مع وقف التنفيذ بقلم دعاء عبدالرحمن
المحتويات
طريقة تفكير فارس جيدا وتعلم أنه لو وجد المتهم غير مفترى عليه وبأنه قاټل فعلا سيرفض الدفاع عنه مهما كانت الأتعاب مغرية ..فقالت فى توتر
طب وانت أيه رأيك يا وائل
لاحت أبتسامة نصر على شفتيه وهو يقول
بسيطة يا أستاذة ..حضرتك ممكن تاخدى وتدى معاه فى القضية لو لقتيه قبلها خلاص بركه يا جامع لو لقتيه رافض يبقى مفيش غير حل واحد..
ايه هو !!
حضرتك تشتغلى القضية بنفسك
ضحكت وهى تقول
أنت بتهزر مش كده ..أشتغلها ازاى يعنى وأبو المتهم هيرضى يخلينى أخدها أزاى يا فالح
قال بسرعة
يا أستاذة القضية مش محتاجة شغل كتير زى ما انت فاهمة ..لو أعتمدنا على شغل المحاماة يبقى الواد هياخد أعدام.. القضية دى عاوزه شغل من نوع تانى
مش فاهمة ...
شوفى يا أستاذة.. القضية كلها مربط الفرس فيها التحريات والشهود ولو تقرير التحريات اتسحب من الملف بصنعة لطافة والشهود غيروا أقوالهم يبقى مفيش دليل والواد هيطلع براءة
قالت بحنق
وانت فاكر بقى انى اعرف أوصل للورقة دى و حتى لو عملت كده فارس مش هيسكت ده غير أنه لو رفض القضية الراجل أصلا مش هيرضى حد مش معروف زى يشتغلها مهما قلناله
نظر وائل للجالس بجواره مبتسما بانتصار وقال لها
المشكلتين دول محدش هيقدر عليهم غير واحد بس...الأستاذ باسم
أعتدلت على الفراش وكأن حية قد لدغتها وهتفت متسائلة
قال وائل مؤكدا
هو الوحيد اللى كان فى مكتبنا ليه معارف كتير فى النيابة
ويقدر يخلصلنا موضوع الورقة والشهود وهو برضة اللى هيقدر يلاقى حل لمشكلة الدكتور فارس
صمتت دنيا لتفكر بالأمر كادت أن ترفض وتنهى المكالمة على الفور رافضة للعرض والأقتراح ولكن المبلغ المعروض أدار رأسها ليس بهين على الأطلاق إنه كافى أن يذيب الصخور بينها وبين باسم وينسيها ما فعله بها وما تلاقيه الآن بسببه وأن يلتقيا من أجله مرة أخرى ..قالت فى تردد
طب أدينى فرصة افكر
أنهى وائل المكالمة معها ووضع الهاتف فى جيبه وهو ينظر لباسم الذى كان يقف بجواره ويلقنه بعض الكلمات ..ربت باسم على كتف وائل وهو ينظر أمامه بتفكير قائلا
قال وائل لاهثا
متأكد يا أستاذ باسم أنها هترضى
أبتسم باسم وهو يجلس خلف مكتبه ويشبك كفيه فى بعضهما وقال بثقة
زى ما انا متأكد أنك واقف قدامى دلوقتى .
ثم همهم بخفوت
وقال
دى تبيع ابوها علشان الفلوس
أنهت دنيا المكالمة وهى شاردة تماما وقد ومض فى عقلها صور متتابعة وكأنه شريط سينمائى لليوم الذى هربت من بيتها وذهبت إليه فى مكتبه وما حدث بينهما ...شعرت بغصة فى قلبها وهى تتذكر وحشيته معها ..كيف تعاود العلاقات معه من جديد بعد ما كان ..كيف تحدثه وبأى وجه تنظر إليه وينظر إليها ثانية ..دار رأسها أكثر وقد أختلط كل شى أمامها بشكل متناقض لم يخرجها منها إلا أن سمعت صوت باب الشقة وهو يغلق بهدوء فعلمت أنه حضر..أغلق فارس الباب بهدوء وهو ينظر للمنزل الهادىء حوله فى سكون.. فهذا ما كان يحتاجه فى تلك اللحظة..السكون ..جلس على أقرب مقعد ووضع الملف بجواره وارتمى بظهره إلى ظهر المقعد وفرك جبينه فى قوة فمازال يعانى من الصداع الشديد ..فى تلك اللحظة خرجت دنيا من غرفتها ونظرت إلى وجهه المتعبه وهى تقول بخفوت
أدار رأسه إليها وأومأ بنعم بدون كلام ...توجهت إلى غرفتها وأحضرت له قرص مسكن للألم مع كوب المياه وقالت
هروح أعملك كوباية شاى تظبطلك دماغك
وضع كوب المياه بجواره وأغمض عينيه بإسترخاء يتلمس قليلا من الراحة والسکينة محاولا ان يبتعد بذهنه عن الافكار التى أدت به إلى هذه الحاله ...وضعت أمامه كوب الشاى وظلت تنظر إليه وهو يرتشف منه ببطء وفى صمت حتى
أنتهى منه وحرصت على أن لا يدور بينهما حديث من اى نوع ... وضع الكوب ونهض واقفا متوجها لغرفته ..دخلت خلفه ونظر إليها مندهشا وهى تأخذ سترته من يده وتعلقها فى الخزانة فهى لم تفعل ذلك منذ زواجهما وها هى تفعله دون أن يطلب منها مساعدته ... ألتفتت له وقالت مبتسمة
تحب أحضرلك العشا
زادت دهشته ولكنه قال
لا مليش نفس يدوب هاخد دش واقعد اشتغل شوية
أنتظرت حتى أخذ ملابسه ودخل الحمام ثم انطلقت إلى المقعد الذى وضع عليه الملف ...أخذته بين أيديها وفتحته وتجولت فيه بنظرها بسرعة فتأكدت انه الملف المطلوب وتأكدت من المعلومات التى سربها إليها وائل .. ومن الواضح أن فارس لم يدرس القضية كاملة حتى الان ...تركت الملف ووضعته كما هو وأنتظرته حتى خرج من الحمام وتوجه إلى الاريكة وأستلقى عليها
وقفت بجواره وقالت بخفوت ورقة
أنت شكلك مرهق أوى يا فارس تعالى نام على السرير علشان جسمك يرتاح ..
وأستدركت فى حزن
ولو كان عليا يا سيدى انا مش هنام دلوقتى
هز رأسه نفيا وقال بصوت نائما
لا متشكر روحى نامى انت ..أنا هغفل ساعة واحدة بس وهقوم أكمل شغلى
دخلت غرفتها ولكنها لم تستطع أن تنام كانت تريد ان تخلق
متابعة القراءة