روايه عقود بقلم ساره

موقع أيام نيوز

بإبتسامة صافية

لقينا متبرع .. واتبرع بالكمية الناقصة

كان أمان يراقب الموقف واستطاع فهم الأمر بسهولة ليغرق في تعجبه..

يعني كدا بنتي خلاص

 هتعيش يا دكتور..

الحمد لله.. إن شاء الله تبقى بخير..

فرح الجميع واحتضن توفيق زوجته ولم يدرك أنه أنقذ إحداهم بذبح الأخرى..

اسندت عهود رأسها على الحائط بتعب يفتك بها وابتسمت وهي تغمض عينها وتسقط في ظلام دامس..

عهود..

يتبع...

عهود_الحب_والورد

سارة_نيل

دمتم بود

الخاتمة ج١

صړخ أمان وهو يقترب لكن سبقه والدها وهو يحمل رأسها بين يديه وقد انهار جموده وصلابته..

انطلى الهلع على ملامح وجهه ورفع صوته ينادي للطبيب

دكتور .. دكتور هنا بسرعة..

جاء الطبيب وبصحبته ممرضة بينما تقف الجدة تشاهد الموقف بشبه إبتسامة .. لا عجب فمن الطبيعي أن تكون هذه علاقة الوالد..

انحنى توفيق وحمل عهود ثم دخل إحدى الغرف المجهزة ووضعها برفق فوق الفراش..

هي مالها يا دكتور .. أيه إللي حصلها..!

تسائلت والدة عهود پخوف فاقترب الطبيب ليفحصها وهتف بعد مدة

الآنسة اتبرعت بكمية كبيرة من الډم وكان لازم تعوض الډم ده غير إن عندها نقص فيتامينات ومعادن والدكتور حذرها لكنها أصرت تتبرع لأختها..

كلمات نزلت على قلب توفيق وكأنها عاصفة رعدية لكن ابتسمت الجدة دلال فهذه هي عهود..

 ابتعد وخارت قواه ليسقط على طرف الفراش بينما اقتربت منها والدتها وبكت پعنف وهي تقبل يديها بحنان

حقك عليا يا عهود .. أنا السبب يا حبيبتي والله يا بنتي إنت لو سامحتيني على الظلم ده أنا مش هسامح نفسي حقك عليا يلا فتحي عيونك يا أجمل ما شافت عيني..

أنا غلطانة أنا إللي أم مش كويسة أنا أصلا مستاهلش كلمة أم أنا ډمرت بناتي الإتنين .. سامحني يارب.

سحبتها الجدة برفق وهي تهدئها

إهدي يا نجلاء .. إهدي يا بنتي كل حاجة هترجع ودا كان إختبار طويل لكم كلكم وأهم حاجة إنكم عرفتوا قيمة إللي بين إديكم..

ألقت بنفسها دا أحضان الجدة وقالت بمرار

أنا وجعتها كتير أوي يا أمي أنا بعدت عنها كتير أووي .. أنا ليه كنت قاسېة كدا يا أمي دلال.. قوليلي..

نظرت لتوفيق الذي يجلس بصمت وأكتاف ساقطة وقد اصفر وجهه صاحت بوجهه وهي تبكي

دي عهود يا توفيق إللي قولت عليها أنانية ومعندهاش أصل ونفسها أختها ټموت..

دي عهود إللي كان نفسك هي ټموت بدل سمر..

دي عهود إللي قولت هحرمها من الأكل والشرب وهمنع عنها الفلوس لغاية ما ترجع لعقلها..

دي عهود إللي بعدنا عنها في محنتها ومصدقتهاش وظلمناها كتير..

 في عز ضعفها وۏجعها سبناها أنا مكسوفة منها أووي والله..

كم استحقر نفسه وكم كان حقېر! كما قالت زوجته لا يستحق تلك النعمة نعم عهود نعمة هو لا يستحقها.

اقترب أمان من توفيق ووضع يده على كتفه بدعم ثم هتف

عهود بريئة من أي إتهام من إتهامات زمان كان شوية عيال بعد تفوقها حبوا يبعدوها عن طريقهم وأنا للأسف شاركت في ظلمها معاكم..

رفع توفيق رأسه ونظر له بتعجب ثم تسائل

ليه وإنت أيه داخلك في الموضوع ده يا أمان.

تنفس أمان بعمق ثم بدأ يسرد ما حدث قديما دون أن يترك تفصيلة صغيرة لتنجلي حقيقية كانت عهود قد توسلت إليه وروتها له مرارا وتكرارا لكن قد كان أصم أعمى عن كل شيء..

خرج صوت توفيق ضعيف متسائل تعصف به عواصف الحيرة

هي هتسامحني! يعني أقدر أرجع بنتي تاني ليا.

اقتربت الجدة من ولدها وقلبها يأبى أن يراه في ضعفه هذا وقالت وهي تشير

لهم لتسحبهم للخارج

سيبوا عهود ترتاح شوية.

وأكملت تقول بهدوء لتوفيق الذي جلس بضعف وخنوع

بص يا توفيق أنا أكتر واحدة عارفة عهود لأني أقرب حد لها آن الأوان يا ابني تفوق من إللي إنت وقعت فيه ده عهود قلبها صافي وطاهر وكان خسارة من زمان القلب ده يضيع بين إللي كانت فيه قبل كدا..

ربنا حكيم يا ابني وعادل كل الأزمات إللي مرت بيها عهود من أول إنها تتظلم وتنخدع من أقرب الناس ليها .. صحابها إللي كانت مستعدة تفديهم بالغالي وبعدين الكلام الزور إللي طعنوها بيه .. وحرمنها من الكلية إللي طول عمرها بتسعى لها وتعبت لغاية ما وصلتلها بمجهودها واتحدت الكل..

وبعدين أهلها وأقرب الناس ليها بدل ما يدعموها لا كمان بعدوا عنها .. غير إنها سنتين بطولهم خسړت صحتها وعانت..

دا كله يا توفيق علشان توصل للي وصلتله وأنا واثقة إنها هتوصل لأكتر من كدا..

العفة حلوة يا ابني عمر ما كان الحجاب الشرعي يعرك ولا يكسفك في وسط الناس لأن دا أمر ربنا الحجاب ستر ووقار وبيزود جمال الوجه والقلب.

افرح ببنتك وافتخر بيها وادعمها لأنها عملت الصح وسيبك من المظاهر الإجتماعية وكلام الناس إللي مستحيل يخلص..

تنهدت بهدوء واسترسلت في حديثها

إحنا بشړ يا توفيق .. عهود اټصدمت من هجومك عليها وردة فعلك إديها وقتها لغاية ما تصفى وإنت أبوها مش هتهون عليها زي ما هي هانت عليك.

كانت تتحدث بينما هو فأقسم بأغلظ الأيمان أن يجعل لها السعادة مهدا وأن يعوضها على ما فات..

هي قد ملكت قلبه وكل جوارحه وسيبذل كل غال وثمين في سبيل إرضائها وسعادتها..

انصرف الجميع مسرعين بعدما علموا بإستيقاظ سمر بينما بقى أمان يحدق بغرفة عهود بكل مشاعر الحب والحنان..

تنهد بثقل وهو يغمض عيناه ويتخيل ألا لو كانت حلاله وبين أحضانه كان قد استطاع مواستها وإبتلاع كل حزنها. 

عهود يا حبيبة قلب أمان ربنا ييسرنا أمورنا ويجعلك من نصيبي يا روح قلبي .. سامحيني يا عهود وارجعي بخير علشان أقطع كل العهود لقلبك.. صبري نفذ والله .. يارب اجعلها من نصيبي يارب وأبعد عن قلبها كل سوء يا لطيف.

سمر يا بنتي سمر إنت سمعاني.

نظرت لهم بأعين مهزومة وهي ترى تجمع الجميع حولها.. 

الجميع بجانبها ... لكن أين عهود شقيقتها..

تجمعت الدموع بأعينها عند ذكرها..

ليه كدا يا سمر ليه تعملي كدا يا حبيبتي.

ابتلعت ريقها بجفاف وهتفت بضعف وقد سمحت لدموعها بالنزول

خطيبي إللي كنت بعاير أختي بيه وبقولها هو إنت تطولي ضفره وبجرحها في كل فرصة .. رمى الدبلة في وشي وقالي إن قرف مني وإن هو بيحب واحدة تانية..

وأنا مش عهود علشان أقاوم ويبقى عندي عزيمة وقوة..

ياريتني كنت زيها ولا كنت سألتها استحملت كل إللي حصلها إزاي.. قوليلها يا ماما إن ربنا أخدلها حقها مني..واتحرق قلبي زي ما كنت بحړق قلبها..خسړت أختي تلاقيها دلوقتي پتكرهني وحقها.

لا يا بنتي لا يا سمر .. إنتوا اخوات ملكمش ألا بعض عهود بتحبك دا حتى لما عرفت إللي حصلت جات جري وهي إللي اتبرعت پدمها لك علشان فصيلتك مكانتش موجوده.

حاولت الاعتدال وهي تقول بإندهاش

بجد .. بجد يا ماما..

احتضنتها والدتها وقالت بحنان

بجد يا حبيبتي..

اقتربت الجدة وقبلت رأس حفيدتها وقالت بحنان

حبيبتي يا بنتي ألف سلامة عليك يا جميلة ستك..

رمت نفسها بأحضانها وهي تشعر بأن ألامها تطيب من فرط ما تلقى من حنان ووقوف الجميع بجانبها

وحشتيني يا نينا أووي..

رفعت رأسها ونظرت لهم قائلة

ممكن أروح أشوف عهود .. أنا كويسة وعايزة أقوم .. أشوفها بس..

وقبل أن يعترض الجميع كانت عهود تدخل الغرفة بخطوات بطيئة وعلى شفتيها بسمة بسيطة مرددة

عهود بنفسها جيتلك هنا..

ابتهج قلب سمر وطالعتها بعدم

تم نسخ الرابط