طبقات قرفتنا بقلم ندا حسن
المحتويات
يا مصطفى مش مأمنلي
صړخ بها قائلا بحدة وعصبية يفرغ الحديث الذي لم يستطيع مواجهتها به
اثق فيك إزاي أنت مش قولتي قبل كده هاتهم هنا عملتي ايه لما جبناهم غير شتيمة وإهانة اتوجهت ليا وليه قبلهم وأنت شوفتي سما قالت ايه قالتلك بالخرف أن صاحب الكشك أحسن من واحد طلع مش راجل واللي هو أنا وده كله كان بسببك وبسبب الطبقات والمكانة والقرف اللي مش هناخد منه حاجه
والله العظيم نيتي خير يا ولاد وأنا موافقة والله وخليت أبوكم كمان يوافق والله وغلاوتكم عندي المرة دي بجد
وظلت إلى بعض الوقت تحاول إقناعهم بحديثها الذي اقنعتهم به قبل ذلك.
كان يضع الهاتف على أذنه وهو يبتسم بسعادة بالغة ثم هتف بسرور
تنور يا أشرف بيه أنت والعيلة كلها ... مع السلامة .. تحصلنا البركة مع السلامة
سألته زوجته كريمة باستغراب قائلة
هو في ايه وشك بينور كده وبعدين مين ده اللي جاي
ابتسم ثم صاح قائلا بسعادة غامرة
أشرف بيه اللي أنا شغال عنده كان بيكلمني بيقولي هيجي بكرة الساعة سبعة هو والعيلة يشربوا عندنا الشاي
ده بجد بس ده ولا يعرفنا حتى جاي ليه..
غمز إليها بخبث قائلا
وهو هيجيب عياله ليه ويقول هشرب عندكم شاي إلا إذا كان بقى..
قالت مبتسمة بفرحة كبيرة
أما ده لو حصل ياختااي هوزع شربات للمنطقة كلها
بينما الشقيقتان استمعوا إلى حديثهم الغير مفهوم بالنسبة إليهم ألم تكون والدتهم رافضة كيف سيأتون الآن ولماذا وبعد عام كامل لما الآن لما.. ولكن سما تذكرت بأن أكنان قابل منة ومصر على تكملة العلاقة معها لتعلم أنه هو الآتي لخطبة شقيقتها بينما هم الاثنين لا يعلمون لو كان الأمر كذلك هل يوافقون أم لا
دلف من الشرفة يزفر بضيق فقد تأخر الوقت وهي لم تعود ولا تجيب على مكالماته فهتف بضيق وتوعد قائلا وهو يحاول مرة أخرى
ماشي يا دينا بس أما ترجعي
قالت ياسمين بهدوء وهي تخرج من الغرفة بعدما نام الرضيع
ممكن يكون الوقت سرقها مع صحابها
أنا هدخل ألبس وأنزل أشوفها فين دي اتأخرت أوي وكمان المشكلة مش بترد
لم يستطع إجابتها بسبب رنين هاتفه الذي تعالى ليجيب عليه ويأتيه الرد من على الناحية الأخرى ثم فجأة صړخ پعنف قائلا وهو غير مصدق لما استمع
ايه.. أنت بتقول ايه...
_____________________
طبقات_فرقتنا_ولكن
الخاتمة
ندا_حسن
أترك لك زمام الأمور من هنا إلى هنا
أنا ملك لك أنا أهواك ثم أعشقك
بينما هي جلست بعد رحيله بحزن يظهر على ملامحها من هذا الخبر المؤلم جلست بجانب الرضيع تنظر إليه بشفقه ففقدان أحد أبويك من أصعب الأشياء الذي من الممكن أن تمر بها وهو فقط رضيع لا يدري شيء
تأكد من حقيقة الخبر عندما رأى جثمانها وسيارتها المحطمة والتي لم يكن هناك أحد سواها في ذلك الحاډث المريع تأثر كثيرا من هذا الحدث ورؤية جثمانها هكذا به كدمات وچروح جعلت عينيه ټنزف دموع بلا توقف إلى أن فاق مما يفعله وحاول تمالك أعصابه ليقف مخرجا هاتفه من جيبه حتى يحادث أهلها والذين كانوا حزنهم لا يضاهي شيء وبالأخص والدتها التي فاقت من غيبوبة الطبقات الاجتماعية مؤخرا بعد أن خسړت أحد أبنائها إلى الأبد غيم الحزن على الجميع بسبب ۏفاتها والتي أتت بسبب قيادة سيارتها بسرعة متهورة لتندب والدتها حظ ابنتها العثر دائما وهي تنوح في المنزل بين جمع من النساء يتوافدون للعزاء.
______________________
دلفت لتراه جالس على مكتبه بهيبته الرجولة الطاغية بلحيته النابته بجمال وجهه النحيف كم اشتاقت إلى حديثه معها وكم اشتاقت إلى تواجده بيومها لا تنكر أنها ذابت فيه عشقا وإلى الآن وهي تعشقه وترى عشقه وندمه على فراقها
وقف على قدميه فور أن رأها تدلف إليه المكتب غير مصدق عينيه بأنها هنا ولكنها حقا كانت معه نظر إليها ب اشتياق كبير يخرج من رمادية عينيه وجميع ملامحه أخر مرة رأها بها لم تكن منذ زمن بعيد ولكن النظر إليها عن قرب شيء أخر أما ذلك فكان تخفي ورؤية من بعيد ينظر لها الآن وبعقله يقول أن رؤية بنيتها كحياة أخرى بالنسبة له لقد نسى حزنه على شقيقته وما حدث بعائلته بمجرد رؤيتها
أخرجته من تحديقه بها قائلة ببعض من الخجل التي تريد إخفائه عنه لتتحدث بهدوء ونبرة تلائم الموقف
البقاء لله يا مصطفى بيه
رسم على ملامح وجهه الهدوء وأشار لها أن تجلس على الأريكة ليجلس مقابلها قائلا بهدوء كما كانت عادته
ونعم بالله
نظر إليها وحاول التحدث مرارا وهو يجمع الكلمات في رأسه وعندما كان يود الحديث وقفت قائلة بجدية حتى لا ينفتح باب النقاش بينهم
أنا كنت جايه أعمل الواجب بس حضرتك والموضوع مش متحمل كلام
ثم خطت خطوات بسيطة إلى الباب تاركه إياه ينظر في أثرها وقفت أمام الباب فجأة واستدارت له سائلة إياه بعد أن تذكرت شيء
والدك كلم والدي وقاله أنه جاي عندنا ليه
ابتسم بسخرية ثم هتف قائلا وملامح الحزن ترتسم على وجهه
المفروض إننا كنا جاين نخطب لكن دي سخرية القدر مننا ... أختي ماټت
نظرت له بحزن ولم تستطيع أن تجيب على كلماته فصاح مرة أخرى قائلا بلين وتوسل
انتوا استنيتوا سنة اتمنى تستنوا شويه كمان لحد ما الظروف دي تعدي والمرة دي كلام جد يا سما ... أنا عارف أن كان في عريس متقدملك من يومين ولسه مردتيش لو رفضتي هعرف أن دي دعوة بتقولي أنك لسه عايزاني زي ما أنا عايزك
ابتلعت ريقها بهدوء فهي من الأساس رفضت تلك الزيجة بالأمس ولكن لتتركه هكذا من دون أخباره صاحت بهدوء وهي تذهب
عن اذنك
ثم تركته وذهبت تركته يفكر هل ستوافق وتنتظر أكثر من ذلك أما أنها لا تقبله الآن بعد كل ما حدث.
____________________
حاډثها أكثر من مرة بعد أن أرسلت له تقوم بواجب العزاء ولكن من بعيد حتى لا يعتقد أن هناك مجال للقرب مرة أخرى لم تكن تريد أن تجيب مكالماته أبدا ولكن إصراره جعلها
تحادثه وأيضا بعد أن علمت من شقيقتها أنهم كانوا سيأتون إلا أن
مۏت شقيقتهم منعهم عن ذلك بسبب الحزن الذي غيم عليهم جميعا
مر أربعة أشهر وكل شيء على ما هو عليه لا تواصل بينهم ولا أي شيء آخر
متابعة القراءة