مزيج العشق المر بقلم سامى المصري
المحتويات
من أجله غياب عقله وحين تحقق مطلبه كان على الجسد أن يذعن للعقل الذي أرهقته المعافرة ليتوه في عالم يعلم الله وحده متى يعود منه
انتبهت على صوت المسعف وهو يمد يده اليها بمتعلقاته تناولت دبلته الفضية لتتفاجيء أنها ذاتها القديمة المنقوش عليها حروف اسمها
شهقت في قوة وهي تدفنها في كفها وتنظر اليه بكل هلع العالم
لا تفعلها يا يوسف
لاتذهب
لاتخن وعدك هذه المرة
هناك الكثير لم أخبرك به بعد
STORY CONTINUES BELOW
على مقعد قريب من فراشه جلست تتأمل ملامحه فى هدوء
اعتادت على تلك الأجهزة والاسلاك البغيضة التى اصبحت تحيط كل انش بجسده فلقد رافقته طيلة غيبوبته التى تخطت الاسبوع حاليا
علمت سره الذى طالما اخفاه وظل يتعذب به وحده لسنوات كم ضغطت عليه لكى يبوح به ورفض
والان فقط علمت لماذا كان يرفض
عاصرت بعضا من كوابيسه حين كان ينهض من نومه مڤزوعا ليطلب منها فقط ان تحتضنه دون كلمة واحدة كان يتشبث بها كطفل يخشى فقدان امه وامانها
مررت يدها على وجهها فى حزن
مش عاوز تفتح عيونك بقا يا يوسف وحشتنى
ومالت اليه اكثر لتضيف فى خفوت
هوا انت هتكدب عليا المرة دى كمان مش قولت انك عندك يقين ان احنا لبعض ايه خلاص قررت تستسلم بالسهولة دى
انا كمان كدابة انا بحبك بحبك بحبك اكتر من روحى يا يوسف عمرى ما بطلت لحظة انى احبك ولا لحظة واحدة حتى وانا فاكرة انك انك خنتنى كنت عارفة انه ڠصب عنك بس حبى ليك كان اكبر من انه يسامح فى حاجة زى دى حتى لو ڠصب حبى ليك رفض ان ابنك يسكن فى رحم ست تانية غيرى
وابتسمت فى حزن وهى تمسك كفه
انا عمرى ما ندمت ابدا انى حبيتك اصلا حبك كان قدر مفيش منه هروب حتى لو كان حبنا غريب محدش يقدر يفهمه ارجعلى يا يوسف ارجعلى ومش هنضيع لحظة فى البعد تانى اوعى تحسسنى ان خلاص الاوان فات
لو سمحتى يا مدام كدة كفاية
اقتربت منه بخطوات واقترب هو مثلها حتى اصبحا متقابلين فهتفت وهى تتمعن به
فارس معقولة
ابتسم قائلا
ازيك يا ايلينا
عقدت حاجبيها تسأله
انت بتعمل ايه هنا بتزور حد من قرايبك
اشاح بوجهه لحظات لم يعد هناك داع لانكار اى شىء بعد الان
نظر اليها من جديد
مالت برأسها الى اليمين فى حيرة
هوا يوسف قريبك معقولة
تنفس فى عمق وهو يجيبها بوضوح
بصى يا ياايلينا يوسف صاحبى ومن زمان قوى وانا مش مدرس زى ما انتى فاهمة انا عندى شركة امن خاصة ومعروفة و
قاطعته بكفها وهي تدقق النظر فيه
استنى استنى استنى ايه اللى انت بتقوله ده اومال ليه قولتلى انك مدرس و
وصمتت لحظات وهى تشرد بعينها بعيدا محاولة ترتيب افكارها فابتسم فارس ليريحها من عناء التفكير
اللى انتى بتفكرى فيه صح يا ايلينا انتى مغيبتيش عن عين يوسف لحظة من ساعة ما خرجتى من قصره واما لقا الدنيا ضاقت عليكى قال يضرب عصفورين بحجر تستفيدى بايجار الشقة وكمان يحميكى
تدلى فكها فى عدم تصديق فواصل فارس
انا كنت بدى يوسف تقارير يومية عنك كان عارف معاد خروجك كل يوم وكان بيقف بعيد بس عشان يشوفك فاكرة فؤاد انا وقتها مكنتش فى الشقة كنت لسة تحت بشترى شوية حاجات هوا كلمنى خلانى طلعت وبعد كدة كان واقف بعربيته استنى فؤاد لما نزل واداله علقة مۏت وأكيد انتى تعرفى بعد كدة بخساير فؤاد فى البورصة كله كان من تحت راس يوسف
وكأنه حلم او رواية
لاتصدق ما تسمعه بالفعل فكل ما يحدث يفوق تصوراتها
أمسكت جانبى جبهتها للحظات رفعت بعدها رأسها الى فارس قائلة
بس انت انت طلبتنى للجواز يوسف عارف ده
مسح على وجهه وقال فى احراج
انا اسف بس هوا اللى طلب منى ده عشان يعرف اذا كنتى لسة بتحبيه ولا لا وحتى لما عمل اللى عمله كان كل همه انك تقدرى بس يعنى ايه كلمة ظروف وكان فاكر انك بكدة هتسامحيه يعنى بالنسباله الموضوع كان زى مقلب من المقالب الكتير اللى اتعودتو دايما تعملوها فى بعض
تعالت انفاسها ونظرت الى الباب حيث يرقد يوسف خلفه وهتفت فى ضيق
مقلب!! غبى غبى يا يوسف انا هحاسبك على كل ده بس تقوم
تنهدفارس وهو ينظر الى غرفة يوسف
انا عارف يوسف من سنين يا ايلينا عمرى ما شوفته حب حد اصلا فى حياته ولا اتعلق بحد غيرك
ظلت تنظر الى الباب
وهل تحتاج لمن يشرح لها كم يحبها
هى تعرف
تتيقن
لم تشكو يوما من عنفوان حبه بل شكواها دوما من طريقته الغريبة فى العشق تمنت حقا الا تكون قد علمت بكل شىء بعد فوات الاوان
نهضت من على طرف الفراش في تثاقل
نظرت الى حقيبتها التي جمعت بها كل ما يربطها بالمكان
الان ستودع قصر البدري للابد
ستودع عائلتها وكل ذكرياتها وتجتر فقط ذنبها معها الى حيث تذهب
تحاشت النظر في المرآة وهي تمد يدها الى رباط شعرها لتجمع به خصلاتها باهمال
لم تهتم بما تطفل من شعرها على جبيبنها او وجنتها ازاحته في عڼف الى الخلف
سقطت نظراتها على صورته
التقطتها بكف مرتعد وهي تتذكر القاءه ليمين الطلاق
فقط فتح جناحها ولم ينتظر أن تلتفت له هي لم تكن لتفعل
هي
عاجزة عن مواجهته
أغمضت عينيها في قوة وانتظرت اطلاق الړصاصة التى القاها بالفعل وخرج دون
أن يضيف كلمة واحدة
لم يعاتبها
لم ينهرها
كل ذلك لم يعد له قيمة تماما مثلها
مچرمة
مذنبة وتستحق المۏت
أثبتت انها بالفعل أخذت جينات الخېانة من أمها بجدارة
اي عقاپ يمكنهم أن يلحقوه بها لتستريح
طالعت الصورة في حزن وكفها توقف في منتصف الطريق حيرة بين ان تعيدها الى مكانها أو تأخذها معها
انتهى صراعها سريعا وهي تدس الصورة في حقيبتها هي لن تفر من الماضي على كل حال بل من الأجدر أن تصطحب معها كل ما فعلته لتنال حصتها من العقاپ
ستتأمل صورته كل يوم وهي تعرف انها لن تلقاه مجددا بل أنها حادثت صوفيا بالأمس وأخبرتها عن كل شىء كأنها ټعذب نفسها أكثر
لم تعشق رجلا في حياتها سواه وستقضي ما بقي لها من عمر على ذكرياتها الضئيلة بقربه
ابتسمت في ألم وهي تجر حقيبتها في استسلام
جيد أن أهل القصر جميعهم الان لدى يوسف فهي لم تعد تملك ذرة شجاعة تواجههم بها
شىء واحد فقط هي ماتمنته بالفعل في تلك اللحظة
وداع ظنت أنه ربما لازال لديها الحق فيه
أغلق حقيبته في هدوء لا يناسب كل هذا الصخب داخله او حتى حوله !!
حقائق امطره القدر بقسۏتها ويعجز حتى الان عن استيعابها
عاش عمرا بأكمله على عشق صاغه خياله من قصة نسجها عمه لوالديه
عاش عمرا بأكمله يتخيل كم الهيام الذي سقطت فيه والدته لټموت كمدا بعد مقټل أبيه في عمله كم تمنى لو تزوج امرأة في وفائها
والان انهار كل شيء والغيام قد انقشع فالأم خائڼة وقاټلة و
تأوه بقوة وهو يجهش پبكاء مرير فلم يعد في حياته حقيقة واحدة يمكنه أن يسلم بها
فلا أم ولا حبيبة ولا أخت
من تبقى في هذه الدنيا لم يخنه !!!
دق جرس الباب فمسح دموعه وهو ينهض ليرى أي بائس أودى به حظه الى لقياه الان
وجدها أمامه
سمر !!!
من فتحت أبواب الچحيم على الجميع وأولهم نفسها
أخفضت رأسها لحظات فتنحى جانبا ليفسح لها الطريق ويغلق خلفها الباب
وقفا في مواجهة بعضهما للحظات
أخذ يفرك كفيه ببعضهما وهو يرمقها في سخط قبل أن يرفع يده فجأة ويهوى على وجهها بصڤعة مدوية
وكأنها كانت على اتم الاستعداد لهذا
توازنت رغم المها
لم تتأوه مطلقا
زمرت شفتيها بقوة قبل أن تعود لتنظر اليه وهي تدلك خدها
متأخر أوي يا حسام متأخر أوي القلم ده القلم ده مش عشان غلطي الالم ده بيمثل وجعك انت
امسك كتفيها يهزها بقوة وصوته يتهدج من محاولته منع نفسه من البكاء
كان ممكن منعرفش كان ممكن كل ده كان اندفن معاهم كان ممكن يفضلو في عينينا زي ما كانو طول عمرهم انتي ډمرتي كل حاجة
سمحت لعبراتها الساخنة بالهطول وهي تهمس في ۏجع
ملقتش حد يطمني بعد اللي سمعته من عمي وكلامه لمراته الله يرحمها تفتكر كان عقلي ممكن يصدق على ابويا وامي حاجة وحشة
دفعها بقوة
كنتي اسأليني كنت انا وانتي واجهناه وسمعناه وعرفنا منه
اغمضت عينيها للحظات تبتلع غصة في حلقها قبل أن تقول
عمري ما لقيتك طول عمري لوحدي انا ملحقتش اشوف ابويا وامي وعمي رباني زي ما اكون امانة مستني يخلص منها كل حاجة كانت ممنوعة عليا
واضافت بابتسامة موجعة
اتاريه كان خاېف ابقى زيها منعني من الاختلاط بالناس لا كان ليا اصحاب ولا حد اصلا كان بيهتم بيا حتى انت يا حسام مكنتش بتشوف في حياتك غير شغلك وايتن لما كنت بتسألني عن احوالي كنت بتسألني تقضية واجب انت حتى ملاحظتش ان حياتي مع زين مكنتش طبيعية ولا حتى جوازنا كان بشكل طبيعي
قطب حاجبيه وهو يشير بكفه الى صدره في استنكار
انتي جاية دلوقتي تشيليني انا الذنب انك ساذجة وانضحك عليكي ده كمان ذنبي
هزت رأسها في ألم
لا مش ذنبك بس انا وقتها ملقتش حد اخد رايه وأثق فيه عمري بعد ماسمعت من عمي اللي سمعته ماكنت أتخيل أن حكايتهم كانت كدة انا مش بشيل حد الذنب يا حسام صدقني انا برضه دفعت من كرامتي وۏجعي كتير ولسة هدفع
رمقها من اعلى لاسفل قبل أن يسألها في ضيق يحاول أن يتحكم به بصعوبة
انتي عاوزة ايه دلوقتي
واضاف وهو يهتف في قوة
انا بلعنك عارفة يعني ايه بلعنك انا مش عارف دلوقتي اعمل ايه اخدك في حضڼي نواسي بعض في مصيبتنا ولا اقټلك بايدي على اللي انتي عملتيه
مسحت عبراتها وهي تجيبه في هدوء
لا ده ولا ده يا حسام وقت الاتنين عدى خلاص انا بالنسبة للكل دلوقتي مجرد ذنب انا زين طلقني ومبقاش ينفع خلاص افضل موجودة في البيت اكتر من كدة زي ما انت ما قررت تبعد انا كمان هبعد محدش فيهم بقا مستحمل وجودي حتى لو ادعو العكس انا عدلت تكليفي وهنقل شغلي خلاص البحر الاحمر
وضع يديه في خصره
يعني جاية تبلغيني !!
تراجعت خطوة وهي تقول
لا انا كنت جاية ادور على حاجة لا عمرها كانت ولا دلوقتي منطقي انها تكون موجودة انا محدش فيكو هيقدر يسامحني لاني حتى مش بقدر ابص في المرايا من احساسي بالذنب انا كنت جاية عشان محتاجة حضنك يا
متابعة القراءة