روايه رائعه بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز

 

من عليها يبقي استوت.. لو فضلت الميه علي القشره يبقي لسه ورجعها الميه تاني.. بدل ما تفتحها وتبوظ..

ابتسم بهدوء وهو يقول 

_ بجد مش عارف أشكرك ازاي..

أكمل حديثه بمغزي

_ أصل الإنسان بيتمرمط وهو عازب.. كل حاجه بتعمليها لنفسك وحاجه منتهي الحزن..

وضعت كف يدها علي فمها وتصنعت أنها تسعل في حين كانت تكبت ضحكتها علي حديثه ومغزاه الواضح

.. و فجأه وجدت نفسها تعرض عليه أن تصنع له الفطور! 

_ لو حابب ممكن أعملك أنا الفطار..

اتسعت ابتسامته بشده وهو يتمتم 

_ بجد! ياريت

انتبهت لما قالته.. فوبخت نفسها علي تسرعها قبل أن تهتف بتبرير

_ بس ده رد لبيتزا امبارح.. يعني متتعودش علي كده..

قالتها وهي تغلق باب شقتها في وجهه!.. لا يهم المهم أن قلبها يلين

_____ناهد خالد ______

_ هو أنت كل ما اسألك علي حاجه تقولي اسألي صحباتك!

قالتها رودينا بضيق عبر الهاتف وهي تتحدث مع يامن.

زفر بنفاذ صبر وهو يقول بحنق 

_ ايوه أنا ايه دخلي في لون الورد بتاع الديكور يبقي أحمر ولا بينك أنا مالي!..

ارتفع صوتها پغضب وهي تقول 

_ ويوم الخاتم برضو أنت مالك! حتي مختارتش الشبكه معايا والفستان ابعتلك صورته تقولي حلو أقولك ده أحلي ولا أجيب الكحلي تقولي شوفي أنت ودلوقتي ت..

قاطعها پغضب وهو يقول پحده مخيفه وقد تحولت ملامحه للجمود الغاضب 

_ متعليش صوتك و آه مليش دعوه كل ده شغل حريم مليش فيه.. ناقص تقوليلي احط روچ أحمر ولا أزرق!

قضمت شفتيها بغيظ وهي تتنهد بعمق كي تهدئ نفسها فهذه الطريقه الأكثر خطأ مع شخص ك يامن..

_ سوري يا يامن اتعصبت شويه بس أنا مضغوطه اليومين دول و

قاطعها پحده وهو يقول

_هعديها المره دي لأنها أول مره.. بس بعد كده متزعليش من رد فعلي.. مبحبش الصوت العالي ولما تتناقشي معايا يبقي بهدوء واحترام..

اغتصبت الهدوء وهي تجيب

_ اوكيه يا يامن اوكيه

________ناهد خالد _____

انتهت من إعداد الفطار له ورغم برودها الظاهري إلا أنها لا تستطيع النكران أنها سعيده بداخلها.. تقف بمطبخها لتصنع فطار خفيف ل غيث! من ظنت أن قصتهما قد انتهت وأنها لن تراه مره أخري.. ها هو قريب منها بل وتحضر له الطعام!.. حقا القدر دوما يفاجئنا..

خرجت بصنيه صغيره عليها طعام الإفطار له.. اتجهت لشقته ورنت الجرس ثوان ووجدته أمامها بابتسامته المعتاده.. مدت له يدها بالصنيه وهي تقول 

_ اتفضل..

أخذ منها الصينيه وهو ينظر لمحتواها بشهيه كبيره.. نعم أنه مجرد طعام خفيف للإفطار بل ومعظمه لم تفعل فيه شئ سوي نقله للأطباق.. كالجبن واللحم المدخن اللانشون و غيره.. ولكن يكفي أنها من فعلته.. نظر للبيض المسلوق وهو يقول 

_ ايوه كده ده البيض الي بجد مش الي كنت مقشره من شويه

ابتسمت ابتسامه صغيره ولم تجيبه.. واستدارت لتعود لشقتها.. فاستمعت لصوته يهتف بلهفه ورجاء 

_ طب ماتستني نفطر سوا أكيد لسه مفطرتيش..

الټفت له وهتفت ببرود جامد 

_ كده رديت عزومة البيتزا.. ياريت متتكررش تاني بقي عشان مش هقبلها

أنهت حديثها واتجهت لشقتها بصمت

نظر لها بتنهيده هادئه قبل أن يعيد نظره للصنيه بين يده وهو يبتسم بسعاده.. فحبيبته قد أعدت له الإفطار

تمتم بخفوت 

_ بشړة خير..

________ناهد خالد ____

تأنقت في ثوب أسود لامع طويل وتركت لشعرها الحريه مع لمسات تجميليه أزادت لجمالها و قفت أمام المكان المخصص لإقامة حفل خطبة يامن.. أخذت نفس عميق عميق جدا.. وزفرته علي مهل قبل أن تقرر الدخول فالأمر يشبه دخولك لمكان تتوقع أن تكون فيه نهايتك..

بالداخل

كان يقف مع أحد أصدقائه القدامي في حين انغمست رودينا في الرقص مع أصدقائها والفرحه تشع من وجهها .. حين استمع لصديقه يقول 

_ اوبا.. حلوه البنت دي تعرفها يا يامن!

نظر يامن لما ينظر صديقه ليجد فتاه ترتدي ثوب أسود لامع تدخل من بوابة الدخول

يتبع

نظر للفتاه التي دلفت للتو من بوابة الدخول تتألق بفستانها الأسود اللامع وشعرها الطليق الذي بعثت فيه نسمات الهواء.. ووجها الحسن المزين بقليل من لمسات التجميل..

أعاد نظره لصديقه وهو يقول 

_ لو عجباك بجد روح اتعرف عليها يكش تتوب علي ايدها..

نظر لها صديقه بتقييم وهو يقول

_هي بصراحه حلوه ومستبعدش أني أتوب علي ايدها فعلا.. بس هي صاحبة رودينا تعرفها يعني..

أعاد يامن أنظاره لها قبل أن يقول بجهل

_ لا مش عارف.. بس دي أول مره أشوفها.. يمكن تكون صاحبة رودينا أنا معرفش كل صحابتها..

_ طب ماتسأل رودينا عليها..

نظر له بسخط وقال

_ وليه اللفه دي ماتروح تتعرف عليها..

نظر صديقه لها مره أخري قبل ان يقول 

_ يعني شكلها جد شويه.. فقلقان تصد معايا..

_تصد ليه يابني هو أنت بتعاكسها! أنت عاوز تتعرف عليها مش أكتر..

_هي مين دي

قالها أحمد وهو يأتي من خلفهم متسائلا عما سمعه من حديث يامن 

رد يامن وهو يشير بنظره علي الفتاه التي وقفت بجانب لينا! زوجة أحمد

_ بنتكلم علي الي واقفه مع مراتك دي.. هي تعرفها منين

نظر أحمد لما يشير إليه فرأي زوجته تقف مع تالا!.. توترت ملامحه وهو يحاول أن يبدو ثابتا وأجاب 

_ دي.. صاحبة لينا.. ليه

رد صديقهما الثالث قائلا 

_ عاوز أتعرف عليها..

توترت ملامح أحمد أكثر ووجد نفسه يقول 

_ لا دي مرتبطه.. وهتتخطب قريب..

رفع يامن حاجبه بدهشه 

_ بجد!.. ملكش نصيب فيها بقي دور علي غيرها..

قال الأخيره بضحكه خفيفه وهو يطالع صديقه..

انسحب أحمد من بينهما بهدوء واتجه ل تالا و لينا

_تالا..

الټفت له وهتفت بابتسامه مصطنعه

_ ازيك يا أحمد.

أومئ برأسه بخفه وقال بجديه 

_ يامن شافك وسألني عليك..

اتسعت أعينها پصدمه وهي تبتلع ريقها بتوتر وقالت

_ سألك عليا ليه هو عرفني

هز رأسه برفض وهو يقول 

_ لأ.. واحد صاحبنا شافك وكان عاوز يتعرف عليك فسئل يامن ويامن سألني لما شاف لينا معاك وقولتله أنك صاحبة لينا..

غامت عيناها بسحاب الحزن وهي تردد 

_ كان عندي أمل يعرفني..

ردت لينا بتبرير 

_ هيعرفك ازاي بس يا تالا.. بعدين كده أحسن عشان متحسيش أنك تحت ضغط.

هزت رأسها بلا معني وهي تسأل أحمد قائله

_ هو فين أنا دورت عليه بعيني ومشفتوش!

_ علي شمالك واقف عند آخر طربيذه..

تسارعت دقات قلبها بتوتر.. لا تعلم أتنظر له!.. أستستطيع الصمود بعدها!.. ټموت شوقا لرؤيته ولكن بداخلها مشاعر كثيره متضاربه.. شعرت بيد لينا توضع فوق كتفها وكأنها تدعمها

نظرت لها بجانب عيناها بمغزي فوجدت لينا تشجعها بأعينها.. وبالفعل الټفت ببطئ شديد كي تراه وقد حدث.. أنه هناك تماما كما وصف أحمد.. يقف بجانب شخص آخر يتحدثان سويا.. يرتدي بذله رماديه فاخره أنيقه كعادته.. ومشط شعره كما كانت تحب دوما.. ولحيته التي تعشقها مازالت كما هي جميله مهذبه.. مشطت ملامحه بأعينها المتلهفه والتي امتلأت بفيض من الدموع وهي تطالع ملامحه المشتاقه إليها كاشتياق الظمأن للماء بعد الجفاف.. تساقطت دموعها دون شعور منها فوجدت لينا تحذرها قائله 

_ تالا.. تالا أنت بټعيطي الناس هتاخد بالها

انتبهت لنفسها علي حديث صديقتها فمسحت دموعها بهدوء وأشاحت ببصرها عنه فأن بقت هكذا حتما لن تتحكم في نفسها أكثر

تمسكت في يد

 

تم نسخ الرابط