المنبوذه بقلم ساره المهدي

موقع أيام نيوز


نظرت سوسن تجاه ابنتها شرزا وهي تحدق لها
ارتشف منصور الشاي من الكوب ثم أردف
كنت بقولك زياد ابن أخويا عمر رجع من أمريكا من شوية.. سلمت عليه وسبته مع أبوه عشان
أردفت سوسن بخبث وهي تنظر تجاه ابنتها ماهيتاب التي كانت تنظر من الشرفة رفعت أحد حاجبيها
بجد! هو خلص الدكتوراه بسرعة كدا!
بسرعة أية! مش هو أكبر من مريم بعشر سنين ومريم مخلصة كليتها من سنتين يعني عنده تقريبا اثنين وثلاثون سنة.

التفتت سوسن تجاه المطبخ ثم أعادت نظرها لزوجها قائلة بصوت هامس
مريم أية بس! خلينا في ماهيتاب أنت عاوز الواد يهرب مننا.
وضع منصور كوب
الشاي على الطاولة قائلا بتعجب
قصدك أية! مش فاهم.
ربتت سوسن على كتفه وهي تغمز له بطرف عينها
أردف منصور وهو يحدق لها
بس أنا وأخويا عمر من زمان متفقين أن زياد لمريم ومريم لزياد.
ضحكت سوسن بسخرية
ده كان زمان لكن دلوقت الوضع اتغير أنت مش شايف شكل بنتك بقى ازاي.. احنا هنضحك على بعض اسمع كلامي هو لما يشوف ماهيتاب هيتجنن عليها لوحده وابقى قول سوسن قالت.
سمعت مريم حديثهما وهي تبكي وتتألم دلفت لغرفتها وهي تنظر لوجهها عبر المرآة تتأمل وبشعة! جلست على أرضية الغرفة وهي تتذكر ابن عمها في طفولتهما حينما كان يلعب معها ولا يسمح لها باللعب مع أي صبي آخر مرددا مريم دي ملكي أنا وبس ابتسمت وسط دموعها حين تذكرت في فترة مراهقتهما حينما كان يغني لها أغنية تملي معاك وهما
يجلسان فوق سطح العمارة السكنية.
خرجت مريم من غرفتها وهي تمسح دموعها عندما سمعت صوت أبيها
بقولكم أية يا بنات.. ابن عمكم رجع النهار ده من أمريكا طبعا أنا عزمته بكرا على الغدا عاوز منكم تساعدوا أمكم.
ردت ماهيتاب وهي تقوم بتقليم أظافرها واضعة أحد قدميها على الأخرى 
وهو ما نزلش يسلم علينا ليه لما جه ده حتى عمي ساكن في الشقة الل فوقينا ولا هو مستكبر بقا وشايف نفسه علينا عشان أخد الدكتوراه.
عيب عليك ده راجع من أمريكا يعنى من آخر الدنيا.. أكيد عاوز ينام ويرتاح من تعب السفر بلاش سوء الظن ده نظف قلبك شوية.
نهرت سوسن ابنتها مريم
مريم عيب تكلمي أختك كدا.. مش معنى أنك الكبيرة تدي لنفسك الحق تكلميها بالشكل ده.
بقولكم أية.. أنا مش ناقص ۏجع دماغ اسمعوا كلام أمكم ساعدوها في ترتيب الشقة والمطبخ.
جلست ماهيتاب بجوار أمها وهي تتودد إليها ابتسمت سوسن قائلة
أدخلي يا ماهي يا حبيبتي ذاكري أنت وراكي كلية أنما مريم خلصت كلية مش وراها حاجة مطلوب منك تنظف الشقة كلها عاوزة أشوف وشي في السراميك من كثر النظافة. 
حاضر يا ماما.. بس بمناسبة أني مش ورايا حاجة أنا جالي شغل حلو في مدرسة انترناشونال 
نبقى نشوف الموضوع ده بعدين بس دلوقت خلينا في الأهم نظف بسرعة ورانا تحضير أكل لبكرا.
ظلت مريم تنظف المنزل حتى شعرت بالإرهاق خطرت لها فكرة ارتداء سماعة البلوتوث لسماع بعض من الأغاني الشعبية لتمدها بالطاقة التي تعينها على إكمال التنظيف لكنها شعرت 
أية مش بنادي عليك.. بقولك جيبي ليا ماية عشان أشرب.
ڠضبت مريم بصوت مرتفع
وأنت اتشلت رجليك ما تروحي تشربي هو أنا البيبي سيتر بتاعتك.. مش شيفاني بنظف وأنت يا هانم مرتاحة في أوضتك.
صاحت ماهيتاب وهي تنادي على أمها
هزت سوسن رأسها بأسف وهي تربت على ظهر أبنتها ماهيتاب
اخس عليك يا مريم.. دي ماهي أختك الصغيرة بس هنقول أية أكيد بتغيري منها لأنها أحلى منك متزعليش يا ماهي يا حبيبتي هجيبلك أنا تشربي ولا تزعلي نفسك.
سالت دموع مريم على خديها كالنهر الجارف
أنا مش بغيير من حد ومفيش حد أحسن مني حرام بجد الل بتعمليه فيا أنا مش
عبده عندكم أنا ساعات بحس أنك مش أمي.
أخرسي.. والله وعرفتي تردي يا ست مريم! هي دي تربيتي فيك.. بتردي عليا! غوري أدخلي المطبخ جهزي لغدا بكرا غوري.
وضعت مريم كف يدها على خدها التي تلقت عليه الضړب بصوت باك
أنا ما غلطش من حقي أدافع عن نفسي لما القيكم بتظلموني أنا بنتك زي ماهيتاب بالضبط وكمان أكبر منها في العمر المفروض أنها تحترمني مش مشغلاني خدامة عندها. 
كلمة كمان وتلاقي الشبشب على دماغك غوري على المطبخ ومش عاوزة أسمع صوتك أنت فاهمة.

تم نسخ الرابط