سقطت من عيني
الجزء الأول
باحدى قرى مصر
ماجد بضحكة متهكمه عمل أيه ما انا داخل قدامه وهو قاعد لنا على الباب بره ...... أنت بس اللى محبكها
الامها فهمها لتلميحاته وسبب ضحكته الساخرة فردت بحدة طيب أتفضل أخرج أعتذرله دلوقتى حالا وأقعد معه لأحسن والله مايبقى فى حتى خطوبة ...... وأنت عارفنى
فقال مهادنا أيه يا حياة أنت زعلتى ....... انا قصدى أن عمى فاروق حبيبي ...... وعارف بحبك قد أيه علشان كده طيب معايا ....... أنا خارج أهو ومستنيكى معه وفكى التكشيرة بقى
خرج فقامت من سريرها لتستعد للخروج له وقد افسد بداية يومها المميز بملاحظته السخيفة رغم علمه أن أكثر ما يؤلمها أن يشير أحدهم ولو من بعيد لحالة السلبية والانفصال عن الواقع التى يحيا بها والدها أو ذكر السبب الذى أنتهى به لهذه الحاله وهو خېانة أمها له وهروبها للزواج بعشيقها صديقه الخائڼ ....... ومع ذلك لا يكف من وقت لأخر عن التطرق للأمر رغم أنها نهته عن ذلك أكثر من مرة ....... نظرت لنفسها نظرة رضا وهى تتطلع لنفسها بالمرأة ...... ثم همست لنفسها بتلك الكلمات التى لا تعلم متى سمعتها ومن قالها ولكنها لا تكف عن ترديدها لنفسها مستمدة منها الثقة أنت قوية ..... ربنا حملك أمانه نفسك ولازم تكونى قدها ... محدش يقدر يكسرك الا لو أنت سمحتى بده ........ الضربه اللى ماتموتش تقوى
حياة بحب صباح الخير يابابا ...... عامل أيه النهارده ياحبيبى
فاروق بخفوت متجها لغرفته الحمد لله
ماجد بعتاب وأنا مليش صباح الخير
حياة ببرود صباح الخير
اقترب وهو يهمس بصوت خاڤت يعنى ينفع تكشرى فى يوم زى ده
حياة بلوم يعنى هو كان ينفع اللى أنت عملته
ماجد مدللا مش أنا كل ماقرب منك تقولى أن مفيش بنا حاجة رسمي ..... فقولت النهارده بقى هتبقى بتعتى رسمى وحبيت أدلعك
حياة بنزق بتعتك أيه ....... دى خطوبة يعنى مجرد وعد بالجواز ما يترتبش عليها أى حقوق
حياة بحدة تانى يا ماجد أنت أتجننت ........ كنت عايز تتجوزنى عرفى ليه عاملين عاملة ولا ده جواز من أصله ........ وبعدين أنت مستعجل كده ليه ..... مش كفاية أنى عشان خاطرك وافقت نتخطب فى اجازة نص السنه ونتجوز فى أجازة أخرالسنه وأنا لسه فى سنه أولى ...... بعد ما كنت مصرة مااتجوزش غير بعد التخرج
ماجد بلهفة بحبك يا حياة ......حرام عليكى أنت فى كلية طب ...... عايزنى أستنى سبع سنين ...... وبعدين أحنا الأتنين قاعدين فى القاهرة ..... انا عشان شغلى ...... وأنت فى بيت الطلبة ...... يبقى كنا عيشنا سوا أحسن ......... أعملى حسابك جوازنا يوم عيد ميلادك الجاى مش هستنى بعده لحظة وكمان ياحبيبتى تبقى أتولدتى من جديد يوم جوازنا
ماجد باستسلام لا خلاص براحتك ....... مش هستعجلك أكتر من كده ....... وربنا يصبرنى الكام شهر دول
مرت حفل الخطبه على خير الا من بعض المضايقات من نوال زوجة خالها التى لا تترك فرصة تمر بدون التلميح لأمر والدتها أو حالة والدها المزرية وبرغم أنها قد أصبحت حماتها الأن الا أنها لم تسمح لها بالتقليل من شأنها فهى لم تفعل شئ يستوجب الخجل .......
وذنب أمها تحاسب هى فقط عليه ...... فالله لا يحاسبنا سوى على أفعالنا نحن فلما تريد محاسبتها هى على ذنب اقترف منذ طفولتها وأنقطعت صلتها بفاعلته منذ ذلك الحين ..... ولكن خفف عنها الأمر وجود منيرة زوجة ابن خالها البكر الطيبة التى لم تسلم هى أيضا من شراسة زوجة خالها وكذلك صفية ابنة خالها وشقيقة حبيبها التى لا تشبها أمها بأى شكل .... والتي مازالت تبدو ك طفلة بريئة رغم زوجها المبكر وحملها الخطړ ....... وأسعدها أنتهاء الأمر بتدخل حازم من خالها سامى والد ماجد ....... فهو دائما يتدخل لصالحها بالوقت المناسب ولا يستطع أحد مخالفة أوامره فهو شخص جاد وصارم
جلست حياة بكافيتريا الكلية لتناول الأفطار لتجد من يجلس بجوارها على المنضدة دون أستئذان ..... بمجرد أن رفعت رأسها تشنجت عضلاتها وتقلصت أمعاءها فقد وجدت أمامها أكثر أمرأة بغضتها بحياتها فأمهامها مباشرة كانت تجلس والدتها السيدة سهيروهى تنظر اليها متأملة وكأنها مشتاقة اليها ..... ولكن من أين لمثل هذه المرأة بقلب كى تحب وتشتاق قطع أفكارها صوتها الملئ بحنانها الزائف
سهير بإشتياق وحشتينى قوى يا حياة ...... بسم الله ما شاء الله بقيتى عروسة زى القمر
حياة باستياء عن إذنك عندى محاضرة
سهير بسرعه أنت لسه مخلصة محاضرتك والمحاضرة اللى جاية بعد ساعتين
حياة بدهشه عرفتى منين ......اااااه ........ ابن مصطفى وتربيتك هيبقى أيه غير جاسوس
سهير بحزن عيب لما تكلمينى كده ...... أنا مهما كان أمك
حياة للأسف
سهير بعتاب حياة من فضلك ...... أنا جاية أشرحلك كل حاجة عشان مصلحتك زى ما سكوتى طول الوقت ده كان عشان مصلحتك
حياة بسخرية متشكرة جدا ....... أنا عارفة مصلحتى كويس
سهير بحب عرفت أنك أتخطبتى لماجد ابن سامى أخويا ..... وجيت أتأكد لو حد غصبك على الجوازة دى
حياة بنزق المفروض تسألى لو حد غاصبه هو ........ يعنى واحدة امها خانت جوزها وهربت مع صاحبه واتجوزته .......ورمت بنتها ....... من الاخر نسب مايشرفش وكتر خيره انه راضى به
سهير بحدة انا مش خاينه ...... ومش هسامحلك تتكلمى معايا كده تانى ... وهما عارفين ده كويس ........ ولاخر مرة باقولك تردى على من غير تجاوز ......... انت حد غاصبك على الجوازه دى
حياة باستسلام لا انا وماجد مرتبطين من زمان ........ وكنا ماجلينا الخطوبه الرسمى قبل الجواز بفترة قليله ...... خلاص كده ممكن أمشى
سهير باصرار والولد ده كويس ولا زى سامى
حياة بدهشة خالى ....... انت كمان بتتكلمى على اخوكى اللى عاش عمره كله ومتخلاش عنا
سهير معاتبة ما أعتقدش أن ده اللى أتعلمتيه من فاطمة ...... أكيد قالت لك أنى حتى لو كافرة من حقى تعاملينى بالمعروف الا لو حاربتك فى دينك
حياة بخجل أستغفر الله العظيم ...... اسفة مش قادرة أسيطر على أعصابى
سهير بحزن لو وجودى ضاغط على أعصابك قوى كده
يبقى تسمعينى ..... وأوعدك لو أدتينى فرصة أقول كل اللى عايزه مش هاضيقك تانى
حياة بضجر سامعه
سهير مش ينفع هنا ...... تعالى نروح أى مكان
حياة بضيق لا أسفة مش هينفع أخرج من الكلية
سهير خلاص ....... أنا دخلت بعربيتى وهى اللى هناك دى ....... تعالى نقعد فيها ونتكلم براحتنا
داخل السيارة
جلست بجوار أمها تحاول الا تنظر اليها فهى متخبطة المشاعر مابين ذكريات جميلة من طفولتها معها وفعلة أمها التى حطمت حياتها حياة بتوتر ياريت ...... تنهى كلامك بسرعة و تنفذى وعدك وتسيبينى فى حالى
سهير بصدق لازم تعرفى أنى جاية الحقك ....... وأشيل الغشاوة من على عنيكى ....... لانك واثقة فى ناس مش محل ثقة وهما أكتر ناس ظلمونا أحنا الاتنين وظلمهم ليا أنا أبتدى من زمان قوى
فلاش باك
سامى پحده يعنى أيه يابا اخد اجازة عشان أجى آتجوز ....... الايقك أنت أتجوزت وخلفت ........... ومن غير ماتقولى
عبد الرحمن الغمراوى أتصلت وقلت لك أنى هاتجوز وانت مردتش
سامى پغضب أرد على أيه ....... على أنك بعد ما كنت متجوز بنت عمك كبير العيلة ...... عايزة تتجوز واحدة من الانفار اللى فى أرضها
عبد الرحمن بحزم اللى بتتكلم عليها دى بقت مراتى وأم سهير أختك ...... وأنا لا سبت أمك ولا أتجوزت عليها ........ أمك ماټت الله يرحمها وأنت سافرت تشتغل فى الكويت وسبتنى لوحدى من غير ونيس ولا جليس ...... زهقت من الوحدة وأتجوزت على سنه الله ورسوله
سامى بعصبية أنا مليش أخوات .... ومن دلوقتى أنت كمان أعتبر أن ملكش أبن ..... أنا هاخد مراتى وأرجع الكويت ....... ومن هناك هابعت لاهلها اكابر البلد يبنوا لى بيت عندهم بالمركز ويحرم علي بيت سته بنت الغفير
بعد مرورعدة سنوات توفى عبد الرحمن تاركا أبنته التى تبلغ ثمانى سنوات تحت رعاية والدتها ....... ولكن بعد عدة شهور من ۏفاته عاد سامى الى مصر وأحتكم للقضاء وحصل على حكم بالوصايا على شقيقته الصغيرة وأنتزعها أنتزاعا من حضڼ والدتها وعندما توسلت اليه بأن يتركها تنعم بقرب ابنتها أخبرها بأنها أن تنازلت عن نصيبها من الميراث لصالح أبنتها سيدعهما يعيشان معا وعندما نفذت شرطه قام بطردها من المنزل وأغلقه وأنتقل للاقامه بالمنزل الذى أسسه بالمركز بجوار أسرة زوجته
عاشت الصغيرة سهير حياة صعبة مع شقيقها ونوال زوجته المتسلطة ..... جعلا منها خادمة لهما ولطفلهما كما اعتادا ضربها لأتفه الأسباب وعندما حصلت على الشهادة الاعدادية منعها سامى من أكمال دراستها رغم تفوقها وتوسلاتها ..... وهى فى السادسة عشر علمت من همسهما أن مختار أبن عمها جابر كبير العائلة قد تقدم لخطبتها ...... وقد أفزعها ذلك بشدة فهى لم ترى أحد يفوق سامى غلظة وصرامة غير مختار هذا....... ولكنها فوجئت بشقيقها يخبرها بأنها قد خطبت لفاروق وهو احد
اقاربهم الفقراء ...... يعمل لدى شقيقها ....... ورغم علمها بأنه لم ينل أى قسط من