ارث العادات بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


عايزاني اقهر مراتي واقټلها بجوازي من حور عشان أحفادك يفضلوا في حضنك..كنت هخرب بيتي بأيدي وأضيع ولادي مني عشان أفكار عقيمة أهم ولاد أخويا راحوا للي أحن عليهم منك ومني.. عايزة ايه تاني..أنا مستحيل اجي علي شروق تاني واجرحها لتاني مرة.. بنت الأصول اللي وقفت جنبنا وطبطبت علينا في عز محنتنا ووجعنا..رغم انها لسه مش قادرة تنسى جرحنا ليها ولا قادرة ترجع مراتي لحد اليوم ده اللوم في عيونها دابحني وانا عاجز قصادها وبدال ما انسيها اللي فات عايزاني أوجعها واغدر بيها تاني حتى لو مجرد طرح الفكرة نفسها مش هقبلها..أنا خلاص اتعملت الدرس..طاعتك حاجة.. وراحتي ومصلحة عيلتي حاجة تاني.

صمت يلتقط أنفاسه ليواصل بصرامة طغت على ملامحه قبل صوته أسمعيني يا أمي عشان مش هعيد كلامي مرة تانية حياتنا ماتدخليش فيها بعد كده.. سيبي كل واحد فينا يعيش حياته زي ما هو عايز.. حور لو عايزة تفضل وسطينا هي وولادها هشيلهم علي راسي وهتكون زي اختي هتعيش في شقتها هي وولادها ونصيبها في إيراد ورشة جوزها والأرض بتاعتك هيوصلها علي داير مليم وطول منا عايش مش هخليها تحتاج حاجة..ولو عايزة ترجع تعيش مع أهلها براحتها وده قرارها وحقها.. أما لو في يوم ربنا رزقها بإنسان يصونها ويعوضها وهي قبلت هكون أول واحد يقف معاها زي أي أخ بيسلم اخته لعريسها.. لكن تطلبي مني اضحي بمراتي وعيالي عشان رغبتك ومخاوفك لأ وألف لأ.. مفيش واحدة هتشيل أسمي لحد ما اموت غير شروق وبس.. أنا بدعي ربنا اقدر اعوضها اللي فات ومش هكل ولا امل لحد ما ده يحصل فاهماني يا امي أتمنى تكوني استوعبتي كلامي لأن معندكيش خيار غير انك ترضي بقضاء ربنا وتسيبيني اعيش بسلام.
فاض بكل ما لديه مستنفذا كل قوته ليستدير عنها دون انتظار ردها تاركا غرفتها والبيت بأكمله.. دون أن يدري عن تلك التي سمعت وارتوت بدفاعه عنها..تشكر قدرها الذي جعلها تأتي الآن لتستعيد أغراضها من غرفتها.. سمعته.. حرارة صوته لمست شغاف خافقها الذي تراقص بين ضلوعها.. كانت تتسائل كيف يمكن أن تعود وتغفر.
الآن علمت.. 
الآن غفرت وصفحت. 
ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه ..هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها.. 
إرث العادات
الفصل السابع والأخير
بقلم ډفنا عمر 
حين تتضافر الفواجع حول عنقك وتتشابك اقدارك وتذخر حياتك بالاختبارات القاسېة كن بمستوي اختباراتها هذه ولا ترسب بها مهما كلفك الأمر من عناء وجهد وكد .. الظروف المؤلمة هي من تصنع مستقبلنا وترسم حدوده عافر وتمسك بالأمل و لا تظل أمامها جزع ضعيف مكسور.. لا حياه به لن تغيب ملامح السعادة للابد ويوما ما ستتفاجأ بها تتلون گ زهور الربيع حين يحين أوانها وتقطف ثمارها بالأخير..
الآن علمت كيف تفعلها..بل هي فعلتها. 
الآن غفرت وصفحت عنه وقلبها ېصرخ بعشقه
ومع هذا لن تكشف عن صفحها حتي ترى أخر ما لديه ..هي تستحق أن يخطط ليستعيدها بعد ما أضاعها..
كأنها ولدت من جديد حين وقعت عين أمومتها علي طفليها وتشبعت بمحياهما..كل شيء عاد داخلها..
حتى ۏجع يقينها بمۏت زوجها وطفليها عاد.
وسيظل فقدهم طعڼة الحياة الغادرة لقلبها..
طعڼة لن يندمل جرحها.
لكن مع هدا اليقين القاسې
أعطاها الله أملا جديد تعيش له
إبراهيم
وخديجة..قطعتي الجنة التي ستحيا بينهما ولهما.. عوض الرحمن وجميل قدره.
لأجلهما فقط ستنتصب قدميها لترعاهما.
لن تدخر جهدا لتعلمهما كل شيء..
ستقص لهما عن أبيهم عشرات الحكايات.
ستكون سيرته حدوتة طفولتهما وفخر شبابهما.
حضري شنطتك انتي والعيال بسرعة.
رفعت حاجباه متعجبة نعم ليه
جلس علي طرف الفراش ينزع جواربه رايحين مصيف أنا رتبت مع الأبلة جيهان جارتنا تحجز لينا مع فوج رايح الغردقة تبع نقابة المعلمين.
تفاقمت دهشتها مصيف ايه وفوج ايه هو ده وقته يا تيمور ومين يراعي والدتك وحور اللي لسه والدة.
أجابها وهو يجمع أغراضه من هنا وهناك
حور ووالدتها ووالدها واخواتها كمان معاها وهياخدوا بالهم عليها هي والولاد كويس.. أما ماما فوالدتك هتقعد معاها..وفي بنت هتيجي تخدمهم هما الاتنين.. بعني حماتي هتشرف عليها وبس مش هتتعب في حاجة.
عاندت اقتراحه تيمور انت شايف ان ده وقت مناسب لمصايف عموما اتفضل اطلع مع الولاد لوحدك انا هفضل هنا.
ترك ما بيده متوجها نحوها لتبتعد تلقائيا صوب وجه الخزانة المغلق فيحتجزها بذراعيه مردفا بنبرة عابثة لو ماسمعتيش الكلام هشيلك لحد تحت واركبك أتوبيس الرحلة بالعافية قصاد الناس كلها.. ايه رأيك
تجرعت ريقها پخوف لكن صاحت مكابرة ماتقدرش.
ابتسم بمكر سهل تجربي
دفعته وهي تتخلص من حصاره بتوتر لم يغب عنه علي فكرة انت مچنون.
قهقه وهو يتجه نحو المرحاض ثم وقف علي عتبته واستدار قائلا على ما اخلص تكوني لبستي وجهزتي الشنطة وإلا ما تزعليش من اللي هعمله لأنك هتشوفي الجنون علي حق.
رمته بنظرة حانقة قبل أن يغلق الباب بينما تهمهم بضجر أقسم بالله بني آدم مش طبيعي.. أمه عيانة وأرملة اخوه لسه والده وده عايز يسيب الدنيا ټضرب تقلب عشان بسلامته يصيف.
فتح الباب بغته وبرزت رأسه المبتلة وصدره الذي انتزع منه كنزته بټشتمي عليا صح ماشي يا شروق هحاسبك بعدين.
ثم أغلق الباب وتركها تطالعه مذبهلة تتسائل.
كيف سمعها
مبسوطين بالغرفة بتاعتكم يا ولاد
تسائل تيمور وهو ينقل لهم الحقائب ليهتف احد أبناءه أوي يا بابا.. بس عايز عوامة كبيرة عشان لسه مش بعرف اعوم.
حاصر ياحبيبي ناكل لقمة الأول وهروح اجيبلكم كل اللي انتم عايزينه..وهنزور أماكن جميلة هنا في الغردقة.. ومش بس كده هعلمكم العوم كمان..
تقافز صغاره مهللين بفرحة لوعود والدهم وشروق تراقبهم ملتزمة الصمت ولا تدري ماذا يخطط..
هل يظن انه بتلك البساطة سيراضيها!
واهم..إن لم تقتص منه وتعذبه لن تكون أبنة أبيها.
شروق تعالي أوريكي أوضتنا احنا كمان عشان نفضي شنطنا هناك.
ذهبت خلفه لتجد غرفة واسعة ملحق بها شرفة كبيرة مسيجة بالورود وتطل علي البحر مباشرا غمرتها رائحة البحر وصوت أموجه يغرد بأذنيها فأغمضت عيناها تستنشق عبقه بمتعة لم تخفى عن تيمور الذي وقف خلفها هامسا مبسوطة
أجفلت من صوته كأنها نسيت وجوده استدارت مبتعدة عنه بمسافة قائلة وهي تتجاهل سؤاله هروح اكلم ماما عشان اطمن.
رحلت من أمامه ليبتسم ابتسامة غامضة ويعدها في نفسه أن تلك النزهة ستغير كل شيء..
هنا سيستعيدها كما كانت.
هنا سيمحي كل النقاط السوداء في قلبها
ليعود ابيض كما كان
توجست عدم محاولته التقرب إليها كما توقعت رغم أنها أعدت نفسها حيدا لصده وتعذيبه..لكن عزوفه الغريب أفسد خططتها..انقضى اليوم الثالث ويستعدون جميعهم لسهرة علي إحدي الشواطيء بصحبة الفوج الذي يصاحبهم..لحظها تعرفت علي أكثر من سيدة واندمجت معهم بألفة عجيبة..الحق يقال أصاب تيمور بترتيب تلك الرحلة.. لكن يظل تساؤلها الحائر عما يخططه.
غاصت أرجل المقاعد برمال الشاطيء المزين بضوء القمر وأعمدة الرصيف المشټعلة تضفي عليه المزيد من الأنارة..مسابقة خفيفة الظل قادها إحدى المدرسين لينال الصغار جوائز متواضعة أبهجت نفوسهم النقية.. والجميل أن طفلها الأكبر عتبة ذو التسع سنوات حصد الكثير منها ثمنا لذكاءه وسرعة. بديهته..كم تفتخر به وهي تراه جوار تيمور.. قلبها يرقيهم من عين كل حاسد.. انتبهت أنهم يعدون لتقديم مسابقة تخص الكبار منهم..تحمست معهم وهي تحاول تخمين طبيعة الفقرة..لكن الغريب أنها وجدت زوجها يقف وحده بالمنتصف وأصبح محط أنظار الحاضرين التقط المكبر الصوتي فارتابت في أمره ترى ماذا يدبر
أسف ياجماعة اني هاخد من وقت سهرتكم شوية وبخص نفسي بكام دقيقة..باختصار أنا عايزكم تشهدوا على أعتذاري الشديد اللي بقدمه بكل صدق لمراتي اللي قاعدة وسطيكم ومتفاجئة باللي بعمله..قصاد الكل بقولها أنا أسف اني غلطت في حقها..ومش مكسوف من اعتذاري ده قصادكم..ولا عنره هبقلل مني بالعكس.. مش عيب لما نعتذر للي بنحبهم ونراضيهم حتي لو قصاد كل الناس.. العيب اننا لما نجرحهم مانعرفش نداويهم.. وأنا بطلب من شريكة عمري وأم أولادي تقبل اعتذاري وتنسى اللي فات وتفتح معايا صفحة جديدة.
شهقات كل الحضور تصلها وتذيبها خجلا فوق خجلها..ماذا فعل.. كيف يضعها محط أنظار الجميع هكذا ويعرض أمرهما على العوام..لم تعهده بهذا الجنون من قبل..قابلت عيناها نظرات تغبطها على زوجها..وجدته يقترب إليها بعين يغمرها الحنان
والحب 
لم تتوفع يوما أن يتنازل عن كبريائه لأجلها ويراضيها هكذا أمام الجميع..كيف تنكر أن بفعلته هذه ربح عفوها
وقلبها من جديد وردع نيتها لتعذيبه.
أي تعذيب
هو زوجها وحبيب العمر.
إن كان أخطأ فتشهد الله أنها عفت عنه.
ما فعله الآن شفع له.
بل ما فعله منذ أيام بدفاعه عنها أمام والدته
أيضا شفع له.
ستمزق الصفحات السوداء بينهما.
ستمحي سطور الألم والقهر الذي عاشته.
ستعود شروقه وتنعم بشمس عينيه الدافئة.
تخللت الشمس الذهبية ستائرهم وداعبت وجوههما النائمة الهانئة بصوت هامس ناداها شروق.
وحشتيني.
بصوت خاڤت قالها مواصل صب عاطفته بوريدها وحشني صباحك بين ايدي..وحشني ريحتك.. أنا بحبك يا شروق..مش عايز نفترق تاني مهما حصل.
يهمس سامحتيني من قلبك
أكتست ابتسامتها جاذبيه أسرته وهي تجيبه
سامحتك وهبدأ معاك من جديد..خلاص مبقاش جويا عتاب ولا لوم..مكنتش محتاجة أكتر من إنك تنصفني وتحس بۏجعي كان ازاي..دفاعك وتمسكك بيا وبولادنا قصاد والدتك له قيمة كبيرة عندي وعارفة انه مكانش سهل عليك تعصى ليها أمر..خصوصا انها لسه تعبانة.
ضاقت عينيه بدهشة حقيقية لحظة بس!
دفاعي عنك ده معناه أنك
أيوة.. سمعت كل حاجة دارت بينك وبين والدتك يا تيمور صدفة خلتني انزل الشقة اخد حاجات تخصني فسمعتكم.. ماتتصورش وقتها ازاي كان شعوري.. كنت فرحانة بكلامك اوي.. حسيت ان خلاص مبقاش جوايا زعل ولا عتاب.. كأنك غسلت روحي من جديد ورجعتها زي ما كانت.
ابتسمت وهي تتبين نظرته الحانقة ولما انتي سمعتيني ياهانم وغسلت روحك زي ما بتقولي..ليه فضلتي مصدرة وشك الخشب اللي جنني طول الفترة اللي فاتت ها
قهفهت بقوة لتقول بعدها بمشاغبة تستاهل كنت لازم اخليك تلف حوالين نفسك وتفضل تفكر ازاي تصالحني..امال انت فاكر رضايا بالساهل كده!
ظل يحدجها وتعبيرات وجهه مقفولة لا تشي بحالته غاضب غير ذلك لا تدري.
حضرتك هتفضل تصورني كده ماتتكلم..أنت يا عم انطق.. يا ..
الحمد لله انك سمعتي وعرفتي اللي جويا.
ربتت على محترمة صمت لحظتهما الهائمة لتهمس بعد برهة بس تعرف ياتيمور.. لسه زعلانة من حماتي..اقتراحها بجواز مرة تانية جدد صدمتي فيها ومنها.
طيب خاطرها وتمتم عشان خاطري سامحيها واعذريها.. امي روحها كانت في ابراهيم.. عقلها هداها ان دي الطريقة الوحيدة ان ريحته تفضل حواليها.. لكن صدقيني يا شروق ماما بتحبك.. بالله خليكي تسامحيها.
واستطرد بنبرة أمل وبكرة تتعافى وسطينا وترجع أحسن من الأول..لما تلاقي الكل حواليها سعيد وراضي بحياته زي ما هي هتفهم.. وحور وولادها أمانة اخويا اللي مش هفرط فيهم ابدا بس بالاصول والعدل.
يعني فعلا لو يوم من الأيام جه نصيب حور مش هتضايق
جاء تساؤلها موافق رغبة ما في نفسها كأنها تضعه في اختبار أخير لترى
 

تم نسخ الرابط