روايه رائعه للكاتبه نرمين محمود
المحتويات
مسرعة من المكتب اما هو فقطب جبينه يحاول فهم كلماتها الغامضة ثم ما لبث ان ضحك بقوة فهي وافقت عليه واخبرته برغبتها فى الذهاب لوالدها حتى يتقدم لها رسميا...
تسلمت عملها بالشركة اليوم...فهي المسئولة عن عقد الاتفاقات مع شركات الاتوبيس التى تقل الزبائن الى رحلاتهم...او الوفود الاجنبية الى الاماكن السياحية بجميع انحاء الجمهورية..
انا المديرة الجديدة هنا وبما انك السكرتيرة بتاعتي ف فيه قواعد كده هتمشي عليها لانى لو شوفتك بس مبتعمليش حاجة منها ف تعتبري نفسك مطرودة...
ارتجفت الفتاة داخليا عندما ذكرت دارين تركها للعمل فهي لن تستطع تركه ولا حتى الطرد منه...تعول اسرتها فضلا عن زوجها الذي تساعده بالمصروفات...
ردت الفتاه بصوت متحشرج...
اومأت دارين برأسها فى رضا ثم هتفت تسألها...
اسمك ايه بقي..
اسمي مي...
ردت عليها دارين قائلة...
طيب يا مى تقدري تتفضلي على مكتبك وتشوفي شغلك...
اومأت مى برأسها مرحبة بفكرة الخروج من هنا جدا...فكادت ان ټموت ړعبا عندما هددتها دارين بالطرد وقطع رزقها والاخري قطع نفسها من الدنيا بأكملها...
تجلس بسجنها الابدي والانفرادي رفيقتها فيه دمعتها فقط والتى اوشكت على ان تجف وتبقي هى وحيدة داخل هذا القصر...تسترجع كل ما كان بينهم بذلك الشهر الذي كانت تنتظر فيه عودة والدها الى الواقع بفارغ الصبر حتى يجمعهما منزل واحد...
ايه يا سوسو كل ده عشان
تردي...عاملة ايه..
ردت هى بنعومة...
الحمد لله...وانت عامل ايه..
الحمد لله يا ستي...المهم...البسي كده وظبطي نفسك وانا هعدي عليكي دلوقتي...
هتفت تسأله..
ليه..هنروح فين..
مش عاوز كلام كتير يلا البسي وخلصي وانا هجيلك كمان نص ساعة بالظبط ومش عاوز شغل الستات ده وتفضلي تلبسي ساعة انت لو لبستي خيش هتبقي قمر بردو يا حببتي...يلا باي...
بعد مرور نصف ساعة بالضبط كانت اسراء تحتل المقعد الامامي بجانب ظافر الذي انبهر بطلتها لدقائق فقد كانت ترتدي بنطال من الجينز يفصل ساقيها وسترة وردية اللون وفقط ذلك الكحل الذي تحدد به عيناها الملفتتين للغاية حتى بدونه...
ايه الجمال ده...لا و ف نص ساعة بس!!...
ضحكت اسراء بقوة من كلماته الاخيرة ثم قالت...
طب هنفضل واقفين هنا كتير..ولا هنروح فين بقي..
ابتسم ظافر بهدوء ثم قال...
مفاجأة...بس انت اليوم كله معايا النهاردة انا م صدقت اخيرا رضيتي تخرجي معايا...
كانت اول مفاجأة لها عندما توقفت سيارة ظافر امام مدينة الملاهي...فهي لم تتوقع قط ان شخصية كظافر وبمكانته وطباعه تذهب لذلك المكان الذي يعتبر للاطفال فقط بل وهو بنفسه الذي اختاره...
ايه هتفضلي مندهشة كتير ...مش عاجبك المكان ولا ايه..
صفقت بيديها بسعادة كبيرة قائلة...
لا طبعا عجبني يلا بينا بقي...
يلا..
دلفا الى مدينة الملاهي ولم يترك ظافر بنفسها شئ الا وجلبه لها ولا لعبة الا جرباها سويا...تقريبا ذلك اليوم الوحيد الذي ضحكت فيه من قلبها معه دون ان يحزنها بأي تصرف...
عادت الى المنزل بذلك اليوم معها الكثير من الدمى نساء ورجال ومنهما دميتان ملابسهما صعيدية اصر ظافر ان تأخذ رجل وامرأة منهما ولم تنسي ما قاله لها...
البت ديه اسراء والواد ده ظافر...بعد م تبقي ملكي يا اسراء هيبقي متحرم عليكي تكلمي راجل غيري...هكون صعيدي وقفل ف حبك وانت كمان هتبقي امينة ف طاعتي...
اخرجها من شرودها صوت رنين هاتفها فالتقطته حتي تعلم هوية المتصل وما ان علمت حتى اسرعت بازالة عبراتها وردت علي الهاتف...
الو يا زفتة الطين انت...كل ده عشان تردي...
مش سمعاه يا حيوانة ...عاملة ايه يا اهداء..
ابتسمت اهداء بحنين اليها فها قد مر اسبوع دون ان تراها...
الحمد لله يا حببتي...وانت طمنيني عليكي بقالي كتير مجتلكيش انا عارفة...
تحشرج صوتها پبكاء وقالت...
الحمد لله يا حببتي بس انت وحشتيني اوي ...
لم تفطن اهداء الى تغير صوت صديقتها فقد طغت فرحتها على ذلك...
انا بقي عاوزة اقولك خبر هيفرحك اوى...عمرو الفارس مديري ف الشغل اتقدملى وعاوز يتجوزني...
لم يأتيها رد من اسراء حتى ظنت انها اغلقت الهاتف ...اما اسراء فكانت فى حال يرثي لها...على العكس تماما ذلك الخبر لم يسعدها قط...فقد احزنها كثيرا على صديقتها التى من الممكن ان تواجه نفس مصيرها...
وانت قولتي ايه ..
عادت الابتسامة تزين ثغر اهداء وقالت...
انا قولتله يروح لعمي رمضان ...بس لو بتسأليني على رأيي فيه يعني...ف انا بصراحة بحبه..
اغمضت عيناها تعتصرهم وتحاول السيطرة على نفسها وڠضبها وقالت...
ربنا يسعدك يا حببتي يارب...بس اوعي تتسرعي يا اهداء...خدي وقتك اوى واعرفيه كويس...فيه عيوب بتبقي من برة تحسسك انها عادية وينفع تعيشي معاها بس مع الاسف بتكتشفي انها اكبر من احتمالك بس بعد م تكوني ادبستي...
قطبت اهداء جبينها بقلق على صديقتها فمن المؤكد انها غير سعيدة مع زوجها وهذا ما تنبأت به من قبل لكنها لم تتوقع ان يصدق حسها بهذه السرعة...
اسراء مالك...انت متخانقة مع ظافر...
شهقت اسراء پبكاء لم تستطع كبحه هذه المرة وقالت...
ياريت متخانقة يا اهداء..ياريت..
ردت عليها اهداء تحاول تهدأتها قائلة...
طب اهدي بس وانا جيالك ف الطريق اهو...
اغلقت الهاتف معها وانخرطت فى بكاء عڼيف على حالها...
بالمساء ذهب عمرو الى رمضان كما طلبت منه اهداء...فهو يريد اختطافها حتى تصبح ببيته بأسرع وقت ممكن...توقفت سيارة عمرو امام المنزل الذي يقطن به رمضان ونزل من سيارته حتى يصعد الى شقته ...
وقف امام الباب ودق عليه ففتح له رمضان بعد قليل..
ابتسم رمضان بوجهه ثم قال...
ايوة يا ابني عاوز مين...
بادله عمرو الابتسام وقال...
عاوز الاستاذ رمضان...
ايوة انا رمضان اتفضل...
قالها وهو يفسح له الطريق حتى يدخل وبالفعل دخل واغلق الباب خلفه...وقف رمضان امامه قائلا...
تشرب شاي معايا..
ابتسم عمرو بحرج ثم قال...
لا شكرا متتعبش نفسك...انا عارف انى جيت من غير معاد بس انا اس...
رفع رمضان يده امامه يمنعه من اكمال حديثه وقال بدعابة...
ايه متتعبش نفسك ديه انت بخيل ولا ايه...وبعدين ولا يهمك يا ابني ايه اللى جرا يعني...ها انا بشرب شاي المغرب كده اصبلك معايا ولا ايه...
ايوة يا عمي شكرا..
دلف رمضان الى المطبخ حتى يعد لهما الشاي تاركا وراءه عمرو يكاد يجن من احتمالية ان تكون اسراء التى تربت على يدي هذا الرجل خائڼة ...
خرج رمضان من المطبخ وهو يحمل صينية الشاي ووضعها امام عمرو وقدمها له بتهذيب...ارتشف منها عمرو
ثم تركها وبدأ الحديث قائلا...
انا عمرو الفارس مدير اهداء ف الشغل...انا معجب ب اهداء جدا وحبيت ان الاعجاب ده يبقي ف حاجة رسمية وبلغتها النهاردة بس هي
متابعة القراءة