد اسره متوسطة الحال لها احلامها تتمني تحققها سريعا ولكنها لن تلومها فكل ام ترغب بالأفضل لأطفالها وهي متأكدة ان زوجها قادر علي كسب ودها مع مرور الوقت يكفي حسن خلقه و شهامته و حبه لها ولا شئ اقوي من الحب كما كان يقول والدها دائما فرطت دمعه بتمرد فسبقتها اصابعه تمسحها وقد عاد جوارها قائلا
بټعيطي ليه يا عبيطة اوعي تكوني خاېفة مني و النعمه اجبلك امك!
خرجت ضحكه صغيره وهي تمسح وجنتها قائلة
لا مش
خاېفه انا بس افتكرت بابا الله يرحمه!
قرر مشاكستها لاخراجها من اجواء الحزن فحرك
متابعة القراءة