روايه رائعه للكاتبه نرمين محمود

موقع أيام نيوز

تعجب فادي فعلام يضحك هذا المعتوه!!...
اخرج ظافر ورقة ما من جيب بنطاله وأمد يده لفادي الذي التقطها منه بسرعة كبيرة وفتحها يقرأ ما بها والذي أوشكت عيناه بسببه أن تخرج من محجريها ..
هتف فادي بصوت منفعل رافضا ما يحاول ظافر أن يقوله بأن ذلك الجاه والسلطة سحبت من تحت قدميه...
_الامضة ديه مزورة...
ضحكت دارين بتشفي وهي تري ضعف فادي أمامها كالسابق لكن هذه المرة حقيقة وليس ادعاء وهذا ما ضاعف فرحتها اكثر...
_امضتك يا فادي...وانت عارف انها امضتك...لم حاجتك بقي كده بالذوق واطلع برة ..ولا تلم ايه انت جاي هنا اقل من الساعي اللي فيها...بدلتك ديه من حقنا كمان بس يلا ثواب...
ثم رفعت هاتفها تجري اتصالا بالحراس..
_يلا اطلعوا...
جلس فادي علي المقعد وهو يردد ببهوت وعدم تصديق...
_انا عملتلك توكيل.. انا مضيتلك أمتي!!...
بنفس الوقت كان الحرس التي طلبتهم دارين يقفون علي الباب فأشارت هي الي فادي باشمئزاز...
_طلعوا الحرامي ده برة...يطرد قدام الموظفين عشان يعرفوا الحرامي هنا بيتعمل فيه ايه..وايه جزاء اللي بيتطاول علي أسياده...
امسك به الحراس وفعلوا كما أمرتهم دارين بالضبط...
أما في المكتب احتضنت دارين ظافر بفرحة شديدة وامتنان له علي ما فعله معها هاتفة بعاطفة اخوية...
_ربنا يخليك ليا يا ظافر...من غيرك انت
وبابا مش عارفة كنت هعمل ايه ولا مين هيقف ف صخري ويسندني...مهما عملت مش هقدر اوفيك حقك يا حبيبي...
بعد مرور اسبوع...
تم نقل جميع املاك المدعو فادي ابو المجد الي ظافر الغيطي وبالقانون ورسميا...
بدأ حسين بهذا الاسبوع الذهاب الي الطبيب الخاص به فقد كان يرفض العلاج تماما وذلك السارق يتمتع بأملاكه التي سرقها وذلك ما اسعد أولاده بشدة كما أن اسراء سعدت من أجله لكنها بالطبع لم تستطع احتضانه أو أن تبارك قراره ذاك فهي ليست منهم وهم لا يرغبون بها بينهم من الاساس...
أما ظافر فقد أصر علي إقامة حفلة ضخمة احتفالا برجوع أملاكهم من فادي الحقېر ...أقامها علي شرف صديقيه الذين كانوا خير عونا له في محنته القوية تلك مخاطرين بكل ما لديهم لإنقاذه هو وعائلته من تلك الهوة التي سقطوا بها ...
بشرفة الغرفة التي تجلس بها اسراء كانت تري حركة بحديقة الڤيل لكنها لم تكترث كثيرا فمن المؤكد أن ظافر سيخبرها...
مر ساعتان تقريبا ومازالت التجهيزات بالحديقة كما هي وظافر لم يخبرها بشئ فلم تجد مفرا من سؤاله...
_هو فيه حاجة النهاردة هتعملوها ف الڤيلا...
نظر إليها ظافر وقال...
_أيوة..بتسألي ليه!!..
ضحكت اسراء بسخرية قائلة...
_هو انت مش ملاحظ أن انا مراتك يعني ومن حقي اعرف كل حاجة هنا !...
وقف ظافر من مكانه ووقف أمامها ينظر لها پغضب لكنه هتف بنبرة هادئة...
_مراتي.. ده علي اساس ايه مراتي يعني!!.. انا لحد النهاردة ملمستكيش...وبعدين انت بتسألي ليه اصلا خليكي ف حالك وف خصوصياتك...محدش بيسألك عن حاجة وانت كمان اعملي زي م بنعمل...
اڼهارت حصونها سريعا وهتفت بصوت متحشرج...
_انت اللي محاولتش تلمسني...وكمان من ساعة م اتجوزنا وانت عمرك م قولتلي صباح الخير حتي...بتروح لوالدك واختك تقولهم وانا لا...انا حاسة اني تقيلة عليك... انا بعد م كتبنا الكتاب اكتشفت اني اتسرعت ف الجواز...
ضحك ظافر بسخرية فها هي الرؤية وضحت... بالتأكيد أنها علمت بما حدث لفادي ونظرا لأنها تعمل معه بالاجبار تريد الان التخلص منه ومن تلك المشكلة التي أوقعت نفسها بها...ولكنه لن يسمح لها...
_والحلوة بقي عرفت انها اتسرعت ف الجواز...عاوزة تطلق دلوقتي يعني...
تجمدت ملامح وجه اسراء من تلك الطريقة التي يحدثها بها وعلمت بما لا يقبل الشك أن ظافر لم يحبها قط..فقط كان يضحك عليها حتي يحكم شباكه حولها ولا تستطع الفرار منه ...
فلم تجد أمامها سوى أن تقول له بكل قوة ..
_انا هروح عند بابا يا ظافر وهو بقي يتصرف معاك ...يا يطلقني يا تبطل تتعامل معايا بالطريقة ديه...
التفتت حتي تغادر الي منزل والدها عندما استوقفها صوت ظافر وهو يهتف مهددا إياها...
_خطوة واحدة بس تخرجيها من هنا او ابوكي يعرف اي حاجة م اللي بتحصل ف بيتي ساعتها هقوله علي كل حاجة...هقوله أن بنته المصون كانت خدامة عندي ف قصري...وكمان بنته المتربية علي الاخلاق والاحترام وأنها متخبيش حاجة علي ابوها مع الاسف عملتها وكدبت عليه اكتر من مرة...
لو انت تقدري تستحملي نظرة ابوكي ليكي بعد م يعرف كل ده عن سيادتك ف الباب يفوت جمل...
أما بقي لو مش حابة ف ف ظرف ربع ساعة بالكتير تكوني قدامي ف الڤرندا بتبلغيني قرارك...
وصدماتها فيه قد فاقت جميع توقعاتها فها هو حبيبها وزوجها يهددها بتخريب علاقتها بوالدها اذا ما حاولت الاستنجاد به...
بعد مرور ربع ساعة نهضت اسراء من مكانها وذهبت الي زوجها بالشرفة ووقفت أمامه ..
_ عاوزني اعمل ايه يا ظافر...
ابتسم ظافر بانتصار ثم قال بهدوء شديد...
_ فيه حفلة تحت النهاردة السبب اني رجعت شركتي من الحقېر فادي ابو المجد ...
قطبت اسراء جبينها باستغراب شديد فهي لا تعلم ما الذي يتحدث عنه اطلاقا...
رمقها ظافر ساخرا من معالم وجهها التي تعطي انطباع لا يقبل الشك انها لا تعلم شيئا عما يتحدث عنه لذلك اكمل حديثه موضحا...
_ شركات الفادي جروب ديه كانت ملك عيلة الغيطي .والحيوان ده سرقها وبقاله سنة فيها وامبارح بس قدرت اخد منه املاكي والحفلة اللي تحت ديه عشان كده ...
وطبعا بما انك مراتي ف اكيد لازم تبقي جنبي ف يوم زي ده وتسانديني كمان...
فيه فستان ف الدولاب هتلاقيه عندك هتلبسيه والساعة ٨ بالظبط الاقيكي جاهزة قدامي...
وخرج من الغرفة تاركا إياها وراءه تبكي على حالها معه ..عروس لم تكمل الشهر زواج وتحمل هموم الدنيا اجمع علي كاهلها...
بالمنطقة التي يسكن فيها مصطفي...
خرجت مريم من منزلها عاقدة العزم علي الوصول إلي حل مع مصطفي وحبه الذي ينبض بقلبها..
بالامس تقدم لها الشاب الذي يقطن بالبناية المجاورة لهم والشاب صراحة لا يرفض..
دلفت مريم الي الغرفة الموجودة بالورشة حتي تتحدث معه بأريحية..
_ اسطا مصطفي...
ابتسم مصطفي تلقائيا عندما تعرف علي صاحبة الصوت فالټفت إليها قائلا بترحيب..
_ اهلا يا روما ازيك .. ايه العشة عملتها تاني ولا ايه ..
هزت راسها نفيا قائلة...
_ لا انا بس كنت عاوزة اتكلم معاك واخد رأيك ف حاجة كده...بس مش هنا يعني انت
عارف الناس بقي وكده...
اومأ برأسه متفهما ثم هتف..
_طب عاوزانا نروح فين ..
ابتسمت مريم بغباء له فهي ترضي بأقل القليل منه فقط تريد أن تكون بجانبه...
_ هستناك فوق علي السطح انت عارف أن احنا اخر ناس ساكنه ومفيش حد جنبنا وانت معروف يعني أن امي بتجيبك عندنا وكده..
_طيب يا روما اطلعي انت وانا هاجي وراكي بس اقفل الورشة...
تركته مريم وصعدت الي منزلها تنتظره ستقص عليه حكايتها من اولها وحتي آخرها ليعطيها قرارا وكلمة محددة... بعد قليل كان يصعد اليها مصطفى علي سطح منزلها...
جلس مصطفى بجانبها على على الاريكه التي تتوسط سطح منزلها ثم هتف يحدثها..
_ ها يا ستي خير بقى عايزاني في ايه..
_ كنت عايزه اخد رايك في حاجه كده...
_ قولي انا سامعك...
_ عارف الواد عبد الله اللي ساكن في العماره اللي جنبنا امبارح
تم نسخ الرابط