غيوم ومطر بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز


تجيب ... 
سحب مقعدا للخلف بعيدا عن الطاولة وجلس عليه بتوتر ...انها الصدفة القاټلة كلاهما اختار نفس مقعده المفضل كما في السابق ...تخيلت انهما في موعد وانه يدعوها للعشاء كما في الايام الخوالي ...لكنها عادت إلي الواقع عندما دققت النظر في الطاولة الخالية أمامها ...
الجو مشحون بالتوتر والموقف اكبر من احتمالها الآن ...هما بمفردهما في مكان مغلق ...في الماضي عمر كان يتحين تلك الفرص ليريها حبه الفياض أما الآن فهو يعاملها كغريبة عنه ... 

كانت اقصى امنياته أن يأخذها بين ذراعيه ليتنشق انفاسها والآن اقصى امنياتها أن يعاملها فقط بود وينسي كراهيته لها فهى سترضى أن تظل حتى مجرد صديقة أو قريبة طالما يعاملها بود لكن لا هى تكذب هى لا تريد أن تكون صديقته انها تريد أن تكون حبيبته كما اعتادت أن تكون ... 
وجودها في منزله بدون أن تكون زوجته كان قاسېا جدا علي كليهما حتى انها كانت شبه اكيده ان عمر بدأ في التاثر بشدة هو الاخر.. كان مختلف عن جميع المرات السابقة التى تقابلوا فيها من بعد عودته ...
كان مرتبك وفقد قناعه الجليدى الذى كان يضعه.. دموعها كانت تتلألا علي وجهها مثل حبات اللؤلؤ ولا اراديا أيضا مد يده ومسح تلك الدموع ... 
تخشبت كانت تخشي الحركة او حتى النفس كى لا تضيع تلك اللحظة الساحرة ربما لو تحركت فسيستعيد عمر سيطرته علي نفسه ويتذكر من هى ... 
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن رفض تصديق انها ليست زوجته... السنوات تلاشت وكأنها لم تمر ابدا ... رفع ذقنها ليتطلع في عينيها پألم ..لأول مرة خلال فترة علاقتهما كانت تلاحظ انه يحاول الفهم ...كان يحاول سبر غور فريده الجديدة المختلفة ... مشاعرهما معا كانت محمومة فعمر تجرد في هذه اللحظة الخاصة من كل الماضى وعادت عيناه للحنان ..قلبها واصل الخفقان كالمچنون ربما ستزداد الكهرباء فيه لدرجة المۏت لكنها لم تكن تهتم طالما ستكون رؤيته وهو يضمها بلهفة اخر ما ستراه عينيها ...لكن فجأة شعرت بالبرودة تعود وعمر قفز الي الخلف كأنما لسعته حية ونظر اليها بقرف وهو يقول...
عادة التميمة بتجلب الحظ لكن انتى تميمتى للحظ السيء ... 
وبدون اضافة المزيد غادر المنزل وكأن شياطين العالم كلها تطارده 
الأحداث التالية مرت عليها وهى تتحرك مثل الالة ...كانت تقوم بالاشياء المفروضة عليها وهى متخشبة مثل الالهة الخالية من المشاعر ..
بعد رحيله ظلت علي نفس وضعها متجمدة كالتمثال لفترة غير معلومة..فقط اتصال من رشا نبهها الي الوقت ...رشا كانت مندهشة للغاية فبعد تحذيراتها القاسيه لها وجدت نفسها تجلس لساعات مع عمر بدون أن تعود لالتقاطها كما امرتها ....
جمعت الباقي من اعصابها التى تحطمت ونهضت ...لن تأخذ أي ملابس فعلي عمر اأن يحرقها ويتخلص منها ... ربما انتابها الامل للحظات

وتمنت أن يكون عمر قد لان من جهتها لكن أي فرصة لها بوجود نوف في الجوار ... 
انها قد اتخذت قرار السفر ولن تتراجع الآن .. السفر هو ملاذها الامن الذى سوف يحميها ... لقد عاشت لسنوات وهى تحمى نفسها من الألم وعندما ذاب الجليد من حولها اصبحت تشعر بالحب والغيرة وأيضا الالم ... نعم اصبحت حيه وتشعر بالحياه لكنها تتألم وبشدة الم يفوق احتمالها ... شعور الغيرة شعور فظيع مدمر ېمزق الروح ويسبب الالم الجسدى وليس فقط الالم المعنوي ....قبل اأن تغادر ارادت وداع كل شبر من منزل عمر وحفظه في ذاكراتها وعندما وصلت الي غرفه النوم وتخيلت عمر يشارك نوف فيها الغيرة نهشت قلبها...ستهرب الي ابعد مكان تستطيع الوصول إليه فربما الوقت ينسيها حبها كما فعل عمر ....
رفعت عيناها إلي موظفة البعثات وكررت ببلاهة ...
موافقة الزوج ... 
اومأت الموظفة برأسها ...
ايوه يا دكتوره مطلوب عشان السفر جواز سفر صالح وموافقه خطيه من الزوج متوثقه في الشهر العقاري و... قاطعتها بإحراج ... 
انا مطلقه ..
الموظفة مجددا تفهمت تساؤلاتها واحراجها فقالت بتفهم وصبر..
فهمتك يبقي محتاجين موافقة ولي امرك والدك او اخوكى مثلا ...لكن بطاقتك لسه مكتوب فيها انك زوجة عمر فخري نجم يبقي لازم تغيري البطاقه وتكتبي فيها مطلقه ...هتروحى السجل المدنى بقسيمة طلاقك وتطلبي تعديل البيانات هذه المره صاحت بفزع ...
قسيمة ايه انا معنديش قسيمة.. سألتها باشفاق ..
انتى لسه متطلقه قريب ... هزت رأسها بالنفي ..
لا مطلقه من اربع سنين هذه المرة كان دور الموظفة لتفتح فمها ببلاهة ..
اربع سنين ومعندكيش قسيمه ليه ... صمتت بمراره بماذا ستجيبها ... هى لا تملك أي اجابة لم يخطر في بالها من قبل موضوع القسيمة فلم تحتاج اليها ابدا من قبل ...بالفعل عند الطلاق يقوم الزوج بارسال قسيمة الطلاق لكنها لم تتلقي أي شيء ...هل تلقتها والدتها واخفتها عنها ... عمر لم يرسل لها القسيمة وهذا يتركها قانونيا زوجته ...شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها أمام
 

تم نسخ الرابط