خطوات نحو الهاويه بقلم منال سالم
المحتويات
من عمله استقللنا الحافلة عائدين إلى مدينتنا التصقت قدماه بقدمي وشعرت بالسعادة من قربه لي لم أمل للحظة وهو يعيد على مسامعي لحظات طفولته ومشاهد مراهقته العابثة توقفت الحافلة عند المحطة الأخيرة ومعها انتهت تلك المتعة الخفية من قربنا الجميل أدار رأسه في اتجاهي قائلا بجدية.
ناردين سأشتري الطعام الجاهز لنا
لن أحملها كلها
الټفت نحوي مخفضا نظراته نحو الأكياس ثم ابتسم معقبا
أعتذر لم انتبه.
انتحبت متسائلة بحزن جلي
كيف هذا ألا يمكنك الرفض
رد بعد تنهيدة مطولة
الأمر صعب أنا أشق طريقي ناردين كيف أخبر المدير أن زوجتي ترفض سفري للخارج
اعترضت بنبرتي الباكية
ولكن...
قاطعني بحزم
ناردين توقفي!
نظرت له ودمعاتي تنساب على وجنتي وجهي بكفيه ماسحا تلك العبرات مضيفا بهدوء وقد تحولت نبرته للين قليلا
ابتسم مزاحا ليخفف من وطأة الأمر
لندعي أنها فترة خطبة جديدة كي نجدد عهود زواجنا
هكذا أقنعني حبيب ببساطة لاستسلم أمام حبي الجارف له رفعت حدقتاي الباكيتان طالبة منه
أريد ما يذكرني بك
سألني مستفهما
تذكار!
حركت رأسي قائلة
نعم
ظلت ابتسامته التي تأسرني مرسومة على ثغره وهو يقول
تنهدت بعمق قبل أن أضيف
زجاجة عطرك
بدا طلبي غريبا بالنسبة له رمقني بنظرة متعجبة متسائلا
عطري
تابعت موضحة سبب رغبتي في الحصول عليها تحديدا
أحب أن تبقى رائحتك المميزة عالقة في أنفي
رفع يده ليمررها في خصلات شعره حك مؤخرة عنقه قائلا بحرج ملحوظ
للأسف انتهت الأخيرة التي بحوزتي وكنت على وشك إلقائها في القمامة
كدت أن أصيب بالإحباط لكن أضاء عقلي فجأة بفكرة بائسة صحت وكأني أفكر بنبرة مسموعة
سأحتفظ بها مؤقتا كي تكون لي السلوى في غيابك
هز كتفيه قائلا بنفس الابتسامة الجذابة.
كما تشائين حبيبتي
أوه! كم سأفتقدك حبيب
مسح على ظهري بنعومة مؤكدا عن ثقة
ستمر الأيام
تمتمت بخفوت مواسية نفسي
سأكتب لك رسالة
سألني مستوضحا
أتقصدين من خلال البريد الإلكتروني
طالعته بعينين باكيتين وأنا أرد
لا رسالة ورقية
ابتسم مرددا بحماس ظهر عليه
كالعشاق
أومأت باقتضاب
نعم.
داعب طرف أنفي بإصبعه قائلا بنبرة مشجعة لي
وأنا سأنتظرها منك
صححت له بجدية
لا بل ستقرأها حينما تعود إلي من جديد
متابعة القراءة