البعض لا يستحق الحب بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز


منه في حاجات بس ما كنتش ملاك بجنحين.
خرج حسام عن صمته وهو يقول
_ اه بس ما تنسيش انك قلتيلي زمان انك بتزهقي من الرجاله يعني حتى لو كان ملاك بجناحين كان هيجيلك وقت وتزهقي منه وتفكري تعملي معاه زي ماعملتي معايا وبالمناسبه انا متاكد ان موضوع الخلفة ده متأجل بمزاجك عشان عارفه متاكده انك مش هتكملي معايا فعمرك ما تربطي نفسك براجل بعيد اجبرك تكملي مش كده

التمعت الدموع في عين زكريا وهو لا يصدق انه عاش في اكذوبة سخيفة كل هذه الفترة لا يصدق أن المرأة التي أحبها بصدق طعنته بهذا الشكل وكانت تتلاعب به اعرب عن صډمته وهو يسألها پألم واضح في نبرته
_ هو أنت عمرك ما فكرتي تستقري تبطلي الي بتعمليه ده وتكملي جوازك مع واحد طلع كويس ولا أنت حابة ال الي أنت فيها دي
اغرورقت عيناها بالدموع هي الأخرى وهي تخبره
_ اه فكرت...وعملتها مع اول واحد اتجوزته كنت ناوية استقر وابني عيلة وأسرة كويسة تعوضني عن الي شوفته بس هو غرضه مكانش كده بعد ست شهور كان راميني في الشارع وخد مني كل حاجة شبكتي والهدايا الي كان بيجبها حتى اللبس الي جابهولي.. رماني لمجرد انه زهق مني خلاص مزاجه استكفى من وقتها وحلفت ما اخلي راجل ېغدر بيا تاني وقبل ما يعملها اكون انا عملاها.
اشار لنفسه بعصبية يسألها
_ انا كنت هعمل كده كنتي شايفه اني ممكن اعمل ده انا عمري ماكنت هعمل كده فيكي.
التوى فمها بابتسامة ساخرة تجيبه
_ اتعودت مثقش في حد اصل انا برضو متوقعتش انه يعمل كده وبين يوم وليلة كل شيء اتبدل.
اومئ برأسه عدة مرات وكأنه يتفهم ما تقوله لكن الحقيقة
انه كان يؤكد على قراره السابق لذا أردف يقول
_ تمام انا كمان من النهارده مش هثق في حد وبالمناسبة.. أنت.. أنت طالق.
لم تكن سهلة يقسم أنه كانت أشبه بخروج الروح مع الجسد ولكنها هي من خطت للنهاية بيدها ولم تترك له خيار اخر.
_ وبالنسبه لهداياي ليكي او حتى شبكتك مش عاوزها.. اعتبريها تمن الايام الي قضتيها معايا ياريت تدخلي تلمي حاجتك وتمشي عاوز اقفل الشقة.
نظرت له لبعض الوقت لا يدرك إن كانت تعاتبه ام تلوم نفسها ام ماذا ولكن لم يعد يهمه..
خرجت بعد فترة تجر حقيبة ملابسها ووقفت أمام باب الشقة تنظر له وتقول
_ الحاجة الي جبتهالي مش هخدها تمن الايام الي قضيتها معاك انا عندي الي يكفيني وزي ما كنت باخد من غيرك بمزاجي هسيبلك حاجتك بمزاجي برضو.. حاجتك جوه متلزمنيش.
انهت جملتها وخرجت من الشقة بل من حياته بأكملها تاركة خلفها لغز عدم قبولها بهداياه كسابقه!
شهر كامل مر بين احزانه وصډمته لم يستطع خلاله ان يذهب لوالدته ويواجهها وقد تأكد من علمها بما حدث من حسام.. بل العيلة باكملها عرفت الحقيقة وهو من اراد من حسام ان يفعل.. كي لا يضطر لمواجهتهم..
والآن عليه الذهاب لوالدته عليه العودة لموطنه الحقيقي..
وصل لمنزله وبدأ يخطو خطواته بخزي واضح حتى وصل أمامها كانت جالسة
وكأنها بانتظاره رغم انه لم يخبرها بمجيئه..
_ اخيرا جيت.
هتفت بها وهي تناظره بعتاب واضح ثم قالت
_ تعرف اني بقالي شهر كل يوم اقعد القاعده دي على أمل انك تيجي.
رفع نظره لها وحدث ما كان يخشاه وجد ذاته ينهار في البكاء وهو يتجه
اليها بخطوات مسرعه وشهقاته تسبقه كطفل عاد من المدرسه يبكي بعد أن ضربه احدهم فركض لأحد امه يشتكي لها ظلم الآخر.
_بس.. بس
ياحبيبي اهدى كلها دروس وبنتعلم منها ياقلب امك ولولاها مكناش عايشين.
_ ليه انا عمري ما أذيت حد ووثقت فيها.
_ مش عشان أذيت حد عشان
ربنا بيعلمك درس عشان متوقعش في المحذور تاني.
_بس انا اتجوزتها ومكنتش بلعب بيها يبقى ليه الدرس ده
_ عشان تتعلم متجازفش حياتك مش رخيصة عشان تجازف بيها يا ابني قولتلك قبل كده متجيش تاخد رقاصة وتقول يمكن تكون كويسة ما انت عارف ان معظمهم مش كويسين يا حبيبي هم اه اللي اتربوا في ملاجئ ملهماش ذنب بس كمان الملاجئ ياما بلاوي بتحصل فيها والعيال دي بتتظلم فيها ولا بتلاقي حد يعلمهم الصح والغلط فبيطلعوا يظلموا بعدين بقى انا ام واحساسي ميخيبش من اول مرة شوفتها وانا قلبي مرتاحش لطريقتها المسهوكة ولا نظراتها... بعدين يا قلب امك انت مبتختارش زوجة بس انت بتختار ام لولادك ونسب لعيلتك يمكن يابني تشوف كلامي غلط بس صدقني حتى لو هي كانت كويسة كان هييجي يوم وټندم وتحس ان مش هي الاختيار الصح.. وكمان بقى في الاغلب اراء الاهل بتصيب مفيش حاجه في الدنيا يا حبيبي تستاهل انك تقف قصاد امك عشانها ولا قصاد اهلك الزوجه يروح وييجي الف مكانها لكن اهلك تعوضهم ازاي! ربنا قال ان الحالة الوحيده الي متطعش اهلك فيها هي الشرك بالله اعوذ بالله وانا رفضت ووقفت قدامي وعارضتني كان ربنا هيباركلك في حياتك ازاي بقى.
اومئ مؤكدا وهو يخبرها 
_ معاكي حق انا اسف.
مسامحاك يا قلبي من غير اسف ربنا يعوضك خير ويباركلك في حياتك بس افتكر دايما ان العيلة اول شيء..
_ فعلا العائلة اولا.
تمت بحمد

 

تم نسخ الرابط