اسلام الغريب بقلم ساره منصور
المحتويات
تنظر الى مرآتها التى أصبحت تعشقها أكثر وهى تنظر الى نفسها
كانت المرة الأولى التى ترى فيها جمال عيناها وشفتاها وقوامها وضحكتها
وضعت زهرة زرقاء داخل شعرها القصير الاحمر وارتدت قرط الاذن الطويل حمدت الله انه من النوع المضغوط فهى لم تثقبهم أذناها بعد
اختارت اليوم الفستان الأبيض بأكمام واسعة وارتدت حذائها الاحمر الخفيف
نظرت اليه بعبوس وهو ينتظرها فى سيارته فتمتمت
_ كويس ان لبني مجتش هفففف هحاول اتجنب اي نقاش معاه انا عاوزة احافظ على شوية الفرح اللى فيا
لو تم سحره من كافة ساحرات الدنيا لن يتم سحرة بتلك
الطريقة التى ينظر بها اليها
كأن عبيرها يعانق أنفه بنعومة يسمح لقلبه باستنشاقه رويدا حتى يزف داخل عروقه بمشاعر لم يعد يستطيع أن يخفيها
خرج من سيارته يخطوا اليها ليأتى صوت ينتشله من رسم عالمه الخاص معها ويتلطخ ألوان أحلامه
_ إسلام
هتف بها صاحب العينان المتمردة الزيتونية ليصب داخلها بالړعب وهى تلتفت اليه
ارتفع صوت قلبها ينبض بقوة لاتسمع سوي خفقانها ولا ترى عيناها سوي الضباب التفتت إليه وفكها السفلي يتدلى لأسفل
عيناه المتصفحة الجريئة تجعلها تخجل من نفسها حتى شعرت بأن ثقتها أهتزت
_ يعنى اللى سمعته صحيح قالها رامي بجدية وعيناه تنظر اليها بجرائة
نفسها تبرر داخلها ربما تملى عليها الكلمات حتى تصل الى شفتاها لكن توقفت بل شلت عن الحركة لم ترد أبدا ان يعرف من أحد سوي منها بطريقة متدرجة
هتف بها رامي وعلى وجهه نظرة إستحقار ومن ثم أدار ظهره ومشي فى طريقه فاقترب أدم من ياسمين يمسك بيدها فكانت باردة شبه
ضائعة فقد مرت الكلمة على أذناها كالصاعقة التى ألقت رعدها على كافة أنحاء جسدها
أطمئن أدم وهو ينظر الى رامي وقسماته العڼيفة وبرغم كلماته المؤذية لياسمين إلا أنها تركت فى نفسه الراحة فما كان يخشاه ويؤرقه طوال الأيام الماضية لن يعود بل اختفى الطريق الوعر من أمامه بسهولة
_ ابعد أيدك مش راحة ابعد
هتفت بها ياسمين پعنف والدموع على وشك الهروب من عيناها لم يرد أن يترك يدها أبدا يرد فقط أن يبقي معها لكن عيناه وهى ترى حزنها البأس على رامي يجعله يغضب وينحرق بلذعة الغيرة النازفة
وبالفعل كانت الأسوء فقد وجهه اليها كلمة كانت تخشاها كثيرا من الأخرين ولم يأتى فى بالها أنها ستخرج من شفتاه يوما
عاد اليها ثقل جسدها لا تستطيع النوم سوى ساعة أو ساعتين لم تتوقف تلك الخيالات عن الاتيان إليها
الشئ الوحيد الذي يجعلها تستمر فى الحياة هى أحلامها التى تأتى فيها والدتها تشعر بلمساتها حنانها
كما كانت تفعل دائما قبل أن تذهب الى جوار ربها
قامت من الفراش وهي تشعر بالمړض جلست فى شرفتها تنظر الى السماء والنجوم ثم ذهبت تجلس بجانب طاولة وأقبلت تخرج مشاعرها فى ورقة صغيرة
تعالت اصوات قلبي بالاشتياق
فكان مؤلما لى بوحدتي الصماء
التمعت عيني بقطرات الحب
تشتهى عناق تشتهى نبضات
أن لبشر يرى مابداخلي
من البوس والحزن ضاع عقلي
والمؤلم
طارت سنوات عمرى هباء
فى خلية الحياة وحيدة
أترانى ام انى لا أراك
هل تسمع نبضات قلبي
أم علتي وصلت لحد السماء
وتمضي الايام
كانت تجرى بسرعة على الجميع لكن تمر على قلبها بخطوات السلحفاة العجوز
شعرت بحاجة ماسة بالذهاب الى الطبيب لكن لم يكن معها أى مال فاختارت أن تذهب الى عمها فى الليل الثقيل وقفت أمام غرفته الرئيسية ليتسرب اليها همسات بإسمها فاقتربت أكثر من الباب تلتقط الكلمات
_ هتفضل قاعدة معانا هنا إزاى وفيه ثلاث رجالة
متقوليش انها فى محڼة حاول تأجرلها شقة
إتصرف
_ وطى صوتك ياريهام العيال هتسمع
_ البت اللى اسمها ياسمين دى تطلع مين هنا لإما أنا اللى هتطلع
وضعت ياسمين يدها على ثغرها پخوف وهربت الى غرفتها تبكي فكيف لها أن تخرج من البيت والى أين فهى لا تملك من حطام الدنيا سوي عمها
وفى الصباح الباكر
وصل اليها طرق الباب لترتعد
مما تخشاه وهى تنظر الي عمها بعيون راجية ألا يتركها
جلس كل منهما أمام الأخر الكل منهما لديه كلمات عالقة داخله ينتظر الأخر أن يفصح لكن الصمت كان سيد الموقف حتى بدأ عمها ناجى عن التحدث وسؤالها بالإطمئنان عليها
_ خدي يابنتي الفلوس دى لو محتاجة تشترى أى حاجة
شعرت ياسمين بالخۏف وهى تنظر الى المال فهى لا تريد أن تكون حملا ثقيلا عليه وخاصة بعدما سمعت كلام زوجة عمها
فقالت
_ أنا معايا ياعمي خليهم بعدين
وأصرت ألا تأخذ المال
تنهد عمها ناجي وهو ينظر اليها ويربت على ظهرها فقد فهم من كلامها أن المبلغ الذي سرقته من أدم لا يزال معها
فعندما ذهب الى الطبيب أخبره أنها أجرت كل الفحوصات وقامت بدفع مبلغ كبير
فعلم حينئذ أنها هى من سړقت المال من أدم وخشي أن يواجهها بالأمر كى لا تشعر بالاحراج من نفسها
شعرت ياسمين بالراحة وعمها يخبرها أنه سيقوم بدفع تكلفة تعليمها حتى تتخرج والى ان تحصل على عمل وأنه يجب عليها فقط أن تتفوق فى دراستها فقالت ياسمين
_حاضر ياعمي هسمع الكلام بس خلينى
معاك وجنبكم هنا
أنخلع قلبه وهو يرى الدموع تتساقط من عيناها فعلم أنها سمعت بحديثه مع زوجته البارحة فبكي على تلك الصغيرة التى تحملت كثيرا فقال مشفقا عليها أكثر
_ أنا قولتلك أنك بنتى فى حد يسيب بنته متقوليش كدا تانى أنا عمرى ما هسيبك ابدا أنسي كل اللى سمعتيه
شعرت ياسمين أن أدم هو السبب فى ذلك الكلام الذي خرج من ثغر زوجة عمها
فبقت أسبوعا كاملا فى غرفتها حتى جاءها العم عبده يخبرها بأمر هذا الرجل مرة أخرى فأسرعت إليه
لترى صندوقا أصغر قليلا من الصندوق الضخم الذي وصل اليها مسبقا وباقة من
زهور الياسمين
حملته وهى تدخل الى غرفتها ويتولد داخلها بعض السعادة البسيطة قامت بفتح الصندوق بعد عدة محولات فقد كان مؤصدا بقوة وكانت تقطع الشريط پعنف حتى تعرف مابه
وعندما قامت بفتحه وجدت سلوبيت ابيض بخطوط سوداء بقماش من الشيفون
وحذاء رياضيا بلون الابيض مع شريط لامع وحقيبة زرقاء صغيرة
كلما تأخذ شيئا منه تجد شئ أخر بالاسفل حتى وصلت الى النهاية لترى ورقة مع جواب بداخله بعض المال
ربما تتسألين لما أرسل اليك الكتير من الزهور لا تتعبي نفسك فى تلك الاسئلة دعى الزهور فقط على أنفك وستخبرك
ما تركت داخلى من قطرات الحب حتى وصلت اليها
ارتسمت ابتسامة لطيفة على شفتاها الناعمة باللون الوردى فأقربت الزهور من انفها ليصل اليها رائحتها الجميلة
فقالت
_ مچنون !!
فأغلقت الورقة بطيها عده طبقات ونظرت الى المال وهى تتنهد فيدها تشعر بالعجز برغم الخجل
_ هرد جمايلك دى كلها ازاى ياسيف
ليه رامي مش زيك
شعرت پألم فى قلبها فأخرجت زفرة طويلة ثم وقفت أمام المرآة وهى تمسك بهذا السلوبيت
ارتدته وهى تنظر الى المرآة باعجاب فجرى اليها الحماس فخرجت فى فناء المنزل تشم عطر الهواء الذي كان مليئ براحة الياسمين
وبعد إمضاء بعض الوقت مع الزهور قررت أن تذهب الى الطبيب الخاص بها فرجعت لتأخذ المال من غرفتها وما إن عادت لترى دراجة تمسكها لبني يظهر أنها قامت بشرائها فالتمعت عين ياسمين بالخبث وأنتظرت لبني أن تصعد لأعلى وقامت بخطڤها وذهبت مسرعة بها
لم تتوقف عن الابتسام والضحك وهى تتخيل ردة فعل لبني
فقد فكرت كثيرا أن تذهب اليها وتخبرها عن المال الذي تشك بأنها أخذته فخاڤت فى اللحظة الاخيرة أن تذهب وتخبر أدم فيأتى اليها من جديد ويوبخها بأنها لم تعد المال الى رامي
_ أأأأه يارمي طلعت نااار وأنانى نسيت أننا صحاب فى ثانية وحړقت دمى
أنقلب وجهها الى العبوس وهى تتذكر ما مرت به معه منذ الصغر
حاولت أن تطرد تلك الأفكار وتخبر نفسها أنها ملت من الحزن
وما إن وصلت الى الطبيب وجدت هالة تجلس على العشب وتقطف الزهور أسرعت اليها وقاما بالترحيب ببعضهما
_ كويس أنك غيرتي من نفسك ياياسمين
_ أأه الحمد لله التغير مكنش سهل بس أديت لنفسي فرصة
_ بصراحة أنت بنت جميلة ورقيقة
نظرت ياسمين اليها طويلا وقالت
_ وأنت كمان ياهالة جميلة ليه مابتديش لنفسك فرصة
_ أكيد التحسن بيجي مع الوقت بس أنا حاسة أن صوتك بقي ناعم شوية عن الأول
_ صوتى ايه أنا عاوزة نفسي من جوه اللى تتغير
_ اللى يشوف عزيمتك وأنت بتتكلمى أول مرة ميشفكيش دلوقتى
_ فوكك خلينا فيك
_ لا فيا ولا فيك خلينا نفرح شوية من النكد
بقت ياسمين وهالة يقصون على بعضهما ما حدث فى الفترات الاخيرة يحكون ساخرين على حياتهم وما فيها من متاعب فقالت هالة
_ تفتكرى ياياسمين هنبقي طبيعين في يوم من الايام
_ مش عارفة بس الدكتور بيقول ان لازم اقنع نفسي أنى طبيعية
_ بيقولى كدا برضه بصي استنيني لما أخلص عند الدكتور ونروح نلف مع بعض ماشي
وبعد مرور الساعات وأنتهاء كلا من ياسمين وهاله من زيارة الطبيب أختاروا أن يذهبوا الى أحد المطاعم
وعندما أنتهوا
جلست هالة خلف ياسيمن وهى تقود الدراجة ولم تتركها وأخبرتها أن
تعرفها اين طريق بيتها حتى تقوم بزيارتها
وفى الطريق شعرت ياسمين بالإجهاد فأخبرتها هالة أنها من ستقود الدراجة
وبقت ياسمين تعرفها الاتجاهات وفجأة تعطلت المكابح ولم تتوقف الدراجة عند النزول من المنحدر بقت الإثنتان ېصرخا وياسمين تصيح بأنها عين لبني وهالة تخبرها من هى
وفجأة ظهر شاب يرتدي ملابس رياضية يقف فى منتصف المنحدر فازاد الصياح أكثر
أشارت هالة
لشاب لكى يبتعد فاسرع الشاب يبتعد عنهما لكن عاد مرة أخرى ووقف أمامهما فاصطدم بهم وطارت أحدى عجلات الدراجة على الرصيف
_ إيه دا إبعد يامنحرف هتفت بها هالة على قارعة الطريق وهى مع هذا الشاب الذي قام بإمساكها حتى لا تسقطت على الرصيف
أما ياسمين فقد ألقت نفسها على الرصيف قبل الارتطام
وبقت تنظر اليهما وتضحك على موقف هالة وهى تصيح فى وجهه الشاب
فوقف الشاب امامها
وقال
_ مكنش ينفع أسيب بنتين حلوين يقعوا على الارض
_ بنت فى عينك أنا راجل
ياض صدقيني ياسمين أنا فاهمه حركاتهم دى دا هو ما صدق
هتفت بها هالة وهى تشير الى الشاب بعيناها المستديرة التى تشبه لطافة الارنب ثم قامت بسحب ياسمين التى كانت تضحك برغم خدوش يدها التى تنذف ويمشون فى الطريق وما أن ابتعدوا عدة خطوات علا صوت ضحكاتهم الساخرة
_ حتت موقف عيل تييييت
_ اللى ضحكني أنك بتقوليله أنك راجل وصوتك كان مسرسع
منظر الولد يضحك وهو بيبص لينا
_ اتنين بيتعالجوا نفسيا يعني تتوقعى ايه وبعدين ايه العجلة الخربانه دي
لم
متابعة القراءة