خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
المحتويات
قمر طرف وشاحها الأسود وغطت به فمها قائلة وهي تهم بالخروج من الغرفة
اهو چالك اتلجي وعدك بجى
تنهدت هي وقامت من جلستها حين دلف عبد الرحيم وقال بعدم رضا
وبعدهالك يا بت غالية هتفضلي حابسة حالك إكده
فركت نادين يدها واجابته متحججة
انا مش حابسة نفسي بس..
قاطعها هو بإصرار
من غير اعذار همي مش هحط لجمة في خشمي من غيرك
وهاهي تجلس بينهم شاردة بواد اخر تعبث فقط بطبقها دون أن تمسسه حين هدر صوت ونيسة زوجة خالها وهي تلوي شفاهها
هو الوكل مش عاچبك ولا إيه
انتبهت لحديثها وردت بهدوء مجاملة
لأ يا طنط الأكل جميل يسلم ايدك
لم تلق بال لإطراءها بل كل ماشغلها هو
واه ايه طنط الماسخة دي جوليلي ياما ونيسة كيف باجي الخلج ولا انت مستعلية تجوليها يا بت غالية
وكونها تريد استرجاع قوة نادين القديمة اجابتها
متعودتش اقول الكلمة دي لأي حد
هنا زغرها عبد الرحيم بنظراته وقال بمسايرة
هملي البنية يا ونيسة هي كيف
ما تعودت
اهملها كيف هي العجربة احسن مني في ايه علشان تقولها يا أما وانا لع
تناوبت قمر النظرات بينهم وهي تعلم أن والدة زوجها لن تمرر الأمر مرور الكرام بينما حاول حامد التدخل
ياما ملناش صالح بحد وبعدين بنت عمتي لساتها مخدتش عليك
كيف يعني
اعترضت ونيسة على دفاع ولدها في حين فاض الكيل ب نادين لتلقي بمعلقتها داخل الطبق محدثة صوت عالي لفت أنظار المحيطين لها وقالت بنبرة ثابتة تخالف ارتجاف دواخلها وذلك الخواء التي تشعر به صامدة كي توقف تلك السيدة عند حدها بعدما اهانت لتوها أكثر شخص يعني لها
قالت أخر جملة بعيون يتحجر بهم الدمع ولكنها تماسكت لأخر لحظة و هرولت لغرفتها تاركتهم يتناوبون النظرات بينهم ليصدر صوت عبد الرحيم ناهرا زوجته
لوحت ونيسة بيدها وقالت بلا اكتراث
انا معحبش الدلع الماسخ ده من يوم ما جبتها وهي عاملة علينا هانم وراسها لفوج
جز عبد الرحيم على نواجذه بغيظ واخبرها بصرامة وبصوت جهوري جعلها تنتفض فوق مقعدها
اسمعي ملكيش صالح بيها واصل و خشمك ده تجفليه على الأخر وهي صوح ست الهوانم دي تحتكم على اللي اهلك كلتهم ميحتكموش على ربعه فاهمة ولا لع يا غراب البين
الذي وجهه للتو ل حامد دون أن يعير وجودها أي اهمية
وانت يا ولدي رايدك تاخد الكرتة و تاخدها تلفلفها بالبلد عشان تغير لها چو... فرچها على الأراضي وعرفها أن احنا حدانا كتير بردك زيها عشان متستجلش بينا
لم يلق حديث أبيه على استحسانه لذلك اعترض قائلا
كيف بس يا بوي رايدني اخرج بيها إكده جدام الخلج وألفلف بيها بصفتي ايه انت عاوز الخلج تلسن علينا
جطع لسانتهم محدش يجدر يجول كلمة أنت ولد خالها ومفهاش حاچة
تعالت وتيرة انفاس قمر ولاحظ حامد ما اصابها ليمد يده من تحت الطاولة ويتمسك بيدها قائلا
خلاص يا بوي اللي تشوفه بس هاخد جمر ويانا وهي فرصة هي كمان محتاچة تغير چو بجالها شهور من وجت ما رچعت من سوهاچ وهي مخرجتش من الدار
لوت ونيسة شدقيها بينما عقب عبد الرحيم بجبروت
وماله لما متهملش الدار مش احسن ما تلفلف على الحكمة وتعشمك بالباطل
يابوي عشان خاطر ربنا بلاش حديت ملوش داعي انا جولت رأي ولو معوزش تقدر تاخد أنت بت عمتي وتلفلفها بالبلد على كيفك
صوح أنت اولآ بيها يا عمي
قالتها قمر بتسرع نابع من غيرتها قبل أن تطرق رأسها وتخفي فمها بطرف وشاحها پخوف بعدما تداركت نظرات عبد الرحيم المرعبة حين نهرها قائلا
الرأي أهنه رأي انا وانا اللي اجول ايه اللي يصوح وإيه لأ مبجاش ناجص غيرك يا أرض پور اللي تجوليلي اعمل ايه.
شحب وجهها ولم تعقب بل غادرت طاولة الطعام وهي تبتلع غصة حاړقة بجوفها من إهانته المتكررة التي تعذبها و تصيبها بالصميم وكأنه لم يكتفي بقلة حيلتها بل أجبراها على الأنقطاع عن المتابعة مع الطبيبة بحجة ان لا نفع منها وبالطبع زوجها رغم عدم رضاه عن ذلك القرار إلا انه لم يعترض كونه لا يستطيع اغضابه فزوجها طباعه مناقضة لطباع ابيه بكل شيء ورغم ذلك كان لوالديه سلطة مهيمنة عليه أما هي فمازال الأمل ينبض بداخلها ولم تيأس ومنذ أخر زيارة
متابعة القراءة