غيوم ومطر بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز


عمر الي غرفتها ... حياها بأدب ثم قال ... انتى متغديتيش ليه ....
اجابته بحذر ... اكلت ...لاحظت انه اغلق عينيه كأنه يخفى مشاعره عنها ثم قال ... انا عارف انك لما بتتوتري ما بتاكليش ...فريده صدقينى من هنا ورايح انا مش هأذيكى تانى لكن لازم تاكلي ...عندى شغل ضروري لمدة اسبوع هنا وبعدها هنرجع القاهره وهناك صدقينى هترتاحى منى للابد...

يا الله لماذا لم يتجرأ ويخبرها صراحة عن نيته في طلاقها ...لماذا هربت منه الكلمات واصبح يلف

ويدور حول موضوع فراقهما ...
مد يده اليها فقبلتها علي استحياء وقادها بصمت الي طاولة الطعام... ربما بعد اسبوع سيتخلص منها الي الابد ...لكنها ستتمسك بأخر فرصه في استعادة حبه خصيصا انه وعدها ان يكف أذاه عنها وهو دائما يفي بوعده...
مر اسبوع اثنان بل ثلاثه وعمر يعاملها بأدب وتحفظ ...الم يخبرها من قبل انهما سوف يرحلان بعد اسبوع واحد...الاسابيع كانت بمثل اعلان الهدنه وعمر لم يحاول استفزازها او اهانتها كما وعدها وهى كانت كالتى تمشي رؤس اصابعها خشية اغضابه ..لقد اعاد الخادمة الي عملها وهى قضت وقتها في التفكير ..مع انها لم تخرج منذ قدومها الي دبي سوى مرة واحده الا انها لم تعترض ...في تلك المره اليتيمه عمر اخبرها بضرورة ذهابهما الي مشفي قريب لاجراء بعض التحاليل الخاصه بتأشيرتها ...بعد ان انتهت التحاليل فوجئت به يقول ... انتى مشفتيش دبي ...هخدك في جوله
اليوم مر كالسحر وعمر عاملها بلطف زائد ..كم افتقدت حتى جلوسها الي جواره في سيارته ...افتقدت خروجهما سويا ودعوته لها لتناول الطعام في الخارج ...وعمر تجرد ليوم كامل من كراهيته لها وعاد يحمل الكثير من عمر القديم ..ليت اليوم لا ينتهى ابدا فتجولهما وهو يتأبط ذراعها كان وكأنه اعاد الحياة اليها .... افتقدت ذرات جسدها للمسته الحانيه وافتقد عقلها اهتمامه وافتقد قلبها حبه ... تخلي عن سائقه وقام هو بالقياده طوال جولتهما كم احبت دبي ليس فقط لانها تلك المدينه الشهيره بمبانيها واسواقها ولكن لانها الان شهيره بذكريات جديده سوف تقضى الليالي في تذكرها عندما تحين ايام الجفاف ..نظرات الغيره في عيونه لم تخفي عنها فكان يطلق الشررمن عيونه عندما يلاحظ ان احدهم يطيل النظر اليها ويحميها بيديه ويوفر لها ممر امن تمر من خلاله عندما يضطران للمرور في الاماكن المزدحمه ..هل من الممكن ان يكون يحمل كل تلك ڼار الغيره ولا يكون يحبها ..اه يا عمر لقد اتعبتنى واتعبنى هواك ومع نهاية اليوم شعرت انها كسرت العديد من الحواجز لاول مره يقترب منها او يمسها من بعد تلك الليلة السوداء ...علمت جيدا انه يحارب كى يسيطر علي نفسه فنظراته فضحته حينما اوصلها لباب غرفتها لكنه سرعان ما انصرف ...ولكن مع التقائهما في اليوم التالي علي مائدة الافطار لاحظت انه عاد لتحفظه السابق ...
انها لا تريد الخروج من الجنه لكنها تنتظر بفارغ الصبر لحظة مواجهتها مع فاطمه ولكن كيف ستخبره بشكوكها وتغامر بتعكير الصفاء بينهما ... اي كلام في الماضى الان هو بمثابة صب الملح علي چروح خامده ولكنها لا تريد ان تتعفن تلك الچروح وهى مدفونه في اعماق قلبها ... محمد اخبرها انه سيسافر الي القاهره في اجازه طويله الاسبوع القادم .. واخبرها انه ينتظرها ولن يرحل دونها فهى في الاساس سبب طلبه لعطلته السنويه في غير موعدها...بالتأكيد انها تحتاج لدعم محمد في الفتره القادمه هنا وفي مصر ..وجدت نفسها تسأله... هنسافر مصر امتى
فوجئت به يتوقف عن الطعام ويسألها بتجهم ... مستعجله اوى 
هزت رأسها بالنفي ... ابدا لكن عندى شغل مهم ... ابتسم بمراره وهو يقول .. طبعا الدكتوره فريده وراها شغل ...اخر يوم في شغلي النهارده ...هنسافر بكره وهتخلصى منى للابد..
لقد فهم سبب سفرها بالخطأ كالعاده ...لديها العديد من الاشياء السيئه التى تستحق عنها العقاپ ..ما الفارق اذا ما اضيفت سيئة اخري لرصيدها ...
ستتحمل مره بعد ثم ستتحرر من هذا الکابوس الي الابد
لابد من مواجهة فاطمه ...ربما شهد تعلم كيف تصل اليها ...ستفاجأها بزياره في محل عملها وربما تفضحها امام الجميع ... تلك الحيه ذات الاجراس سممت افكارها وتسببت في صدع كبير في حياتها الزوجيه ثم اجهزت علي الباقي عندما كذبت علي عمر ..لكن كيف وصلت اليه كانت تغلي من الداخل كلما تفكر في فعلة فاطمه لكنها مضطره للتظاهر بالاسترخاء ...ارادت الهاء نفسها والسفر بأفكارها بعيدا عن فاطمه فسألته بغباء ... ايه اخبار نوف 
اجابها بسخريه عجز عن كتمها .... حابه تجهزى فستان الفرح ولا ايه هى من عبثت بهدنتهما لذلك لا حق لها في التذمر ...قالت بغيظ ... اكيد لا تفتكر انى هقدر احضر ..اكمل

سخريته قائلا .. ليه لا... انتى اتخطبتى منى وانا كنت واخد الموضوع فري ايه المانع انك تحضري وتباركلنا ... احنا كوبل مختلف ...نظرة الالم علي
 

تم نسخ الرابط