روايه بقلم ميمي عوالي

موقع أيام نيوز


كنت عاوز انبهك واوصيكى تاخدى بالك منى قبل ما اسمها ايه دى تضحك عليا وتغوينى واضيع من ايديكى
لتعبس رقية بوجهها قائلة انا ليه شامة ريحة مش كويسة فى كلامك ده ثم قالت وهى ترفع صوتها ومين دى بقى ان شاء الله اللى هتغويك واللا تغريك دى
خالد ضاحكا بس بس يافضيحة وطى صوتك
رقية وهى تحاول السيطرة على انفعالاتها ماتنرفزنيش وبعدين تقوللى صوتك عاوز تقول حاجة قول على طول انا مابحبش كده

ليسحبها خالد اليه واجلسها على قدميه كعادته منذ عقد قرانهما وقص عليها كل ما حدث بينه وبين نورا دون أن يدع حرفا او ايماءة من اى منهما وكانت رقية أثناء حديثه كالقابض على الجمر بيديها حتى انتهى خالد فوجدها صامتة تكتم ڠضبها وغيرتها وعيونها تمتلئ بالدموع
رقية وهى تحاول أن تبدو صامدة ماتخيلتش ان الضړب هيبقى بالقذارة دى ثم ليه كده هتستفيد ايه من الخېانة والغدر مافكرتش انها بتخسرنى وبتخسر حمزة لما نعرف
ثم استدارت بوجهها لتنظر بعينا خالد وانت
خالد انا ايه ياحبيبتى
رقية ممكن تضعف قدامها
خالد بعتاب ده سؤال واللا اتهام
رقية پبكاء كالاطفال انت عارف انا مستنياك من امتى عارف انا بحبك اد ايه واللا بحبك من امتى عارف كنت بقاوم قد ايه عشان كل اما اشوفك ماجريش عليك واقولك انطق بقى
عارف تعبت قد ايه ياخالد
ليتنهد قائلا لازم تثقى فيا يارقية وفى حبى ليكى
لتقول رقية بانفعال واثقة ومتأكدة من زمان اوى واللا ماكنتش استنيت السنين دى كلها
بس مش واثقة فيها ولا فى اساليبها الملتوية خد بالك منها ياخالد عشان خاطرى
خالد وهو يقترب من وجهها انا عشان خاطرك ارمى روحى فى المحيط بس انتى تبقى قريبة ومعاكى إنقاذ الله يباركلك احسن جوزك بيغرق فى شبر ماية
احنا بس لازم نتنبه لكل اللى جاى وربنا يعديها على خير
الفصل التاسع عشر
صباحا بأمريكا يفتح حمزة عينيه تنام جديلتها بجوارها وكأنها حارس لها لا يفارق ظلها فأول ما فكر فيه بعد تأملها ان يحل لها جديلتها التى بلون قشرة البندق فأخذ يحلها حتى بدايتها واخذ ينثرشعرها على الوسادة ليتفاجئ بطوله الذى كانت تخبئه الجديلة
حمزة بابتسامة مبهورة ماكنتش متخيل انه بالطول ده
حياة بابا الله يرحمه كان محرج عليا اقصه او اعمل
فيه اى حاجة غير الضفيرة دى لحد مااتعودت وبعد ما ماټ قررت انى افضل برضة سايباه كده رغم انه بيتعبنى جدا وانا بسرحه
حمزة ولا يهمك من النهاردة هنحل الضفيرة وانا ياستى هسرحه معاكى كل اما ابقى معاكى وانتى بتسرحيه
فى القاهرة بمكتب حمزة
ترفع رقية سماعة الهاتف لتحدث خالد قائلة خالد الكشف جالى وفيه المادة اللى قولتولى عليها اعمل ايه
خالد أقفللى انا جايلك
وماهى الا دقيقتين الا دلف عليها خالد متسائلا مين اللى جابلك التقرير
رقية فى موظف جالى من المخازن اسمه استاذ سعد وقدمهولى وهو متوتر ولما سألته لو عاوز يقوللى حاجة قاللى
فلاش باك
سعد يابنتى انا بشتغل فى الشركة دى من ايام والدك الله
يرحمه والعيش والملح يحتموا عليا انى مااسكتش
رقية خير يا استاذ سعد فى ايه اتكلم وماتخافش
سعد يابنتى ماتقبض الروح غير بأمر اللى خلقها كل الحكاية ان المخازن فيها لعب مش نضيف من حوالى سنة دلوقتى بس انا ماكنتش عارف ايه اللى بيحصل بالظبط وعشان كده مااتكلمتش قبل كده
رقية طب وايه اللى جد النهاردة
سعد فى مادة معينة اسمها المادة
دى بقالها اكتر من 3شهور بتتحط فى النواقص وبتجيلنا منها كميات كبيرة وانا بقيده بنفسى لما بتوصل اخر كمية وصلت المخازن وايدتها كانت من عشر ايام
وبكمية ضعف كل مرة والنهاردة دكتور منصور مشرف المعامل جه من ساعتين وقال انه محتاج منها كمية كبيرة عشان فى طلبية ضخمة بيجهزولها وكان رد الاستاذ عدلى انها خلصت وطلب منى اعمل بيها طلبية خاصة بكمية ضخمة جدا واطلع لحضرتك اخد امضتك بالموافقة وطلبوا منى انى ادخللك بنفسى عشان تمضيها مااسيبهاش فى السكرتارية بما انك بتنوبى عن دكتور حمزة لغاية مايرجع بالسلامة
رقية بابتسامة امتنان ماشى ياعم سعد اتفضل حضرتك وسيبهالى وقولهم انى رفضت امشيها غير لما اراجعها
سعد لا يابنتى اخاڤ عليكى انا هقول انك مشغولة وانى ماعرفتش ادخللك
رقية تخاف عليا من ايه بس
سعد معلش طاوعينى وانتى لما تشوفى هتعملى ايه او لو احتجتينى فى اى حاجة انا رقبتى سدادة
رقية بابتسامة عذبة تسلملى ياعم سعد
باك
خالد انا هكلم العقيد محيى وابلغه بالكلام ده واشوف رأيه ايه
فى أمريكا وفى تمام الثانية بعد الظهر يتجه حمزة وحياة إلى خارج القصر بصحبة الحراسة متجهين لرؤية طفلة حمزة للمرة الأولى وكان يبدو على حمزة التوتر الشديد رغم محاولات حياة لصرف ذهنه لاشياء اخرى الا انه كان سرعان مايعود لشروده وتوتره حتى وصلا أمام بناية عملاقة وعندما ترجلا من السيارة وجدوا ان مراد المحامى يترجل هو الاخر من سيارته ليتقدم منه ويحيى حمزة بحب ابوى كبير ثم يحيى حياة وهما يتجهان إلى مدخل البناية ليدق مراد احد أرقام الانتركم ليتحدث لثانية لينفتح باب البناية فيدلفوا إلى الداخل ويصعدون إلى شقة كيت ليجدوا سيدة شديدة الأناقة ويبدو على ملامحها انها كانت فاتنة فى شبابها تقف بباب الشقة وهى تحييهم بابتسامة دبلوماسية وتدعوهم للدخول
وعند استرخائهم فى مقاعدهم تبدأ السيدة فى التحدث
جوليا انا أسمى جوليا وانا من تحدثت معك فى الهاتف واخبرتك عن ابنتك سيد حمزة
حمزة هل انتى والدة كيت حقا
جوليا نعم ولما سأكذب بهذا الشأن
حمزة لا تؤاخذينى سيدتى ولكن طوال معرفتى بكيت كانت تقول لى انها يتيمة وليس لها احد
لتبتسم جوليا ابتسامة حزينة وتقول طوال حياتها البائسة لا تعترف بوجودى من بعد مۏت والدها فدائما ماكانت تتخذنى عدوة لها لمجرد انتقادى لطريقة حياتها وانفصلت عنى من عمر الثالثة عشر
حمزة ببعض الفضول ألم تعلمى بزواجنا من قبل
جوليا عندما ذهبت إلى القاهرة اخبرتنى بأنها ستعيش بقية حياتها ثرية بفضل طموحها الذى كنت دائما اهاجمها بشأنه ولم اعلم عنها مرة أخرى الا حين عودتها هاربة
فعندما عادت الى أمريكا قالت لى انها هربت منك لأنك كنت تعذبها بدنيا
حمزة پغضب كاذبة هذا لم يحدث ابدا
ليجذبه مراد وهو يهدئ من روعه قائلا وهو ينظر إلى جوليا تملك أعصابك حمزة فجميعنا هنا بلا استثناء نعلم ذلك
ليجلس حمزة مرة اخرى وهو يحاول ان يتمالك نفسه من الڠضب
جوليا سامحنى سيد حمزة لم يكن امامى وقتها الا ان اصدقها واعاونها على الاختفاء
ولكن بعد فترة قصيرة بدأت تتعرض لنوبات من الإرهاق والمړض حتى علمنا بحملها وفوجئت بها تصمم على إجهاض ماتحمله ببطنها الا ان الأطباء حذروها من ذلك لأنها لم تكن المرة الاولى
حمزة پصدمة كيف ذلك لقد كانت بكر عندما تزوجتها
لتنظر له جوليا وهى تحرك رأسها ذات اليمين وذات اليسار ثم قالت كانت تعلم أن الشرقيين لهم مفهوم خاص بهذه المسألة ولذلك عندما قررت الذهاب
إلى القاهرة كانت قد اتخذت تدابيرها الخاصة
ليتذكر حمزة انها قد افهمته انها تعرضت للاختطاف ليقول هل تعرضت قبل سفرها للقاهرة للاختطاف حقا
لتضحك جوليا بشدة قائلة كانت فى هذا الوقت مع اصدقائها فى رحلة سفارى لتوديعهم
لينكس حمزة
رأسه خجلا من خداعها اياه بهذا الشكل ليقطع مراد صمتهم قائلا سيدة جوليا لقد وعدتينا برؤية ابنتنا
جوليا اجل اعذرونى لقد أخذنا الحديث لتنادى على فتاة ما وتطلب منها إحضار الطفلة لتذهب وتعود إليهم وهى تحمل طفلة رائعة الجمال شقراء شديدة البياض بعيون بنية واسعة كعيون حمزة ورموش كثيفة وشفاه كحبة توت مشقوقة نصفين لتقع حياة فى حبها على الفور نظرت لحمزة بابتسامة واسعة لتجده يتأمل الطفلة كأنه يسجل كل انش من ملامحها بذاكرته وكأنه لم يصدق بعد بأن له ابنه رائعة كحلوى المارشميلو
لتقف حياة وهى تنظر للطفلة بابتسامة واسعة وتمد يدها اليها تلاعبها قائلة اهلا باميرتى الجميلة انا أسمى حياة وانا جد سعيدة برؤيتكى هل تسمحين لى بأن احملك واقبلك
ان اعرفك اميرتى الجميلة على فارسك الشجاع انه السيد
حمزة هل تسمحين له هو الاخر بحملك مثلما سمحتى لى لترفع الطفلة عينيها لحمزة ضاحكة ثم ترفع كلتا يديها إشارة على موافقتها ليمد حمزة يديه ليلتقطها من حياة وهو يتأملها لبرهة من الزمن 
الصغيرة هل ستاكلنى سيدى
ليضحك
حمزة قائلا انكى شهية كالمارشميلو صغيرتى
الصغيرة وهى تنظر بابتسامة لحياة احب اميرتى اكثر
حمزة ضاحكا ببعض الشجن اذا كما تأمر اميرتى
وكانت الصغيرة كتلة من المشاغبة والذكاء فظلت تلعب وتلهو معهم وكانها ترعرعت بأحضانهم حتى مر اكثر من ثلاث ساعات حين قالت جوليا اعتقد ان هذا يكفى
ليرفع حمزة رأسه مستفهما اقترب موعد عودة كيت وانا لا أريدها ان تعلم بوجودكم الان
حمزة ولكن لماذا
جوليا لقد شرحت للسيد مراد كل شئ دعه يشرح لك ولكن بعد ان تغادرا
مراد وهو يومئ لحمزة بالموافقة دعنا نذهب الان وساشرح لك كل شئ
ليودعوا جوليا والصغيرة التى حزنت لفراقهم ولكن حمزة وعدها بزيارة اخرى قريبة
وبعد مغادرتهم اتجه ثلاثتهم لاحد المطاعم الراقية للحديث أثناء تناولهم للعشاء
حمزة انا محتاج افهم يا استاذ مراد
مراد الحكاية ان جوليا كانت مصدقة كل اللى كيت حكيتهولها عنك من انك كنت بتعذبها وبتحبسها وبتعرف عليها ستات لحد شهرين فاتوا لما سمعت كيت وهى بتتكلم مع صديق ليها عن انك ماتعرفش ببنتها وانها عاوزة تعرفك من غير ماتبان فى الصورة عشان ماتأذيهاش بسبب اللى عملته فيك وفى نفس الوقت تقايضك على بنتك عشان تاخد منك فى المقابل قرشين حلوين وطلبت من امها انها تكلمك تقولك اللى قالته لك وهى بتحاول تفهمها انك هتخلص فلوسك على الستات اللى بتعرفهم وان الفلوس دى من حق بنتك وانها لازم تساعدها من غير ماهى تظهر فى الصورة وقتها جوليا مثلت انها اقتنعت واتصلت بيك قدامهم وقالتلك اللى قالتهولك ساعتها لكن بعد اتصالات معها لقيتها جاتلى المكتب من أربع أيام وقالتلى
فلاش باك
جوليا يجب أن تعود الصغيرة إلى ابيها
مراد وهذا بالفعل ماسيحدث ولكن هل يمكنني معرفة سبب تغيير رأيك
جوليا سيد مراد اود ان اقص عليك شيئا هاما
وبعد أن قصت عليه جميع ماتعرفه
مراد وماذا تريدى ان تفعلى الان
جوليا انا لا يهمنى سوى مصلحة الصغيرة فان ظلت مع امها لتنشأتها ستصبح نسخة مكررة من امها وانا أفضل المۏت على ذلك
مراد اذا 
جوليا اذا ساساعد والدها فى استردادها ولكن على شرط واحد
مراد وما هو
جوليا ان يسمح لى السيد حمزة بأن ازورها فى القاهرة كلما سمحت لى الظروف ولا يحرمنى من رؤيتها فهى اعز ما لى فى هذه الحياة
مراد اوعدك بذلك
باك
حمزة طب وهتساعدنا ازاى بقى
مراد وهو يعطى حمزة بعض من تقارير المراقبة الرسمية تفيد القبض على كيت اكثر من مرة بسبب الشغب والسكر التقارير دى
 

تم نسخ الرابط