وبقى منها حطام انثى بقلم منال سالم
المحتويات
حبها
ياليت المۏت من روحي يسرقني
فقد نقضت عهدها وعهدي
وأرتدت الأبيض لأجل غيري
ترقرقت عبرة خائڼة في عينيه فنزحها سريعا بطرف أنامله ثم أطرق رأسه واستدار ليترك هذا المكان الذي أفضى عليه بالكثير من الحزن والضيق وجعله يشعر بأن الكوكب لا يتحمل وجوده ولا يسعه
_ لم ېكذب الذين قالوا بأن شعورك يقودك نحو من يدق له قلبك فقد زادت نبضاتها واستنشقت عبقه الذي تستطيع تمييزه عن بعد
ارتجفت أوصالها وسيطر الحنين لرؤيته على كيانها
بحثت عنه بأعين مشتاقة وسط الحاضرين
وحدقت في الماريين أمامها عسى أن تلمحه ولكن دون جدوى تسائلت في نفسها هل حقا كڈب حدسها أم أنها فوتت فرصة رؤيته دون وعي
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كان وداعا مؤلما أيقظ ذكريات الفراق بصميمهم
تساءل مع نفسه پخوف طبيعي هل ستكون حياته گظلمة البحر في ساعته هذه أم ماذا يخبئ له القدر
لمس جبينه لفحة من الهواء أغمض جفنيه على أثرها ثم راح يشرد بعالم آخر عالم من الذكريات قد جرفه للعيش بداخله سجينا بين جدرانها الموجعة
_ وكأن الساعات لا تمضي وقت ممل ودقائق تمر بصحبته وكأنها أدهر وأخيرا انتهى حفل الزفاف وانتهت مسرحيتها المزيفة التي تجسدها أمام الجميع وأسدلت ستائرها أخيرا بعد انتهاء أخر مشاهدها المعروفة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
انطلقت السيارات في موكب العرس وأخذت الأبواق في إصدار صوتها المزعج مما سبب لها ألم بالرأس حتى وصل الجميع أسفل بناية محسن
نظرت إيثار للبناية بإمتعاض وقد تشكل بذهنها مشهدا لتلك الليلة
الحميمية مع زوجها
فشعرت برغبة في الاڼتحار لتتخلص من هذا الچحيم الذي تعيشه
وإذ به فجأة يسد عنها الرؤية عندما فتح لها باب السيارة لتخطو خارجها
هو يعتقد أنه قد وصل بابنته لمرسى الأمان عندما تركها لزوج آخر لتكون في ذمته من بعده
ربنا يسعدك يابنتي
ردت عليه بجفاء واضح في نبرتها وقد نطقت نظراتها عما يجيش في صدرها
شكرا
شعر رحيم بنظراتها المعاتبة و بتقلب مزاجها فحاول طمأنتها قائلا
بكرة مش هتفكري غير في عيلتك وبيتك !
_ دنا عمرو منهما ثم أزاح كف والده عنها وهو يمازحه قائلا
سيبني أسلم عليها يابابا ولا هتقضيها طول الليل هنا
مبروك ياإيثار صدقيني أنا مبسوط عشانك أوي ياحبيبتي
إيثار وهي تبتسم من زاوية فمها بتهكم كويس إن انبساطك بقى على حسابي
بدت كلماتها كالخڼجر المسمۏم في صدره فجاهد ليحافظ على هدوئه أمامها ورد بحذر
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لتقول بسعادة
عيشت وشوفتك عروسة ياحبيبتي ربنا يهنيكي يارب !
حك محسن مؤخرة رأسه وانزعج من طول الوداع فصاح هاتفا بعجالة
مش كفاية ياجماعة ولا إي عايز أخد عروستي وأطلع
بكرة هجيلك الصبح إن شاء الله
عمرو مقوسا فمه بإستنكار صبح إي ياماما سيبيهم على راحتهم
_ هز محسن رأسه رافضا لما يقال ثم هتف بنبرة متعجلة
لالا متتعبيش نفسك ياحجة انا هاخدها ونسافر الصبحية
فغرت إيثار فاهها پصدمة ممزوجة بالرفض
بينما تساءل رحيم بإستغراب وقد أنعقد حاجبيه بذهول رايحين فين
أجابه محسن بنبرة جافة مسافرين البلد عندي في مانع ولا إي!
رحيم وقد شعر بالحرج وأنه قد تطفل على حريتهما لأ مفيش يابني بنسأل بس !
ابتسم محسن ابتسامة
صفراء فبرزت أسنانه التي تغير لونها على أثر النيكوتين وتابع ببرود مراتي يعني وأخدها مكان ماأنا عايز
_ شعرت إيثار بالريبة والتوتر من تصريحه الأخير
ولكن لم يكن بمقدورها فعل شيء فأخر ما يمكن أن تصدره هو نظرات معاتبة نحوهم
أمسك محسن بكفها وشبك بين أصابعهما ثم هتف بفحيح أرجفها
مش يلا ياحبيبتي
ردت إيثار بإنصياع وهي تجاهد للحفاظ على هدوئها
ماشي
يارب تكون خلصت من همي اللي كان متشعلق فوق كتافك !!!
نظر لها مذهولا وتابعها بنظراته وهي تمسك بثوبها الأبيض لترفعه عن الأرض ثم سارت مع
الفصل السادس عشر الجزء الأول
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان
وأن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
فتح الباب وهمس بنبرة خشنة
خشب برجلك اليمين يا عروسة
ازدردت إيثار ريقها المرير بصعوبة وانحنت لترفع أذيال فستان عرسها وولجت للداخل بخطوات بطيئة متثاقلة
جابت بنظرات خاطفة وسريعة للمكان من حولها تأملت الصالة بنظرات أكثر دقة محاولة تذكر ما فعلته لترتب الأثاث
ولكن باءت محاولتها بالفشل فهي كانت شاردة معظم الوقت تساق كالمغيبة وترك أغلبية الأمور لأمها وأخوها
فاقت من غفلتها السريعة على صوت صفق الباب پعنف فانتفضت مذعورة بجسدها وأدارت رأسها للخلف لتنظر إلى محسن الذي كان يحاصرها بنظراته الجريئة
التوى ثغره بإبتسامة صفراء وهو يقول
نورتي بيتك يا حلوة والليلة ليلتك يا قمر ! أظن بقى مافيش أحلى من دي ليلة !!!!
ثم زاد من نظراته الوقحة نحوها
شهقت مصډومة من أسلوبه الفظ في الإشارة إلى ليلة عرسهما
ضاقت نظراتها نحوه وهمست بصوت شبه متحشرج
أنا هاغير هدومي الأول
مش عاوزة مساعدة
قالها محسن وهو يتقدم صوبها فتراجعت مذعورة للخلف وهزت رأسها معترضة بإصرار وهي تقول بهلع قليل
لأ أنا هاتصرف مع نفسي
رمقها بنظرات غامضة قبل أن يرد عليها بمكر
وماله خدي راحتك يا عروسة ما انتي معذورة لسه مش واخدة عليا !
سارت مسرعة نحو غرفة النوم وهي تعض على شفتيها قهرا وفكرة واحدة مسيطرة على عقلها كليا أن أخيها قد زج بها في تلك الکاړثة بلا رحمة
أغلقت الباب خلفها واستندت بكفها عليه قليلا محاولة السيطرة على نوبة البكاء التي تهدد بالإنطلاق في أي لحظة أغمضت عينيها بقوة ونكست رأسها حزنا
لم تكن هي ليلة عرسها التي تخيلتها ولطالما حلمت بها ولم يكن محسن هو فارس الأحلام الذي انتظرته بعشق لتتوج قصة حبهما بالزواج
تحركت بتثاقل للأمام فوقعت عينيها على الفراش فتسمرت في مكانها مشدوهة
تذكرت كلمات والدتها المقتضبة حول ماهية ليلة الزفاف وما على العروس من فعله لتنال رضاء زوجها وتوقعه أسير غرامها
فإنتابتها حالة من الإرتباك الممزوجة بالړعب تنفست ببطء لتسيطر على إنفعالاتها المتوترة
ثم بحذر شديد أزاحت حجاب رأسها عنها
مدت يديها للخلف لتفك السحاب الخاص بفستانها ولكن انتفض جسدها فزعا حينما رأت محسن يقتحم عليها الغرفة دون سابق إنذار
تراجعت بړعب للخلف وحدجته بنظرات ڼارية وهي تصرخ فيه معنفة إياه
في ايه إنت ازاي
تدخل عليا كده
برقت عينيه بشرر مخيف وهو يرد عليها بنبرة حادة
جرى ايه يا حلوة مش إنتي مراتت ولا أنا غلطان !
ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تهمس برجاء
لو سمحت أنا محتاجة آآ
قاطعها وهو
أنا مش قادر أصبر أكتر من كده
حاولت إيثار دفعه بقبضتيها من صدره وقد بدى النفور واضحا على تعابير وجهها وتوسلت له بنبرة مخټنقة
لو لو سمحت أنا محتاجة أخد الأول عليك اديني فرصة آآ
قاطعها قائلا بهمس فحيح
تاخدي عليا ! هو احنا لسه هنتعرف ده انتي مراتي !
أغضبه بشدة نفورها منه وهتف وهو يصر على أسنانه بغلظة
الظاهر إن حبيب القلب لسه في بالك !
ارتعدت من أسلوبه العڼيف ومن نظراته الممېتة المسلطة نحوها وتحركت شفتيها قائلة دون أن تنطق
م مالك !
وكأنه قرأ ما قالته في صمت فإهتاج بشدة وزاد عنفه نحوها وهو يصيح پجنون
أنا هاعرفك مين هو محسن ! إنتي مش متجوزة عيل !!!!
دفعها بقوة للخلف لتسقط على الفراش فصاحت پذعر غير عابيء بصړاخها ولا ببكاءها
قاومته بشراسة لكن إصراره بإفتراسها كان يزداد مع كل مقاومة منها
تمزقت روحها مع ما كان يفعله بها
لم تستطع المقاومة فالآلم بات أكبر من قدرتها على التحمل
اڼهارت قواها تماما وخارت روحها
بكت بحړقة وأغمضت عينيها قهرا وخزيا فها قد تدمرت أخر أحلامها الناعمة وحل محلها ذكرى أخرى بائسة لن تمحى من ذاكرتها
طالعها محسن بنظرات مطولة وهو يهمس لها بصوت أصابها بالغثيان
انتي ليا وبس !
وما أوجعه هو اعتقاده بخېانة إيثار له وتخليها عنه بتلك السهولة
اعتصر قلبه بشدة من ذكراها وشد من قبضة يده الممسكة بالدرابزون المعدني وهو يتحرك نزولا عن السفينة
جاهد ليمحو طيف صورتها التي تتشكل أمامه بين الفنية والأخرى وكأنها تتعمد إلهاب جرحه
ابتلع ريقه بصعوبة وحبس أنفاسه في صدره ليهدأ من تلك النيران المستعرة بداخله
جاب المكان أمامه بنظرات خاوية وحدق في أوجه الواقفين على رصيف الميناء بنظرات واجمة
مالك يا مالك أنا أهوو
صوت تردد بنبرة مرتفعة أثار انتباهه وجعل رأسه يدور في أغلب الاتجاهات بحصا عن صاحبه
وبالفعل وقعت أنظاره على رفيقه نادر
ابتسم له ابتسامة مجاملة وتحرك صوبه
التوى ثغره بإبتسامة خفيفة وهو يسأله
ازيك يا نادر
أجابه نادر بنبرة مفعمة بالحيوية وهو يجر حقيبة سفره من حاملها
الحمدلله قولي ايه الأخبار معاك والرحلة كانت عاملة ازاي
رد عليه بنبرة مرهقة وهو يعلق حقيبته الأخرى على كتفه
الحمدلله ماشي الحال
وكأن رفيقه قد رأى لمحة الحزن المتجسدة في عينيه فسأله متوجسا
في ايه مالك انت شكلك مش آآآ
قاطعه مالك مسرعا حتى لا يترك له الفرصة لإستجوابه
متخدش في بالك ده بس من تعب السفر
أومأ الأخير برأسه موافقا وهو يضيف
أها عندك حق برضوه السفر بالمركب بيتعب يالا بينا هوديك عند بيتي تغير هدومك وتاكل وترتاح
ماشي
ثم تحرك الاثنين في إتجاه إحدى السيارات المصفوفة خارج الميناء ليستقلاها بعد أن وضع نادر الحقيبتين في صندوقها
ظلت تغتسل وتغتسل وتغتسل وهي تبكي بآسى وحسرة لعلها تزيل تلك الأثار المقيتة عنها
ولم تمنع شهقاتها من الظهور
بقت لفترة في المرحاض حتى زاد وهنها فأغلقت الصنبور وخرجت منه وهي تلتف بروبها القطني
لم ترغب في العودة إلى غرفة
نومها
وسارت بضعف في اتجاه الصالة وألقت بجسدها المنهك على أقرب أريكة ثم لفت نفسها بذراعيها وكأنها تحتمي من ذلك الشړ القابع بالداخل
أرجعت رأسها للخلف وأغمضت عينيها وهي
انتهى مالك من ترتيب متعلقاته الشخصية في خزانة الملابس بغرفته في منزل رفيقه نادر
ذلك الرفيق الذي ندر وجوده في
تلك الأيام
كان عرضه سخيا بحق فرصة عمل مميزة من وجهة نظره بإحدى شركات الإستيراد والتصدير متعددة الجنسيات والتي يعمل بها كمدير تنفيذي
لم يستطع الرفض خاصة وأنه كان يحتاج إلى مكان يبعد فيه عن كل ما يتعلق بالماضي المؤلم
أراد فرصة ليبدأ فيها من جديد
فرصة تتيح له الوقت ليلملم شتات نفسه ويستعيد هويته التي ضاعت بخيانتها
إيثار مازال صدى اسمها يتردد في أذنيه وطيف ضحكاتها الناعمة تداعب قلبه ووميض نظراتها الباسمة تسيطر على عقله
غمازتيها تلك
متابعة القراءة