الابتلاء ثم العوض ( بنت ابو علي) بقلم شيماء حسن الصيرفي

موقع أيام نيوز

في الشغل اختلفت حتى راتبي زاد بقا ليا شعبية كبيرة بعد اللي حصل والكل عرفني بعد متشهرت بسبب اللي عملته 
وفرولي بيت ملكي أفضل من البيت اللي كنت ساكن فيه مېت مرة في وسط المدينة وحيوي قريب من كل حاجة 
شكرت ربنا كتير على كرمه ليا وعلى الرزق الكبير اللي رزقني بيه عمري مكنت اتخيل في يوم ابقى مواطن كندي ولا بادرت إني أدخل الاختبارات اللي تعطيني الچنسية بس لما يبقى لينا رزق في شيء ربنا بيوفر لنا كل حاجة وبتاخد الرزق دا بأبسط وأقل مجهود 
اختك لسه قافله معايا وبتعيط عوزانا ننزل 
قالتها أمي بحزن رديت عليها وقلت 
وحشتك
سألتها ردت عليا بضيق وقالت 
طب بذمتك دا سؤال!
رديت عليها وأنا ببتسم وقلت 
عاوزة تشوفيها أمتى
صحيح هننزل مصر 
قالتها بفرحه رديت عليها وقلت 
انت تؤمري يا أمي وأنا أنفذ 
ظبط مواعيد شغلي وأخدت اجازة شهر ورجعنا مصر نزلنا من الطيارة باصيت لسما اللي شكها وحشني عرفت إن مهما لفيت هتفضل راحتي في وطني 
خرجنا وكانت ريم وزوجها وابنها في انتظارنا كانت وحشاني أوى حضنتها جامد عيطت في حضڼي من شدة الإشتياق طبطبت عليها وبوست دماغها بدأت تهدى وسلمت على أمي وبكت تاني 
سلمت على زوجها وعطاني إبنها اللي كان نسخه مصغره منهم كان أحلى من الصور بكتير وكلماته وحركاته كلها حلوة 
في اللحظة دي حسيت إني محتاج أعمل عيلة وأكون أب ليه أطفال يتعب لأجلهم ليه هدف في الحياة 
بمجرد ما شيلت ابن ريم حست إني محتاج لطفل يكون معايا ديما حسيت معاه براحة بضمة واحدة منه شال عني هموم كتيرة 
كنت سرحان بفكر ياتري لو اتزوجت هل هحب زوجتي ولا قلبي هيفضل ملك غيرها 
بسبب النقطة دي حتى الآن خاېف اتزوج خاېف أكون عايش معاها لجل الولاد أو زوجه وخلاص خاېف أظلمها أوأظلم نفسي 
حمدلا على السلامة 
قالتها ريم أول مدخلنا البيت 
بصيت للبيت ولكل ركن فيه مكنتش متخيل إني اشتقت ليه لدرجادي وحشني ريحته وشكله اكتشفت إنه دافي أوي أدفى من بيتي في كندا ولسه مليان حب رغم اننا خرجنا منه 
لما حسيت بإحساسي دا عرفت معنى الدفا وإني مهما لفيت مش هلاقي الدفا غير في بيتي وموطني 
هدخل أغرف الأكل أكيد ميتين من الجوع 
قالتها ريم واتجهت للمطبخ وقعدنا كلنا في انتظارها في الوقت دا كنت بلاعب يونس ابنها ألطف طفل شوفته في حياتي سرحت معاه واتذكرك ايام طفولتي وأيام مكنت طفل ووالدي بيلعب معايا 
في اللحظة دي بالذات حسيت احتياجي إني أكون أب اتبخر وحل مكانه خوف خوف إني أموت واسيب ولادي ويتكرر معاهم نفس السيناريو اللي عيشته 
خۏفت يعيشوا في نفس الخۏف والفقر والحاجة اللي كنت عايش فيهم خۏفت يعيشوا من غير ضهر ولا سند ليهم اكتشفت ان أسلم حال ليا كوني عايش لنفسي وبس 
جت ريم بالأكل وقعدنا كلنا حوليه ناكل الأكل اللي كان واحشني اشتقت للبط والمحشي والأكل اللي مليان دفا وحب مع كل قطمة بنقطمها 
مش ناوي تفرحنا بيك بقا وتتجوز يا محمد 
قالتها ريم رديت عليها وانا بضحك وقلت 
لا مش ناوي كفاية انت فرحنا بيكي 
اهو واجع قلبي كده كل مافتح معاه الموضوع دا 
قالتها أمي بحزن رد عليها مصطفى زوج اختي وقال 
متتعبيش قلبك يا أمي شوية وهتلاقيه جاي جري يقولك جوزيني فلانه يا أمي
نهى كلامه وهو بيضحك فتكلمت وقلت 
مهي طارت فخلاص معدش فيه حاجة للزواج وبعدين أجيب واحدة وأخلف منها وأموت واسيبها بقا تعبانه وبتجري على الولاد
لا انا افضل كده عايش حياتي أحسن
من مېت زواج 
نهيت كلامي اتكلمت أمي وقالت 
تفكيرك دا حرام لأن المفروض أنت كمؤمن تؤمن بالقدر خيره وشره 
يا أمي أنا مؤمن بس خاېف عليهم أموت ويتعبوا زي 
بترت أمي كلماتي وقالت 
لا مش مؤمن بالقدر ولو كنت مؤمن مكنتش هتوقف حياتي على خۏفك دا حبيبي الاقدار دي مكتوبه ومقدره من عند ربنا عز وجل وهنشوفها مهما حصل 
ولو خاېف تكرر نفس التجربة مع ولادك فمتنساش ان ربك الرزاق بيرزق كل إنسان بيسعى ومبينساش حد أه مۏت أبوك كان صعب علينا وأثر في حاجات كتيرة بس كان سبب في حاجات حلوة تانية إنك طلعت راجل من صغرك معتمد على نفسك
لو كان أبوك عايش مكنتش شخصيتك هي نفسها كانت هتبقى أضعف وهش عن كده ومكنتش هتبقى مسؤول زي دلوقتي 
نهت أمي كلامها واستأذنت منهم أدخل ارتاح فردت جسمي على سريري وبدأت أفكر في كلام أمي 
جوايا ندم إني ظهرت مخاۏفي ليهم دلوقتي عرفوا أسبابي وكل شوية والدتي هتفضل تزن عليا في موضوع الزواج 
قعدت وحطيت راسي بين إيدي بحاول أمنع دماغي من تكرار كلمات أمي اللي كلها صح أيوة بخۏفي دى أنا مش مؤمن بالأقدار رغم إنها مقدره من ربنا بخيرها وشرها وهتحصل مهما كان 
بخۏفي دا هدمر حياتي وهفضل لوحدي طول عمري 
فضلت كلماتها عن مۏت والدي وأثرها عليا تتردد في ودني فعلا لو كان لسه عايش مكنتش هبقى أنا دلوقتي شخصيتي مبقتش قوية غير لما لاقيت الناس بتدوس على أمي 
عمري مكنت هسافر ولا هيبقى معايا كل اللي أنا فيه دلوقتي لو كان والدي عايش 
فضلت أشوف أثار مۏت والدي عليا لاقيت أغلبها إيجابية اه زعلت وضهري اتقطم من بعده وعانيت كتير أوي بس دا كان سبب في نجاحات كتيرة ليا 
في اللحظة دي اكتشفت ان كل حاجة صعبة أو كل إبتلاء بنمر بيه ما هو إلا نعمة لينا من ربنا بس للأسف بنكتشف دا بعدين وديما في وقت الإبتلاء والمصېبه بيبقى ديما نقول ليه يا رب رغم إننا المفروض نقول الحمدلله يا رب الحمدلله 
قررت انصت لكلام أمي وأختي وأفكر في موضوع الزواج بجدية وبدأت في رحلة البحث عن زوجه لما قولت لأمي كانت طايرة من الفرحة ومش مصدقة ودنها وقالتلي من بكرة هدورلك على أحلى عرايس 
قضيت أسبوع في مصر زورت صحابي اللي كنت مشتاق ليهم شبه كل يوم كنت بقابل ناس جديدة قعده الصحاب كانت بتشيل هموم كتيرة وبترجع الإنسان لأحلى زمان زمان ما قبل المسؤولية 
صليت العشاء ورجعت البيت فتحت الباب ولاقيت ضيوف مع والدتي ألقيت السلام وكنت هتجه لأوضي لكن والدتي نادت عليا 
تعالي يا محمد سلم على خالتك سناء بتسأل عليك 
اتجهت نحايتهم مكنتش مصدق اني واقف قدام إيمان ووالدتها سلمت باللسان عليهم وقعدت على كرسي بعيد شوية بحيث نظري ميبقاش وجه اتجاهم وأقدر أغض بصري 
قعدت وحسيت بقلبي بينبض پعنف مكنتش متخيل إن حبها زاد وبنظره واحدة ليها أحس إن قلبي عاوز يخرج من ضلوعي كنت في حرب بين إني أبص ليها وأروى اشتياق السنين منها وبين إني أغض بصري عنها 
قررت إني أقعد خمس دقايق واستأذن منهم عشان مضعفش 
محمد خالتك سناء بتكلم 
انتبهت لأمي وبصيت اتجاة أم إيمان وقلت 
اعذريني منتبهتش 
ولا يهمك يا بني كنت بقول مبروك على الچنسية فرحت لما عرفت والله يا بني أنت طيب وتستاهل كل خير 
نهت كلامها بإبتسامه رديت عليها وقلت 
الله يبارك فيكي يا خالتي 
اتكلمت أمي وقالت 
عبال متبركيله على العروسه مش الچنسية 
قالتها أمي وهي بتضحك ردت عليها
أم إيمان وقالت 
ربنا يرزقك ببنت الحلال
يا رب 
ويرزق إيمان بنتك بابن الحلال
تم نسخ الرابط