روايه جميله وكامله بقلم نرمين محمود
المحتويات
عندما خرجا بالبارحة...
تقدمت نجاة نحو زمزم بخطوات بسيطة وابتسامة مهتزة ...كانت مړتعبة من رفضها لمصافحتها أمام الجميع لكنها تشجعت ومدت يدها...
نظرت زمزم الي يدها الممدودة لثوان
ثم صافحتها ...تنفست نجاة الصعداء براحة وجذبت زمزم إليها ټحتضنها بقوة ورغما عنها بكت بندم علي ما اقترفته بحقها...
ربتت زمزم علي ظهرها وهي تتبادل الابتسامة مع والدها فقد تحدث معها منذ اسبوع تقريبا بشأن حياتها مع وقاص يجب عليها اخذ القرار الحاسم...تريده أو لا تريده...
_ يلا عشان هتخطي عليها يا زهرة...
_ ليه يا طنط ..ايه الفايدة يعني اني افضل اخطي عليها كده انا مش فاهمة...
نجاة پغضب مصطنع...
وقفوا جميعا يتابعون مراسم الحفل بسعادة غامرة عدا والده ناير بالطبع...
علي بعد خطوات منهم تقف تمارا وتمسك بيدها شمعة موقدة وتدندن معهم
_ تعالي اقعدي شوية يا حببتي ..كفاية وقفة كده تتعبي...
تحسست تمارا وجنته بحب قائلة بابتسامة تزين ثغرها...
_ لا يا حبيبي انا مش تعبانة والله ...بالعكس أنا فرحانة جدا بالجو ده...
وضع يده علي بطنها المنتفخة قائلا...
_ كلها كام شهر ونعمل للأساتذة دول حفلة زي ديه بالظبط وتحت إشراف مرات عمك بردوا...
ذهبت تمارا بخفة قائلة...
_ انت عاوزني اطلع الاتنين قدام الناس كده عادي واخطي عليهم!!! ...دول يجيبوا أجلهم واجلي...لا طبعا...
تظاهر عابد بالتفكير ثم هتف بخبث وابتسامه لعوب...
_ صح عندك حق...لا ينشوني عين يجبوني ارض وابقي منفعش لا طبلة ولاطار...رايح ع الأربعينات ولسه شباب بردو...
ضحكت تمارا بقوة وشاركها هو الضحك وانتهي باحتضانه لها وتقبيل رأسها بعشق خالص...
بعد انتهاء الحفل وانصراف المدعوين أصر وقاص علي الحديث أمامهم جميعا بشأن رجوع زمزم الي منزل زوجها...خاصة وأن العلاقة بينهم تحسنت كثيرا...تسأله عن أحواله إذا وجدته في المنزل...لا تتحمل الحديث معه أو عنه كالسابق...تجلس بالمكان الذي يوجد به دون أن تذهب منه...
تحدث وقاص بجدية...
_ دلوقتي يا عمي انا عاوز اتكلم مع حضرتك بخصوص مراتي اللي قاعدة عندك وداخلالها ف سنه تقريبا كمان تلت شهور ولا حاجة..وسايبة بيتها ...
زمزم مطلبتش الطلاق يعني هي لحد دلوقتي علي ذمتي لسه ...وانا سايبها براحتها لاني عارف كل حاجه انا غلط فيها ف حقها ...وكمان عارف أنه مكانش سهل عليها...
دلوقتي انا عاوز قرار نهائي...عندها نية تسامحني وتديني فرصة تانية ولا عاوزة تحل نفسها من ارتباطها بيا...
حول ناصر بصره الي ابنته التي أصبح وجهها كثمرة الطماطم قائلا...
_ زمزم كبيرة كفاية عشان تقدر تحدد هي عاوزة ايه ومش عاوزة ايه يا وقاص...انا سند ليها مش همشي كلامي عليها ڠصب...لو هي عاوزة ترجعلك تقول لا هو حرام ولا عيب انت جوزها...ولو عاوزة تطلق منك لا هو حرام ولا عيب بردوا...ف النهاية كل واحد فيكوا يعمل الحاجة اللي تريحه...
التزم الجميع الصمت ولم يتفوه أحدهم بحرف واحد معها...الي أن تحدث وقاص بنبرة جادة لم يخفي عليها نبرة الضعف بها...
_ انا سامعك يا زمزم...ايا كان قرارك ف انا هنفذهولك دلوقتي...
اخذت نفسا عميقا ورفعت بصرها إليهم وهتفت بقوة جديدة عليها ...
_ انا موافقة ارجعلك...
انطلقت رؤوس من بالصالون جميعا نحوها ينظرون إليها غير مصدقين لما قالته ..هل وافقت للتو علي الرجوع لزوجها..لم يصدقوا اذنيهم وبدأوا يسألوا بعضهم عن جوابها ...
تحدث وقاص ببهوت ودهشة...
_ قولتي ايه..
أعادت زمزم جوابها مرة أخري بقوة أكبر ...
_ قولت موافقة...بس عندي شروط...
وقاص بسرعة...
_ موافق علي شروطك كلها...
_ بردوا لازم تسمعهم...اولا انا هعيش مع بابا هنا لاني مش هقدر اسيبه لوحده...يتعملي فرح كبير...ومتغصبنيش علي اي حاجة انا مش عاوزاها ...ولازم تثق فيا ثقة عمياء...وهتسبني اشتغل...
موافق...
وقف وقاص من مكانه وهتف بسعادة غامرة ظهرت بصوته...
_ موافق...موافق ..موافق...
وانطلق نحوها يحتضنها ويدور بها أمامهم بسعادة وضحكاتهم تملأ المكان بأكمله...
وراءهم ناصر ينظر لها ولشقيقاتها مدمع العينين بفرح وحنين الي تلك الغائبة تحت الرمال يناجيها بصحوته ونومه...حققت ما طلبته...اوفيت بوعدي تجاهك...
ونجاة تنظر إليهم بدموع فرح ...فرح من أجل ابنها الذي وجد السعادة اخيرا...وفرح باتمامها الأمانة المتعلقة برقبتها بشأن بنات مادلين وان تكون لهم صديقة قبل أن تكون أما ثانية لهم...
وعبد القادر الذي نظر إلي سعاده ابنه بفرحة ظاهرة بعيناه له ولأحب بنات شقيقه الي قلبه...حول بصره تجاه نجاة ينظر لها
نظرة غريبة عليه ..نظرة اعجاب وربما حب دون علمه بعد ثلاثة وثلاثين عاما زواج ...يجد الحب الحقيقي وبجانبه وڼصب عيناه طوال الوقت...تري ما تخبأه الحياة من مفاجأت بعد..
الفصل الثلاثون والاخير...
بعد مرور خمس سنوات...
تجمعوا جميعهم في منزل النوساني الكبير...كبير العائلة الان..
اليوم عيد ميلاد دليلة والصغير يحيي ...عمها!!...سيكملان عامهم الرابع ...
دلفت زهرة الي المنزل وبيدها ابنتها الكبري كايلا وبطنها المنتفخ قليلا أمامها..ووراءها ناير ينظر في إثرها بنفاذ صبر ويطلق تنهيدة متعبه...
سارت زهرة باتجاه والدها تحتضنه بقوة فبادلها العناق قائلا بحنان..
_ عاملة ايه يا حببتي ..وحبيبة جدو ديه عاملة ايه..
تصنعت زهرة الابتسامة قائلة...
_ الحمد لله يا حبيبي..اهو لسه بحاول فيها عشان تنزل عدلة بدل م تبقي برص...
ضحك ناصر بقوة قائلا...
_ طب روحي اقعدي مع باقي الثلاثي المرح بتاعك..هما كمان بطنهم صغيرة..وبيحاولوا...
ابتسمت زهرة له ثم التفتت ذاهبة الي شقيقتيها عندما شاهدت ناير يسير باتجاه والدها حتي يصافحه...
صافح ناصر ناير وهتف مشيرا الي ابنته بعينيه..
_ فيه ايه..ايه الخناقة الجديدة..
زفر ناير بتعب وهتفت بضيق...
_ مبقتش عارف اتعامل معاها..علطول القمص والعياط وهروح عند ابويا...بايت برة البيت بقالي يومين ورا بعض عشان شغلي..ويوم رجوعي كنت هلكان وامي طلبتني ف روحتلها ونمت هناك وانا مش حاسس ولسه راجع الصبح...بإيدي ايه انا..ده شغلي مش عاوزة تفهم...أو رافضة تفهم مبقتش فاهملها
ربت ناصر علي كتفه قائلا يواسيه...
_ معلش يا ابني هما عندهم فوبيا من الشغل عموما...استحملها..
_ مستحملها والله....بس بقت بتهددني انها تسبني كتير..
ضحك ناصر بمرح قائلا بخبث..
_ استعمل مهاراتك كراجل...واوعي تسمحلها تقولها تاني..انا عايشلها لحد م ربنا يأذن..غير كده لا..
ابتسم ناير بخفة لناصر ذلك الرجل الذي يحبه كحبه لأبيه الراحل...يذكره به في كافة تصرفاته...
علي بعد خطوات منهم...
تجلس نجاة وبيدها صغيرها ذو الأربع سنوات...عينان رماديتان لا تعلم من اين جاء بهم تحديدا...سمار بشرته الذي أخذه من أخيه...
تتذكر عندما علمت بحملها الان بهذا السن...ثارت وڠضبت رغم أنها انتهت من موضوع الحمل والولاده منذ زمن...وقررت اجهاضه ..كانت تظن
متابعة القراءة