شبح حياتي كامله بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


و فوضوية عندما تكون وحدها .. حساسة جدا .. سليطة اللسان اذا حاول أحد العبث معها.
داخل شقة بدر
بعد مرور ساعة
تجولت حياة في جميع أرجاء هذا المنزل بعد أن غيرت ملابسها إلى بيجامة مريحة وواسعة وأنبهرت عيناها بأثاث البيت الرائع الذي يعكس الذوق الرفيع لصاحبها حيث كانت الشقة ذات مساحة كبيرة بها صالة كبيرة ومفروشة بأثاث أنيق وفاخر مزيج من النبيذ والأسود وتحتوي على العديد من الغرف من بينها غرفة نوم واسعة وغرفة أطفال فقط الذين لم تجدهم مغلقين كما الباقي.

وقفت حياة أمام النافذة مربعة الشكل المطلة على الشارع الواسع وعيناها تتبعان حركة السيارات بصمت.
رأت من انعكاس زجاج النافذة طيفا خلفها لذا استدارت بسرعة لكنها لم تجد شيئا سوى القط الصغير ذو الفراء الكثيف باللون البرتقالي والأبيض من أسفل عينيه الخضراء مرورا بأنفه الصغير ورقبته فقد أخبرها حمزة أنه ملك صاحب المنزل وأنه يعتني بإطعامه في حالة غيابه.
كان يقف على حافة الأريكة يحدق بها بنظرات بريئة يصدر صوتا ضعيفا دليلا على أنه جائع.
تنهدت حياة براحة وشعرت بالأسف على ذلك الصغير لوجوده في هذا المنزل بمفرده.
ذهبت ناحيته وأخذته بين يديها بلطف ووضعته على صدرها ثم قادتها قدميها إلى المطبخ ذو الطراز الحديث أثناء حديثها معه بخفوت يلا نعملك أكل يا صغنون 
صبت بعض من الحليب الذي وجدته في البراد بطبق صغير إلى القط الذي كان يحوم تحت قدميها ثم وضعته بجانبه على الأرض.
جلست حياة على الأريكة أمام التلفزيون في غرفة المعيشة وثنت ركبتها إلى الأسفل ووضعت راحة يدها تحت ذقنها بعبوس لطيف ثم تحدثت إلى نفسها بصوت مسموع وهي تنظر حولها بغيظ بيته حلو و مترتب و شيك اخر حاجة وانا مبهدلي شقتي و رمي فيها كراكيبه .. منه للي كلت دراع جوزها واصلا انا هقعد هنا ازاي لوحدي!! بس والله لا اخد راحتي وابهدلو شقته زي ما عمل معايا
كانت تشاهد التلفاز بملل وأخذت الطبق الموجود على المنضدة أمامها والذي كان يحتوي على بعض الخضروات التي وجدتها في الثلاجة.
رفعت حياة الجزرة إلى فمها وقطمتها بصوت عال قائلة لنفسها باستياء انا مالي قلبت علي ارنبة في نفسي كدا ليه!! وكمان الخس و الجزر دول ماشبعنيش
أمسكت هاتفها من جانبها وشكرت ربها على تسجيل رقم حمزة بعد أن فتح لها بيت بدر ثم نزل حتى يصلى صلاة المغرب.
قالت حياة بهدوء ايوه يا عم حمزة .. انا حياة
أردفت بحرج معلش هتعبك معايا .. ممكن تجيبلي شوية حاجات من السوبر ماركت التلاجة هنا مافهاش غير خضار بس
كانت صامتة تستمع إلى رده المهذب عليها.
قالت بتفكير أثناء ما كانت تفرك فروة شعرها وهي تربع قدميها على الأريكة وتعد علي أصابع يدها بتمهل مما جعل حمزة يوشك علي أن ينفجر غيظا منها الله يخليك .. لا مش حاجة معينه يعني شوية شيبسيهات و جبن و عيش و بقسماط وبيض وبلوبيف و لبن عشان القط و شوية لب علي كاجو ومربي يا عم حمزة بالفراولة والنبي و عصير .. لا أي نوع عادي .. ميرسي كتر خيرك كفاية كدا هاتهم ولما تطلع هنتحاسب .. تمام شكرا .. باي
خفضت حياة الهاتف من أذنها بعد أن أنهت المكالمة ونظرت إلى الساعة الموجودة فيه لتجد أن الوقت قد مر بسرعة وأنها مكثت هنا لمدة أربع ساعات ثم خطړ ببالها ما حدث بعد دخولها الشقة وإجراء المكالمة الصوتية العميقة مع أختها ميساء التي ظلت تصرخ في أذنيها پغضب عندما أخبرتها بما حدث معها.
Flash Back
ميساء تحدثت بسخط لإعادة ذكريات مراهقتها إلى مخيلتها مرة أخرى حيث كانت هوائية المشاعر ومنجذبة لمن رفضها فيما كانت آنذاك ذلك الوقت فخورة بجمالها الذي برز منذ صغرها انتي اكيد اتهبلتي!! قاعدة في شقة راجل غريب يا حياة .. مش كفاية المشاكل اللي حصلت بسببك هنا!!
ردت حياة بهدوء مصطنع ممكن تهدي بقي .. انا سيبتك تزعقي زي عوايدك اللي مابقتش طيقها دي خلاص اسكتي واسمعيني شوية
التوي شدقها ساخرا ثم صاحت في استياء هتقولي ايه يعني!! من الاول وانا مكنتش عايزاكي تنزلي القاهرة لوحدك وانتي عاندتيني ونفذتي اللي في دماغك .. حتي خطيبك
ماديتلوش فرصة يتفاهم معاكي
قالت حياة بنبرة حازمة مليئة بالتحذير حتى لا تواصل شقيقتها هذا الحديث غير المجدي معها ميساء .. انتي مش امي بطلي دور المتحكمة اللي عايشة فيه دا .. كفاية عليكي بيتك وعيالك مسيطرة عليهم براحتك .. وكلمة خطيبك دي ماتقوليهاش تاني معاذ كان خطيبي و دلوقتي مالوش كلمة عليا
تغيرت نبرة ميساء التي حزنت لما تقوله أختها لها وتمتمت بتوبيخ بقي دي طريقة بنت محترمة بتكلم اختها الكبيرة!! ماينفعش ترميلو دبلته وتسافري من غير ماتتناقشو .. هو لولا شغله مقيده كان جه وراكي
أضاءت ومضة من الذكريات التي مرت عليها يومين فقط عندما وجدت خطيبها الموقر جالسا في مطعم على البحر مع فتاة أخرى ويده على ظهرها وشعرها بطريقة مقززة لكنها أغلقت عينيها بإحكام حتى لا تذرف المزيد من الدموع على كرامتها المچروحة ثم فتحتها من جديد وكان في حلقها غصة إبتلعتها بصعوبة قائلة بعزم انا مش صغيرة يا ميساء .. دي حياتي ماتدخليش فيها .. مستحيل هرجع لواحد خاني واللي خلاني سكت ومابهدلتش الدنيا فوق دماغه انه اخو جوزك .. بس انا مش هربط نفسي بإنسان عصبي ومعندوش تفاهم وفاكرني عروسة لعبة في ايده يحركني علي كيفه .. وفوق كدا خاني من قبل حتي مانتجوز اومال بعد الجواز كان هيعمل فيا ايه!! اسمعي انا سيبتلكو اسكندرية بحالها و هستقر هنا .. خلص باب المناقشة في الموضوع
تنهدت ميساء حزنا على حالتهما إذ ابتعدت عنها أختها التي ربتها وأيضا لتلك المشاكل التي نشبت بينها وبين زوجها بسبب أخيه الأصغر المدعو معاذ ثم قالت بغيظ طفيف رغما عنها لأن أختها تقطن في بيت بدر الآن يا حبيبتي انا قلقانة عليكي .. افرضي وانتي نايمة هو جه اللي مايتسماش دا علي فجأة .. مايصحش كدا
ضغطت حياة على قبضتها من أجل السيطرة على نفسها بصعوبة حتى لا ټنفجر پغضب على أختها التي تفهمها من نبرة صوتها التي تفضحها ثم قالت بسخرية لاذعة عارفة ايه المشكلة اني متأكدة ان كلامك دا مش من خوف عليا .. بس هطمنك برده
أنهت جملتها وهي تتجه نحو باب المنزل ثم فتحت مكالمة فيديو بينهما قائلة بجدية بعد أن وجهت كاميرا الهاتف نحو الباب بصي قافلة علي نفسي بالترباس من جوا تمام ماتقلقيش عليا
أغمضت ميساء عيناها بقوة وتملكها شعور بالحرج من نفسها وهمست ماشي يا حياة خلي بالك علي نفسك و كلميني الصبح
غمغمت حياة بإختصار ماشي سلام
Back
نهاية الفصل الأول
نورهان محسن

 

تم نسخ الرابط