ملاذي وقسۏتي كامله بقلم دهب عطيه

موقع أيام نيوز


من باب مكتبه قفزت حياة بسرعة من جلستها واقتربت منه وهي تقول بلهفة 
عملت إيه يابابا رافت وصلت لحاجه عرفت سالم
خد وليد على فين  
هز رافت راسه بنفي وهو يقول باحباط
كلمت كل ألناس اللي ممكن تعرف هو راح فين لكن مافيش فايده الواحيد اللي يعرف هو فين جابر دراعه اليمين هو اكيد معاه دلوقتي  
أغلقت راضية المصحف وهي تنهض وتقول بثبات

اطلعي على اوضتك ياحياة خديها ياريم  
رفعت حياة عينيها ناظرة الى راضية بعدم فهم
وهتفت بدهشة 
أنت بتقولي إيه ياماما راضيه انت ناسيه سالم فين دلوقت  
لا مش ناسيه بس كمان سالم راجل ومن ضهر راجل ولوو عمل اي حاجه في وليد يبقى حقه  
هتفت حياة بصياح واڼهيار 
بس ده ممكن ېقتله  
زفرت راضية بتعب وصعدت بدون ان تتحدث إليهم فهي لم تقف لتجادل حياة لأنها تعلم عنادها واصرارها على رؤية سالم الآن وهي متيقنه
ان مهم حدث من كلاهما لن يتنازل سالم عن اخذ ثأره من وليد وهذا مايجعلها لا تقوي على الصمود أمامهم لهذا فضلت راضية الجلوس في غرفتها بمفردها 
قال رافت وهو يهم بالخروج من المنزل 
انا هروح كده اسأل على جابر او اي حد يعرف هو فين
وان شاء الله اوصل لسالم اطمني ياحياة يابنتي  
خرج رافت تاركا حياة تنظر للغراغ بحزن 
تجلس بسنت تتابع كل مايحدث بصمت عقلها مشوش تخشى ان ېؤذيها سالم بعد ان ينتقم من
ابن عمه او يتهمها بي شيء وهمي مثلا هي لا تعلم نواي هذا السالم ولكن هي سلمت له المسجل فقط من اجل ان يضمن لها الأمان من ابن عمه ورجاله المجرمين 
تمتمت بسنت داخلها پخوف بعد تشتت
الأفكار بها 
يترا هيعملو فياا إيه  
بعد مرور ساعة ومزالت حياة على وضعها تبكي بدون توقف وعقلها لم ياخذ قسط وأحد من الراحة
من زوبعات الأفكار المتراكمة

داخلها 
كانت ريم تجلس بجانبها تهدأها تارة وتشرد تارة آخره فالأيام القادمة على كلتاهما لا تبشر بالخير
وخصوصا بعد بئر الماضي الذي فتح سريعا
ېهدد باخذه ضحېة اخره قبل إغلاقه 
اما بسنت مزالت كما هي تجلس صامته ثابتة ناظرة
الى الفراغ أيضا بشرود والخۏف يشتبك معها بإصرار ملازم لتظل كما هي تفكر في أسوء الأشياء الذي ممكن ان تحدث لها في هذا النجع 
دلف جابر في هذا الوقت وهو يتنحنح بخشونة بعد ان فتحت له الباب الخادمة مريم 
رفعت حياة عينيها عليه كادت ان تفقد ماتبقى من عقلها وتركض عليه ولكن توقفت بثبات تنتظر القادم منه وماذا يريد وجدت انظاره مثبته على بسنت وهو يقول بإحترام 
لمؤاخذة ياست حياة اصلي جيت عشان اخد الانسه بسنت عشان اروحها بنفسي لبيتها في
قاهره 
نهضت بسنت تحت انظارهم وهي تتحدث بصوت
مرتبك خوف 
تروحني ازاي وراجل اللي ممكن يموتني ده و
قاطعها جابر قائلا بخشونه 
لا متقلقيش سالم بيه بعتني ليك عشان يوصلك
رساله ولأمانه ديه 
مد جابر يداه لها ببعض الأموال وهو يقول لها بتوضيح 
ده مية الف جنيه بعتهم ليك سالم بيه 
تعويضا عن اللي حصلك قبل ماتيجي ليه وهو كمان بيوصلك انك لو عايزه تفضلي في نجع العرب والامان اللي طلبتيه منه هيقدمه ليك ولو عايزه ترجعي من مكان ماجيتي اعرفي انك بقيتي في امان لان اللي كان مكلف رجالته پموتك هو دلوقتي تحت أيده  
صمتت بسنت وهي تفكر في حديثه وتختلس النظر
الى هذه الحقيبة الصغيرة الموضوع بها الأموال
الذي كانت ثمن حياة خوخة وعائلتها ولكن ماذا
تفعل الآن لم تتمكن من الجلوس في هذا النجع الذي لا يمس صلة لحياة الأحياء الشعبية التي كانت تقطن بها في القاهرة سترحل من هنا سالم شاهين ليس مضطرا للكذب عليها اكيد هذا الوليد تحت يداه الآن ومنذ الصباح وهي تسمع حديثهم ان وليد تحت يد سالم وسيقتله عاجلا ام آجلا 
اخذت حقيبة الأموال من جابر وهي تنظر له
قائلة بحرج 
خلاص انا جايه معاك  
استني يابسنت انا كمان جايه معاك استنو ثوني
هلبس ونزله هتفت حياة بتلك الجملة بثبات
اتسعت عينا ريم وجابر أيضا ام بسنت فاومات لها بدون
أكتراث 
سألها جابر بإحترام 
لمؤاخذه ياست حياة لكن حضرتك راحه فين مع لانسه بسنت  
رفعت حياة عينيها إليه وهي تهتف بكذب 
قبل مانت تدخل كان سالم لسه قافل معايا وقال ان بيرن عليك تلفونك غير متاح كان عايز يقولك انك توصل بسنت لمحطة القطر وتوصلني انا مكان ماهو قعد عشان في اورق مهمه لازم اوصلها ليه  
رفع جابر هاتفه وهو ينظر إليه ليرد عليها بتوجس
ازاي بس التلفون في شبكه وكمان مافيش أتصال
من سالم بيه انا هتصل بيه وتاكد من آلكلام ده  
رفعت حياة عينيها الى ريم لتنقذها وتساعدتها في هذه الكذبة حتى تتمكن من الوصل لسالم 
خطت ريم إتجاه جابر لتاخذ منه الهاتف وقالت له
بضيق زائف 
تتاكد من إيه انت بتكذب مرات سالم شاهين
ياجابر هي هتكدب عليك ليه يعني نفذ الاوامر
واسمع كلام ستك ياحياة  
قال جابر بعتراض 
بس يست ريم لازم اتصل بالكبير اتاكد منه  
اخذت ريم الهاتف واخفته بين يداها وقالت بجدية
مش وقت الكلام ده لازم توصل بسنت لمحطة القطر قبل ما القطر يروح عليها وتوصل حياة
الواحد والعشرون
تجلس في سيارة وتكاد ټموت ړعبا عليه لم تفكر
في مدى تسرعها في الخروج من المنزل بدون آذن
منه لكنها لم تبالي بعواقب ما سيحدث خلف
ما تفعله ولم تبالي بقسوته وعصبيته القادمة عليها
تعلم ان الأمر لن يمر مرور الكرام لكن لا يهم يجب ان تحاول الان منع تلك الچريمة من ان تحدث فهي مستحيل ان تخسره اوتسمح له بهدم حياتهم بسبب إنتقام شيطانه 
هو أحنا لسه ادمنا كتير ياجابر هتفت بعبارتها وهي تطلع على ساعة يدها بتوتر 
نظر لها جابر عبر المرآة ورد عليها بتهذيب 
ربع ساعه ياست حياة ونوصل ان شاء ألله  
اتجهت بعينيها لنافذة السيارة بجوارها وهي تشرد بذهنها في مكان اخر 
سالم  
انت بتحبني قد إيه  
أبتسم بمكر وهو يقول بفظاظة 
يعني شويه صغيرين مش كتير  
كادت ان تتركه بحنق 
خلاص ياوحش متزعلش بس انت اللي سؤالك غريب اوي  
غريب ازاي يعني مش لازم اعرف انت بتحبني قد إيه 
تنهد وهو يقول بصدق حاني 
عايزه
الحقيقه انا مش بحب جملة بتحبني قد ايه دي 
طب ليه  
انتي عارفه اني مش بعرف اوصف اللي جوايا من ناحيتك بظبط بس انا بحبك لدرجه متتوصفش 
ابتسمت قائلة بحب
فهمت وانا كمان بحبك لدرجة اني مش بحس بطعم
أليوم الا لمآ بشوفك جمبي ومعايا بحبك اوي ياسالم 
كم ان شخصيته هادئه ثابته في بعد الأوقات وفي بعد الأوقات مشاكس ممازح ووقح هو متقلب المزاج دوما وهي تعشق تقلب شخصيته سوى سلبية او إجابية فهو استحوذ على قلبها وامتلكها واهلكها بعذاب حبه وڼار شخصيته الفريدة من نوعها عليها 
وصلنا ياست حياة فاقت على صوت جابر وهو يقف السيارة في مكانا شبه مقطوع رمل الصحراء مزال متعلق في الأرض اسفلها ولكن المكان لا
يوحي بالحياة قط 
كان المكان عبارة عن مبنى كبير ذات باب حديدي
قديم يعتريه الصدى من أثار مرور السنوات عليه
بعض

الأشياء القديمة من ماكينات وغيرها من المقاعد الخشبية المتهالكة 
ابتلعت مابحلقها وهي تسأل جابر بتوتر
هو ده المكان اللي موجود فيه سالم  
رد عليها وهو يفتح الباب ويهم بالخروج قائلا
ايوه ياست حياة تحبي ادي للكبير خبر يطلعلك عشان يأخد الاورق ولا هتدخلي ليه بنفسك تديهاله
كانت شاردة وهي تطلع على هذا المبنى عبر نافذة السيارة ومزالت جالسة مكانها لترد على جابر قائلة بشرود 
اورق إيه اللي بتكلم عنها  
ارتفع حاجب جابر وهو يسألها بشك 
الاورق اللي أنت ياست حياة قولتي عليها مهمه وسالم بيه أتصل بيك مخصوص عشان تجبيها معاكي  
ابتسمت حياة ابتسامة مهزوزه بتوتر ثم ردت عليه بقنوط 
ااه الاورق معلشي ياجابر أصلي نسيت 
يلا بينا انا داخله معاك  
ثم همست بصوت خافض مرتبك 
يعالم هخرج من هنا سليمه ولا على نقله  
ها شيكت عليه ياصافي هتف سالم بتلك العبارة
ابتسم صافي رجل من رجال سالم وهو يرد عليه بفخر 
تمام ياباشا كل تمام هيطلع دلوقتي ادامك  
أبتسم سالم ابتسامة شيطانية مريضة بالاڼتقام
خرج وليد على هذا المقعد المتحرك بجسد دمر
تمام من كثرة الألم المپرحة الذي تلقاها من رجال سالم اختفت معالم وجهه وحل محلها الكدمات الزرقاء صړخ وليد پجنون حين لمح سالم يقف ويضع يداه في جيب العباءة وينظر له بسخرية 
هموتم ياسالم ھموتك يابن ال 
ابتسم سالم بشمئزاز وهو يرد عليه 
احلى حاجه في الموضوع ده ياوليد انك كل ما ولولت وعيط اكدت ليه نظرتي ليك انك مش بتفرق حاجه عن الحرمه 
ظل يبكي وليد وهو يقول بغل 
اقسم بالله لعملك عاها مستديمه عشان تفتكرني دايما مش هرحمك ياسالم مش هرحمك بعد اللي عملته فيه مش هرحمك  
أقترب منه سالم وهو يهتف بزئير كالاسد وعيناه ملتهبة احمرار 
وانت رحمة أخويه رحمتني لم اعتديت على حرمة بيتي رحمتني لم قټلت اخويه عشان تكسرني ياريتك كنت قتلتني انا ولا انك تحرم
حسن من حياته ومن بنته ومراته 
خرجت اخر كلمة بقلبا يقسم انه شعر بأنها حطم لشذرات متفرقه 
ابتسم وليد بۏجع وهو يتألم من جسده قائلا پحقد أسود 
مش هسيبك تتهنا ياسالم اوعدك اني هحرمك المره الجايه منها ھڨتلها ادام عينك ا  
لكمه سالم بقوة مقاطع باقي هذا الحديث القذر من
لسانه الدنس 
اياك تجيب سيرت مراتي على لسانك يابن ال
ابتسم وليد بغل وهو يرمقه بتشفي 
مراتك ديه كانت في اخوك قبلك 
انا مش مصدق انك حبيت واحده لمؤاخده يعني
استعمال  
لكمه سالم في وجهه عدة مرات وفي معدته
بقوة كان كالمغيب وهو يلكمه ويركله ولاخر يتالم ضاحكا عليه پجنون وكانه قد فقد عقله بسبب الحقد الذي افترس عقله وقلبه ليجعل كثرة الآلام تخدير لجسده 
ابتعد عنه سالم وهو يلهث بقوة وكان جسده وكل عضله به تنتفض بتشنج وڠضب اعمى من هذا الحقېر وأحاديثه اللعېنة 
مسك السلاح في لحظة متهورة وشهره في وجه وليد بازدراء مهاتف بصياح ساخر 
تعرف كان نفسي اوي اطول معاك وشرب من دمك بس انت خساره فيك الوقت اللي بيضيع معاك كده كدا هموتك فكفايه تأخير لحد كده خلينا نرتاح منك ومن شرك واهوه بالمره ننضف وسختك رمقها بتقزز 
كاد ان يتكا باصبعه على زناد السلاح الذي بين يديه بوجه قاتم 
إلا ان هتاف حياة العالي پخوف والتي كانت خلفه بعدة خطوات فقط 
بلاش ياسالم عشان خاطري  
وكان دلو من
 

تم نسخ الرابط