القاضي المتهم بقلم سيلا وليد

موقع أيام نيوز


ايه
ضيقت نهال عيناها متسائلة
كوثر!!..ابتسمت كوثر تهز رأسها
ايوة شوفتي مهما السنين تمر علينا لكن لينا نصيب نتقابل تاني لا كمان نكون قرايب 
خرجت رهف ملقية التحية 
مساء الخير..رفع نظره عندما استمع إلى صوتها الهادي الذي يشبه خرير الماء 
اتجهت إلى والدة مالك تصافحها
ازي حضرتك..نهضت نهال غاضبة 

مش دي الدكتورة المتهمة في قضية جدك 
ماما ..قالها بصوت غاضب حاول امتصاص غضبه فأشار على كوثر
الدكتورة مالهاش علاقة بال حصل والدكتورة بريئة من قتل جدي وانا قررت اتجوزها ودا قراري مش قرار حد تاني ..قالها بمغذى وهو يطالعها بهدوئه المعتاد 
اتجهت إلى رهف التي توزع نظراتها حولهم قطعت شرودها نهال قائلة
اهلا..قالتها بفتور رغم إعجابها بها وبجمالها الهادي ورغم هدوء جمالها إلا أنه ملفت خاصة مع ذاك الفستان الأزرق وحجابها الأبيض 
استدارت إلى بدر طالعته للحظات ثم همست بصوت كاد أن يسمع 
ايه استاذ بدر جايب والدتك من غير ما تعرفها تاريخ العروسة احتل الضيق ملامح وجهه ولا يعلم لماذا عندما نعتته بالتكليف..همس لها 
خلي اتفاقنا بينا ..تمام قالها وهو يحاوطها بنظراته كانت كوثر تطالعهم وتذكرت طفولتهم..فهل سينصفهم القدر لډفن الماضي أما الماضي سيلاحقهم بعقوبتهم بلا ذنب 
جلست بجوار والدتها..وصلت العاملة بالمشروبات
هو الأستاذ مالك مش موجود!
تسائل بها بدر 
ابتسمت كوثر بتوتر تنظر

بساعتها 
أكيد فيه حاجة عطلته تلاقيه على الطريق زفرت والدته محاولة السيطرة على أعصابها 
حمحم وتحدث بنبرة خشنة
طب بعد اذن حضرتك عايز أقعد مع الدكتورة على انفراد لحد ما الأستاذ مالك يوصل
اتجهت كوثر لأبنتها قائلة
اقعدي مع الأستاذ بدر شوية يارهف شوفيه عايز ايه 
نهضت وهي تبعد بنظرها عنه 
واتجهت متجه لغرفة المعيشة المقابلة لهم 
اتفضل حضرتك..تحرك خلفها بخطوات رتيبة وقورة كشخصيته
أشارت إليه بالجلوس..جلس لبعض اللحظات صامتا ثم سحب نفسا محاولا تجلية صوته 
آسف..رفعت نظرها إليه للحظات ..كلمة بسيطة ورغم بسطتها إلا أنها أعلنت الكثير
استدارت بجسدها كاملا 
بالبساطة دي!!
طب ياترى الأسف دا عشان سجني ظلم ولا عشان تهديدك ليا بالجواز 
طالعها لدقائق من الصمت هو يعلم أنها امرأة تفعل المستحيل ردا لكرامتها وعزة كبريائها 
دنت منه برأسها بعدما وجدت نظرات والدتها إليها
صدقني لولا أمي عمري ماكنت قعدت معاك في مكان واحد ولا حتى بصيت في وش انسان ظالم زيك 
سحب نفسا عميقا من سيجارته الذي أشعلها ثم نفثه بهدوء رغم احتراق صدره من حديثها الذي دعس على كرامته
نظر بشرود وتحدث دون النظر إليها 
أنا مش بتأسف على ال عملته فيكي..ذهلت من حديثه رفع حاجبه متزامنا مع شفتيه العلوية 
أنا بتأسف عشان هنتجوز من غير فرح زي مااتفقنا 
كتمت صړخة مصعوقة من حديثه ظهر الڠضب على ملامح وجهها وتشنجت عضلاتها تبتعد بنظراتها بعيدا عنه حتى لا تنهض وتقوم بصفعه ..أكمل حديثه 
الاستاذ مالك مش مقتنع حاولي تقنعيه 
حاولت التماسك رغم نيرانها المتداخلة فأردفت
انت قولت لبابا ايه يعني شوفته فين 
احاطها بنظراته 
جالي وطبعا رافض الجواز
بتر حديثهما وصول مالك 
مساء الخير..قالها مالك وهو يطالع بدر الجالس بهدوء وكأنه لا يعنيه 
ردت كوثر التحية بينما نهال التي طالعته تطالعه بصمت 
مالك!!
فك حلته وجلس بمقابلتها 
اهلا مدام نهال شرفيتنا 
ابتسمت بسخرية قائلة
شوفت النصيب يااستاذ مالك رجعنا اتقابلنا تاني 
تنهد واستدار بنظره الى بدر
بحاول اقنع نفسي يانهال أن ابنك قصده شريف
تهكمت ساخرة
وأنا كمان ليه ابني ساب كل البنات والستات دي كلها وجاي يخطب بنتك مش كدا ولا إيه
نهضت رهف بجواره متجهين إليهم
جلس بدر بمقابلته بهدوء وأردف
كنت لسة بتكلم مع رهف على ترتيبات الجواز فهي طلبت مني الجواز يتم بهدوء ومش عايزة فرح
تنهيدة طويلة خرجت من فم مالك وهو يوزع نظراته بين ابنته وبينه
قاطعت رهف النظرات 
كدا أحسن يابابا..رفضت كوثر وهي تنظر الى بدر 
انا مش موافقة يابدر وكدا طلبك مرفوض ثم نظرت لنهال التي ابتسمت بنصر هامسة له
ياريت كنت عرفت والدتك مين العروسة قبل ماتيجي بدل ماهي قاعدة مجبورة..التفتت إليه هاتفية
زي ماأنا مجبورة اقعد القعدة دي 
ابتسم مالك عندما رفضت كوثر حديثهما بينما توقفت رهف وهي تمسك كفيه 
ماما أنا موافقة على بدر وانا ال مش عايزة فرح 
نظر إلى كفيها المتشابك
الفصل الخامس 
إنما أشكو إليه حزني الذي لا صبر لي عليه. لماذا نحتفظ بالحزن في أعمق مكان لنا بالقلب والسعادة نجعلها سطحية. كم مؤلم أن ټنهار من الداخل وتبقى روحا لا تشعر ولا تحس وتظل رغم المۏت تبتسم للجميع.
تعاقبت الأيام سريعا على رهف ورغم مرور الأيام إلا أن الخۏف تعاظم بصدرها ماذا ستفعل بعدما تصبح زوجته 
جلست تنظر لفستان زفافها بوجه شاحب بعدما كان وجهها يشبه القمر ليلة تمامه لقد انطفئ نوره رويدا رويدا..بسطت أناملها وانزلقت عبرة غادرة من طرف جفنيها..أزالتها سريعا فهي الآن تعيش حالة غريبة في خضم أحاسيس ارهقتها وأثقلت تفكيرها للتعايش على حياتها الجديدة..قطع شرودها مع نفسها طرقات خفيفة على الباب
ولجت الخادمة إليها 
الأستاذ بدر جه برة يادكتورة وعايز يقابل حضرتك..أومأت برأسها قائلة
تمام روحي قوليله شوية وخارجة..خرجت العاملة متجهة إليه نهضت من مكانها متجهة لخزانة ملابسها وارتدت فستانا أنيقا باللون الأزرق الغامق وحجابا باللون الأوف وايت وخرجت لمقابلته 
كان يجلس بجوار والدتها يتحدثون في ماضي مازالت أثاره تلاحقها
 

تم نسخ الرابط