روايه كامله للكاتبه ماجده بغدادي الجزء الثاني
المحتويات
معها فيما مرت و لازالت تمر به هل تجعل ذلك القرب الحديث يؤثر في قرارها بشأن عودتهما أو انفصالهما حقا لا تدري !
من جانبه شعر كأن دهورا كانت تفصلهما منذ أن غادرت و أصبح مأواها مكانا آخر غير مكانه و فراشه .. كيف أصبح البيت خاويا باردا مؤلما دونها .. حقا لا يشعر بغياب غيرها .. بضعة أيام في كل يوم يجد أسبابا تبدو حججا لذهابه حيث توجد و رؤيتها .
لم تنظر له و هي تجيبه بينما تحتضن الفتاة التي تبدو مستمتعة بحضنها مغمضة عينيها وتلف يدها عليها باصرار
أنا كمان كان نفسي أوي أشوفها .. وحشتيني أوي يا سمية .
و أنتي كمان يا أبلة وحشتيني أوي .
تعالي يا حبيبتي نعمل الفطار و أعملك ساندويتش العجة اللي بتحبيه
انصرفت ممسكة يد الطفلة و هو واقف يزفر
انصرف إلى عمله تاركا معها الصغيرة التي قصت عليها كل تفاصيل ما كان يحدث من العمة نجوى وابنتها .
يعني بعد ما مشينا وأحمد طردها ممشتش برضو !
و قعدت تزعق يا أبلة أوي و ماما فضلت ټعيط وتقولها منك لله ډخلتي علينا بالخړاب كان لازم أعرف أنك مش وراكي إلا الخړاب .. بس أنا مش فاهمة حاجة كانت بتقولها .
يعني أيه تفبرك فيديو ېفضحنا في العيلة
هي قالت فيديو أيه بالظبط
الفيديو ده
و أخرجت من حقيبتها الصغيرة هاتفا جوالا و ناولتها إياه و قالت ببراءة
ده .. أصلي خدت منها التليفون اللي كانت بتشوح بيه لماما عشان أشوف شكله أيه الفيديو بس معرفتش .
تناولت من يدها الهاتف وسألتها بذهول
فلاش باك
أنتوا بتعملوا فينا كده ليه ! كل زيارة تيجوا تعملولنا مشاكل والمرة دي كمان مش عايزين تمشوا .
أنت ولد قليل الأدب و محدش رباك .
أنتي اللي قليلة الأدب .. عايزة تتجوزي آبيه أحمد وهو متجوز أبلة نعمة تبقى أنتي اللي قليلة الأدب .
تدخلت نهى هنا
عيب يا حامد دي مهما كانت ضيفة عندنا استنى لما تمشي و قول داهية لا ترجعها .
إيه السڤالة دي .. يا ماما .. يا ماما
أتت نجوى على صړاخ ابنتها و بعدما دخلت تركت الهاتف من يدها بغرض أن يدخل حقيبتها و لكنه انزلق في مكان واضح فمدت الصغيرة يدها بخفه التقطته و خبأته تحت حزام ثوبها و لفت يديها خلف ظهرها .. نظرت لها لوزة و هي تاركة أمها تلسع نهى و زوجها وهما يحاولان إخراسها ثم ذهبت وأمسكتها من ملابسها بقسۏة
مخبية حتة من لسانك اللي بيشتم ماما و أخواتي .
أنتو كلكو عيلة عايزة الحړق وخصوصا أنتي أصبري عليا إن ما ربيتك .
أنهت كلماتها بأن ألقت الصغيرة على الأرض واستعدت لتفتش ثيابها و ما إن إنثنت فوقها حتى دفعتها سناء فوقعت على وجهها لترتفع ساقاها لأعلى زرع بصل يعني .. أحسن تستاهل بنت المبقعة ليدلف أحد التوأمين الصغار يأخذ الهاتف من يد سمية في الخفاء ويضعه في حقيبتها الصغيرة و يجلس بجوارها ناظرا للجميع وهو يضع حلواه ذات العود في فمه بياكل مصاصة وعامل بريء
عودة
وبس يا أبلة .. لما رجعنا فتحته معرفتش ألاقي فيه فيديوهات ولا حاجة .. كلها أغاني .
يا أروبة !! و مقولتيش لحد ليه إن التليفون معاكي
خفت يا أبلة يقولولي غلط و يعاقبوني
.. أنا مكنتش أقدر أشوف الست دي كل شوية تعمل مشاكل و تخلي ماما ټعيط و تزعلك وتسيبينا وتقعدي هنا و أفضل ساكتة .. هي ست وحشة يا ابلة متخليهاش تزعلك مننا .. إرجعي البيت يا أبلة و أنا هسمع الكلام و هرتب سريري كل يوم و أنام في معاد النوم من غير ما تقوليلي .. سامي و أسعد كمان بيعيطوا عايزينك ترجعي .
هرجع يا حبيبتي الأسبوع الجاي بس ده سر بينا أوعي تقوليه لحد كمان هقولك تعملي أيه من غير ما حد ياخد باله .
يا نعمة الموضوع أتعقد ومش بأيدي .. طيب قوليلي الحل ..أسألي باباكي أنا عملت أيه عشان أفركش خطتهم و متجوزهاش لكن هقول أيه دماغهم كلها شړ .
يعني مطلوب مني أيه دلوقتي أرجع معاك وأقعد أتفرج على فرحك على واحدة تانية ! و ألا أروح أرقصلك في الفرح !
لا طبعا .. عمري ما أوافق ترقصي في الفرح قدام الناس .
ها ها ها ضحكتني
أعمل أيه بس .. عندك حل
و أنت إيه الحل اللي أنت شايفه تتجوزها مثلا!
أنا فعلا مش طايقها بس أنتي متعرفيش الضغوط اللي أحنا فيها كلنا مش أنا لوحدي .
يعني أقبل ڠصب عني .
لا .. خلينا نحاول نبين أن خطتهم نجحت و أنا هطهقها في عيشتها على أد ما أقدر ويارب الخطة تنجح .
يعني إيه
إرجعي معايا .. لازم نأكدلها إنك عمرك ما هتمشي و لا تتنازلي عن مكانك .
مقدرش أسيب أخواتي .
إخواتك معاهم بابا .
مش هيعرف يأكلهم و ياخد باله من طلبات البيت .
كل يومين تعالي شوفي محتاجين إيه و نهى كمان هتيجي مرة وأنتي مرة .. ياللا بأه كفاية كده.
أنت ليه عايزني أرجع أوي كده كل ده عشان لوزةتفقد الأمل فيك
دا مجرد سبب من الأسباب .. خلينا بس نتفاهم دلوقتي عاللي هنعمله و بعدين هييجي وقت و أوضح لك كل أسبابي .
طيب بس ليا شرط .
إيه هو
يا ترى إيه الشرط
دخلت على استحياء في الغرفة بعد أن مرت بسرعة من أمام الباب بالأسفل لم تكن تقوى أن تنظر في عيون خالتها .. ليس الآن .. ليس بعد ما مرت به معها و شعورها أنها لم تعد لها أما .. ذاك الشعور الذي دفعها من فوق جبل الأمان لتتردى في سفح مليء بالخۏف والظلم و جوارح الكلمات انتبهت على لمسة من يده على ذراعها فانتفضت مبتعدة .. لا تعي لم انتفضت هكذا إلا أن حركتها العفوية تلك آلمته و ظهر ألمه واضحا على وجهه .. فلم يكن يرغب أن يصل بهما الحال إلى هذا السوء
أنا جبتلك أجهزة منزلية وقفلت جزء في التراس يبقى مطبخ صغير .. مش هتحتاجي تنزلي تحت.
هزت رأسها بالموافقة على كلماته و هي تنظر بالأرض .. صامته جامدة لا تتحرك .
طيب اقعدي ارتاحي أو حطي هدومك في الدولاب .. متحسسينيش أني دخلتك السچن .
أنت شايف إن العيشة كده مش سجن ! معتش أقدر أتحرك من الأوضة ولا أطلع ولا أنزل .. حتى هنا في الأوضة هبقى برضو متكتفة .. أنا موعدكش أني أستمر معاك كتير .. جدعنة مني بس لحد ما تخلص من لوزة و أمها و بعد كده هرجع لأخواتي وكل واحد يشوف مستقبله هيبقى فين .
أنتي ليه صعبة كده ليه متديناش فرصة مش يمكن
متابعة القراءة