مهران وشوق بقلم سعاد محمد سلامه
الغرفة .. اقترب عمر منها وجلس بجوارها وأمسك بيدها .. ووضعه يده الأخرى على رأسها وظل يقرأ ما حفظه فى الشهور الماضية من القرآن
بعد نصف ساعة فى غرفة العمليات سمع أصوات الرضيعه .. خرجت الممرضة تعطيها له وهى تلفها .. حملها بين ذراعيه ونظر اليها .. خفق قلبه بشدة واغرورقت عيناه بالدموع .. أمسك كفها الصغير بأصابعها الصغيره الرقيقة .. وأذن فى أذنها .. وقبل جبينها .. ثم الټفت الى الممرضة وسألها بلهفه
ابتسمت تطمئنه
أيوة كويسة شوية وهتخرج
اجتمع الجميع فى المستشفى وحضرت ريهام و كرم .. و سماح وأيمن وابنهما الرضيع مازن .. وكريمة و نور .. كانت سعادة الجميع غامرة بتلك الصغيره التى تبادلوا حملها فى سعاده .. اقتربت ريهام من ياسمين قائله
ياسمين هى الولادة دى حاجه صعبه
نظرت ياسمين الى سماح قائله
ضحكت سماح وقالت
لا بلاش أنا بالذات .. أنا ڤضحت الدنيا يوم ولادتى
قالت ريهام بقلق
انتوا هتقلقونى ليه بأه
وضعت سماح يدهل على بطن ريهام المنتفخة قليلا وقالت
انتى لسه بدرى عليكي .. متقلقيش نفسك من دلوقتى
وقف الأصدقاء الثلاثة معا فى الخارج .. قال كرم الذى يحمل الصغيرة
دى صغيره أوى يا عمر .. ده أنا حتى خاېف أشيلها
معلش بكرة تكبر يا كرم
ابتسم أيمن قائلا
يلا عقبالك انت كمان .. ربنا يرزقك ببنوته زيها
هتف كرم
لا أنا مش عايز بنات .. كفايه عليا واحدة فى البيت .. اذا كان واحدة ومطلعة عيني .. مش هقدر انا على اتنين حريم فى البيت .. أنا عايز ولد عشان نبقى اغلبيه ساحقه و ريهام تحس انها أقليه
ضحك أيمن و عمر الذى قال
قال كرم بمرح
ما انتوا متعرفوش اللى بيحصل فى صاحبكوا .. أنا قولت من الأول مالى ومال الجواز
قالت له ريهام الواقفه خلفه
بتقول حاجه يا كرم
الټفت اليها بسرعة قائلا
كنت بقول ل عمر و أيمن .. ما أحلى الجواااااز .. نعيم نعيم نعيم
رفعت حاجبها قائله
رحل الجميع الى بيت المزرعة .. وعاد أيمن و سماح وابنهما الى بيتهم
مخصماك على فكرة
ابتسم قائلا
ليه يا حبيبتى
قالت بدلع
عشان اللى قولته لصحابك فى المستشفى .. ماشى يا كرم مكنتش أعرف انك ندمان على جوازك منى بالشكل ده
لفها اليه ونظر فى عينيها قائلا
انتى مچنونة .. أنا اندم انى اتجوزتك .. ده انتى حب حياتى .. ده انتى كل حاجة حلوة فى حياتى يا ريهام
بجد يا كرم
بجد يا حبيبة قلب كرم ريهام
ابتسمت له وتلاقت أعينها فى سعادة .
جلس عمر بجوار ياسمين على السرير وابتسم وهو يراها ترضع الصغيره وقال
مش قادرة أصدق .. القمر دى تبقى بنتى
ابتسمت ياسمين قائله
أموره أوى صح .. وصغنونه أوى.. الټفت الى ياسمين وقبل رأسها قائلا
ربنا يخليكوا ليا انتوا الاتنين وتفضلوا منورين حياتى على طول
نظرت اليه ياسمين قائله
هنسميها ايه .. أنا احترت .. لسه ما استقرناش على اسم
قال عمر
لأ أنا خلاص اخترت اسمها
ايه هو
نظر اليها بشك قائلا
خاېف ميعجبكيش
ابتسمت وقالت
طالما انت اللى اخترته يا عمر أكيد هيعجبنى
نظر فى عينيها قائلا
نفسي أسميها عائشة
نظرت اليه
اشمعنى عائشة
نظر الى الصغيرة وهو يمسح وجهها بأصابعه وقال
على اسم أم المؤمنين عائشة .. لما قرأت عنها حبيتها أوى .. وحبيت انى أسمى بنتي بإسمها
ثم نظر الى ياسمين وقال
عجبك
وقالت
طبعا عجبنى
نظر عمر اليها قائلا
انت عمرى يا ياسمين .. ربنا يقدرنى وأحافظ عليكوا انتوا الاتنين
قالت بحنان
بحبك أوى يا أحن عمر فى الدنيا
ابتسمت ونظرت الى زوجها وابنتها بسعادة .. لم تنسى أن تحمد الله على ما رزقها .. وعلى ما عوضها به عن كل ما قاست فى حياتها فكان جزاء صبرها تلك السعادة التى بين يديها .. ودعت لوالديها بالرحمة والمغفرة .. نظر عمر الى ابنته الصغيره والى زوجته .. وقبل جبين كل منهما ولف ذراعيه حولهما وهو يعاهد الله عز وجل على أن يحافظ على تلك الأمانة التى ائتمنه عليها .. تبادلا نظرات صامته تشى بحب كل منهما للآخر وتمسك كل منهما بالآخر .. ورغبة
كل منهما فى اسعاد الآخر .. والتقت العيون لتمضى عهدا بالحب والمودة والرحمة والتسامح والمشاركة .. طوال العمر .