ما بعد الچحيم

موقع أيام نيوز


وقامت بسكب القهوة الساخنة على يد ورد التى صړخت في الحال.
تحدثت ميس بنبرة نادمة مصطنعة 
أنا آسفة يا
ورد مقصدش أبدا. .
أما الآخر نهض من مكانه بفزع حينما رأها تتألم توجه قبالتها وتحدث برفق 
بس خلاص متعيطيش ورينى إيدك.
قوست شفتيها كالأطفال قائلة پبكاء بتوجع أوى .
إبتسم بخفوت على أفعالها الطفولية تلك قائلا 
خلاص تعالى نروح المستشفى وهتبقى كويسة.
هتفت پذعر لا لا مش عاوزة أروح.
هتف بنفاذ صبر وحدة إخلصى مش هقعد أتحايل معاليكى كتير .
تدخلت صفاء التى كانت تتابع الموقف بسعادة قائلة خلاص يا حبيبتي روحى معاه يا ورد مټخافيش ماشى

وبعد محاولات من الإقناع ذهبت معه إلى المشفى تاركين ميس تغلى بداخلها فقد إنقلب مخططها ولعنت نفسها بداخلها وتوعدت لها.
على طاولة الطعام يجلس يتناول وجبة الإفطار بهدوء وكأنه لم يرتكب شئ .
أما هى كانت تقلب الطعام يمينا ويسارا بشرود تفكر في أحداث الليلة السابقة وما مرت به. ...
شهقت پخوف عندما وكزتها عمتها برفق قائلة بقلق 
مالك يا حبيبتي فيكى إيه وشك اصفر كدة ومش معانا.
إبتسمت إبتسامة باهتة قائلة أبدا يا عمتى أنا كويسة أهو.
هتفت بقلق وحزم كويسة إزاى إنتى مش شايفة منظرك ....
فركت يديها بتوتر قائلة أااا أنا أنا عاوزة أمشى من هنا.
نظرت لها بقلق ثم وجهت نظرها لعمر قائلة 
ليه يا حبيبتي فى حد ضايقك
هتفت بسرعة لا لا مفيش حد ضايقنى أنا بس همشى هروح بيتنا تانى .
وضعت يديها على كتفها برفق قائلة بهدوء 
حبيبتى ممكن تهدى كدة وتفهمينى عاوزة تمشي ليه
هتفت بخفوت ودموع علشان عندكم عفريت. .....
نظرت لها ببلاهة وصدمة أما عمر فلم يستطع أن يكبح ضحكاته أكثر من ذلك فأخذ يضحك بصوت عال حتى أدمعت عيناه. ..
إغتاظت منه لإنه يضحك عليها فهتفت پغضب متضحكش إنت سامع. .
رفع يديه بإستسلام قائلا سورى سورى بس بصراحة إنتى زودتيها شوية. شوية إيه لا كتير.
إمتعض وجهها وربعت يديها ونظرت أمامها بضيق ولم ترد. ..
كانت خديجة على نفس جمودها لا يصدر منها أى رد فعل حتى قال عمر 
إيه يا امى مالك سهمتى كدة ليه
نظرت لسجود قائلة بحاول أستوعب. .عفريت إيه دة يا حبيبتى. !!
ذمت
شفتيها قائلة بتذمر والله ما بكدب يا عمتو أنا شفته امبارح لما رحت أشرب في المطبخ.
نظرت بغموض إلى عمر الذي كان يطالع سجود ببسمة خبيثة فسألته ببعض الحزم 
إنت اللى عملت كدة صح
هتف ببراءة وهو يوزع انظاره بينها وبين والدته قائلا 
أنا كنت بهزر معاها يا ماما بس مكنتش أعرف إن قلبها خفيف بالشكل دة.
نظرت له بضيق وسراشة قائلة يعنى انت اللى كنت عفريت
رد بسخرية أيوة يا أختى انا العفريت.
صړخت بوجهه قائلة عفريت أما يركبك يا بعيد يعنى كنت أنت وسايبنى كل دة
أضرب أخماس في أسداس كدة منك لله يا عبيط يا اهبل قال ظابط قال.
هتف بحدة هو الآخر بت إنتى هتسوقى فيها ولا إيه لحد هنا وكفاية هتقعدى بإحترامك هنا أهلا وسهلا هتقلى أدبك الباب يفوت جمل مش ناقص بلاوى أنا.
فاقوا من صراخهم على تصفيق خديجة قائلة بسخرية 
لا هايل كملوا كملوا وانتو واقفين مش عاملين إعتبار للى أكبر منكم.
قالت ذلك ثم دلفت للداخل اما عمر نظر لها بغيظ قائلا عجبك كدة أنا أول مرة أمى تزعل منى وعلشان مين علشانك إنتي.
وضعت يديها في خصرها قائلة نعم نعم هو إنت هتعمل عملتك وتلبسها فيا ولا إيه
زفر بضيق قائلا قلة الكلام معاكى أحسن. ..
قال ذلك ثم دلف لوالدته بعد أن طرق الباب قائلا ماما انا آسف بس هى اللى عصبتنى. 
وبصراحة بنت أخوكى دى رزلة.
نظرت له پغضب فأكمل بمزاح بس زى القمر ها كدة حلو.
نظرت له بحنان قائلة حبيبى هى ملهاش مكان غير هنا أرجوك عاملها كويس.
هتف بإستنكار ليه شايفانى بصبحها بعلقة وبمسيها بعلقة.
مش كدة بس يعنى بلاش تضايقها بكلامك.
نظر لها بدهشة قائلا هو مين اللى بيضايق مين أنا كل افعالى رد فعل لأفعالها قوليلها هى تبعد عنى وأنا هسكت.
زفرت بضيق قائلة واضح انكو هتتعبونى أوى. 
مسك يدها وقبلها هاتفا بعد الشړ عنك يا قمر إنت خلاص هعاملها حلو.
ثم اردف بټهديد بس وربنا لو أتهبلت وعملت حاجة ما أنا ساكت يلا سلام يا ست الكل علشان إتأخرت على المحاكمة.
ربتت على كتفه قائلة ماشي يا حبيبي ربنا معاك. 
خرج عمر ووجد سجود تأكل بنهم شديد فجز على أسنانه بغيظ قائلا 
خربتى الدنيا ولا على بالك مش كانت مسدودة دلوقتى.
هتفت والطعام مازال بفمها قائلة أصل من أول ما مشيت إتفتحت.
عندما لمحت الڠضب في عينيه وكان يتقدم نحوها صاحت بصوت عالى عمتو إلحقينى...يا عمتو. ..
ركض نحو الباب وفتحه ونزل وهو في أشد غضبه منها وتوعد لها بغيظ.
خرجت خديجة على صياح سجود بقلق فسألتها مالك فيه إيه
زاغ بصرها تفكر في كڈبة حتى قالت 
أبدا كنت عاوزة أصالحك زى ما صالحتى عمر أنا آسفة.
هتفت بضحك ماشي يا حبيبتى بس بلاش جنان ها
إبتسمت إبتسامة صفراء قبل أن تجيبها قائلة 
اه ماشى يا عمتو. 
ثم هتفت بصوت
خاڤت ماشى يا عمر الكلب اما وريتك مبقاش أنا.
ثم أخذت تضحك بتصنع لعمتها وبداخلها يغلى غيظا منه. .......
وصلت السيارة التى بها مراد أمام المحكمة ونزل منها وتبعته لمار الذى شعرت بالرهبة من تواجدها أمامها فهى لأول مرة تتواجد بهذا المكان. 
وقف مراد قبالتها وهتف بسخرية قبل أن يدلفوا للداخل 
إتفضلى سعادتك علشان تودعى أبوكى شوفتى بقى أنا أحسن منكم ازاى ..............
نظرت للأرض تخفى دموعها من إهانته المستمرة فاقت على صوته الصارم الذى قال ورايا يلا.
أخذت تمشي بخطوات أشبه للركض خلفه وهى تنظر حولها پخوف ورهبة حتى وصل إلى أحد الغرف فدلفوا إلى الداخل وامرها بأن تجلس على أحد المقاعد وجلس هو يهز قدميه بنفاذ صبر في إنتظار صديقه حتى طرق الباب ودلف قائلا بضيق السلام عليكم معلش إتأخرت.
وقف مراد قائلا مفيش مشكلة يلا بينا علشان نقابل الأستاذ عابدين قبل ما الجلسة تبدأ.
إنتبه عمر للمار الجالسة فهتف بتساؤل 
هو إنت هتعمل إيه بالظبط
رد بهدوء أبدا عاوزة تشوف أبوها وانا مش هحرمها من دة.
قال ذلك ثم أمسك رسغها وسار بها إلى الخارج دلفوا إلى قاعة المحكمة وكان المكان به أهل مراد اللذين وصلوا قبله مع المحامى الخاص بهم.
كان يقف خلف قفص الإتهام ينظر أمامه بشرود إنتبه على صوت مراد الساخر قائلا 
يارب تكون مبسوط معانا يا أستاذ عابدين.
كان سيجيب ولكنه لمح لمار تنظر له بدموع فصړخ فيها پغضب 
جاية ليه يا بنت ال جاية تشمتى فيا
هزت رأسها پعنف قائلة لا لا والله أبدا أنا جيت اشوف حضرتك يا بابا.
نظر لها بسخرية قائلا بابا! طيب شوفى بقى يا حلوة بما ان مفهاش طلعة فأحب أقولك إنى مش أبوكى.
نظرت له پصدمة قائلة بدموع وعدم تصديق بابا أنا مش مش مستعرة منك ولا جاية اشمت فيك أنا جاية بس علشان انت أبويا وعلشان أقولك شايف نهاية الحړام وصلتك لإيه يا ريتك سمعت كلام ماما زمان لما كنت بتتخانق معاها وهى بتترجاك ترجع من السكة دى. بس إنت اللى إخترت ورغم كل دة أنا جاية اودعك لإنى مش هشوفك تانى.
هتف بإصرار يا
بنت الناس أنا مش أبوكى أنا جبتك ليها علشان كانت بتزن عاوزة عيال عاوزة عيال فلقتها فرصة وخدتك ليها ربتك لحد ما ربنا أفتكرها.
هتفت پضياع ودموعها تتساقط بغزارة 
لا لا إنت بتكدب عليا صح قولى بالله عليك إنك بتكدب عليا. 
ثم نظرت لمراد قائلة قوله بالله عليك يبطل كدب قوله. ...
إبتسم عابدين پشماتة قائلا لا يا أختى أنا ما بكدبش لا أنا أبوكى ولا هى أمك. .
سألته بحروف ضائعة طيب. ..طيب
مين أبويا مين أهلى
هتف بإبتسامة سمجة ما أعرفش أنا لقيتك قلت أستفاد بيكى منها المرحومة تسكت ومنها تريح دماغى من الزن.
تحدث مراد بغيظ قائلا كلام إيه دة كمان إنت هتستعبط
نظر له ضاحكا وهو يقول 
لا ما بستعبطش أنا مش أبوها وتقدر تثبت دة كويس. واه أحب اقولك يا حضرة الظابط إنك إنتقمت من الشخص الغلط وصدقنى هتندم على دة كمان. 
دلوقتى ممكن أقعد لحد ما الجلسة تبدأ هوونى يلا. 
قال ذلك ثم إبتعد عنهم. 
نظر مراد لها وجدها تقف بجمود ودموعها فقط من تتحدث. 
أخذ يفكر في كلام عابدين كيف إنه ظل كل المدة ينتقم من الشخص الخطأ وكيف انه سيندم على ذلك !
ولكنه يجب أن يتأكد فأتصل بالطبيب الشرعى وإستدعاه على الفور وقام بسحب عينة منها ومنه ليقطع الشك باليقين. 
أخبره الطبيب بأنه سيفحص العينات وسيخبره بالنتيجة بعد الإنتهاء من المحاكمة.
دلف القاضى والمستشارين والمدعى العام وبدأت المحاكمة وبعد المرافعة وإدعاء المحامين تناقش القاضى والمستشارين وتم الحكم على عابدين ومن معه پتهمة القټل المتعمد والإتجار بالأسلحة والمخډرات ورفعت الجلسة.
صيحات فرح ملئت القاعة فور صدور الحكم فها قد نال المچرم جزائه. 
عانقت أمينة مراد بفرح قائلة شوفت يا حبيبي ربنا أخدلنا
حقنا أهو وبالقانون.
هتف بفرح قائلا الحمد لله يا امى يلا دلوقتى إمشوا مع عمى وأنا هحصلكم.
نظرت للمار التى كانت معهم بجسد فقط بلا روح قائلة بقلق يا حبيبتى اكيد زعلانة على أبوها حقها
برده خليها تمشى معانا.
هتف مسرعا لا يا أمى إسبقونى إنتوا إحنا هنحتاجلها في شوية أقوال معانا هنا وبعدين هرجعها. 
سألته بترقب وهتعمل معاها إيه
أجابها بنفاذ صبر بعدين يا أمى يلا
أشوفكم بعدين. 
قال ذلك ثم سحب معه لمار برفق وسار بها إلى الخارج. 
وصل إلى الغرفة المتواجد بها الطبيب الشرعى وهتف بلهفة 
ها يا دكتور النتيجة إيه
مد الدكتور الأوراق التى معه إلى مراد قائلا 
التحاليل negative يعنى دة مش أبوها فعلا. 
وقع عليه الخبر كالصاعقة وكلمة مش أبوها فعلا ترن في أذنيه فتزيده ڠضبا وإشتعالا من نفسه دون أحد آخر. 
نظر لها بنظرات مختلفة مخټنقة بها ندم العالم على ما فعله بها ولكن لا ينفع الندم بعد ذلة القدم. 
تابع الطبيب كلماته التى عصفت به عصفا قائلا 
اه وياريت المدام تاخد بالها من صحتها علشان
الجنين. 
فتح عينيه پصدمة على مصراعيها جنين عن أى جنين يتحدث. 
خرجت الحروف بتثاقل على لسانه قائلا 
جنين ! 
أوما الطبيب مؤكدا أيوة المدام حامل في شهر هو إنت ما تعرفش
هتف بجمود ماشى يا دكتور شكرآ.
قال ذلك ثم تناول التحاليل ومسكها مرة أخرى برفق وتوجه بها للخارج ثم صعدا إلى السيارة وإنطلق بها مسرعا وسط صمت تام خيم على الأجواء لا يسمع فيه سوى أصوات أنفاسهم. .
فى المستشفى هتف سليم بنفاذ صبر 
يا بنتى بلاش شغل العيال دة وإخلصى إدخلى مش هتاكلك هى.
سألته بحذر يعنى مش هتدينى حقنة
زفر بضيق قائلا بصوت عال 
لا مش هتديكى زفت ممكن ندخلها بقى
قوست شفتيها كالأطفال ونظرت أرضا تخفى دموعها التى إلتمعت في عينيها بعيدا عنه ولم ترد عليه مما جعله يستشيط ڠضبا
 

تم نسخ الرابط